كتبت قبل الآن عن أن حل الأزمة في البحرين تكمن في الخزانة الأمريكية ومفاتيحها، والعكس صحيح، كون من يقف خلف الأزمة هي ذات الخزانة وذات المفاتيح.
وحين نقول الخزانة الأمريكية، فهي والخزانة الإنجليزية صنوان، وإن اختلفت المصالح، أو تداخلت، لكن سؤالاً يطرح نفسه هنا: لماذا تأخر التغيير الأمريكي في البحرين رغم تحالفهم مع الصفوية ورغم كل ما حدث في 2011؟
كانت البيئة مواتية بعد الخروج الطائفي، حتى أن الأمريكان قالوا أو لمحوا لبعض المسؤولين أن التغير آت إليكم لا محالة، فما الذي عطل أو أخر هذا التغيير؟
هل كان دخول قوات درع الجزيرة فقط؟
هل موقف السعودية والإمارات تحديداً غيرا من الموقف الأمريكي الذي خرجت أساطيله في أيام الدوار الأخيرة (وقيل إن لديهم مناورات في بحر العرب)؟
هل خروج أهل البحرين والأجانب والمقيمين في تجمع موازٍ وكبير أظهر أيضاً أن من خرج في الدوار المقبور كان يخرج خروجاً طائفياً وليس خروجاً وطنياً وشعبياً كما هو في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.
في تلك اللحظة وجد الأمريكان أن موازين القوى على الأرض مختلفة عما تمتلكه من حسابات الورق لديهم.
وبعدها قالوا تلك المقولة لعلي سلمان (إن أردتم أن تحتجوا فجعلوا السنة إلى جانبكم) أو ما يحمل هذا المعني، وعندها بدأ الإنجليز والأمريكان في استقطاب أسماء سنية واستمالتهم حتى يكونوا هم نواة ما يسمى بالمعارضة السنية على المقاس الأمريكي والإنجليزي؟
كلها أسئلة تتمازج، ولا أزعم أني أملك كل الحقيقة فيما ذهبت إليه، ولكني أطرح أفكاراً وقراءات لما جرى ويجري قد تصيب وقد لا تصيب، لكن من الواضح أن هناك تحركات إما على الأرض أو في الإعلام الاجتماعي يظهر من خلاله أن حركة استقطاب ورعاية الأمريكان والإنجليز لبعض الأسماء من أجل إحداث التغيير في البحرين باسم الشعب وليس الطائفة كما كان في تقاطع الفاروق.
يستخدم من يتم استقطابهم قضايا معيشية تمس حياتنا جميعاً، وملفات كثيرة أصابت أهل البحرين بالوجع، ويوغلون صدور الناس أن هناك أموراً كثيرة خاطئة تستوجب الخروج أو التظاهر أو تشكيل تجمع أو جمعية إلى آخر هذه الأمور.
كل ذلك إلى حين أن تتمكن أمريكا من أن تحدث تغييراً في الدولة الكبيرة وهي السعودية، فإن حدث ذلك، كان لها ما أرادت في البحرين والإمارات والكويت، والفكرة في أساسها، أن ينشغل كل قُطر بوضعه الداخلي المتأزم، فتنشغل السعودية بوضعها، وتنشغل الإمارات بوضعها، وتنشغل الكويت وبالتالي بالإمكان الاستفراد بكل دولة في الزاوية الضيقة.
حتى وإن حملت قمة البحرين أخباراً سارة بخصوص الاتحاد، أو أعلن فيها أن قمة أخرى بالرياض سيشهر فيها الاتحاد، حتى مع ذلك فإن هذا الاتحاد غير واضح المعالم، وإن انشغلت كل دولة بما فيها من أوضاع وكوارث، فلن تستفيق لتساعد أو تقف مع الدولة الجارة.
إن كان هناك من أرضية للمشروع الأمريكي في المنطقة، فإن تأخرنا في التوحد والاندماج كان أكبر الأسباب، حتى أن دول المنطقة كانت تأتمر بأمر أمريكا في مسألة رفض الاتحاد وكان أمرها نافذاً، حتى وصلنا إلى هذه المرحلة، فأكثر دولة ربما تعارض الاتحاد وحتى أكثر من إيران هي أمريكا، تريد هذه الفرقة لتلعب على الحبال وتستفرد بكل طرف، ودول الساحل صغيرة وهينة وبحاجة للحضن الأمريكي الذي يوهمنا أنه يدافع عنا.
