ليست الكتابة عن هاشمي رفسنجاني بالمهمة اليسيرة بالنسبة لي؛ فقد عملت معه حينما كان رئيساً للبرلمان (1980 - 1989)، وأيضاً أثناء فترة توليه منصب الرئيس (من 1989 إلى 1997) كنت عضواً في مجالس مديري البرلمان، وأيضاً نائباً لرفسنجاني لمدة ثماني سنوات.
كان واحداً من أقطاب الثورة الرئيسة والحكومة لاحقاً. بعد آية الله خامنئي، يمكنني القول إنه لعب الدور الرئيس في انتصار الثورة الإسلامية. حينما كان الخميني في العراق، كان هاشمي المنظم الرئيس للحركة في إيران. وقيل إنه كان الرجل الوحيد الذي يمكنه الحديث مع الخميني بجدية وصراحة شديدتين. أقنع هاشمي الخميني بقبول قرار الأمم المتحدة رقم 598. أتذكر أن آية الله الخميني، قال قبل أسبوع من قبوله القرار: «سوف نستمر في الحرب حتى آخر منزل وآخر رجل وآخر قطرة دماء وآخر نفس»!
أبصرت كيف أن هاشمي لم يصدق أن الحرب يجب أن تستمر. في إحدى المرات قال إن الشعب يضع ثقته فينا، ولكن ليس من المقبول أن يسقط أطفالهم ضحايا في الحرب. في تلك الفترة، كان ابناه الاثنان في الواجهة. قال إننا يجب أن ننهي الحرب! وفي أعقاب نقاشه مع آية الله الخميني، قبل الخميني قرار الأمم المتحدة.
وعندما تم انتخابه رئيساً، ركز على بناء الدولة. وفي البرلمان، أكد بشكل دائم على أن حكومته سوف تكون حكومة تركز على إعادة بناء الدولة، لا حكومة سياسية. ومن ثم، اختار وزراءه ونوابه من جميع الأحزاب.
يمكنني القول إنه لم يلعب فقط الدور الرئيس في إنهاء الحرب، لكنه اضطلع أيضاً بدور لا ينسى في إعادة بناء الدولة. على سبيل المثال، بدأ في إعادة إنشاء «طهران تيوب» وأسس الجامعة الإسلامية المفتوحة في إيران. والآن، يدرس أكثر من أربعة عشر ألف طالب بها.
إضافة إلى ذلك، فإنه بعد وفاة آية الله الخميني، لعب هاشمي دوراً رئيسياً في دعم حجة الإسلام خامنئي كقائد جديد. واستشهد بقول الخميني، قائلاً إن الخميني قد أوضح أن خامنئي مرشح مناسب للقيادة خلفاً للخميني. باختصار، في تاريخ الثورة الإسلامية، دائماً ما كان هاشمي في المركز، كان رجل الحل!
