نحـــن الآن فــي 14 فبرايـــر 2026 افتراضيـاً، حينهــــا سيكــــون جيــــل البحرينيين الشباب هم الذين لم يعاصروا أحداث فبراير ومارس 2011 عندما ضربت الدولة أزمة تاريخية عميقة. في ذلك الوقت الافتراضي سيطرحون العديد من التساؤلات: لماذا طالب البعض بإسقاط النظام؟ لماذا طالب البعض بطرد ورحيل البعض؟ ولماذا حدثت الفوضى في البلاد؟ ولماذا هناك حساسية مفرطة بين المكونيـن السنــــــــي والشيعي في المجتمع؟ ولماذا صارت درجة الكراهية بين المواطنين ونظرائهم المواطنين مرتفعة مقارنة بمجتمعات أخرى مجاورة؟ ولماذا لا يتزوج الشيعي من سنية؟ ولماذا لا يتزوج السني من شيعية؟ ولماذا يخاف البعض من دخول بعض المناطق لأن المقيمين فيها يختلفون معه مذهبياً؟ ولماذا اختفت بعض المعالم مثل دوار مجلس التعاون السابق التي يمكنه أن يشاهدها في صور عبر الإنترنت؟ ولماذا تغيرت نظرة الخليجيين للبحرينيين بعد أن كانت النظرة تقوم على أن البحرينيين من أكثر شعوب الخليج طيبة ومحبة؟!
أسئلة كثيرة وأسئلة أكثر من الصعوبة بمكان حصرها وقياس أبعادها، مثل هذه التساؤلات الجوهرية، لا أعتقد أن هناك من يفكر في إعداد إجابات لها الآن لسبب واحد أن تداعيات الأزمة التي قادت لمثل هذه التساؤلات مازالت مستمرة ولن تنتهي سريعاً. فماذا أعدت الدولة؟ والأهم من ذلك ماذا أعد الآباء للأبناء حتى يجيبوا على مثل هذه التساؤلات مستقبلاً؟!
لا أعتقد أن هناك من حاول إعداد إجابات ـ من الآن ـ ليجيب على تساؤلات أبناءه وأحفاده مستقبلاً، رغم أن تقييمه سيختلف تماماً بعد عشر سنوات أو حتى عشرين سنة من الأزمة نفسها بسبب اختلاف النظرة، والظروف، ومن المفترض أن تكون النظرة عقلانية وموضوعية أكثر.
في خضم هذه التساؤلات والتداعيات بعد الأزمة يظهر علينا الصديق العزيز خالد جمعان بمبادرة هامة يمكنها أن تساعد في توثيق أزمة 2011 بكل تفاصيلها الكئيبة. مبادرة خالد جمعان تقوم على إصدار كتاب خاص من مجلدين فخمين يضمان بين دفتيهما كماً هائلاً من الصور وفقاً لتسلسلها التاريخي والمنطقي إبان الأحداث.
عندما سمعت بالمشروع في وقت لاحق من العام الماضي 2011، توقعت أن يكون الكتاب التوثيقي مجرد عرض صور من الأزمة بشكل يحمل رسالة للقارئ أن هذا ما حدث هو ما تم «الفاتح» وليس ما تم في «الدوار»، وفق نظرة أحادية يجب أن يقتنع بها الجميع، وهذا اتجاه كان سائداً بقوة لدى الرأي العام البحريني.
ولكنني ذهلت عندما دار بيني وبين خالد جمعان حواراً مطولاً حول المشروع نفسه عندما أخبرني أن المشروع يضم تفاصيل الأحداث بنظرتيها، بمعنى نظرة من قام بأعمال الفوضى والراديكالية من جهة، وأعمال من قام بمواجهة محاولة إسقاط النظام من جهة أخرى.
هنا آمنت بجرأة خالد جمعان في تحدي الواقع والظروف، وطرح مشروع يحمل من الجرأة ما يجعل القارئ يقف ليس مرة أو مرتين بل مئات المرات عندما يتصفح هذين المجلدين الضخمين اللذين يحملان تفاصيل حقبة قاسية من تاريخ البحرين.
