قبل السرد والرد على ما جاء في تقرير الإدارة الأمريكية عن البحرين، سنمر على وريقة من أوراق الجرائم التي خلفها الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق، وأولها أكثر من 8 مليون أرملة، وأكثر من 5 ملايين و700 ألف طفل يتيم، ونعرض إليكم هنا وريقة أخرى من تقرير معهد الديمقراطية التابع للحكومة الأمريكية والمستند إلى تقرير منظمة العمل ومنظمة حقوق الإنسان بعنوان (أصبح العراق مركز الخطف والدعارة وقطاع الطرق في الشرق الأوسط) في 2010، البطالة أكثر من 50%، 52% من الشعب العراقي يعيشون تحت خط الفقر، أما عدد القتلى بلغ أكثر من مليونين و350 ألف عراقي حتى 2009، كما احتلت العراق مركز أخطر بلد في العالم للسنة حول استتباب الأمن فيها، كما احتلت المرتبة الأولى في عدد سجون في العالم، ويعد سجن أبوغريب هو أرحم السجون بالرغم من فضائحه الفظيعة، حيث بلغت نسبة التعذيب في سجونها 100% ولم يقدم أي منهم لمحكمة، و87% منهم لا يعرفون سبب اعتقالهم، وأن 81% منهم لم يحظوا بأية زيارة من أقاربهم، كما إن هناك أكثر من 420 مركز اعتقال سرياً، والسجون المعلنة 37 سجناً، أما عدد المهاجرين في داخل العراق 2.77026 مليون، و3 ملايين لاجئ في الخارج، وأن نسبة وفاة الأطفال هي الأعلى عالمياً وأن واحداً من كل 8 أطفال يولدون أحياء يموت قبل بلوغ الخامسة من عمره، و76000 حالة إيدز، حيث كان عدد المصابين قبل الاحتلال 114 حالة، وأن أعداد الأميين بلغت فيهم 5 ملايين حتى 2009، بينما في عام 1991 لم يبق أي أمي في العراق، وأن 30% فقط من تلاميذ العراق يذهبون إلى المدارس، وبغداد في أسفل قائمة مدن العالم كأسوأ مدينة من حيث مستوى المعيشة، كما تحتل المركز الثالث من بين 180 دولة على مستوى العالم الأكثر فساداً في العالم بعد الصومال وميانمار، وأن 70% من العراقيين يفتقرون إلى ماء الشرب النظيف، فهذا قليل من كثير مما فعله الاحتلال الأمريكي الإيراني في العراق.أمام هذا يجب على الإدارة الأمريكية أن تلتزم الصمت وفظائها وفضائعها هذه غير ما فعلته في أفغانستان، وأن لا يفتح مجلس شيوخهم أفواههم وأبواقهم، وذلك كما جاء في عنوان التقرير الذي نشر في الصحيفة التي تتسابق لنشر كل تقرير ضد البحرين “الشيوخ الأمريكي” يلزم الإدارة الأمريكية متابعة ما حققته البحرين من توصيات وتقصي الحقائق”، وتقييم أثر ذلك على الوضع الأمني الأمريكي في الخليج، مما يدل على أن أمريكا اليوم تسعى إلى الإطاحة بأنظمة الحكم في دول الخليج، وذلك عن طريق أتباع الولي الفقيه في هذه الدول، وقد بدأت بالبحرين، حين وجدت بأنهم قد أتموا الاستعداد والتدريب، ولديهم كافة الإمكانيات المادية والعسكرية والنفسية، كما استطاعوا أن يسيطروا على المؤسسات الحكومية والشركات الحيوية التي تمكنهم من تسهيل دخول الاحتلال للبلاد، ولم يبق الآن أمام أمريكا إلا الضغط على الدولة لفتح باب المؤسسة الأمنية في كافة دوائرها ومراكزها، حيث ذكر التقرير نفسه بأن مالينوفسكي دعا إلى إدماج المليشيات الوفاقية في جهاز الأمن البحريني، مما يعد عاملاً مهماً حين تكون الحراسة الأمنية الداخلية في يد من تعتمد عليهم أمريكا عندما تغزو البلاد.