للأسف الشديد (وأتحدث هنا عن وضعنا البحريني الداخلي) فإن الدولة أيضاً هيأت الأرضية التامة لكل ما يحدث لنا منذ 2011 وحتى الساعة، الدولة مكنت الانقلابيين وجعلت منهم القوة التي تتحكم في مفاصل الدولة والمشهد كان أمامكم إبان الأحداث، من التعليم إلى الغذاء والمخابز، إلى المطار والموانئ، إلى رجال الأمن في الوزارات، فمن أراد أن يخرج كان يحتاج فقط إلى مكان واحد بقى عصياً عليه وهي وزارة الداخلية (عصية قبل أن تخترق كما هي اليوم والقادم أسوأ).
الدولة وضعت الأرضية بأخطاء كبيرة ومكلفة في ملفات الفساد والأراضي والتنمية والرواتب ورفاهية المواطن، فالبحريني يستحق من دون شك أكثر بكثير مما هو عليه، وهذه الأرضية هي التي يلعب عليها من يجند بعض السنة لجعلهم معارضة سنية إلى جانب المعارضة الشيعية (برغم حاجتنا إلى معارضة سنية وطنية). فأرضية الانقلاب عند من خرجوا في 2011 كانت مهيأة، وأرضية استقطاب معارضة سنية أيضاً مهيأة، كلها ومع عميق الأسف بأخطاء كبيرة ومكلفة من الدولة استمرت حقباً وسنوات، تراكمت فيها الأخطاء والجروح.
لسنا مع هؤلاء ولا هؤلاء، وأكاد أجزم بحاجتنا إلى معارضة وطنية صادقة وشريفة، لكن يبدو أن ذلك أبعد من ضباب الفجر في الشتاء، كلما اقتربت منه، وجدته أبعد مما تتصور.
لست أحمّل الدولة فوق ما تحتمل، لكن لا مجال أيضاً هنا للمجاملات والقضية قضية وطن، نعم مكنت الدولة مفاصلها لمن خرج في انقلاب 2011، وتمكن أيضاً بأخطاء وفساد وأوضاع لا تتغير، وفي بلد لا توجد فيه محاسبة ولا عقاب للسارق وللجاني، حتى أنك تريد أن تجد ساحلاً للناس، فلا تجد، كلها أملاك خاصة، وأسوار، فيصبح لدى الناس امتعاض واحتقان داخلي شديد، حتى وإن كان لديهم ولاء وانتماء حقيقي، فهذه الأخطاء تكبر، والألم عند الناس يكبر، وأخشى أنه ينفجر في أي اتجاه، أو حتى يرتمي في أحضان من خان الوطن، أو يستقطبهم كما يحدث اليوم بالسفارتين، وكلاهما شر.
البحرين مازالت تحت المخطط الأمريكي، والسفير الأمريكي يقول الحكومة البحرينية لم تخطرني بانزعاجها من تحركاتي أو دوري، فإذا الدولة راضية عن السفير الأمريكي ولم تخطره بشيء، فلماذا كل هذه الهوجة، هل نخاف نحن على البلد أكثر من رب البيت؟
قاتلها الله من كلمة، كأني أسمعها توجه ألي وهي (إنها سياسة)..!
وإن كانت هناك (سياسة) فلماذا وصلنا للذي وصلنا إليه، مفارقات كثيرة، وتداخلات كثيرة في المشهد البحريني، والله إنك لتصاب بالحيرة مما يجري، وتقول في نفسك، لا أعلم أصدق من؟ أو أكذب من؟ فتصبح لا تستطيع أن تصدق هذا، ولا تستطيع أن تكذب ذاك..!
^ رذاذ
إلا ما خبرتوني يا جماعة.. كرديشان سافرت وإلا للحين..؟
(قدر قلبنا ويا السياسة.. خلوني مع كارديشان أبحث عمق الأزمة.. وكل شي بصير تمام)..!
