الأعمال و المشاهد الخالدة في عالم كرة القدم لا تعد و لا تحصى، فكل شيء مخلّد يفرض من نفسه اسماً مهماً اختلفت الأعراف والعادات و التقاليد فيما بعد في الزمن، و لنترك كل ما يتعلق بالحياة و نتجه لكرة القدم.
و لعلي سأبدأ بخبر، «اليابان تفوز على فرنسا» !!
يا للهول هل حدث هذا فعلاً بعدما كان ذلك الخبر محققاً في عالم الخيال ؟ فهل يعقل لدولة آسيوية دمرت على إثر الحرب العالمية الثانية أن تهزم بطلاً من أبطال كأس العالم المتوجين ؟!
اليابان بدأت مشروعها الكروي في أواخر العقد الثمانيني، و وصلت لمبتغاها في أقل من عقد و نصف عندما توجت بكأس آسيا عام 2000 لأول مرة مع البرازيلي زيكو ثم تارة أخرى عام 2004، و من ثم مع زاكيروني في قطر.
لم أشاهد في حياتي كلها عملاً بهذا الكمال و الإتقان حقاً، فاليابان صنعت عملاً أقرب لأن يكون خيالياً، فكيف لأفقر رجل بالمدينة يخطط لما بعد 30 عاماً ليرى نفسه بعدها أغنى رجل فيها و لربما بعدها بعشر أعوام الأكثر ثراء على مستوى العالم ؟ .. هذا ما فعلته بالضبط اليابان، التي كانت طعماً سهلاً لأكثر الفرق تواضعاً في آسيا و باتت الآن كابوساً لا يجارى حتى في الأحلام، و ما أنا بمتكلم عن عملية التخطيط لأنها متوافرة الآن في الصندوق الأسود «الإنترنت» و بوسائل مختلفة، و لكني سأتكلم عن الجرأة و اكتشاف الذات.
الجرأة اليابانية و الطموح الكبير في تضمين هذا السقف في المشروع هو ما يدعو للتعجب، فهل يعقل الآن و في هذا العصر أن يقول رئيس الإتحاد الفييتنامي بأن كرة القدم هناك ستصل إلى كأس العالم في غضون عشرة أعوام ؟ و قطعاً سيجابهه الرأي العام بالسخرية و الضحك و هذا هو الواقع، بينما اليابان «الفييتنامية في الثمانينات» قالت هذا الكلام و تجرأت على جميع العالم إلى أن وصلت الآن لهذا المستوى، فهذا المشروع الذي قاده الاتحاد الياباني قبل أكثر من عشرين عاماً كان أعظم اكتشاف للذات اليابانية الرياضية، فالإتحاد الياباني كان يرى ذلك التدني بالمستوى هو ما لا يستحقه اليابانيون، بل هم يستحقون الأفضل، فاستبدل ذلك الحلم الذي كنا نراه واقعاً، بواقع نراه اليوم نحن حلماً !
أن تضع تصوراً بهذه الدقة و تبادله بهكذا إتقان .. فهذا هو عين و قلب ما نسميه بالإبداع و التجلّي.
همسة
ما زلت أؤمن بأنه لو لم تكن القنبلة الذرية لما وصلت اليابان كدولة و رياضة و أخلاق بهذا المستوى المتفرد، و هذا ما يكرره أغلب اليابانيين، فهم لا يشتمون أمريكا على إسقاط تلك القنبلة، بل يشكرونها لأنها أهدتهم أعظم الهدايا .. على الإطلاق !
[email protected]
و لعلي سأبدأ بخبر، «اليابان تفوز على فرنسا» !!
يا للهول هل حدث هذا فعلاً بعدما كان ذلك الخبر محققاً في عالم الخيال ؟ فهل يعقل لدولة آسيوية دمرت على إثر الحرب العالمية الثانية أن تهزم بطلاً من أبطال كأس العالم المتوجين ؟!
اليابان بدأت مشروعها الكروي في أواخر العقد الثمانيني، و وصلت لمبتغاها في أقل من عقد و نصف عندما توجت بكأس آسيا عام 2000 لأول مرة مع البرازيلي زيكو ثم تارة أخرى عام 2004، و من ثم مع زاكيروني في قطر.
لم أشاهد في حياتي كلها عملاً بهذا الكمال و الإتقان حقاً، فاليابان صنعت عملاً أقرب لأن يكون خيالياً، فكيف لأفقر رجل بالمدينة يخطط لما بعد 30 عاماً ليرى نفسه بعدها أغنى رجل فيها و لربما بعدها بعشر أعوام الأكثر ثراء على مستوى العالم ؟ .. هذا ما فعلته بالضبط اليابان، التي كانت طعماً سهلاً لأكثر الفرق تواضعاً في آسيا و باتت الآن كابوساً لا يجارى حتى في الأحلام، و ما أنا بمتكلم عن عملية التخطيط لأنها متوافرة الآن في الصندوق الأسود «الإنترنت» و بوسائل مختلفة، و لكني سأتكلم عن الجرأة و اكتشاف الذات.
الجرأة اليابانية و الطموح الكبير في تضمين هذا السقف في المشروع هو ما يدعو للتعجب، فهل يعقل الآن و في هذا العصر أن يقول رئيس الإتحاد الفييتنامي بأن كرة القدم هناك ستصل إلى كأس العالم في غضون عشرة أعوام ؟ و قطعاً سيجابهه الرأي العام بالسخرية و الضحك و هذا هو الواقع، بينما اليابان «الفييتنامية في الثمانينات» قالت هذا الكلام و تجرأت على جميع العالم إلى أن وصلت الآن لهذا المستوى، فهذا المشروع الذي قاده الاتحاد الياباني قبل أكثر من عشرين عاماً كان أعظم اكتشاف للذات اليابانية الرياضية، فالإتحاد الياباني كان يرى ذلك التدني بالمستوى هو ما لا يستحقه اليابانيون، بل هم يستحقون الأفضل، فاستبدل ذلك الحلم الذي كنا نراه واقعاً، بواقع نراه اليوم نحن حلماً !
أن تضع تصوراً بهذه الدقة و تبادله بهكذا إتقان .. فهذا هو عين و قلب ما نسميه بالإبداع و التجلّي.
همسة
ما زلت أؤمن بأنه لو لم تكن القنبلة الذرية لما وصلت اليابان كدولة و رياضة و أخلاق بهذا المستوى المتفرد، و هذا ما يكرره أغلب اليابانيين، فهم لا يشتمون أمريكا على إسقاط تلك القنبلة، بل يشكرونها لأنها أهدتهم أعظم الهدايا .. على الإطلاق !
[email protected]