اليوم الثلاثاء هو الأول من أيام العام الميلادي الجديد، معه يستبشر الناس الخير ويعبرون عن أملهم في أن يكون العام الجديد عام خير وبركة عليهم وعلى أهلهم وذويهم وأمتهم ووطنهم ، وبدل أن يبادر ذلك البعض الذي اعتبر نفسه في ثورة بمد اليد والسعي مع الآخرين إلى ما يؤدي إلى تهدئة الأمور يخرج علينا بحركة اعتبرها إبداعية يعتزم تنفيذها في هذا اليوم أطلق عليها اسم «ميادين اللؤلؤة» ، معلناً بذلك استمراره في نهج الفوضى الذي يبدو أنه يموت خارجه.
قبل أكثر من أسبوع من انتهاء العام الماضي بدأ شحن «الجماهير.. لتتأهب وتواصل تحضيراتها لخوض الاستحقاق الميداني الكبير في هذا اليوم الأول من العام الميلادي الجديد»، وتم تداول الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل هستيري وتم الاهتمام بتضخيم كل فعالية مهما كانت بسيطة لخدمة هذا الهدف، «فهؤلاء ثوار وحرائر يؤكدون الجهوزية التامة لخوض الاستحقاق الكبير.. وهنا اعتصام تعريفي تعبوي تأهباً واستعداداً للاستحقاق.. وهنا تغريدات ملخصها أن شعب البحرين بمختلف فئاته العمرية يستعد لخوض الاستحقاق الميداني الكبير.. وأن الاستحقاق الميداني يأتي في سياق التمهيد للعودة المظفرة إلى ميدان الشهداء» كما جاء في تلك الأخبار المصحوبة بإعلانات أنيقة كانت تتقدم المسيرات والتجمعات التي كانت بمثابة «بروفة» لليوم الموعود وتدعو إلى «الاستعداد للمشاركة والثبات وسط الميدان لمدة خمس ساعات متواصلة»! وبالتأكيد لم يفوت ما يسمى بائتلاف فبراير على نفسه فرصة الاستفادة من الأطفال بتنظيم «مسيرات وتجمعات» خاصة بهم تم خلالها وضع لافتات ورقية على ظهورهم وتصويرهم وكأنهم مشاركون في ماراثون رياضي! دون أي اعتبار إلى أنهم إنما يعرضون أولئك الأطفال إلى الخطر ويلقنونهم ما يؤدي إلى استمرار كراهية الآخر.
العام 2012 انتهى بمبادرة أطلقتها الدولة لجمع الشمل وعقد لقاءات لتقريب وجهات النظر وتحديد المتفق عليه وحصر ما هو مختلف عليه في نقاط بغية مناقشته بالتفصيل وبدقة للخروج بتفاهمات وتصورات واضحة ولتعود الحياة بعد ذلك كما كانت قبل أن يدخل شيطان فبراير علينا، حيث تم عقد اللقاء الأول الذي انتهى بالتعبير عن الرغبة في عقد لقاءات أخرى خصوصاً وأنه تبين أن المجتمعين متوافقون على ما لا يقل عن 60% من الأمور، ما يعني أن الوصول إلى حلول ترضي الجميع أمر ممكن بل ممكن جداً.
الحقيقة أن المشكلة ليست مع الجمعيات السياسية المرخصة والمعترف بها، فهذه تنادي بجملة إصلاحات لن تجد الحكومة صعوبة في تحقيقها، المشكلة الحقيقية هي مع أولئك الشباب الذين لا علاقة متينة لهم بالسياسة ويفتقرون إلى التجربة والخبرة وأطلقوا على أنفسهم اسم ائتلاف فبراير وتصفهم السوسة الإيرانية بالقوى الثورية لتمييزهم عن الجمعيات السياسية التي تطلق عليها اسم قوى المعارضة.
إن استمرار وقوف الجمعيات السياسية في المساحة التي تقف فيها الآن يعني أنها مسلوبة الإرادة وأن كل ما سيتم التوصل إليه معها من تفاهمات عبر جلسات الحوار التمهيدية وغير التمهيدية لن يوصلنا إلى الحل المنشود. هذا يعني أن على هذه الجمعيات أن تتخذ موقفاً واضحاً من أولئك الشباب أو أن تتفرغ لإقناعهم بأن ما يقومون به لن يوصلنا إلى شيء وأنهم لن يتمكنوا من تحقيق مآربهم وأن كل ما يقومون به يدخل في الجهد الضائع الذي بالتأكيد لن يضر الحكومة مهما استمر.
