في الأسابيع القليلة الماضية اعتقل المدوّن الإيراني «ستار بهشتي» في مدينة «شهريار» جنوب غرب العاصمة طهران. بعد فترة قصيرة تلقت أسرة المعتقل نبأ وفاته في السجن وبمتابعات مستمرة ومواكبة الإعلام الفارسي المحسوب على المعارضة في الخارج ونداءات منظمات حقوق الإنسان، اعترفت السلطات المعنية في الأمن العام الإيراني بقتل الشاب ستار بهشتي، مما أدى إلى إقالة رئيس شرطة «فتا» القسم المختص لمكافحة النشاط السياسي على شبكة الإنترنت. وكذلك اعتقال سبعة ضباط آخرين من بينهم محققون كانوا قد ساهموا في عميلة التحقيق مع المدوّن ستار بهشتي قبيل وفاته على إثر التعذيب.
كما استطاعت أسرة المقتول وذلك عبر مساندة من الإعلام الفارسي المحسوب على المعارضة الإيرانية في الخارج ومتابعات مستمرة في المحاكم أن تلزم السلطات بكل هذا الاعترافات الرسمية الذي جاءت على لسان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية محسني اجه اي في يوم الإثنين الماضي.
ولكن ماذا عما يحدث في المناطق غير الفارسية؟ من منطلق الدستور الإيراني وحسب المادة 19، إن جميع الإيرانيين من أي قومية ولغة وعرق وغيره متساوون أمام القانون! ولكن هذا القانون المنادي بالمساوات حين يصل إلى غير الفارسي يبقى حبراً على ورق وما تأمر به السلطات الأمنية يصبح قانوناً بامتياز وينفذ بكل دقة وبقوة وقسوة لا مثيل لها.
على سبيل المثال؛ بعد ما تم إعلان خبر وفات المدون الإيراني ستار بهشتي انتشر بمرافقته خبر وفاة الشاعر الأحوازي ستار أبوسرور وتم تغطية خبر وفاته بشكل كبير على المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي وكذلك جهات حقوقية أحوازية طالبت بفتح تحقيق حول وفاة أبوسرور حيث اعتقل الفقيد عدة مرات وخضع للتحقيق والتعذيب والسجن، وقبيل وفاته بأيام قليلة كان أبوسرور قد تلقى تهديدات شفهية من قبل الأمن الإيراني تؤكد له قتله خلال أيام إن لم يلزم الصمت ويكف عن الشعر الوطني العروبي. ولكن الفقيد أبوسرور استمر متحدياً للنظام الإيراني وقدم العديد من الأهازيج القومية والوطنية الأحوازية التي تؤكد عروبة الإنسان والأرض الأحوازيين مما أثار حفيظة السلطات الأمنية التي دبرت له عملية قتله على طريقة أمنية معينة.
كان قد سبق هذا العمل غير الإنساني على يد رجالات الأمن الإيراني في الأحواز عدة أعمال شنيعة أخرى يندى لها جبين الإنسانية حيث تم اعتقال عدد من النشطاء في مجال حقوق الإنسان أو النشاط الثقافي وتم تعذيبهم حتى الموت.
يمكن ذكر البعض منهم هنا كغيبان العبيداوي من الحميدية ومحمد الجلداوي وناصر البوشوكة من الأحواز العاصمة ومحمد الكعبي من مدينة سوسة (شوش) ورضا المغامسي من القنيطرة (دزفول) وعلي رضا الغبيشاوي من الخلفية (خلف أباد).
مسلسل الاغتيالات والاعتقالات بحق النشطاء الأحوازيين مستمر وهكذا يزيد عدد الضحايا يوماً تلو الآخر، حيث تم اعتقال عدد من الناس المزارعين في قرى جنوب مدينة سوسة (شوش) ليس لهم أي صلة بالسياسة وإنما تم اعتقال هؤلاء على إثر كشف كتاب عن «السنة» في بيت أحد من هؤلاء حيث كان الكتاب مطبوعاً في مطبعة لبنانية. لكن ما تم إعلانه من قبل وزارة الأمن الإيرانية أن هؤلاء عدد من (الإرهابيين)! ومرتبطون بدول أجنبية وعربية منها خليجية!
وهكذا استمرت الاعتقالات في الأحواز بعيد مجلس تأبين الفقيد أبوسرور والاتهامات تتنوع من الانتماء لمذهب أهل السنة والجماعة وصولًا إلى الإرهاب وغيره!
