معظم ما يقوله أمين عام الوفاق في خطاباته وحتى خطابه الأخير كلام ممتاز، لو على الكلام لكانت الثورة اكتسحت من يومها الأول لأن الكلام معقول جداً؛ كرامة وحرية، هل يمكن الطعن في الكرامة والحرية كأفكار؟ من الضروري أن نقول إن كلام علي سلمان الذي يكرره في كل بيان وخطاب لا غبار عليه؛ عدالة اجتماعية، توزيع عادل للثروة، مساواة، نظام ينبذ الطائفية والقبلية، لكن شركاء الوطن الذين يريد سلمان أن يجتمعوا معه على هذه الشعارات الجميلة جداً يرون في أنفسهم سنة إيران وليبرالييها وشيوعييها الذين عذبهم وأعدمهم وشردهم الخميني أول ما تمكن من مفاتيح طهران.
الغريب أن الجماعة عندنا يؤمنون تماماً ويقولونها بالفم الملآن أن إيران ديمقراطية؛ بل بعضهم يتمنى لو نصل لنصف ما وصلت له إيران من ديمقراطية!! وإيران قطعاً ليست كذلك كما نعلم، الحقيقة أننا نعجب لازدواجية الدعوة للحقوق والديمقراطية والتعلق الطفولي بنموذج إيران والدفاع المستميت عنه، إذاً لو رئيس الحكومة المقبل يرى في إيران ديمقراطية هل يمكن أن نسمح بتغيير يوصله للحكومة ويسمح له أن يعمل أفكاره عن الديمقراطية ويحولها لمشروع سياسي لا خلاص منه كما هو الأمر في إيران؟
وأنت تقرأ التاريخ الإيراني منذ حدوث الثورة؛ ترى الخميني أسس دولة واجهت أمريكا -كما هو ظاهر- وحاربت إسرائيل -كما تقول- وأشاعت مبادئها وبشرت بها في أقطار الأرض؛ لكن أين عنصر الثقة؟ كيف يمكن أن تقف مع “خميني” جديد وتثق به وتؤازر ثورته التي تحمل ذات الشعارات الجميلة وذات الكلام المعسول؟ الخميني لم يقل للإيرانيين إنه سيحكمهم بالحديد والنار وإن معتقلات الشاه ستظل كما هي بل ستغدو أسوأ، وإنهم يوماً ما سيقفون في طوابير -بكل حرية وكرامة- للحصول على دجاجة مثلجة، قد لا يحصلون عليها. في إيران لا فرق بين سني وشيعي صحيح؛ فكلاهما معرض للاعتقال والتعذيب البشع أو القتل إن تجاوز الحدود، والتي بالمناسبة ليست مرسومة بل تكيف بحسب رغبة المتشددين حكام طهران.
أول ما تفعله قيادة الثورة في منظومة الولي الفقيه هو تصفية المختلفين ليبقى العنصر الثوري نقياً، لا مكان في إيران لأكثر من صوت واحد لا يعلو عليه أي صوت؛ المرشد وأعوانه المتشددين، وحتى في فترة تولي الإصلاحيين للحكومة لم يتغير شيء، ظل الإيراني يشعر بالتهديد لمجرد أنه يعتنق فكراً غير فكر قيادته الروحية، أنت حين تختلف معهم فأنت تختلف مع الله، تعالى الله عما يصفون.
الحقيقة أنه وفي كل مرة أسمع شعارات تصدر عن زعامات الوفاق أتمنى لو كانت حقيقية، من يكره العدالة الاجتماعية ومزيداً من الحريات وتوزيعاً عادلاً للثروة وقضاء على الفساد والتمييز بأشكاله؟ من يكره؟ إنما العاقل لن يسمع ماذا يقال بغض النظر عمن قال، من يقول هذا الكلام سيف في غمد المرجعية، والمرجعية سيف في غمد آخر ولك أن تعمل عقلك لتعرف أين ينتهي هذا التسلسل المراجعي.
نحن ومنذ بداية الأزمة في فبراير الماضي قلنا وكررنا أننا لن نقبل أن نكون عراقاً آخر، في الواقع نحن لن نقبل أن نكون نسخة مصغرة عن إيران، وفي الواقع نحن نرفض مشروعاً أحادياً في هذا البلد لأننا نعرف إلى أين يقودنا بالضبط. نريد مساواة كاملة في الحقوق والواجبات ولا نرتضي تفرقة أو تمييزاً بين سني وشيعي، نريد صون حرياتنا ومكتسباتنا الحقوقية، نريد أن نكون واحة فعلية للحرية السياسية المتزنة المسؤولة ولحقوق الإنسان، نريد أن نتطور في هذا الاتجاه لأننا قبل أي اعتبارات نحب البحرين ونبغي لها الخير والاستقرار، لهذا السبب تحديداً لا نريد المشروع الوفاقي ولا أن نتبع النموذج الإيراني، لا بد أن هناك طريقاً آخر يوصلنا لأهدافنا دون أن نسقط على وجوهنا في حفرة الديمقراطية الإيرانية.
