رددت الأنباء ما سبق وتسرب حول نوايا إسرائيل إقامة وطن بديل لسكان غزة في سيناء وهي خطة إسرائيلية قديمة تحقق ثلاثة أهداف:
أولها: إثارة الخلافات والصراعات والأحقاد بين المصريين وخاصة في سيناء وبين الفلسطينيين.
ثانيها: إبعاد التطلعات الفلسطينية في غزة ومقاومتهم لإسرائيل مسافة عن الجنوب الإسرائيلي ومن ثم تحويل غزة لمنطقة عازلة وإقامة غزة فلسطينية على ارض سيناء المصرية.
ثالثها: إنهاء فكرة حل الدولتين والارتباط بين غزة والضفة الغربية.
هذه الأهداف الإسرائيلية ليست جديدة بل إن هناك خططاً وكتابات عديدة بشأنها وكانت مصر دائماً منذ عهد الحكم الملكي، واستمر ذلك خلال ثورة 23 يوليو في حكم جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك على نفس النهج، وهو رفض أي مساس بالأراضي المصرية وخاصة في سيناء، وكان السادات واضحاً في الإصرار على انسحاب. مستعمرة ياميت الإسرائيلية وإنهاء وجودها، وكان مبارك واضحاً في الإصرار على استعادة طابا عبر التحكيم. أما عبد الناصر فكان أكثر وضوحاً وقوة من الجميع في رفض ضم غزة لمصر والإصرار على بقائها كياناً فلسطينياً، ورفض دخول أهالي غزة مصر بدون تأشيرة، ومنحهم جواز سفر لاجئين لا يسمح بدخولهم مصر إلا بتأشيرة، كان الحصول عليها ليس سهلاً، وكان هدفه في المقام الأول الحفاظ على الهوية الفلسطينية من ناحية، وحماية أمن مصر وأراضيها من ناحية ثانية، ورفض ما يسمى بالاعتبارات الإنسانية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين على حساب مصر وسلامة أراضيها، وهو القسم الذي أداه رئيس الجمهورية ويؤديه كل مسؤول مصري سواء وزاري أو دبلوماسي أو عسكري بل يؤديه من أعماق قلبه كل مواطن مصري دون أن يلفظ به. وهو أن أرض سيناء مقدسة حافظ عليها الفراعنة، واستمر الحفاظ عليها عبر القرون حتى جاء الحكم الجديد في مصر بعد ثورة 25 يناير وأثيرت تساؤلات حول ما يسمي بالمشروع الإسلامي وأفكار الخلافة الحديثة، وتناسي أصحاب تلك المقولات تطور الفكر السياسي والقانوني الدولي بل والفكر الإسلامي منذ العصور الوسطى الإسلامية حيث ظهرت الدولة الوطنية، وإن كان تحت اسم الولاية آنذاك، وعندما ضغطت الدولة العثمانية والدول الأوروبية ضد توسع محمد علي وأجبرته على العودة، فإنه أصر على عدم التخلي عن سيناء باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من مصر.
اليوم سواء بحسن نية، أو بجهل بالمفاهيم الاستراتيجية أو بمفهوم التراب الوطني أو بغير ذلك من الاعتبارات يعاد طرح إيجاد وطن بديل للفلسطينيين في سيناء ونقل سكان غزة إليه، كنقطة بداية عبر إقامة مخيمات للاجئين الفلسطينيين من غزة الذين تضغط عليهم إسرائيل عبر غاراتها، ونقول إنه بدون استدعاء نظرية المؤامرة فإن الأهداف واضحة سواء بالمؤامرة أو بحسن النية فإن الهدف أن تدفع الغارات الإسرائيلية أهالي غزة للاحتماء بسيناء، ويتعاطف الأحزاب الإسلامية في مصر ما بعد ثورة 25 يناير مع هذه المأساة الإنسانية تحت ستار الإخوة الإسلامية فتقام مخيمات فلسطينية في سيناء، والدول الغربية سوف تمول هذه المخيمات لفترة، التي تبدأ مؤقتة وتظل إلى الأبد وتتركها نار ملتهبة لمصر دولة وشعباً وحكومة، إذ إن مشكلة فلسطين لن تحل بالأسلوب الراهن الذي تسير عليه القيادات الفلسطينية، وللأسف الشعب الفلسطيني مقهور ومسلوب الإرادة ويعاني اشد المعاناة، وإسرائيل رائدة في سياسة الترانسفير، والعالم لا يهمه سيادة مصر على أراض سيناء، إذا كان ذلك حلاً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين ومشكلة غزة ، وضمان أمن إسرائيل ولذلك كان أول تصريح لوزيرة الخارجية الأمريكية بعد لقائها من نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ما يهم أمريكا هو أمن إسرائيل وأن أمريكا تقف بكل قوة معها كما صرح أوباما بان ما تقوم به إسرائيل هو دفاع عن النفس كذلك صرح كثير من المسؤولين الأوروبيين تصريحات مماثلة. أما مفهوم العدالة الدولية والشرعية الدولية فهي من المفاهيم التي يتم التحدث عنها كثيراً ليتم لإلهاء السذج من الشعوب والأحزاب والتنظيمات دون الاهتمام الفعلي والحقيقي بها الذي يكاد لا يذكر.
