لا يمكن أن نتجاهل البحر حتى لو كنَّا نعيش على الأرض، فالبحرين جزيرة، والبحر يحيطها من كل جانب، وما اعتماد غالبية سكان البحرين على الصيد والثروة السمكية كمصدر للرزق والغذاء إلا لوجود الدافع والحافز لنلتفت قليلاً صوب البحر.
من يفهم البحر ومن يعرف أسراره ومكنوناته وهواجسه وهمومه، هم أولئك الصيادون من البحرينيين الذين يصارعون من أجل البقاء، ويخافون على الثروة السمكية من أن تتعرض للاندثار الأبدي، لهذا فإنهم مازالوا يصرخون في وجه الجميع (احموا ثروتنا البحرية).
يجمع الصيادون في البحرين أن ما يهدد الثروة السمكية مجموعة من الأسباب؛ لعل من أبرزها الدفان غير المنظم للبحر، والصيد الجائر، وعدم تنظيم عمليات الصيد واستصدار الرخص، إضافة إلى غزو الصياد الأجنبي غير المحترف مياه البحرين، وقيامه بأبشع أنواع الصيد، والذي أدى إلى اختلال البحر وثرواته من الأسماك وغيرها.
يقول أحد الصيادين البحرينيين من الذين يحملون همَّ الصيد على ظهورهم “كان التوازن البيئي بين البحار والرزق وهو يزاول المهنة بالطرق التقليدية من (الحضور والقراقير والحداق واللفاح)، وكان النواخذة (قنوعين) وكانت الأسواق عامرة بجميع أنواع الأسماك والربيان دون أي ضرر على البيئة البحرية، كان كل ذلك قبل توزيع الرخص وجلب آلاف البحارة الآسيويين (ما يقارب من 12 ألف صياد أسيوي أو أكثر) واستحداث مصطلح جديد للبحار اسمه (المحترف) وهو بعيد كل البعد عن الحرفية والاحتراف، لأن المحترف كما نعرفه نحن، على أنه من يزاول المهنة بنفسه، وبمهارة وإتقان لا أن يكون خارج المهنة فيجني الأموال، وهو في موقع عمله أو تجارته أو ما شابه ذلك”.
لا يقف الكلام الخطير عند هذا الحد؛ بل يؤكد ذلك المراقب الصياد قائلاً “كل بانوش يرمي أكثر من 3000 قرقور، ناهيك عن آلاف (قراقير القباقب) في المياه الضحلة والعميقة فتقضي على كثير من أسماك (البالول)، كما يُرمى في اليوم الواحد الآلاف من الشِّباك في جميع أنحاء البحر من أسياف وأعماق، علاوة على شباك الهيال لأسماك الكنعد ومئات من شباك ما يسمى بالعراض لأسماك الشعري في موسمي رمي البيض، وزد على كل ذلك ما يسمى (بالخيِّه)، إذ يرمى منها في الشهر أكثر من خمسة ملايين خطاف (ميدار) مزود (بالطُّعم)، والأخطر من ذلك كله، ما يسمى اليوم (بالقفِّيه) وهذا النوع حديث الاستعمال، ويرمي البحارة الآسيويون منه في الشهر الواحد ما يعادل أكثر من مليوني (قفيه) مزودة (بالطُّعم)، وهذان النوعان من أخطر أنواع الصيد على الإطلاق، وهما ممنوعان في دول الخليج العربي، وبسببهما أصبح أسماك الهامور وأسماك أخرى شبه منقرضة”.
نحن لا نريد أن نجزم يقيناً بهذه المعلومات التي بين يدينا، لكن إذا ما وصل الأمر إلى هذا المنعطف الخطير كما يؤكد هذا الصياد الخبير المحرقي، فإنه يجب فتح باب التحقيق في هذا المجال، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن تخريب المصائد وإفساد البحر وتوزيع رخص الصيد بالصورة العشوائية، ومن هذا المنطلق يكون لزاماً على الأخوة النواب أن يقوموا بمتابعة هذا الملف بكل حزم، وأن يهتموا بالبحر بذات درجة اهتمامهم بالأرض، فالبحر بالنسبة للكثير مصدر رزق لهم ولأسرهم، كما هو مصدر رئيس للغذاء عند أهالي هذه الجزيرة الخالدة.