إن دوراً تاريخياً مهماً ينبغي أن تقوم به الجمعيات السياسية بكل أطيافها إن أرادت أن يكون لها شأن ومكانة، ولعل إثناء أولئك الشباب عن المضي في طريق الفوضى الذي اختاروه سواء بإرادتهم أو بالتحريض، وإقناعهم بأن ما يقومون به لن يوصل إلى أي شيء هو بداية ذلك الطريق.
قبل أكثر من أسبوع من انتهاء العام الماضي بدأ شحن «الجماهير.. لتتأهب وتواصل تحضيراتها لخوض الاستحقاق الميداني الكبير في هذا اليوم الأول من العام الميلادي الجديد»، وتم تداول الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل هستيري وتم الاهتمام بتضخيم كل فعالية مهما كانت بسيطة لخدمة هذا الهدف، «فهؤلاء ثوار وحرائر يؤكدون الجهوزية التامة لخوض الاستحقاق الكبير.. وهنا اعتصام تعريفي تعبوي تأهباً واستعداداً للاستحقاق.. وهنا تغريدات ملخصها أن شعب البحرين بمختلف فئاته العمرية يستعد لخوض الاستحقاق الميداني الكبير.. وأن الاستحقاق الميداني يأتي في سياق التمهيد للعودة المظفرة إلى ميدان الشهداء» كما جاء في تلك الأخبار المصحوبة بإعلانات أنيقة كانت تتقدم المسيرات والتجمعات التي كانت بمثابة «بروفة» لليوم الموعود وتدعو إلى «الاستعداد للمشاركة والثبات وسط الميدان لمدة خمس ساعات متواصلة»! وبالتأكيد لم يفوت ما يسمى بائتلاف فبراير على نفسه فرصة الاستفادة من الأطفال بتنظيم «مسيرات وتجمعات» خاصة بهم تم خلالها وضع لافتات ورقية على ظهورهم وتصويرهم وكأنهم مشاركون في ماراثون رياضي! دون أي اعتبار إلى أنهم إنما يعرضون أولئك الأطفال إلى الخطر ويلقنونهم ما يؤدي إلى استمرار كراهية الآخر.
العام 2012 انتهى بمبادرة أطلقتها الدولة لجمع الشمل وعقد لقاءات لتقريب وجهات النظر وتحديد المتفق عليه وحصر ما هو مختلف عليه في نقاط بغية مناقشته بالتفصيل وبدقة للخروج بتفاهمات وتصورات واضحة ولتعود الحياة بعد ذلك كما كانت قبل أن يدخل شيطان فبراير علينا، حيث تم عقد اللقاء الأول الذي انتهى بالتعبير عن الرغبة في عقد لقاءات أخرى خصوصاً وأنه تبين أن المجتمعين متوافقون على ما لا يقل عن 60% من الأمور، ما يعني أن الوصول إلى حلول ترضي الجميع أمر ممكن بل ممكن جداً.
الحقيقة أن المشكلة ليست مع الجمعيات السياسية المرخصة والمعترف بها، فهذه تنادي بجملة إصلاحات لن تجد الحكومة صعوبة في تحقيقها، المشكلة الحقيقية هي مع أولئك الشباب الذين لا علاقة متينة لهم بالسياسة ويفتقرون إلى التجربة والخبرة وأطلقوا على أنفسهم اسم ائتلاف فبراير وتصفهم السوسة الإيرانية بالقوى الثورية لتمييزهم عن الجمعيات السياسية التي تطلق عليها اسم قوى المعارضة.
إن استمرار وقوف الجمعيات السياسية في المساحة التي تقف فيها الآن يعني أنها مسلوبة الإرادة وأن كل ما سيتم التوصل إليه معها من تفاهمات عبر جلسات الحوار التمهيدية وغير التمهيدية لن يوصلنا إلى الحل المنشود. هذا يعني أن على هذه الجمعيات أن تتخذ موقفاً واضحاً من أولئك الشباب أو أن تتفرغ لإقناعهم بأن ما يقومون به لن يوصلنا إلى شيء وأنهم لن يتمكنوا من تحقيق مآربهم وأن كل ما يقومون به يدخل في الجهد الضائع الذي بالتأكيد لن يضر الحكومة مهما استمر.
إن دوراً تاريخياً مهماً ينبغي أن تقوم به الجمعيات السياسية بكل أطيافها إن أرادت أن يكون لها شأن ومكانة، ولعل إثناء أولئك الشباب عن المضي في طريق الفوضى الذي اختاروه سواء بإرادتهم أو بالتحريض، وإقناعهم بأن ما يقومون به لن يوصل إلى أي شيء هو بداية ذلك الطريق.