ترى ما الذي يمكن أن يحدث لو أن عارضاً فاجأ الناس أثناء خروج المواكب الحسينية التي تتخذ عادة طرقات ضيقة هي أزقة المنامة العتيقة؟ هذا السؤال ظل يقلق الجميع دائماً، حتى في السنوات التي خلت من التوتر الذي يسيطر على الناس كهذه السنة، والتي رفع فيها البعض شعارات بعيدة عن المناسبة، محاولاً بذلك حرفها عن طريقها الصحيح بغية الاستفادة منها سياسياً، ترى ماذا يمكن أن يحدث لو صارت «هيجة» لسبب أو لآخر؟ لنتخيل فقط أن مجموعة قليلة من الحاضرين ركضوا فجأة بسبب «شطانة» أحد الخيول التي تستخدم عادة في المواكب، ما هو رد الفعل العكسي المتوقع من الآخرين الذين بينهم أطفال كثر ونساء كثر وكبار سن من الجنسين؟ ما الذي يمكن أن يحدث لو سمع الناس فجأة صوت انفجار أو صوت صراخ قوي مفاجئ أو حدثت مواجهة بين أولئك الذين خلطوا مناسبة إحياء ذكرى الحسين عليه السلام بالسياسة التي لها العام بأكمله وبين رجال حفظ الأمن؟ ماذا لو سقطت قنبلة مسيلة للدموع بطريق الخطأ في مكان قريب من المعزين أو ارتكب البعض حماقة إشعال النار في إطارات السيارات؟ للأسف فإن مثل هذه الأمور وارد حدوثها وكلها يمكن أن تتسبب في سقوط أبرياء وجدوا أنفسهم غير قادرين على تحديد الاتجاه الذي ينبغي الجري فيه، ففي «الهيجة» يتوقف العقل عن العمل ولو للحظات ويتعامل الإنسان مع المجهول ويدب الخوف في النفوس ويسيطر عليها فتأتي النتيجة غريبة عجيبة يتوسطها ضحايا كثيرون.
مثل هذا الأمر ممكن حدوثه في أي لحظة في مثل هذه المناسبات الجماهيرية، وبالتالي ينبغي أن ينتبه الجميع إليه وأن يهتم الجميع بمسألة فصل المناسبة الدينية هذه عن التوجهات والمآرب السياسية حفاظا على أرواح الناس ودرءاً للفتن واحتراماً لصاحب هذه المناسبة. هذا دور مهم ينبغي أن تمارسه اليوم الجمعيات السياسية وخصوصاً الوفاق التي عليها أن تقود أولئك، وأن تفرض رأيها عليهم إن كان يهمها أمر الناس وأمر المناسبة، وهو دور أساس لهيئة تنظيم المواكب الحسينية وأصحاب المآتم الذين عليهم أن يفرضوا قرارهم وشخصيتهم على المشاركين، ويثبتوا أنهم مؤهلون للقيام بهذا الدور والالتزام بما اتفقوا عليه في اجتماعهم مع وزير الداخلية قبل أيام من حلول شهر المحرم.
في إحدى السنوات القريبة مررت ليلة التاسع أو العاشر من المحرم مع بعض الأصدقاء جهة مأتم العجم الكبير، مقابل المأتم وقريباً من مسجد الخواجة تم وضع منصة كان يقف فيها عبدالهادي الخواجة، وكان البعض يتحلق حوله والجميع يتابع ما يقول. كان الخواجة ينتقد الحكومة ويشتم كل من هو ليس معه، وكان الجو متوتراً والمسالمون من الناس خائفون ويتوقعون حدوث ما لا يحمد عقباه في أي لحظة. ما كان يفعله الخواجة و»أنصاره» هو أنهم كانوا يستغلون مناسبة عاشوراء للترويج لأفكارهم ولمحاربة السلطة.
ذلك التصرف لم يكن مقتصراً على تلك السنة، وكان واضحا أن الخواجة اعتاد القيام به، وكان واضحا أيضا أنه لم يعد مباليا بما يمكن أن يحدث للناس لو صارت «هيجة» نتيجة رد فعل أحد الحاضرين ممن لم يقبل بما يقوله الخواجة، فالمهم عنده ومن كان معه أن يفرغوا ما في صدروهم من غل على الحكومة والقيادة، أما الآخرون المتواجدون في المكان فلا قيمة لهم أبداً.
ربما لا يحدث مثل هذا الأمر في هذه السنة بسبب تواجد الخواجة في السجن، وربما يقوم المبتلون بفكره والمتحمسون له بهذا الأمر «وفاء» له فيتسببون في أذى الأبرياء الذين جاؤوا إلى ذلك المكان أو غيره ليعبروا عن مشاعرهم تجاه آل البيت الكرام.
مثل هذا الأمر ممكن حدوثه في أي لحظة في مثل هذه المناسبات الجماهيرية، وبالتالي ينبغي أن ينتبه الجميع إليه وأن يهتم الجميع بمسألة فصل المناسبة الدينية هذه عن التوجهات والمآرب السياسية حفاظا على أرواح الناس ودرءاً للفتن واحتراماً لصاحب هذه المناسبة. هذا دور مهم ينبغي أن تمارسه اليوم الجمعيات السياسية وخصوصاً الوفاق التي عليها أن تقود أولئك، وأن تفرض رأيها عليهم إن كان يهمها أمر الناس وأمر المناسبة، وهو دور أساس لهيئة تنظيم المواكب الحسينية وأصحاب المآتم الذين عليهم أن يفرضوا قرارهم وشخصيتهم على المشاركين، ويثبتوا أنهم مؤهلون للقيام بهذا الدور والالتزام بما اتفقوا عليه في اجتماعهم مع وزير الداخلية قبل أيام من حلول شهر المحرم.
في إحدى السنوات القريبة مررت ليلة التاسع أو العاشر من المحرم مع بعض الأصدقاء جهة مأتم العجم الكبير، مقابل المأتم وقريباً من مسجد الخواجة تم وضع منصة كان يقف فيها عبدالهادي الخواجة، وكان البعض يتحلق حوله والجميع يتابع ما يقول. كان الخواجة ينتقد الحكومة ويشتم كل من هو ليس معه، وكان الجو متوتراً والمسالمون من الناس خائفون ويتوقعون حدوث ما لا يحمد عقباه في أي لحظة. ما كان يفعله الخواجة و»أنصاره» هو أنهم كانوا يستغلون مناسبة عاشوراء للترويج لأفكارهم ولمحاربة السلطة.
ذلك التصرف لم يكن مقتصراً على تلك السنة، وكان واضحا أن الخواجة اعتاد القيام به، وكان واضحا أيضا أنه لم يعد مباليا بما يمكن أن يحدث للناس لو صارت «هيجة» نتيجة رد فعل أحد الحاضرين ممن لم يقبل بما يقوله الخواجة، فالمهم عنده ومن كان معه أن يفرغوا ما في صدروهم من غل على الحكومة والقيادة، أما الآخرون المتواجدون في المكان فلا قيمة لهم أبداً.
ربما لا يحدث مثل هذا الأمر في هذه السنة بسبب تواجد الخواجة في السجن، وربما يقوم المبتلون بفكره والمتحمسون له بهذا الأمر «وفاء» له فيتسببون في أذى الأبرياء الذين جاؤوا إلى ذلك المكان أو غيره ليعبروا عن مشاعرهم تجاه آل البيت الكرام.