أقولك البلد بخير.. صاج.. إي أكيد بخير
نفس العبارة كنا نسمعها قبل 2011..!!
{{ article.visit_count }}
وحين نقول الخزانة الأمريكية، فهي والخزانة الإنجليزية صنوان، وإن اختلفت المصالح، أو تداخلت، لكن سؤالاً يطرح نفسه هنا: لماذا تأخر التغيير الأمريكي في البحرين رغم تحالفهم مع الصفوية ورغم كل ما حدث في 2011؟
كانت البيئة مواتية بعد الخروج الطائفي، حتى أن الأمريكان قالوا أو لمحوا لبعض المسؤولين أن التغير آت إليكم لا محالة، فما الذي عطل أو أخر هذا التغيير؟
هل كان دخول قوات درع الجزيرة فقط؟
هل موقف السعودية والإمارات تحديداً غيرا من الموقف الأمريكي الذي خرجت أساطيله في أيام الدوار الأخيرة (وقيل إن لديهم مناورات في بحر العرب)؟
هل خروج أهل البحرين والأجانب والمقيمين في تجمع موازٍ وكبير أظهر أيضاً أن من خرج في الدوار المقبور كان يخرج خروجاً طائفياً وليس خروجاً وطنياً وشعبياً كما هو في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.
في تلك اللحظة وجد الأمريكان أن موازين القوى على الأرض مختلفة عما تمتلكه من حسابات الورق لديهم.
وبعدها قالوا تلك المقولة لعلي سلمان (إن أردتم أن تحتجوا فجعلوا السنة إلى جانبكم) أو ما يحمل هذا المعني، وعندها بدأ الإنجليز والأمريكان في استقطاب أسماء سنية واستمالتهم حتى يكونوا هم نواة ما يسمى بالمعارضة السنية على المقاس الأمريكي والإنجليزي؟
كلها أسئلة تتمازج، ولا أزعم أني أملك كل الحقيقة فيما ذهبت إليه، ولكني أطرح أفكاراً وقراءات لما جرى ويجري قد تصيب وقد لا تصيب، لكن من الواضح أن هناك تحركات إما على الأرض أو في الإعلام الاجتماعي يظهر من خلاله أن حركة استقطاب ورعاية الأمريكان والإنجليز لبعض الأسماء من أجل إحداث التغيير في البحرين باسم الشعب وليس الطائفة كما كان في تقاطع الفاروق.
يستخدم من يتم استقطابهم قضايا معيشية تمس حياتنا جميعاً، وملفات كثيرة أصابت أهل البحرين بالوجع، ويوغلون صدور الناس أن هناك أموراً كثيرة خاطئة تستوجب الخروج أو التظاهر أو تشكيل تجمع أو جمعية إلى آخر هذه الأمور.
كل ذلك إلى حين أن تتمكن أمريكا من أن تحدث تغييراً في الدولة الكبيرة وهي السعودية، فإن حدث ذلك، كان لها ما أرادت في البحرين والإمارات والكويت، والفكرة في أساسها، أن ينشغل كل قُطر بوضعه الداخلي المتأزم، فتنشغل السعودية بوضعها، وتنشغل الإمارات بوضعها، وتنشغل الكويت وبالتالي بالإمكان الاستفراد بكل دولة في الزاوية الضيقة.
حتى وإن حملت قمة البحرين أخباراً سارة بخصوص الاتحاد، أو أعلن فيها أن قمة أخرى بالرياض سيشهر فيها الاتحاد، حتى مع ذلك فإن هذا الاتحاد غير واضح المعالم، وإن انشغلت كل دولة بما فيها من أوضاع وكوارث، فلن تستفيق لتساعد أو تقف مع الدولة الجارة.
إن كان هناك من أرضية للمشروع الأمريكي في المنطقة، فإن تأخرنا في التوحد والاندماج كان أكبر الأسباب، حتى أن دول المنطقة كانت تأتمر بأمر أمريكا في مسألة رفض الاتحاد وكان أمرها نافذاً، حتى وصلنا إلى هذه المرحلة، فأكثر دولة ربما تعارض الاتحاد وحتى أكثر من إيران هي أمريكا، تريد هذه الفرقة لتلعب على الحبال وتستفرد بكل طرف، ودول الساحل صغيرة وهينة وبحاجة للحضن الأمريكي الذي يوهمنا أنه يدافع عنا.
