في وضع انقسامي كالحاصل الآن في المجتمع البحريني؛ من يمثل شعب البحرين خارجياً من المؤسسات المدنية والسلطة النيابية والاتحادات النوعية وغيرهم؟ في وضع من تعرض للطعن من الخلف وفوجئ بحجم التآمر أصبح الشعب البحريني كمن لدغته الحية فيخاف من جر الحبل.
اليوم يخوض شعب البحرين «حرباً» كونية بلا مبالغة؛ أطرافها المضادة للبحرين أكثر من دولة وبعضها (عربي)، ولا نريد أن نفصح أكثر من ذلك، ففي الفم ماء، بالتعاون مع حصان لطروادة بحريني -مع الأسف- متمركز في كل ما يخطر على البال من مواقع تمثيل (شعب) البحرين في الخارج.
ملايين تصرف نفقات للأحصنة الطروادية البحرينية في سفراتها وتنقلاتها، أمريكا تدفع وإيران تدفع والعراق تدفع ولبنان تدفع و.. تدفع، ودكاكين (مدنية) تفتح تحت مسمى مراكز وجمعيات ومنظمات، جميعها متخصصة فقط بالهجوم على البحرين، وهناك الآن سوق تجارية رائجة اسمها سوق الحرب على البحرين، وهناك راقصون عراة من رجال ونساء يحملون الجواز البحريني يعرضون أجسادهم للبيع على أرصفة هذه السوق في عواصم أوربية وعربية، يلعقون أحذية الدافعين ويبيعون أنفسهم في سوق النخاسة طوعاً!!
وشعب البحرين المسالم الوديع الذي لم يعهد طعناً او خيانة في تاريخه كالذي قامت به تلك المجموعة الخائنة؛ تحول بعد الطعنة التي تلقاها إلى وحش يراقب دبيب النملة ويشك بكل تصرف ولا يعطي الثقة لأحد مجاناً.
كتب أحدهم يقول «إن حقوق الإنسان ليست استعماراً» في خلط متعمد -كالعادة لا جديد- ليخلط بين حقوق الإنسان وبين فعل استجداء الاستعمار، نعم حقوق الإنسان ليست استعماراً، لكن استجداء التدخل الدولي في وطنك باسم حقوق الإنسان هو استجداء للاستعمار رخيص.
لا تعقد ندوة أو مؤتمر إلا وطالبوا بلجنة دولية أو بمراقب دولي أو بمكتب دولي أو بأي (زحرمان) دولي، المهم أن تبقى محاولات فتح الباب لإقحام أي جهة أجنبية في الشأن الداخلي لانتهاك عرض وسيادة وطننا بدم بارد!! لم تبقَ سفارة أجنبية أو منظمة دولية إلا وتحالفوا معها لمصالحهم الفئوية، هل بعد ذلك خسة أو دناءة أو تذلل أكثر من ذلك؟
اليوم الثقة تبنى لا تكتسب مجاناً بعد هذه الطعنة، وشعب البحرين بكل أطيافه من سنة ومن شيعة ومن كل الأديان والأطياف من طعن من تلك المجموعة، يطالب كل من يتحدث في الخارج باسمه -تمثيل رسمي كان أو تمثيل نيابي أو تمثيل مدني- أن يقدم تقريراً علنياً وشفهياً ومكتوباً للرأي العام، وان يراقب وأن يحاسب من الرأي العام، ولا نريد استعراضاً للبطولات بل نريد فعلاً على الأرض ونتائج ملموسة.
لا أحد الآن فوق المحاسبة، ولا نزايد على وطنية بعضنا البعض دون تجريح، إنما الأمر لا يحتمل الإهمال والاستحواذ وحب الظهور والرحلات السياحية، اليوم الرأي العام سيسأل كل من يتحدث باسمه في الخارج من أنت؟ وماذا تمثل؟ وماذا قلت باسمي؟ وماذا فعلت وكم جلسة حضرت؟ وهل تابعت بعد عودتك؟ وكل من يضع نفسه في هذا الموقع عليه أن يتحلى بروح الجندي المقاتل الذي يذود عن حمى وطنه، ويقبل أن يحاسب ويقبل أن يراقب بأريحية بلا تحسس ولا زعل فالبحرين فوق الجميع.