عمل دؤوب من شباب شغوف بحب وطنه متواصل للترويج لمنجزات الشعب البحريني بكل أطيافه، وإبراز واقع مملكة البحرين التنموي والحضاري والتاريخي.
ومنذ أن نشر مقال «عشر شركات تحب البحرين» إلى اليوم والشباب البحريني المتطوع لخدمة البحرين في اجتماعات متواصلة لوضع برنامج حافل لضيوف البحرين لتفعيل دبلوماسية شعبية وطنية متمثلة في برنامج اكتشف البحرين «ديسكفر بحرين»، والذي تقوم به جمعية الكلمة الطيبة.
ففي الوقت الذي مازالت فيه شرذمة من أبناء هذا الوطن إلى هذه اللحظة تجوب الجامعات الأمريكية والمنظمات المدعومة أمريكياً وتكتب في الصحف الأمريكية لتشويه صورة البحرين وتصويرها كبلد متخلف يقبع تحت نيران الفقر والديكتاتورية وتدعي للمجتمع الأمريكي والبريطاني أن وضع الشعب البحريني كوضع اليهود أيام النازية بكل دناءة وخسة!! في ذات الوقت يقوم شباب بحريني غيور على وطنه بجهد جبار من أجل وضع برنامج ميداني للضيوف المكونين من 23 شخصية هم من الإعلاميين والأكاديميين والنشطاء من 11 دولة أوروبية وثلاثة من الأمريكيتين وأربعة من دول آسيوية وثلاثة من دول أفريقية، لا من أجل تزوير وتجميل الحقائق؛ بل ليروا إنجازات البحرين في المجال التعليمي والصحي والثقافي والتشريعي والسياسي والحقوقي، وإبراز وجه البحرين الحضاري في التعاطي مع الأقليات ومع تعدد الديانات ميدانياً على أرض الواقع، ومن خلال الأرقام والإحصاءات والمؤشرات الدولية، وباستعراض تقارير أممية اقتصادية وصحية وتعليمية وسياسية وتشريعية تصنف البحرين عالمياً، وتجعل الضيوف لديهم صورة متوازنة عن البحرين؛ صورة مشرفة رغم نواقصها.
والحمدلله أن استجابة الشركات الوطنية لدعم هذا المشروع مادياً لم تكن أقل تفاعلاً من حماس شبابنا المتطوع، بل زادته دفعة قوية جعلت الشباب المسؤول عن المشروع يفكر بتأسيس صندوق دائم للتبرعات من أجل استمرارية المشروع واستضافة أكثر من فوج في السنة الواحدة، تذكروا أن كل ذلك يقوم به شباب متطوع بلا أجر، وهذا أجمل ما في الموضوع، شباب لا يحركهم سوى حبهم لوطنهم وإحساسهم أن وطنهم ظُلم وتم تشويه صورته زوراً وبهتاناً.
فقد تقدم للتطوع في المشروع شباب من مدارس خاصة وحكومية وموظفون وأطباء وغيرهم، يشاركون الآن بحماس ويحضرون الاجتماعات التحضيرية منذ أكثر من شهر، ويشاركون في وضع البرنامج ويلتقون بالمسؤولين الذين ستكون مؤسساتهم ضمن برنامج الزيارة، ولهذا دعوتهم بأن يكون المشروع نواة لتأسيس نخبة من «السفراء الشعبيين»، إن صح التعبير، لتدريب أفواج جديدة من المتطوعين من أجل استمرارية المشروع، ففي استعداداتهم للبرنامج تعلم شبابنا البحريني حقائق عن وطنه لم يكن ليعلمها لولا هذه الدورة المكثفة التي يحتاجها المشروع للمرافقين والمنظمين، نقاشهم وجدالهم لتقديم الأفضل، وأتمنى من المدارس والجامعات أن تستفيد وتفيد لتكون المنفعة متبادلة في هذه الخدمة الوطنية.
الجميل في الموضوع أن أعضاء أجانب من الوفد الزائر الأول أبدوا استعدادهم للتطوع لخدمة الفوج الثاني، وهم أجانب لم يزوروا البحرين من قبل، إنما لأنهم أحبوا البحرين ولأنهم شعروا بما شعرنا به، ولأنهم توصلوا إلى ما توصلنا إليه؛ أن البحرين ظلمت ولم تعط حقها، ولأنهم لمسوا بأنفسهم إنجازات الإنسان البحريني على الصعيد التنموي والحضاري، أبدوا استعدادهم لتقديم أي نوع من أنواع المساعدة لخدمة المشروع.
الجميل كذلك في تنوع المتطوعين وبعضهم أبناء مدارس، ومنهم شاب عمره 16 سنة، أصر على المشاركة حتى ولو بالتصوير، وموظفون وربات بيوت كلهم يعملون بحماس.
ومثلما وعدت فإنني أعلن عن الشركات التي استجابت فوراً وبكل حب، وبعضها أرسل المبلغ في الساعات الأولى من نشر المقال كالأخ عبدالرحمن جواهري من البتروكيماويات، ومن ثم اتصال الأخ محمود الكوهجي عن ممتلكات وتمكين، والأخ خالد عبدالرحيم من سباركو، الذي تبرع بسخاء وأصر على أن يدفع سهمين بدلاً من سهم واحد، كذلك الأخت سمية الجودر عن عيادتها، وشركة اتصالكو ومصرف السلام وطيران الخليج وشركة باس وبابكو وهيئة شؤون الإعلام وبنك التنمية وبناغاز وكيب فاست (التفاصيل في الجدول المنشور صفحة 7).
اتفقت مع الإخوة على عدم إطلاق لقب «رعاة» على أسماء الشركات؛ بل يبقى توصيف «شركات تحب البحرين» هو الذي يكتب على أي وسيلة إعلانية عن الشركات التي تبرعت مشكورة، وتتمايز فيما بينها بموقعها وحجمها حسب المبالغ المدفوعة، وهي بالفعل شركات تحب البحرين.
لأن البحرين تستاهل، لأن للبحرين أبناء بررة يعشقون ترابها ويحمون سيادتها ويفخرون بانتمائهم لها ويعتزون بإنجازاتهم وإنجازات آبائهم وأجدادهم بكل أطيافهم التي تواصلت إلى اليوم، دعمنا هذا المشروع، وسندعم أي مشروع يصلح ما أفسده العقوق والنكران ويوضح الحقائق.
وأتقدم بالشكر الجزيل لجمعية الكلمة الطيبة أولاً، وللشباب الجميل المتطوع والشابات المتطوعات في هذا المشروع الوطني، وأعدهم بلقاء تلفزيوني ليحكوا للناس عن تجربتهم، وأتقدم بالشكر للشركات الوطنية التي دعمت هذا المشروع الأهلي بكل أريحية وبكل حب وبكل حماس، فالبحرين تستاهل، وغلاها وما حصل آلمنا جميعاً وبهذا العطاء نرد بعضاً مما تستحقه.