{{ article.visit_count }}
الغريب أن الجماعة عندنا يؤمنون تماماً ويقولونها بالفم الملآن أن إيران ديمقراطية؛ بل بعضهم يتمنى لو نصل لنصف ما وصلت له إيران من ديمقراطية!! وإيران قطعاً ليست كذلك كما نعلم، الحقيقة أننا نعجب لازدواجية الدعوة للحقوق والديمقراطية والتعلق الطفولي بنموذج إيران والدفاع المستميت عنه، إذاً لو رئيس الحكومة المقبل يرى في إيران ديمقراطية هل يمكن أن نسمح بتغيير يوصله للحكومة ويسمح له أن يعمل أفكاره عن الديمقراطية ويحولها لمشروع سياسي لا خلاص منه كما هو الأمر في إيران؟
وأنت تقرأ التاريخ الإيراني منذ حدوث الثورة؛ ترى الخميني أسس دولة واجهت أمريكا -كما هو ظاهر- وحاربت إسرائيل -كما تقول- وأشاعت مبادئها وبشرت بها في أقطار الأرض؛ لكن أين عنصر الثقة؟ كيف يمكن أن تقف مع “خميني” جديد وتثق به وتؤازر ثورته التي تحمل ذات الشعارات الجميلة وذات الكلام المعسول؟ الخميني لم يقل للإيرانيين إنه سيحكمهم بالحديد والنار وإن معتقلات الشاه ستظل كما هي بل ستغدو أسوأ، وإنهم يوماً ما سيقفون في طوابير -بكل حرية وكرامة- للحصول على دجاجة مثلجة، قد لا يحصلون عليها. في إيران لا فرق بين سني وشيعي صحيح؛ فكلاهما معرض للاعتقال والتعذيب البشع أو القتل إن تجاوز الحدود، والتي بالمناسبة ليست مرسومة بل تكيف بحسب رغبة المتشددين حكام طهران.
أول ما تفعله قيادة الثورة في منظومة الولي الفقيه هو تصفية المختلفين ليبقى العنصر الثوري نقياً، لا مكان في إيران لأكثر من صوت واحد لا يعلو عليه أي صوت؛ المرشد وأعوانه المتشددين، وحتى في فترة تولي الإصلاحيين للحكومة لم يتغير شيء، ظل الإيراني يشعر بالتهديد لمجرد أنه يعتنق فكراً غير فكر قيادته الروحية، أنت حين تختلف معهم فأنت تختلف مع الله، تعالى الله عما يصفون.
الحقيقة أنه وفي كل مرة أسمع شعارات تصدر عن زعامات الوفاق أتمنى لو كانت حقيقية، من يكره العدالة الاجتماعية ومزيداً من الحريات وتوزيعاً عادلاً للثروة وقضاء على الفساد والتمييز بأشكاله؟ من يكره؟ إنما العاقل لن يسمع ماذا يقال بغض النظر عمن قال، من يقول هذا الكلام سيف في غمد المرجعية، والمرجعية سيف في غمد آخر ولك أن تعمل عقلك لتعرف أين ينتهي هذا التسلسل المراجعي.
نحن ومنذ بداية الأزمة في فبراير الماضي قلنا وكررنا أننا لن نقبل أن نكون عراقاً آخر، في الواقع نحن لن نقبل أن نكون نسخة مصغرة عن إيران، وفي الواقع نحن نرفض مشروعاً أحادياً في هذا البلد لأننا نعرف إلى أين يقودنا بالضبط. نريد مساواة كاملة في الحقوق والواجبات ولا نرتضي تفرقة أو تمييزاً بين سني وشيعي، نريد صون حرياتنا ومكتسباتنا الحقوقية، نريد أن نكون واحة فعلية للحرية السياسية المتزنة المسؤولة ولحقوق الإنسان، نريد أن نتطور في هذا الاتجاه لأننا قبل أي اعتبارات نحب البحرين ونبغي لها الخير والاستقرار، لهذا السبب تحديداً لا نريد المشروع الوفاقي ولا أن نتبع النموذج الإيراني، لا بد أن هناك طريقاً آخر يوصلنا لأهدافنا دون أن نسقط على وجوهنا في حفرة الديمقراطية الإيرانية.