للأسف الشديد (وأتحدث هنا عن وضعنا البحريني الداخلي) فإن الدولة أيضاً هيأت الأرضية التامة لكل ما يحدث لنا منذ 2011 وحتى الساعة، الدولة مكنت الانقلابيين وجعلت منهم القوة التي تتحكم في مفاصل الدولة والمشهد كان أمامكم إبان الأحداث، من التعليم إلى الغذاء والمخابز، إلى المطار والموانئ، إلى رجال الأمن في الوزارات، فمن أراد أن يخرج كان يحتاج فقط إلى مكان واحد بقى عصياً عليه وهي وزارة الداخلية (عصية قبل أن تخترق كما هي اليوم والقادم أسوأ).
الدولة وضعت الأرضية بأخطاء كبيرة ومكلفة في ملفات الفساد والأراضي والتنمية والرواتب ورفاهية المواطن، فالبحريني يستحق من دون شك أكثر بكثير مما هو عليه، وهذه الأرضية هي التي يلعب عليها من يجند بعض السنة لجعلهم معارضة سنية إلى جانب المعارضة الشيعية (برغم حاجتنا إلى معارضة سنية وطنية). فأرضية الانقلاب عند من خرجوا في 2011 كانت مهيأة، وأرضية استقطاب معارضة سنية أيضاً مهيأة، كلها ومع عميق الأسف بأخطاء كبيرة ومكلفة من الدولة استمرت حقباً وسنوات، تراكمت فيها الأخطاء والجروح.
لسنا مع هؤلاء ولا هؤلاء، وأكاد أجزم بحاجتنا إلى معارضة وطنية صادقة وشريفة، لكن يبدو أن ذلك أبعد من ضباب الفجر في الشتاء، كلما اقتربت منه، وجدته أبعد مما تتصور.
لست أحمّل الدولة فوق ما تحتمل، لكن لا مجال أيضاً هنا للمجاملات والقضية قضية وطن، نعم مكنت الدولة مفاصلها لمن خرج في انقلاب 2011، وتمكن أيضاً بأخطاء وفساد وأوضاع لا تتغير، وفي بلد لا توجد فيه محاسبة ولا عقاب للسارق وللجاني، حتى أنك تريد أن تجد ساحلاً للناس، فلا تجد، كلها أملاك خاصة، وأسوار، فيصبح لدى الناس امتعاض واحتقان داخلي شديد، حتى وإن كان لديهم ولاء وانتماء حقيقي، فهذه الأخطاء تكبر، والألم عند الناس يكبر، وأخشى أنه ينفجر في أي اتجاه، أو حتى يرتمي في أحضان من خان الوطن، أو يستقطبهم كما يحدث اليوم بالسفارتين، وكلاهما شر.
البحرين مازالت تحت المخطط الأمريكي، والسفير الأمريكي يقول الحكومة البحرينية لم تخطرني بانزعاجها من تحركاتي أو دوري، فإذا الدولة راضية عن السفير الأمريكي ولم تخطره بشيء، فلماذا كل هذه الهوجة، هل نخاف نحن على البلد أكثر من رب البيت؟
قاتلها الله من كلمة، كأني أسمعها توجه ألي وهي (إنها سياسة)..!
وإن كانت هناك (سياسة) فلماذا وصلنا للذي وصلنا إليه، مفارقات كثيرة، وتداخلات كثيرة في المشهد البحريني، والله إنك لتصاب بالحيرة مما يجري، وتقول في نفسك، لا أعلم أصدق من؟ أو أكذب من؟ فتصبح لا تستطيع أن تصدق هذا، ولا تستطيع أن تكذب ذاك..!
^ رذاذ
إلا ما خبرتوني يا جماعة.. كرديشان سافرت وإلا للحين..؟
(قدر قلبنا ويا السياسة.. خلوني مع كارديشان أبحث عمق الأزمة.. وكل شي بصير تمام)..!
أقولك البلد بخير.. صاج.. إي أكيد بخير
نفس العبارة كنا نسمعها قبل 2011..!!