تعوّد الواحد منا إن لم يستطع تحقيق ما يريد أن يلقي باللوم على الظروف المحيطة أو النظام السياسي الذي يسير أموره الحياتية أو الوالدين أو المدرسين أو الأصدقاء أو الحبيبة / الحبيب أو الزوج / الزوجة، فكل ما هو سيء هو من الآخرين أو من الظروف أو من سوء الحظ، ولا يلتفت أبداً بالنظر عدة ثوانٍ إلى نفسه، لأنه يرى أنه على حق والآخرون وكل العالم على باطل.
مثل هذا الشخص، ذكراً أو أنثى، متوفر في العالم أكثر من الهم على القلب، فأنت تراه دائم التبرم والتشكي والتذمر من كل شيء، وأن العالم يشتغل ضده ويتآمر عليه.
وقد قرأت منذ عدة سنوات حكاية جميلة من حكايات التنمية الذاتية، وأعدت قراءتها عدة مرات، إلى أن قررت مشاركتكم معي في قراءتها لأنها حكاية معبرة عما أريد أن أصل إليه، فقد كان يحكي أن رجلاً كان خائفاً على زوجته بأنها لا تسمع جيداً وقد تفقد سمعها يوماً ما، فقرر أن يعرضها على طبيب أخصائي للأذن.. لما يعانيه من صعوبة القدرة على الاتصال معها، وقبل ذلك فكر أن يستشير ويأخذ رأي طبيب الأسرة قبل عرضها على أخصائي.
قابل دكتور الأسرة وشرح له المشكلة، فأخبره الدكتور أن هناك طريقة تقليدية لفحص درجة السمع عند الزوجة، وهي أن يقف الزوج على بعد 40 قدماً من الزوجة ويتحدث معها بنبرة صوت طبيعية؛ إذا استجابت لك وإلا اقترب 30 قدماً، إذا استجابت لك وإلا اقترب 20 قدماً، إذا استجابت لك وإلا اقترب 10 أقدام وهكذا حتى تسمعك.
وفي المساء دخل البيت ووجد الزوجة منهمكة في إعداد طعام العشاء في المطبخ، فقال الآن فرصة سأعمل على تطبيق وصية الدكتور.
فذهب إلى صالة الطعام وهي تبتعد تقريباً 40 قدماً ثم أخذ يتحدث بنبرة عادية وسألها «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام».. ولم تجبه..!!
ثم اقترب 30 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال: «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام».. ولم تجبه..!!
ثم اقترب 20 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال: «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام».. ولم تجبه..!!
ثم اقترب 10 أقدام من المطبخ وكرر نفس السؤال: «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام».. ولم تجبه..!!
ثم دخل المطبخ ووقف خلفها وكرر نفس السؤال: «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام»، فقالت له: «يا حبيبي للمرة الخامسة أُجيبك.. دجاج بالفرن».
عندما كنا مراهقين شباباً نزقين ونقرأ كتابات الفلاسفة الوجوديين ولا نعرف المعاناة التي عانوها من ويلات حربين عالميتين، وتأثيرها الكبير على نفسيتهم وبالتالي نظرتهم الضيقة الشاكية المتبرمة العبثية إلى الحياة، كنا نقف أمام عناوين مقالاتهم ونطبقها حرفياً دون الالتفات إلى ما فيها من تناقض، فهذا جان بول سارتر الفيلسوف والمسرحي الفرنسي يقول (الآخرون هم الجحيم)، نردد معه إن الآخرين هم الجحيم، دون أن نتوقف ونناقش فهمه لمعنى الآخرين.
إن هذه مشكلة الزوج التي طرحتها ها هنا، ليست مشكلة الزوجة أو مشكلة الآخر الذين ليس هو أنت لذلك أقول لا تلقي خوفك، تقاعسك، دورانك حول نفسك على غيرك أو ما هو خارج عنك من الناس والإحداث والظروف.
إن كل مشكلة نعاني منها ونظن أنها قادمة إلينا من الخارج، ويسببها الغير، في الواقع هي تعبر عن قصور في الرؤية.
إنها مشكلتنا الخاصة الذاتية التي لا يمكن أن نراها بسبب قصور النظرة التي محملها عن العالم، وأيضاً بسبب انشغالنا الدائم في إلقاء اللوم على الآخرين، والتصور إن المرض وأسباب الألم والعاملين على زراعة الإحباط فينا هم الآخرون، وإذا أردت أن تعرف ذلك ما عليك إلا أن تنظر إلى داخلك بعيون منفتحة وتقرأ خارطتك «الجوانية»، سترى نفسك كم كنت مخطئاً في سب الزمن وشتم الظروف. ادخل ذاتك لترى.
