من يملك الثقة التامة فيما يسعى إلى تحقيقه من خير لصالح المجتمع الذي ينتمي إليه، لا يمكن إلا أن يحصل على مراده، لأن عمله للصالح العام وليس للصالح الخاص، ولا يطلب من الآخرين جوائز وتكريم أو تقدير، بقدر ما يشعر بالرضا على ما قام به من عمل صالح وإنجاز، وهذه الحكاية التي نشرت في العديد من مواقع الإنترنت، توضح لنا كيف يمكن أن ينجز عمل الخير في أقسى الظروف والأزمات التي من الممكن أن يمر بها أي مجتمع من مجتمعاتنا الإنسانية. تقول القصة:
أقامت ناظرة مدرسة بريطانية دعوى أمام القضاء البريطاني تطالب بنقل مطار حربي قريب من المدرسة إلى مكان آخر لأن أزيز الطائرات عند إقلاعها وهبوطها يحدث صوتاً يزعج الطلبة وفيه تعطيل للدراسة فضلاً عن أن المطار الحربي يجعل من المنطقة هدفاً للعدو لضربه بالقنابل مما قد يسبب خسائر في أرواح الطلبة الصغار ويصيبهم بأذى.
قضت المحكمة البريطانية بنقل المطار الحربي إلى جهة أخرى بعيدة عن العمران مما أحرج السلطات البريطانية الحربية وبذلوا جهداً لإيقاف هذا الحكم ولكن دون جدوى
وأخيراً لجؤوا إلى رئيس مجلس الوزراء ونستون تشرشل ليوقف تنفيذ الحكم بدعوى أن نقل المطار سيضعف الدفاع الجوي البريطاني عن أداء رسالته ضد العدو النازي
فرفض تشرشل هذا الطلب قائلاً: «خير لنا أن تخسر بريطانيا الحرب ولا أوقف تنفيذ حكم قضائي» إيماناًً منه أن أحكام القضاء عنوان الحقيقة وأن القضاء العادل هو أساس الملك.
إن هذه القصة الواقعية توضح لنا أمرين مهمين لا ثالث لهما، الأول هو أن يكون هناك موقف صارم لصاحب الطلب لا ينزاح عنه مسافة قصيرة، معتمداً على إيمانه الكامل وثقته بأنه سيكسب القضية التي يناضل من أجلها، والأمر الثاني هو أن يكون هناك رئيس يؤمن باستقلالية القضاء وحريته التامة في اتخاذ ما يراه مناسباً في أي موضوع من المواضيع التي تمس حقوق الأطفال، وبالتالي الشعب بكل فئاته وطبقاته.
إن هذه المرأة، الناظرة العظيمة، لم تكن تريد الشهرة، ولم تكن تريد المال، أنها ببساطة شديدة كانت تريد أن تحمي الطلبة الصغار من الأذى الذي من الممكن أن يقع عليهم.
إن هذه القصة تدعونا دائماً إلى القول إن من يطالب بحقوق الأطفال، وبالتالي أمهات وآباء الأطفال، عليه ألا يتوقف أمام أول عثرة من عثرات الطريق الطويل، ولا يهتم مطلقا لآراء كبار السياسيين، ولا على أصحاب المراكز العليا، فهم لا يعرفون جيداً إن من يفقد الصغار، سيفقد المستقبل، ومن يفقد المستقبل، لا يمكن أن يكون عاشقاً لبلاده، ومن لا يعشق بلاده لا يمكن أن يضحى بأغلى ما يملك من أجل استمرارها وتطورها في كل المجالات.
وفي الوقت الذي أحيي فيه هذه المرأة العظيمة، رغم مرور أكثر من سبعين عاماً على هذه القصة، لا أنسى أن أحيي رئيس وزراء بريطانيا أيام الحرب العالمية الثانية، الذي كان هو الأخر عظيماً، إيماناً منه أن أحكام القضاء عنوان الحقيقة وأن القضاء العادل هو أساس الملك.
أقامت ناظرة مدرسة بريطانية دعوى أمام القضاء البريطاني تطالب بنقل مطار حربي قريب من المدرسة إلى مكان آخر لأن أزيز الطائرات عند إقلاعها وهبوطها يحدث صوتاً يزعج الطلبة وفيه تعطيل للدراسة فضلاً عن أن المطار الحربي يجعل من المنطقة هدفاً للعدو لضربه بالقنابل مما قد يسبب خسائر في أرواح الطلبة الصغار ويصيبهم بأذى.
قضت المحكمة البريطانية بنقل المطار الحربي إلى جهة أخرى بعيدة عن العمران مما أحرج السلطات البريطانية الحربية وبذلوا جهداً لإيقاف هذا الحكم ولكن دون جدوى
وأخيراً لجؤوا إلى رئيس مجلس الوزراء ونستون تشرشل ليوقف تنفيذ الحكم بدعوى أن نقل المطار سيضعف الدفاع الجوي البريطاني عن أداء رسالته ضد العدو النازي
فرفض تشرشل هذا الطلب قائلاً: «خير لنا أن تخسر بريطانيا الحرب ولا أوقف تنفيذ حكم قضائي» إيماناًً منه أن أحكام القضاء عنوان الحقيقة وأن القضاء العادل هو أساس الملك.
إن هذه القصة الواقعية توضح لنا أمرين مهمين لا ثالث لهما، الأول هو أن يكون هناك موقف صارم لصاحب الطلب لا ينزاح عنه مسافة قصيرة، معتمداً على إيمانه الكامل وثقته بأنه سيكسب القضية التي يناضل من أجلها، والأمر الثاني هو أن يكون هناك رئيس يؤمن باستقلالية القضاء وحريته التامة في اتخاذ ما يراه مناسباً في أي موضوع من المواضيع التي تمس حقوق الأطفال، وبالتالي الشعب بكل فئاته وطبقاته.
إن هذه المرأة، الناظرة العظيمة، لم تكن تريد الشهرة، ولم تكن تريد المال، أنها ببساطة شديدة كانت تريد أن تحمي الطلبة الصغار من الأذى الذي من الممكن أن يقع عليهم.
إن هذه القصة تدعونا دائماً إلى القول إن من يطالب بحقوق الأطفال، وبالتالي أمهات وآباء الأطفال، عليه ألا يتوقف أمام أول عثرة من عثرات الطريق الطويل، ولا يهتم مطلقا لآراء كبار السياسيين، ولا على أصحاب المراكز العليا، فهم لا يعرفون جيداً إن من يفقد الصغار، سيفقد المستقبل، ومن يفقد المستقبل، لا يمكن أن يكون عاشقاً لبلاده، ومن لا يعشق بلاده لا يمكن أن يضحى بأغلى ما يملك من أجل استمرارها وتطورها في كل المجالات.
وفي الوقت الذي أحيي فيه هذه المرأة العظيمة، رغم مرور أكثر من سبعين عاماً على هذه القصة، لا أنسى أن أحيي رئيس وزراء بريطانيا أيام الحرب العالمية الثانية، الذي كان هو الأخر عظيماً، إيماناً منه أن أحكام القضاء عنوان الحقيقة وأن القضاء العادل هو أساس الملك.