وفي تقديري أنه إذا أقيمت مخيمات للاجئين من غزة في سيناء، فسيكون ذلك بمثابة وصمة عار على مصر لأنها سوف تشارك بدون وعي وبدون رؤية إستراتيجية في احتلال التراب الوطني المصري والإخلال بالسيادة المصرية علي أرض سيناء الذي أقسمت القيادات السياسية والعسكرية على حمايته، كما سوف تشارك في إحباط آمال الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وتساهم بطريقة غير مباشرة وإن كانت عملية وخطيرة في استيلاء إسرائيل على غزة كما استولت على كثير من مناطق الضفة الغربية وقسمتها إلى كانتونات، ولن يسامح الشعب المصري، ولن يسامح التاريخ كل من شارك في المساس بتراب سيناء المقدس، وعلى أهالي غزة التمسك بأرضها مهما كانت الصعوبات والآلام كما إن عليهم الاتجاه شرقاً نحو أراضيهم في إسرائيل المحتلة حتى لا يشاركون بدون وعي في تدمير هويتهم وترك مزيد من أراضيهم لإسرائيل ثم يتباكون علي فلسطين السليبة وعلي النكبة الثانية التي سيواجهونها بلا أدنى شك. كما إن علي شعب فلسطين أن يحسن اختيار قياداته المؤمنة بأرضه والتي تعمل من اجل مصالحه وليست الارتماء في أحضان هذه الدولة أو تلك. إنني أتذكر مقولة عظيمة لزعيمة باكستان الراحلة بنظير بوتو رداً على تواجد ما يسمى «فصائل مجاهدين من العرب» على أراضي باكستان وأفغانستان عندما هاجمتهم في مؤتمر عقد في باكستان في ديسمبر1995 قائلة إن هؤلاء هم خونة وجبناء لأنه لو كانت لديهم الشجاعة لذهبوا إلى أوطانهم وناضلوا من داخلها كما أفعل أنا أي كما تفعل بنظير بوتو نفسها التي كانت تسجن وتعتقل وتتمسك بمبادئها حتى استشهدت من أجل وطنها.
{{ article.visit_count }}
أولها: إثارة الخلافات والصراعات والأحقاد بين المصريين وخاصة في سيناء وبين الفلسطينيين.
ثانيها: إبعاد التطلعات الفلسطينية في غزة ومقاومتهم لإسرائيل مسافة عن الجنوب الإسرائيلي ومن ثم تحويل غزة لمنطقة عازلة وإقامة غزة فلسطينية على ارض سيناء المصرية.
ثالثها: إنهاء فكرة حل الدولتين والارتباط بين غزة والضفة الغربية.
هذه الأهداف الإسرائيلية ليست جديدة بل إن هناك خططاً وكتابات عديدة بشأنها وكانت مصر دائماً منذ عهد الحكم الملكي، واستمر ذلك خلال ثورة 23 يوليو في حكم جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك على نفس النهج، وهو رفض أي مساس بالأراضي المصرية وخاصة في سيناء، وكان السادات واضحاً في الإصرار على انسحاب. مستعمرة ياميت الإسرائيلية وإنهاء وجودها، وكان مبارك واضحاً في الإصرار على استعادة طابا عبر التحكيم. أما عبد الناصر فكان أكثر وضوحاً وقوة من الجميع في رفض ضم غزة لمصر والإصرار على بقائها كياناً فلسطينياً، ورفض دخول أهالي غزة مصر بدون تأشيرة، ومنحهم جواز سفر لاجئين لا يسمح بدخولهم مصر إلا بتأشيرة، كان الحصول عليها ليس سهلاً، وكان هدفه في المقام الأول الحفاظ على الهوية الفلسطينية من ناحية، وحماية أمن مصر وأراضيها من ناحية ثانية، ورفض ما يسمى بالاعتبارات الإنسانية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين على حساب مصر وسلامة أراضيها، وهو القسم الذي أداه رئيس الجمهورية ويؤديه كل مسؤول مصري سواء وزاري أو دبلوماسي أو عسكري بل يؤديه من أعماق قلبه كل مواطن مصري دون أن يلفظ به. وهو أن أرض سيناء مقدسة حافظ عليها الفراعنة، واستمر الحفاظ عليها عبر القرون حتى جاء الحكم الجديد في مصر بعد ثورة 25 يناير وأثيرت تساؤلات حول ما يسمي بالمشروع الإسلامي وأفكار الخلافة الحديثة، وتناسي أصحاب تلك المقولات تطور الفكر السياسي والقانوني الدولي بل والفكر الإسلامي منذ العصور الوسطى الإسلامية حيث ظهرت الدولة الوطنية، وإن كان تحت اسم الولاية آنذاك، وعندما ضغطت الدولة العثمانية والدول الأوروبية ضد توسع محمد علي وأجبرته على العودة، فإنه أصر على عدم التخلي عن سيناء باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من مصر.