الآن، ثمة تساؤل كبير مثار هنا؛ ألا وهو ما الذي خرج عن مساره الصحيح بالنسبة لهاشمي؟ لماذا سجنت ابنته الشجاعة الموهوبة فائزة (التي ولدت في عام 1962)؟ ولماذا سجن ابنه الثاني مهدي (الذي ولد في عام 1969) وينتظر محاكمته الآن؟
لماذا تنشر جميع الصحف والمحطات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية التي تنتمي لمؤسسة القيادة وقوات الحرس الثوري أخباراً ضده وضد أسرته كل يوم؟ في عام 2005 وظف أحمدي نجاد مفهوم الملاك والشيطان، وفي المقابلة التي أجراها على الهواء مباشرة مع التلفزيون الإيراني، بدأ في توجيه اتهامات صريحة لهاشمي. ما نوع التفاحة المحرمة التي قضمها هاشمي والتي أدت بكل هذه الجماعات إلى الرغبة في إقصائه عن السلطة؟ ولماذا أجبر على التخلي عن مسؤوليته كرئيس لمجلس خبراء القيادة العام الماضي، وتم انتخاب آية الله مهدوي، الذي هو في شدة المرض رئيساً جديداً للمجلس؟
يقال إن الثورة تأكل أبناءها. وتضم الأمثلة خاتمي وموسوي وكروبي، الذين يعتبرون أبناء الثورة. لكن هاشمي لم يكن من بين أبناء الثورة، كان المخطط والأب. لماذا يواجه مثل هذا الموقف الحرج في إيران؟
1 - حسبما أتذكر، كان يدافع عن حقوق الشعب. حينما كان خاتمي يشارك في الانتخابات الرئاسية في عام 1996، ألقى هاشمي خطاباً في صلاة الجمعة، كان محوره الانتخابات، قائلاً إنها يجب أن تكون حرة ونزيهة. بعبارة أخرى، كان خطابه بمثابة صيحة تنبيه للشعب. في انتخابات عام 2005، لم يقبل النتيجة ووجه خطاباً مفتوحاً، في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في عام 2009. لم يؤيد أحمدي نجاد، ولم يدن موسوي وكروبي. وترتب على هذا فقدانه لمسؤوليته كإمام لصلاة الجمعة على مدار الأعوام الثلاثة اللاحقة.
2 - الآن، يتحدث مراراً وتكراراً عن الانتخابات، مشدداً على أنها يجب أن تكون حرة ونزيهة، ويعتقد أن الحكومة يجب أن تتشكل من جميع الأحزاب والاتجاهات، ومن كل من الإصلاحيين والمحافظين.
3 - يعتبر في موقع يسمح لكل الأطراف بالتواصل معه ومقابلته. إن أسلوبه وشخصيته ينمان عن سلوك القيادة، وليس سلوك رئيس لحزب واحد.
4 - ربما يفكر معارضوه في إيران ما بعد خامنئي، وهم يعلمون أنه إذا ما ظل هاشمي على قيد الحياة إلى ما بعد وفاة خامنئي، فلن يمكنهم تجاهله، من ثم يحاولون إضعاف موقفه، متهمين إياه بارتكاب أفعال شريرة لتدمير شخصيته والإطاحة بسمعته.
5 - رغم كل ما سبق ذكره، فإننا نرى الآن الوجه الجديد لأحمدي نجاد! لقد وضع خامنئي البيض كله في سلة إدارة أحمدي نجاد. الآن، يدرك الجميع أنه السبب وراء جميع الكوارث السياسية والاجتماعية والثقافية، والأهم من ذلك، الكوارث الاقتصادية في إيران. بعد أسبوع من الانتخابات في عام 2009 أشار خامنئي، في خطبة الجمعة، في وجود هاشمي، إلى أن أحمدي نجاد أقرب إليه من هاشمي! ليس لديّ أدنى شك في أن هذه الأيام ليست هينة بالنسبة لخامنئي، وأنه في غاية الأسف على ما قاله في ذلك الحين!
6 - على سبيل المثال، تعتبر علاقتنا بدول الجوار، ولا سيما بالدول العربية، مثيرة للجدل ومتخمة بالمشكلات. كان هاشمي هو المخطط لتقوية العلاقة بالسعودية من جانب إيران. حتى في حالة سوريا، لم يدعم هاشمي الموقف الرسمي للحكومة، بل أكد على دور شعب سوريا وحثهم على تجنب قتل المواطنين السوريين الأبرياء. يبدو لي أن هاشمي يدفع ثمن كل من: استقلاليته ودفاعه عن حقوق الشعب والقيم الإسلامية. وفي هذه الأيام، يتراءى لي أنه بإمكاننا أن ندرك الإنجازات الحقيقية التي حققتها الثورة، من وجهة نظر هاشمي. قال الخميني، في إحدى المرات، بعد محاولة اغتيال هاشمي الفاشلة في عام 1979 إن هاشمي حي لأن ثورتنا حية. يمكننا أن نرى الوجه الحقيقي للثورة في مرآة هاشمي.