مثل هذا الشخص، ذكراً أو أنثى، متوفر في العالم أكثر من الهم على القلب، فأنت تراه دائم التبرم والتشكي والتذمر من كل شيء، وأن العالم يشتغل ضده ويتآمر عليه.
وقد قرأت منذ عدة سنوات حكاية جميلة من حكايات التنمية الذاتية، وأعدت قراءتها عدة مرات، إلى أن قررت مشاركتكم معي في قراءتها لأنها حكاية معبرة عما أريد أن أصل إليه، فقد كان يحكي أن رجلاً كان خائفاً على زوجته بأنها لا تسمع جيداً وقد تفقد سمعها يوماً ما، فقرر أن يعرضها على طبيب أخصائي للأذن.. لما يعانيه من صعوبة القدرة على الاتصال معها، وقبل ذلك فكر أن يستشير ويأخذ رأي طبيب الأسرة قبل عرضها على أخصائي.
قابل دكتور الأسرة وشرح له المشكلة، فأخبره الدكتور أن هناك طريقة تقليدية لفحص درجة السمع عند الزوجة، وهي أن يقف الزوج على بعد 40 قدماً من الزوجة ويتحدث معها بنبرة صوت طبيعية؛ إذا استجابت لك وإلا اقترب 30 قدماً، إذا استجابت لك وإلا اقترب 20 قدماً، إذا استجابت لك وإلا اقترب 10 أقدام وهكذا حتى تسمعك.
وفي المساء دخل البيت ووجد الزوجة منهمكة في إعداد طعام العشاء في المطبخ، فقال الآن فرصة سأعمل على تطبيق وصية الدكتور.
فذهب إلى صالة الطعام وهي تبتعد تقريباً 40 قدماً ثم أخذ يتحدث بنبرة عادية وسألها «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام».. ولم تجبه..!!
ثم اقترب 30 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال: «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام».. ولم تجبه..!!
ثم اقترب 20 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال: «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام».. ولم تجبه..!!
ثم اقترب 10 أقدام من المطبخ وكرر نفس السؤال: «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام».. ولم تجبه..!!
ثم دخل المطبخ ووقف خلفها وكرر نفس السؤال: «يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام»، فقالت له: «يا حبيبي للمرة الخامسة أُجيبك.. دجاج بالفرن».
عندما كنا مراهقين شباباً نزقين ونقرأ كتابات الفلاسفة الوجوديين ولا نعرف المعاناة التي عانوها من ويلات حربين عالميتين، وتأثيرها الكبير على نفسيتهم وبالتالي نظرتهم الضيقة الشاكية المتبرمة العبثية إلى الحياة، كنا نقف أمام عناوين مقالاتهم ونطبقها حرفياً دون الالتفات إلى ما فيها من تناقض، فهذا جان بول سارتر الفيلسوف والمسرحي الفرنسي يقول (الآخرون هم الجحيم)، نردد معه إن الآخرين هم الجحيم، دون أن نتوقف ونناقش فهمه لمعنى الآخرين.
إن هذه مشكلة الزوج التي طرحتها ها هنا، ليست مشكلة الزوجة أو مشكلة الآخر الذين ليس هو أنت لذلك أقول لا تلقي خوفك، تقاعسك، دورانك حول نفسك على غيرك أو ما هو خارج عنك من الناس والإحداث والظروف.
إن كل مشكلة نعاني منها ونظن أنها قادمة إلينا من الخارج، ويسببها الغير، في الواقع هي تعبر عن قصور في الرؤية.
إنها مشكلتنا الخاصة الذاتية التي لا يمكن أن نراها بسبب قصور النظرة التي محملها عن العالم، وأيضاً بسبب انشغالنا الدائم في إلقاء اللوم على الآخرين، والتصور إن المرض وأسباب الألم والعاملين على زراعة الإحباط فينا هم الآخرون، وإذا أردت أن تعرف ذلك ما عليك إلا أن تنظر إلى داخلك بعيون منفتحة وتقرأ خارطتك «الجوانية»، سترى نفسك كم كنت مخطئاً في سب الزمن وشتم الظروف. ادخل ذاتك لترى.