لم يتوقع الشاب المصري الممتلئ حماساً وثورية محمود بدر أن (تجعّمه) مذيعة السوسة العودة (فضائية العالم الإيرانية) التي صارت متخصصة في إدارة برنامج السب والشتم الموجه يومياً إلى البحرين قيادة وحكومة وشعباً، فقد كانت لطيفة معه حتى أخطأ -دون قصد بالتأكيد- فأنهى كلامه بعبارة (دول الخليج العربي)، حيث رمقته بنظرة غريبة وقالت له على الفور مصححة وموبخة في آن.. الخليج الفارسي! ولأن الشاب قليل خبرة أو أن لديه ما هو أهم فلم يرد، ففي ظل الربيع العربي لا بأس أن يقبل العربي أن يسمى الخليج العربي في حضوره بالخليج الفارسي، وإن كان على الهواء مباشرة، أما المبرر فمتوفر ويؤكده المثل الشهير (دارهم ما دمت في دارهم)، وطالما أن هناك مكاسب وإن تمثلت في مجرد الظهور على الشاشة فلا بأس.. فلا بأس!
حدث ذلك في حلقة الاثنين الماضي 26 نوفمبر، لكن هذا لم يكن الحدث الوحيد اللافت في تلك الحلقة، فقد كان لافتاً أيضاً موافقة مقدمة البرنامج على تعبير (المراحيض) الذي استخدمه ذلك الشاب الصغير وهو يصف جامعة الدول العربية التي يأخذ منها موقفاً يكرره في كل استضافة له عبر السوسة، لذا لم ترده عن استخدام هذه الكلمة البذيئة ولم تنبهه إلى أن هذا غير لائق ولا يجوز حتى بعدما كرر التعبير نفسه، ما يؤكد أن هذه الفضائية يهمها دفع ضيوفها إلى هذه المزالق اللا أخلاقية ويؤكد أنها بالفعل.. سوسة!
واستجابة لدعوة يكررها هذا البرنامج للمشاركة من داخل البحرين استضاف شخصاً عبر الهاتف تم تقديمه باسم (أبو زهراء) تحدث بلهجة قروية وبصوت جهور فقال باختصار (أناشد الملك أن يشكل لجنة من المعارضة والحكومة لحل المشكلة لننتهي فقد تعبنا.. المهم أن نخرج من هذه الأزمة)، ولأن مثل هذا الكلام المتزن العاقل لا توافق عليه السوسة، فما كان من المذيعة إلا أن قاطعته بسرعة وقالت له (على كل حال وقت البرنامج ضيق)، و»أكدت» هذه المعلومة بأن أعطت المشاركين الآخرين وقتاً فوق الوقت المخصص لهم، فقالوا وكرروا وأعادوا وكرروا ما قالوه! ألم أقل إنها سوسة؟!
كل هذه الفضائح خاصة بحلقة واحدة من ذلك البرنامج الموجّه والمخطط له بدقة، والذي من الواضح أنهم يعتبرونه رأس الحربة بالنسبة لهذا الإعلام المعادي للبحرين، ففي كل يوم فضائح وطرق جديدة للإساءة إلى البحرين يتباهى بها العاملون في السوسة، ولعلهم يحصلون بذلك على حوافز ومكافآت. ليس هذا ادّعاء ولا تحاملاً على إيران أو الإعلام الإيراني؛ لكنه للأسف الشديد واقع، وليس على من يتشكك في هذا الكلام سوى أن يتابع بعض حلقات ذلك البرنامج الذي يقدم له بلقطات ممنتجة تظهر البحرين وكأن إسرائيل بالنسبة إليها حمل وديع.
بالتأكيد لا يمكن توجيه اللوم إلى إيران التي يعرف القاصي قبل الداني موقفها من البحرين (مال.. مو)، ولا إلى إعلامها لأنه بالضرورة موجّه، فاللوم كل اللوم يقع على أولئك «البحرينيين» الذين يقبلون الإساءة إلى وطنهم يومياً ولا يترددون في توجيه أقذع الشتائم إلى الحكومة والشعب الذين هم في كل الأحوال أهلهم وذووهم. والمؤسف أنهم لا يزالون دون إدراك حقيقة هذه السوسة التي تدفعهم دفعاً نحو ما تريده منهم أن يقولوه فتعمد إلى أسئلة لا يكون جوابها إلا توجيه السب والشتم إلى البحرين.. (أنت تقصد كذا.. ولكن لحكومة البحرين مبرراتها)، وغير هذه من عبارات يدركها الإعلاميون جيداً. ووسط كل هذه (الغولة) يتم التأكيد على أن الخليج العربي فارسي.. بجدارة!