نقلاً عن الشرق الأوسط
{{ article.visit_count }}
كان واحداً من أقطاب الثورة الرئيسة والحكومة لاحقاً. بعد آية الله خامنئي، يمكنني القول إنه لعب الدور الرئيس في انتصار الثورة الإسلامية. حينما كان الخميني في العراق، كان هاشمي المنظم الرئيس للحركة في إيران. وقيل إنه كان الرجل الوحيد الذي يمكنه الحديث مع الخميني بجدية وصراحة شديدتين. أقنع هاشمي الخميني بقبول قرار الأمم المتحدة رقم 598. أتذكر أن آية الله الخميني، قال قبل أسبوع من قبوله القرار: «سوف نستمر في الحرب حتى آخر منزل وآخر رجل وآخر قطرة دماء وآخر نفس»!
أبصرت كيف أن هاشمي لم يصدق أن الحرب يجب أن تستمر. في إحدى المرات قال إن الشعب يضع ثقته فينا، ولكن ليس من المقبول أن يسقط أطفالهم ضحايا في الحرب. في تلك الفترة، كان ابناه الاثنان في الواجهة. قال إننا يجب أن ننهي الحرب! وفي أعقاب نقاشه مع آية الله الخميني، قبل الخميني قرار الأمم المتحدة.
وعندما تم انتخابه رئيساً، ركز على بناء الدولة. وفي البرلمان، أكد بشكل دائم على أن حكومته سوف تكون حكومة تركز على إعادة بناء الدولة، لا حكومة سياسية. ومن ثم، اختار وزراءه ونوابه من جميع الأحزاب.
يمكنني القول إنه لم يلعب فقط الدور الرئيس في إنهاء الحرب، لكنه اضطلع أيضاً بدور لا ينسى في إعادة بناء الدولة. على سبيل المثال، بدأ في إعادة إنشاء «طهران تيوب» وأسس الجامعة الإسلامية المفتوحة في إيران. والآن، يدرس أكثر من أربعة عشر ألف طالب بها.
إضافة إلى ذلك، فإنه بعد وفاة آية الله الخميني، لعب هاشمي دوراً رئيسياً في دعم حجة الإسلام خامنئي كقائد جديد. واستشهد بقول الخميني، قائلاً إن الخميني قد أوضح أن خامنئي مرشح مناسب للقيادة خلفاً للخميني. باختصار، في تاريخ الثورة الإسلامية، دائماً ما كان هاشمي في المركز، كان رجل الحل!
الآن، ثمة تساؤل كبير مثار هنا؛ ألا وهو ما الذي خرج عن مساره الصحيح بالنسبة لهاشمي؟ لماذا سجنت ابنته الشجاعة الموهوبة فائزة (التي ولدت في عام 1962)؟ ولماذا سجن ابنه الثاني مهدي (الذي ولد في عام 1969) وينتظر محاكمته الآن؟
لماذا تنشر جميع الصحف والمحطات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية التي تنتمي لمؤسسة القيادة وقوات الحرس الثوري أخباراً ضده وضد أسرته كل يوم؟ في عام 2005 وظف أحمدي نجاد مفهوم الملاك والشيطان، وفي المقابلة التي أجراها على الهواء مباشرة مع التلفزيون الإيراني، بدأ في توجيه اتهامات صريحة لهاشمي. ما نوع التفاحة المحرمة التي قضمها هاشمي والتي أدت بكل هذه الجماعات إلى الرغبة في إقصائه عن السلطة؟ ولماذا أجبر على التخلي عن مسؤوليته كرئيس لمجلس خبراء القيادة العام الماضي، وتم انتخاب آية الله مهدوي، الذي هو في شدة المرض رئيساً جديداً للمجلس؟
يقال إن الثورة تأكل أبناءها. وتضم الأمثلة خاتمي وموسوي وكروبي، الذين يعتبرون أبناء الثورة. لكن هاشمي لم يكن من بين أبناء الثورة، كان المخطط والأب. لماذا يواجه مثل هذا الموقف الحرج في إيران؟
1 - حسبما أتذكر، كان يدافع عن حقوق الشعب. حينما كان خاتمي يشارك في الانتخابات الرئاسية في عام 1996، ألقى هاشمي خطاباً في صلاة الجمعة، كان محوره الانتخابات، قائلاً إنها يجب أن تكون حرة ونزيهة. بعبارة أخرى، كان خطابه بمثابة صيحة تنبيه للشعب. في انتخابات عام 2005، لم يقبل النتيجة ووجه خطاباً مفتوحاً، في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في عام 2009. لم يؤيد أحمدي نجاد، ولم يدن موسوي وكروبي. وترتب على هذا فقدانه لمسؤوليته كإمام لصلاة الجمعة على مدار الأعوام الثلاثة اللاحقة.