يأتي التناقض الفارسي مصحوباً بالعنصرية العمياء، عبر مداخل عدة، تجسدها التصرفات الأمنية الإيرانية تحت غطاء القانون، كي تحيط بالمواطن غير الفارسي بشكل عام، والمواطن العربي الأحوازي بشكل خاص، في جغرافية ما تسمى بإيران، وذلك من كل جانب وجهة كي يخضع الإنسان غير الفارسي وهو مغلوب على أمره لما رتب له كخيار وحيد وما هو إلا الاندماج في المجتمع الفارسي.
لا يجد الإنسان غير الفارسي والأحوازي بشكل خاص مفراً له من آلة القمع الفارسية وذلك تحت غطاء قانوني حسب ما تعمله وتنفذه المحاكم والسلطات الأمنية الإيرانية بحق أبناء الشعوب غير الفارسية. من جهة أخرى تحاول الدولة الفارسية أن تغطي على الحراك التحرري الأحوازي عبر تلفيق اتهامات عدة للنشطاء الأحوازيين في كافة المجالات وتؤكد على الجانب المذهبي والإرهاب كمفاهيم تريد أن تخيف بهم العالم وترسم صورة للنضال الأحوازي كمشروع للتسنن والتطرف المذهبي وتؤسس في عقلية المتابع الدولي والإيراني، أن هناك حراكاً أحوازياً سنياً، عروبياً، يريد أن يقتطــــع الأحــــواز كــــي يؤسس دولـــــــة ومعقـــــلاً للإرهاب في المنطقة! حتى تثير الدولة الفارسية حفيظة العالم وتتم مجابهة هذا الحراك المتنامي من كل جانب ومكان ويبدو أن ما على القوى الأحوازية أن تنتبه له شديد الانتباه والتأكيد على الجانب الإنساني والحقوقي للقضية الأحوازية، يسبقه قبول التعددية السياسية أحوازياً بمرافقة التأكيد على حق تقرير المصير، هنا حيث تترتب على القوى العلمانية الأحوازية مسؤولية الكشف عن زيف الإعلام الفارسي ومخططات الدولة الفارسية في الأحواز ويجب أن تؤكد هذه القوى للعالم أن الشعب العربي الأحوازي كما الشعوب الأخرى في المنطقة متنوع من حيث الدين والمذهب وكذلك القوى السياسية الأحوازية تتنوع حسب المجتمع، لذلك عليها أن تؤسس كياناً أحوازياً لن يكون هذا الكيان معقلاً للإرهاب والتطرف بكافة أنواعه. كما نرى وحسب المعطيات والعمل الفارسي المضاد، يبدو أن على الحراك الأحوازي أن يتبنى البراغماتية للتكيف مع الواقع السياسي العالمي وكذلك الابتعاد عن الشبهات التي تريد الدولة الفارسية أن تلصقها به بشكل أو بآخر.
كما استطاعت أسرة المقتول وذلك عبر مساندة من الإعلام الفارسي المحسوب على المعارضة الإيرانية في الخارج ومتابعات مستمرة في المحاكم أن تلزم السلطات بكل هذا الاعترافات الرسمية الذي جاءت على لسان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية محسني اجه اي في يوم الإثنين الماضي.
ولكن ماذا عما يحدث في المناطق غير الفارسية؟ من منطلق الدستور الإيراني وحسب المادة 19، إن جميع الإيرانيين من أي قومية ولغة وعرق وغيره متساوون أمام القانون! ولكن هذا القانون المنادي بالمساوات حين يصل إلى غير الفارسي يبقى حبراً على ورق وما تأمر به السلطات الأمنية يصبح قانوناً بامتياز وينفذ بكل دقة وبقوة وقسوة لا مثيل لها.
على سبيل المثال؛ بعد ما تم إعلان خبر وفات المدون الإيراني ستار بهشتي انتشر بمرافقته خبر وفاة الشاعر الأحوازي ستار أبوسرور وتم تغطية خبر وفاته بشكل كبير على المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي وكذلك جهات حقوقية أحوازية طالبت بفتح تحقيق حول وفاة أبوسرور حيث اعتقل الفقيد عدة مرات وخضع للتحقيق والتعذيب والسجن، وقبيل وفاته بأيام قليلة كان أبوسرور قد تلقى تهديدات شفهية من قبل الأمن الإيراني تؤكد له قتله خلال أيام إن لم يلزم الصمت ويكف عن الشعر الوطني العروبي. ولكن الفقيد أبوسرور استمر متحدياً للنظام الإيراني وقدم العديد من الأهازيج القومية والوطنية الأحوازية التي تؤكد عروبة الإنسان والأرض الأحوازيين مما أثار حفيظة السلطات الأمنية التي دبرت له عملية قتله على طريقة أمنية معينة.