جرأة مشروع خالد جمعان لم تقف عند عرض تفاصيل أحداث 2011 فحسب، وإنما تتمثل في مواجهة من لا يؤمن بمجتمع البحرين التعددي الذي يجب أن يظل كذلك كما كان، وكما ينبغي أن يكون.
المبادرة التي نتحدث عنها تستحق كل الدعم والتقدير، ليس من الدولة أو المؤسسات الحكومية، بل من جميع البحرينيين الذين اكتووا بنار أحداث 2011، فهو كتاب ضخم مصور باللغتين العربية والإنجليزية يجيب على تساؤلات الأبناء والأحفاد مستقبلاً دون الحاجة للنطق بكلمة.
أسئلة كثيرة وأسئلة أكثر من الصعوبة بمكان حصرها وقياس أبعادها، مثل هذه التساؤلات الجوهرية، لا أعتقد أن هناك من يفكر في إعداد إجابات لها الآن لسبب واحد أن تداعيات الأزمة التي قادت لمثل هذه التساؤلات مازالت مستمرة ولن تنتهي سريعاً. فماذا أعدت الدولة؟ والأهم من ذلك ماذا أعد الآباء للأبناء حتى يجيبوا على مثل هذه التساؤلات مستقبلاً؟!
لا أعتقد أن هناك من حاول إعداد إجابات ـ من الآن ـ ليجيب على تساؤلات أبناءه وأحفاده مستقبلاً، رغم أن تقييمه سيختلف تماماً بعد عشر سنوات أو حتى عشرين سنة من الأزمة نفسها بسبب اختلاف النظرة، والظروف، ومن المفترض أن تكون النظرة عقلانية وموضوعية أكثر.
في خضم هذه التساؤلات والتداعيات بعد الأزمة يظهر علينا الصديق العزيز خالد جمعان بمبادرة هامة يمكنها أن تساعد في توثيق أزمة 2011 بكل تفاصيلها الكئيبة. مبادرة خالد جمعان تقوم على إصدار كتاب خاص من مجلدين فخمين يضمان بين دفتيهما كماً هائلاً من الصور وفقاً لتسلسلها التاريخي والمنطقي إبان الأحداث.
عندما سمعت بالمشروع في وقت لاحق من العام الماضي 2011، توقعت أن يكون الكتاب التوثيقي مجرد عرض صور من الأزمة بشكل يحمل رسالة للقارئ أن هذا ما حدث هو ما تم «الفاتح» وليس ما تم في «الدوار»، وفق نظرة أحادية يجب أن يقتنع بها الجميع، وهذا اتجاه كان سائداً بقوة لدى الرأي العام البحريني.
ولكنني ذهلت عندما دار بيني وبين خالد جمعان حواراً مطولاً حول المشروع نفسه عندما أخبرني أن المشروع يضم تفاصيل الأحداث بنظرتيها، بمعنى نظرة من قام بأعمال الفوضى والراديكالية من جهة، وأعمال من قام بمواجهة محاولة إسقاط النظام من جهة أخرى.
هنا آمنت بجرأة خالد جمعان في تحدي الواقع والظروف، وطرح مشروع يحمل من الجرأة ما يجعل القارئ يقف ليس مرة أو مرتين بل مئات المرات عندما يتصفح هذين المجلدين الضخمين اللذين يحملان تفاصيل حقبة قاسية من تاريخ البحرين.
جرأة مشروع خالد جمعان لم تقف عند عرض تفاصيل أحداث 2011 فحسب، وإنما تتمثل في مواجهة من لا يؤمن بمجتمع البحرين التعددي الذي يجب أن يظل كذلك كما كان، وكما ينبغي أن يكون.
المبادرة التي نتحدث عنها تستحق كل الدعم والتقدير، ليس من الدولة أو المؤسسات الحكومية، بل من جميع البحرينيين الذين اكتووا بنار أحداث 2011، فهو كتاب ضخم مصور باللغتين العربية والإنجليزية يجيب على تساؤلات الأبناء والأحفاد مستقبلاً دون الحاجة للنطق بكلمة.