من يفهم البحر ومن يعرف أسراره ومكنوناته وهواجسه وهمومه، هم أولئك الصيادون من البحرينيين الذين يصارعون من أجل البقاء، ويخافون على الثروة السمكية من أن تتعرض للاندثار الأبدي، لهذا فإنهم مازالوا يصرخون في وجه الجميع (احموا ثروتنا البحرية).
يجمع الصيادون في البحرين أن ما يهدد الثروة السمكية مجموعة من الأسباب؛ لعل من أبرزها الدفان غير المنظم للبحر، والصيد الجائر، وعدم تنظيم عمليات الصيد واستصدار الرخص، إضافة إلى غزو الصياد الأجنبي غير المحترف مياه البحرين، وقيامه بأبشع أنواع الصيد، والذي أدى إلى اختلال البحر وثرواته من الأسماك وغيرها.
يقول أحد الصيادين البحرينيين من الذين يحملون همَّ الصيد على ظهورهم “كان التوازن البيئي بين البحار والرزق وهو يزاول المهنة بالطرق التقليدية من (الحضور والقراقير والحداق واللفاح)، وكان النواخذة (قنوعين) وكانت الأسواق عامرة بجميع أنواع الأسماك والربيان دون أي ضرر على البيئة البحرية، كان كل ذلك قبل توزيع الرخص وجلب آلاف البحارة الآسيويين (ما يقارب من 12 ألف صياد أسيوي أو أكثر) واستحداث مصطلح جديد للبحار اسمه (المحترف) وهو بعيد كل البعد عن الحرفية والاحتراف، لأن المحترف كما نعرفه نحن، على أنه من يزاول المهنة بنفسه، وبمهارة وإتقان لا أن يكون خارج المهنة فيجني الأموال، وهو في موقع عمله أو تجارته أو ما شابه ذلك”.
لا يقف الكلام الخطير عند هذا الحد؛ بل يؤكد ذلك المراقب الصياد قائلاً “كل بانوش يرمي أكثر من 3000 قرقور، ناهيك عن آلاف (قراقير القباقب) في المياه الضحلة والعميقة فتقضي على كثير من أسماك (البالول)، كما يُرمى في اليوم الواحد الآلاف من الشِّباك في جميع أنحاء البحر من أسياف وأعماق، علاوة على شباك الهيال لأسماك الكنعد ومئات من شباك ما يسمى بالعراض لأسماك الشعري في موسمي رمي البيض، وزد على كل ذلك ما يسمى (بالخيِّه)، إذ يرمى منها في الشهر أكثر من خمسة ملايين خطاف (ميدار) مزود (بالطُّعم)، والأخطر من ذلك كله، ما يسمى اليوم (بالقفِّيه) وهذا النوع حديث الاستعمال، ويرمي البحارة الآسيويون منه في الشهر الواحد ما يعادل أكثر من مليوني (قفيه) مزودة (بالطُّعم)، وهذان النوعان من أخطر أنواع الصيد على الإطلاق، وهما ممنوعان في دول الخليج العربي، وبسببهما أصبح أسماك الهامور وأسماك أخرى شبه منقرضة”.
نحن لا نريد أن نجزم يقيناً بهذه المعلومات التي بين يدينا، لكن إذا ما وصل الأمر إلى هذا المنعطف الخطير كما يؤكد هذا الصياد الخبير المحرقي، فإنه يجب فتح باب التحقيق في هذا المجال، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن تخريب المصائد وإفساد البحر وتوزيع رخص الصيد بالصورة العشوائية، ومن هذا المنطلق يكون لزاماً على الأخوة النواب أن يقوموا بمتابعة هذا الملف بكل حزم، وأن يهتموا بالبحر بذات درجة اهتمامهم بالأرض، فالبحر بالنسبة للكثير مصدر رزق لهم ولأسرهم، كما هو مصدر رئيس للغذاء عند أهالي هذه الجزيرة الخالدة.