لا يمكن أن تتنازل عنه الشعوب وأصبح قدرها في مواجهة من يضمر الشر لدولنا، إنه حلم الاتحاد الخليجي الذي سيكون مطروحاً على طاولة القادة في قمة المنامة والتي نتمنى أن يخرج اجتماع قادة دول مجلس التعاون بإعلان الاتحاد الخليجي الذي سيكون بداية نهاية المطامع الخارجية على الخليج وأن تنال البحرين شرف إعلان هذا الاتحاد من عاصمتها، لأن هذا الاتحاد أصبح ضرورة في ظل التدخلات الإيرانية شبه اليومية في الشؤون الخليجية، وقبل القمة سيكون مؤتمر حوار المنامة الذي تبدأ أعماله اليوم (الجمعة) والذي سيركز على القضايا السياسية والأمنية للمنطقة، وهو ما يعتبر مدخلاً أو تمهيداً للقضايا الأمنية التي تحيط وتهدد المنطقة على المستوى الإقليمي بل والدولي أيضاً.
وبالتالي بات الاتحاد قدر شعوب الخليج التي تسعى إلى قيامه بأسرع وقت خصوصاً في هذا التوقيت الذي تموج فيه دول المنطقة بأحداث سياسية وأمنية وتهديدات تزداد يوماً بعد يوم من قبل إيران التي لن تكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية ولن ترتدع هي ومن يواليها في الداخل إلا حين يتم الإعلان بشكل رسمي عن ولادة اتحاد يضم كل دول مجلس التعاون في جيش موحد يكون قوة ضاربة يحسب لها ألف حساب سواء من إيران أو غيرها، وبالتالي فإن الفرصة مواتية في ظل كل تلك الظروف التي تحيط بخليجنا الذي أصبح محط أطماع الدول الكبرى الاستعمارية لما وهبه الله من خيرات طبيعية بلا شك على رأسها النفط والغاز.
إن الاتحاد الخليجي أضحى مطلباً شعبياً لا يمكن أن تحيد عنه وستسعى شعوب الخليج إلى أن يتحقق حلمها في كيان واحد تحت علم واحد وجيش واحد وسياسة خارجية واحدة، وما البيان الختامي الذي رفعه المجتمعون في المؤتمر الذي نظمته جمعية تجمع الوحدة الوطنية ومطالبتهم القادة بالمضي قدماً في الاتفاق سريعاً على هذا الاتحاد الذي أصبح مصيراً مشتركاً لكل دول وشعوب مجلس التعاون، وبالتالي فإنه لزاماً اتخاذ هذه الخطوة التاريخية.
وما يحدو الشعوب الخليجية هو أن يكون هذا الاتحاد بداية المشاركة الإيجابية في مشاركتهم في صنع واتخاذ القرارات المصيرية التي تمسهم مباشرة خاصة الأمنية والسياسية منها، وهو ما يجعلنا كشعوب في انسجام وترابط داخلي مع قياداتنا السياسية بما يضمن الوحدة على كلمة وموقف واحد في مواجهة أية تهديدات سواء كانت داخلية أو إقليمية بل وحتى دولية، فالاتحاد قوة وهذا ما نريده لدولنا في الخليج أن تكون متحدة في مواقفها وتحركاتها ولن يتأتى ذلك إلا من خلال نبذ أية اختلافات جانباً والتصدي للأخطار التي تحدق بنا كدول خليجية موحدة لا منفصلة.
مما يدعونا للتفاؤل بأن الاتحاد الخليجي قاب قوسين أو أدنى هو أن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وبحسه الوطني القومي هو من دعا إلى تشكيل اتحاد خليجي وهي دعوة بلا شك نابعة من رجل ذي حكمة في بواطن الأمور وعند استشعار لمدى الخطر الذي يحيط بمنطقة الخليج في الفترة الأخيرة، أدرك ضرورة الانتقال من صيغة التعاون إلى الاتحاد حماية للمنطقة من الأخطار الأمنية والسياسية التي تتعرض لها والخطر الديمغرافي الذي يهدد مستقبل شعوب دول مجلس التعاون وهويتها الوطنية العربية.
على دول مجلس التعاون ومن لديها تحفظ على دخول الجمهورية اليمنية في دول مجلس التعاون أو الاتحاد الخليجي أن تعي أن دخول اليمن وانضمامها إلى الاتحاد الخليجي بشكل كامل يعطيها مزيداً من القوة العسكرية والسياسية في منع أية تهديدات إيرانية، فكما كان العراق يصد طهران عن الخليج خلال تلك السنوات قبل أن يتغير حال العراق، فاليمن أيضاً دولة لا يستهان بها ويمكنها الوقوف مع دول المجلس حين تهددها إيران أو غيرها ويمكنه أن يقوم بذلك الدور والأيام القادمة كفيلة بأن تثبت ذلك.
همسة:
تتشرف أرض البحرين بأن تستضيف قمة الخليج التي سيتم خلالها رسم ملامح ولادة الاتحاد الخليجي وهو مطلب الشعوب قبل القيادات السياسية، لذا نتمنى من القادة أن يدركوا ذلك وأن يترجموا تطلعات شعوبهم واقعاً والإعلان عن هذا الاتحاد الذي سيقصم ظهر البعير!