كان قد سبق هذا العمل غير الإنساني على يد رجالات الأمن الإيراني في الأحواز عدة أعمال شنيعة أخرى يندى لها جبين الإنسانية حيث تم اعتقال عدد من النشطاء في مجال حقوق الإنسان أو النشاط الثقافي وتم تعذيبهم حتى الموت.
يمكن ذكر البعض منهم هنا كغيبان العبيداوي من الحميدية ومحمد الجلداوي وناصر البوشوكة من الأحواز العاصمة ومحمد الكعبي من مدينة سوسة (شوش) ورضا المغامسي من القنيطرة (دزفول) وعلي رضا الغبيشاوي من الخلفية (خلف أباد).
مسلسل الاغتيالات والاعتقالات بحق النشطاء الأحوازيين مستمر وهكذا يزيد عدد الضحايا يوماً تلو الآخر، حيث تم اعتقال عدد من الناس المزارعين في قرى جنوب مدينة سوسة (شوش) ليس لهم أي صلة بالسياسة وإنما تم اعتقال هؤلاء على إثر كشف كتاب عن «السنة» في بيت أحد من هؤلاء حيث كان الكتاب مطبوعاً في مطبعة لبنانية. لكن ما تم إعلانه من قبل وزارة الأمن الإيرانية أن هؤلاء عدد من (الإرهابيين)! ومرتبطون بدول أجنبية وعربية منها خليجية!
وهكذا استمرت الاعتقالات في الأحواز بعيد مجلس تأبين الفقيد أبوسرور والاتهامات تتنوع من الانتماء لمذهب أهل السنة والجماعة وصولًا إلى الإرهاب وغيره!
يأتي التناقض الفارسي مصحوباً بالعنصرية العمياء، عبر مداخل عدة، تجسدها التصرفات الأمنية الإيرانية تحت غطاء القانون، كي تحيط بالمواطن غير الفارسي بشكل عام، والمواطن العربي الأحوازي بشكل خاص، في جغرافية ما تسمى بإيران، وذلك من كل جانب وجهة كي يخضع الإنسان غير الفارسي وهو مغلوب على أمره لما رتب له كخيار وحيد وما هو إلا الاندماج في المجتمع الفارسي.
لا يجد الإنسان غير الفارسي والأحوازي بشكل خاص مفراً له من آلة القمع الفارسية وذلك تحت غطاء قانوني حسب ما تعمله وتنفذه المحاكم والسلطات الأمنية الإيرانية بحق أبناء الشعوب غير الفارسية. من جهة أخرى تحاول الدولة الفارسية أن تغطي على الحراك التحرري الأحوازي عبر تلفيق اتهامات عدة للنشطاء الأحوازيين في كافة المجالات وتؤكد على الجانب المذهبي والإرهاب كمفاهيم تريد أن تخيف بهم العالم وترسم صورة للنضال الأحوازي كمشروع للتسنن والتطرف المذهبي وتؤسس في عقلية المتابع الدولي والإيراني، أن هناك حراكاً أحوازياً سنياً، عروبياً، يريد أن يقتطــــع الأحــــواز كــــي يؤسس دولـــــــة ومعقـــــلاً للإرهاب في المنطقة! حتى تثير الدولة الفارسية حفيظة العالم وتتم مجابهة هذا الحراك المتنامي من كل جانب ومكان ويبدو أن ما على القوى الأحوازية أن تنتبه له شديد الانتباه والتأكيد على الجانب الإنساني والحقوقي للقضية الأحوازية، يسبقه قبول التعددية السياسية أحوازياً بمرافقة التأكيد على حق تقرير المصير، هنا حيث تترتب على القوى العلمانية الأحوازية مسؤولية الكشف عن زيف الإعلام الفارسي ومخططات الدولة الفارسية في الأحواز ويجب أن تؤكد هذه القوى للعالم أن الشعب العربي الأحوازي كما الشعوب الأخرى في المنطقة متنوع من حيث الدين والمذهب وكذلك القوى السياسية الأحوازية تتنوع حسب المجتمع، لذلك عليها أن تؤسس كياناً أحوازياً لن يكون هذا الكيان معقلاً للإرهاب والتطرف بكافة أنواعه. كما نرى وحسب المعطيات والعمل الفارسي المضاد، يبدو أن على الحراك الأحوازي أن يتبنى البراغماتية للتكيف مع الواقع السياسي العالمي وكذلك الابتعاد عن الشبهات التي تريد الدولة الفارسية أن تلصقها به بشكل أو بآخر.