السفيه والأحمق هو الذي يتحدث بحديث لا يفهمه ولا يعلم عواقبه، حديث يفوق حجمه ومكانه، وهذا ما يفعلونه أركوزات الوفاق الذين ظنوا بأنهم قادرون أن يستبدلوا خير أمة بأسفل أمة، سماحة الوجوه بذمام الوجوه الذين لم يظهر على لسانهم يوماً كلمة صدق أو شهادة حق، إنهم من يسمون أنفسهم القوى المعارضة، وما هم بالأصح إلا القوى الفاسدة التي ظهر فيهم الجاحد المارق الذي تفضلت عليه البحرين وآوته وأكرمته وأسبغت عليه خيرها وصبغته بهويتها، فإذا هذا الصفوي الفارسي ينازع العرب في حكم بلادهم ويقول «إن زمان الاحتكار للفرد والقبيلة قد انتهى وولى وإنه لا يمكن أن تستمر هذه الحكومة المجرمة الظالمة»، نقول له أيها الصفوي إنك تتحدى كرام العراب وصفوة الأمة، إنك تتحدى شعب البحرين الكريم وأبشر بالصفعة والمذلة، فإن كانت هذه الحكومة تسميها بالظالمة والمجرمة، فذلك لأن نفسك قد اعتادت على الذل والهوان في كنف أولئك الذين استعبدوا الناس وجعلوهم خدماً لا يجرأ الواحد منكم الخروج عن أمرهم ولا تحديد مسيرة حياته ولا اختيار حتى ليلة زواجه، الحكومة المجرمة هي التي يضرب بها المثال علي سلمان حكومة الطاغية العراقية التي حكمت بالموت على أكثر من مليونين، كما هناك الملايين في انتظار ساعة ذبحهم قرباناً للمرجعية الصفوية التي تخضبت يدها بل كل جسدها بدماء الشعب العراقي والإيراني والأفغاني، وما من مصيبة في أرض المسلمين إلا ولها يد فيها ولا قطرة من دمائها إلا سكينها غرست فيها، فهذه الحكومة الظالمة. أما الحكومة التي تجعلك في الساحات تخرج غيك وحقدك فهي حكومة والله لا تستحق أن تعيش في كنفها، لأنها حكومة قابلتك بالتي هي أحسن وصبرت عليك صبراً نحن نتألم منه، وذلك عندما تركت من مثلك وأمثالك الصفويين الذين ليس لهم جزاء إلا النفي من أرض العرب.
إن ما تدعونه من النضال، ما هو إلا جهلكم بحقيقة النضال والجهاد الذي لم تتشرف وجوهكم به يوماً ولن تتشرف به أبداً، وذلك عندما تكون نواياكم هي الغدر والإطاحة بأمة الإسلام في أي أرض تكون، لتحل مكانها الفرس التي لم تعرف دولتها إلا ظلم وخيانة المسلمين في كل خلافة ودولة لهم.
يقول أحدهم «لا مجال اليوم إلا بتسليم البلد لأبنائه المخلصين» وتقول لن تسلم فيها البلد إلى من استباحوا أعراض الشعب وسفكوا دماءهم، فأن تصير مؤسسة تحت أيدي من يتبعون الانقلابيين الراديكاليين إلا ودمروها وسرقوها وعاثوا فيها فساداً، وها هو مستشفى السلمانية عندما سلمت إليكم إدارته كيف قتلتم الناس وزهقتم أرواحهم، وحولتموه من مشفى إلى مسلخ، وها هي شركة بابكو كيف التهمتهم خيراتها وسيطرتم على نفط البحرين وحصرتموه في جيوبكم، وها هي طيران الخليج وغيرها من المؤسسات الحكومية التي لم تسلم من فسادكم، الذي وصل حتى صرح التعليم الذي دفعتم بطلابه وتلاميذه إلى الشوارع، وها هي دهاليز جامعة البحرين تشهد على من تدعون أنهم الأبناء المخلصون الذين تسعون أن تسلم إليهم إدارة البلاد.
إدارة البلاد تسلم إليكم لتجعلوا مناطقهم سواداً ومواكباً، وتسحلوا أبناء الشرفاء كما تفعل حكومة العراق الطائفية التي تربط أئمة المساجد وخطباءها في المنارات وتفجرهم، وما قطعكم لسان المؤذن إلا دليل دامغ على التشابه بين نفوسكم الرديئة التي لا تعرف إلا الانتقام والثأر الذي تترفع عن وحشيته حتى الحيوانات المفترسة التي ترأف بضحاياها قبل أكلها، ولكن حتى هذا الإحساس تجردتم منه.
وإنه آن الأوان أن يقف كل واحد من هؤلاء ليعرف بأصله وفصله وأن يعلم أن وجهه المنتفخ وصدغه الشرير الذي قد كساه الظلام بأنه لو بقي واحد من أمة الفاتح لن تسلم له إدارة هذا البلد، وأن هذه الحكومة باقية رغماً عن طهران، وذلك حين أوجدها الله بأمره ولم ينظر أو ينتظر قبولك أو قبول خامنئيك، فمن أوجد هذه الأرض وأوجد هذا الشعب، أوجد حكامه وولاة أموره التي لن تستطيع فلولك ولا فلول الحرس الجمهوري المجرم أن يخضع البحرين ويدنس تراب أرضها المجرمون الذين هتكوا الأعراض وذبحوا الأطفال واغتالوا المصلين في مساجدهم وهدموا عليهم بيوتهم، فهذه الحكومة التي ترجوها لن يقيم الله لها قائمة، وأنك لا تعلم بهذه الحقيقة فانظر إلى حال طهران وحكامها وهم يجلسون على كراسي الملك إلا أنهم افتقدوا صفات الملوك والحكام لأن الله ضرب عليهم الذلة والمسكنة.