2 - الآن، يتحدث مراراً وتكراراً عن الانتخابات، مشدداً على أنها يجب أن تكون حرة ونزيهة، ويعتقد أن الحكومة يجب أن تتشكل من جميع الأحزاب والاتجاهات، ومن كل من الإصلاحيين والمحافظين.
3 - يعتبر في موقع يسمح لكل الأطراف بالتواصل معه ومقابلته. إن أسلوبه وشخصيته ينمان عن سلوك القيادة، وليس سلوك رئيس لحزب واحد.
4 - ربما يفكر معارضوه في إيران ما بعد خامنئي، وهم يعلمون أنه إذا ما ظل هاشمي على قيد الحياة إلى ما بعد وفاة خامنئي، فلن يمكنهم تجاهله، من ثم يحاولون إضعاف موقفه، متهمين إياه بارتكاب أفعال شريرة لتدمير شخصيته والإطاحة بسمعته.
5 - رغم كل ما سبق ذكره، فإننا نرى الآن الوجه الجديد لأحمدي نجاد! لقد وضع خامنئي البيض كله في سلة إدارة أحمدي نجاد. الآن، يدرك الجميع أنه السبب وراء جميع الكوارث السياسية والاجتماعية والثقافية، والأهم من ذلك، الكوارث الاقتصادية في إيران. بعد أسبوع من الانتخابات في عام 2009 أشار خامنئي، في خطبة الجمعة، في وجود هاشمي، إلى أن أحمدي نجاد أقرب إليه من هاشمي! ليس لديّ أدنى شك في أن هذه الأيام ليست هينة بالنسبة لخامنئي، وأنه في غاية الأسف على ما قاله في ذلك الحين!
6 - على سبيل المثال، تعتبر علاقتنا بدول الجوار، ولا سيما بالدول العربية، مثيرة للجدل ومتخمة بالمشكلات. كان هاشمي هو المخطط لتقوية العلاقة بالسعودية من جانب إيران. حتى في حالة سوريا، لم يدعم هاشمي الموقف الرسمي للحكومة، بل أكد على دور شعب سوريا وحثهم على تجنب قتل المواطنين السوريين الأبرياء. يبدو لي أن هاشمي يدفع ثمن كل من: استقلاليته ودفاعه عن حقوق الشعب والقيم الإسلامية. وفي هذه الأيام، يتراءى لي أنه بإمكاننا أن ندرك الإنجازات الحقيقية التي حققتها الثورة، من وجهة نظر هاشمي. قال الخميني، في إحدى المرات، بعد محاولة اغتيال هاشمي الفاشلة في عام 1979 إن هاشمي حي لأن ثورتنا حية. يمكننا أن نرى الوجه الحقيقي للثورة في مرآة هاشمي.
نقلاً عن الشرق الأوسط