اليوم سواء بحسن نية، أو بجهل بالمفاهيم الاستراتيجية أو بمفهوم التراب الوطني أو بغير ذلك من الاعتبارات يعاد طرح إيجاد وطن بديل للفلسطينيين في سيناء ونقل سكان غزة إليه، كنقطة بداية عبر إقامة مخيمات للاجئين الفلسطينيين من غزة الذين تضغط عليهم إسرائيل عبر غاراتها، ونقول إنه بدون استدعاء نظرية المؤامرة فإن الأهداف واضحة سواء بالمؤامرة أو بحسن النية فإن الهدف أن تدفع الغارات الإسرائيلية أهالي غزة للاحتماء بسيناء، ويتعاطف الأحزاب الإسلامية في مصر ما بعد ثورة 25 يناير مع هذه المأساة الإنسانية تحت ستار الإخوة الإسلامية فتقام مخيمات فلسطينية في سيناء، والدول الغربية سوف تمول هذه المخيمات لفترة، التي تبدأ مؤقتة وتظل إلى الأبد وتتركها نار ملتهبة لمصر دولة وشعباً وحكومة، إذ إن مشكلة فلسطين لن تحل بالأسلوب الراهن الذي تسير عليه القيادات الفلسطينية، وللأسف الشعب الفلسطيني مقهور ومسلوب الإرادة ويعاني اشد المعاناة، وإسرائيل رائدة في سياسة الترانسفير، والعالم لا يهمه سيادة مصر على أراض سيناء، إذا كان ذلك حلاً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين ومشكلة غزة ، وضمان أمن إسرائيل ولذلك كان أول تصريح لوزيرة الخارجية الأمريكية بعد لقائها من نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ما يهم أمريكا هو أمن إسرائيل وأن أمريكا تقف بكل قوة معها كما صرح أوباما بان ما تقوم به إسرائيل هو دفاع عن النفس كذلك صرح كثير من المسؤولين الأوروبيين تصريحات مماثلة. أما مفهوم العدالة الدولية والشرعية الدولية فهي من المفاهيم التي يتم التحدث عنها كثيراً ليتم لإلهاء السذج من الشعوب والأحزاب والتنظيمات دون الاهتمام الفعلي والحقيقي بها الذي يكاد لا يذكر.
وفي تقديري أنه إذا أقيمت مخيمات للاجئين من غزة في سيناء، فسيكون ذلك بمثابة وصمة عار على مصر لأنها سوف تشارك بدون وعي وبدون رؤية إستراتيجية في احتلال التراب الوطني المصري والإخلال بالسيادة المصرية علي أرض سيناء الذي أقسمت القيادات السياسية والعسكرية على حمايته، كما سوف تشارك في إحباط آمال الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وتساهم بطريقة غير مباشرة وإن كانت عملية وخطيرة في استيلاء إسرائيل على غزة كما استولت على كثير من مناطق الضفة الغربية وقسمتها إلى كانتونات، ولن يسامح الشعب المصري، ولن يسامح التاريخ كل من شارك في المساس بتراب سيناء المقدس، وعلى أهالي غزة التمسك بأرضها مهما كانت الصعوبات والآلام كما إن عليهم الاتجاه شرقاً نحو أراضيهم في إسرائيل المحتلة حتى لا يشاركون بدون وعي في تدمير هويتهم وترك مزيد من أراضيهم لإسرائيل ثم يتباكون علي فلسطين السليبة وعلي النكبة الثانية التي سيواجهونها بلا أدنى شك. كما إن علي شعب فلسطين أن يحسن اختيار قياداته المؤمنة بأرضه والتي تعمل من اجل مصالحه وليست الارتماء في أحضان هذه الدولة أو تلك. إنني أتذكر مقولة عظيمة لزعيمة باكستان الراحلة بنظير بوتو رداً على تواجد ما يسمى «فصائل مجاهدين من العرب» على أراضي باكستان وأفغانستان عندما هاجمتهم في مؤتمر عقد في باكستان في ديسمبر1995 قائلة إن هؤلاء هم خونة وجبناء لأنه لو كانت لديهم الشجاعة لذهبوا إلى أوطانهم وناضلوا من داخلها كما أفعل أنا أي كما تفعل بنظير بوتو نفسها التي كانت تسجن وتعتقل وتتمسك بمبادئها حتى استشهدت من أجل وطنها.