نعم اليوم أمريكا ترى سحب الجنسية من 31 شخصاً قضية ضد الإنسانية، بينما ترى أكثر من 3 ملايين مهجر عراقي بالنسبة لها شيء لا يذكر، فهذا هو مكيال العدالة والديمقراطية الأمريكية، والتي ترى على حد زعمها استمرار استهداف ناشطي المجتمع المدني، وحكم على 3 أشخاص بالحبس لمدة متفاوتة هو جريمة، وهي تعلم أنهم من قيادات العمليات الإرهابية التي بسبب فظاعتها نقلت السفارة الأمريكية موظفيها من البديع إلى أماكن أكثر أمناً، حين أصبحت البديع منطقة منكوبة محاصرة من أصحاب الولي الفقيه بالنار والقنابل والأسياخ، بينما ترى إبادة مليونين ونصف في العراق هو أمر عادي جداً عندما يكون نتيجته بسط العدالة والديمقراطية الأمريكية.وذكر في نفس التقرير بأن ستيفن ماك انيرني أشار إلى أن الحكومة في البحرين نفذت 3 من أصل 26 من توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق، وكما يقول لقد تم تجاهل روح الإصلاح في البحرين بصورة عامة، فيا ماك انيرني البحرين فيها إصلاح لم تعرفه أمريكا ولا إيران ومياه في البحرين جميعها تصلح للشرب والطبخ، وإن أطفال البحرين يحصلون على التعليم المجاني بدون استثناء، وكذلك العلاج الطبي وإن نسبة الوفيات بين الأطفال صفر، كما تحظى المرأة بمكانة لم تعرفها امرأة غربية ولا إيرانية ولا عراقية ولا أمريكية، وجميع الأرامل مصونات مكرمات، وكذلك الأيتام لهم راعية مباشرة من الدولة لا يحظى بها طفل أمريكي ولا عراقي حيث يعيش الأطفال على مخلفات القمامة والزبالات، وأما الرعاية الصحية للكبار فهي رعاية لا تضاهيها رعاية في العالم فهناك على الأرصفة في أوروبا وأمريكا والعراق وإيران ينام العجزة والمعوقون، كما خصصت الدولة ميزانيات للتعليم والتدريب والتأهيل ودعم المؤسسات بمئات الملايين السنوية، والذي ليس له مثيل على مستوى العالم في الماضي والحاضر ولن يكون مثله في مكان في المستقبل.نحن نعرف ما تقصده أمريكا وما تسعى إلى تحقيقه من الوفاق هو تعيين حكومة على غرار حكومة المالكي التي تحولت فيها الأجهزة الأمنية إلى فرق الموت، فهذا ما تريده أن تفعله أمريكا في البحرين، حين تتحول أمانة الشعب إلى من يسفك دماء الناس في الشوارع والطرقات، لكي تتمكن بعدها أمريكا من احتلال البحرين ثم دول الخليج العربي بالترتيب والتتالي.وإننا نطالب هنا وزارة حقوق الإنسان والمعنيين بالأمر أن تقابل التقارير الأمريكية عن البحرين بتقارير الجرائم الأمريكية ليس في كل مدن ومناطق العراق، فقط تذكرها بما فعلته في الفلوجة عندما حولت أرضها إلى بساط من أشلاء النساء والرجال والأطفال، كما ندعو الدولة بأن لا تسمح بأن يكون بين أجهزتها الأمنية مكان لأتباع الولي الفقيه الذين استجابوا لدعوة عيسى قاسم بسحق رجال الأمن، وأن عملية الابتزاز والتهديد الذي تمارسه الحكومة الأمريكية على الدولة هو أسلوب مهين للدولة كما لشعب البحرين الذي يفضل الموت في سبيل كرامته وكرامة أرضها، التي دنس ترابها الخونة الطغاة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90