على فريق الحوار من جمعيات الائتلاف أن يلتحم مع تيار الفاتح للدفاع عن الصيغة الدستورية التي توافق عليها شعب البحرين، كما عليهم أن يلتحموا معاً لمنع ابتزاز المتحاورين معهم عبر ورقتي الإرهاب والتدويل اللتين تحاول الجمعيات الست الضغط على فريق الحوار بهما.
وذلك يحتاج لتواصل وعلى تيار الفاتح أن يضغط على جمعيات الائتلاف وفريق المتحاورين عبر مجالسه الشعبية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي كي تفتح جمعيات الائتلاف قاعاتها وأبوابها للحديث عن الحوار، فذلك مصير سيحدد مستقبل الشعب البحريني كله.
الجمعيات الست حين تقدمت بصيغة دستورية ما هي إلا واحدة من عدة نماذج ديمقراطية وليست الوحيدة، وتريد أن تفرضها على شعب البحرين باعتبارها مطالب شعب البحرين دون تفويض منا، ورغم أنها باتت تعرف أن هناك رفضاً شعبياً واسعاً لهذه الصيغة، ورغم أن محاولات ابتزاز السلطة لم تفلح لإقصاء الشعب البحريني والانفراد بها، إلا أنها ظلت في تواصل مع قواعدها الشعبية لتتخذهم ورقة تساوم بهم ومن خلالهم على الضغط على جمعيات ائتلاف الفاتح وعجزت تلك الجمعيات عن استخدام نفس الورقة وهي ورقة الجموع الشعبية.
الآن تحاول الجمعيات الست أن تنفرد بجمعيات الائتلاف وعزلها عن جموعها عبر التهديد بسقوط ضحايا وعبر استجداء التدخل الأجنبي، والتكتيكات التفاوضية العقيمة والمكشوفة.
ستحاول الجمعيات الست تدويل «دوار الحوار» قدر استطاعتها، ستقترح خبراء دستوريين أجانب، ثم ستقترح استشارات أجنبية. وكل مرة بمسميات مختلفة، المهم أن يدخل طرف أجنبي يساعدها في الضغط على جمعيات الائتلاف للقبول بصيغتها، بعد أن عجزت عن تدويل الحوار عبر الضغط على السلطة فقط، وحين دفعها المجتمع الدولي للجلوس مع شركائها في الوطن تعلقت بعباءتهم لإدخالها مرة أخرى معهم في القاعة، وكأن فطاحلهم لا يملكون قدرة الإقناع.
وهنا يأتي دور تيار الفاتح وجمعياته الائتلافية بالتصدي لهذه الورقة وبعدم قبولها ورفضها رفضاً حازماً وذلك عبر حراك شعبي مستمر ومتواصل لا عبر مؤتمر صحفي يتيم ثم انقطاع تام عن القواعد الجماهيرية.
ثانياً ستحاول الجمعيات الست الآن المماطلة في الحوار، ستعيد الحوار في كل مرة إلى المربع الأول، ستحاول بتكتيكات مكشوفة، مثل إضاعة الوقت وإطالة مدة الحوار لتخفف الضغط الدولي عليها لإثبات أنها مازالت في الحوار مع بقية القوى السياسية ولم تنسحب لكنها ستعمد إلى إضعاف وإرباك وملل ائتلاف جمعيات الفاتح بعد أن تسلط على رقابهم سيف الإرهاب في الشارع لتقبل بالصيغة الدستورية التي تعرضها في «دوار الحوار».
على جمعيات الائتلاف عدم الخضوع للابتزاز بأوراق الضحايا، فتيار الفاتح أحرص ما يكون على سلامة أبناء البحرين على عكس موقف الجمعيات الست، وسلامة الشباب، وأن تكف جمعيات الائتلاف باستجداء بيانات إدانة العنف من الجمعيات الست فلن يحصلوا عليها، لأن الجمعيات الست (تترزق) أصلاً من ضحايا العنف، فكيف ستدينه؟ الجمعيات الست بدون (جثة) لا تملك ورقة ابتزاز، الجمعيات الست تنتظر سقوط ضحية جديدة كي ترتبك جمعيات الائتلاف وتبدو وكأنها هي من لا يعبأ بسقوط الضحايا، الجمعيات الست تنتظر سقوط ضحايا من أجل أن تقحم التدخل الدولي وتفرض على شعب البحرين صيغتها، وهذه هي المفارقة، فأكثر الرابحين من سقوط الضحايا هم الجمعيات الست، وهو عرسهم، وأكثر الحريصين على عدم سقوط ضحايا هم جمعيات ائتلاف الفاتح الذين يطلبون من الله أن تنتهي كل مسيرة على خير دون سقوط ضحية لأنهم يعرفون أنها ورقة ابتزاز تمارس عليهم، أما إنزال الدموع وادعاء التأثر فذلك لزوم ما يلزم.
فلا تشعر جمعيات الائتلاف أن سيف الإرهاب مسلط على رؤوسها وهي في الحوار، بل على جمعيات الائتلاف أن تنزع هذه الورقة من يد الجمعيات الست حتى يتساوى الطرفان، ولا تغفل عن التواصل مع جماهيرها لخلق رأي عام شعبي يتصدى للابتزاز بالعنف وبالإرهاب.
ومثلما تشجع الجمعيات الست على الإرهاب عبر منبرها الديني وتكتفي باستخدام كلمة (سلمية) مكتفية «بوثيقة لاعنف»، على جمعيات الائتلاف أن تكتفي بعبارة إدانة العنف «من كل الأطراف» إن كان الأمر لا يزيد عن مجرد عبارات، وتلزم الدولة عبر حراكها الجماهيري أن تفعل كل أدواتها الشرعية والدستورية من أجل إحلال السلامة الوطنية في مناطق الإرهاب حتى يتحاور المتحاورون دون ضغط من طرف على آخر.
نحن مع الوصول إلى حالة توافقية ومع نجاح الحوار ومع استمرار كل الأطراف دون انسحابات، لكنه حوار يجب أن يتم بلا ضغط وبلا لي للذراع وبلا ترهيب للمتحاورين، حوار يتساوى فيه المختلفون في الآراء أمنياً فلا يشعر طرف أنه مهدد من الآخر.
من يستخدم ورقة «الإرهاب» في الحوار عليه أن يتحمل استخدام الطرف الآخر لورقة الأمن و«السلامة والوطنية»، ورقة مقابل ورقة، وتذكروا أن الائتلاف لم يبدأ باستخدام ورقة السلامة إلا بعد أن استنفد كل طاقات الصبر، وخوفاً من تطور الأمر والوصول إلى حالة من الفوضى.
إن إرادت البحرين أن يتم الحوار في أجواء طبيعية وأن يأتي التوافق عبر الاقتناع، فلابد أن يتجرد الطرفان من أوراق الابتزاز، وأن تجلس الأطراف المتحاورة على قدم المساواة باحترام بعضها البعض واحترام ذكاء بعضها البعض.