الحال لا يستدعي المزيد من التعقيدات؛ ومع ذلك المشهد السياسي جامد والمهاترات مستمرة، نظل منشغلين بالوضع الأمني والسباب المتبادل بين أطراف من الطائفتين لكن الأغلب والمضحك هو ما بين تيارات سنية؛ سيل من البذاءات والشائعات على التويتر والقروبات التي تنقل لك كل دقيقة انفجار في المنطقة الفلانية ومولوتوف على الشارع العلاني وحتى إطلاق رصاص حي، هذه الأفلام التي نعيشها أربعاً وعشرين ساعة في اليوم مضرة بالوحدة والنسيج الاجتماعي -طبعاً هذا الكلام صار إنشاء وما من أحد يهمه نسيج ولا بطيخ- وعموماً المواطن فاقد التركيز مشتت بين أنباء عنف واشتباكات ومولوتوف من جهة وفساد وقرصنة وزارات الدولة من جهة وبين جوقة البذاءة التي تتبادل السباب والاتهامات، وفي معظم الأحيان تروج لإشاعات ويدخل التلاسن مرحلة الطعن في الذمة والعرض والدين.
بلدنا يحاول أن يتعافى من زلزال وتوابع بلا حصر، كلما قلنا هدأ الوضع عدنا لمربع العنف، كلما هربنا من العنف اصطدمنا بحال الوزارات والمجلس الذي لا يسر عدواً ولا حبيباً.
ثم تعال وعلم «اليهالو» الذين يسودون الساحة هذه الأيام أننا نحتاج لبعض الهدوء والتقاط الأنفاس، كفاكم بذاءة ونظفوا أخلاقكم وتعلموا كيف تختلفون.
الذي اتضح على أرض الواقع أن البعض لم يكونوا يهاجمون حزباً معيناً دفاعاً وحمية وغيرة على البلد، لكن الهجوم سيكون على كل من يخالفهم، هجوم يمس بل ويتطاول وينتهك كل الحرمات.
فن الاختلاف الذي كنا نريد أن يتعلمه من يحمل المولوتوف نود اليوم لو يتعلمه كل من يمسك قلماً أو يدير موقعاً إلكترونياً أو يملك حساباً في أي موقع تواصل، من الغريب حقاً كم الكراهية المنبعث من بعض الأصوات التي تتصدر المشهد مع أن الرسالة الأساسية التي حملتها لنا الأزمة -التي لازلنا عالقين في شباكها- هي ضرورة التوحد ورص القلوب قبل رص الصفوف، وهذا ليس بناءً على أن جميعنا سنتفق على طول الدرب، أكيد سنختلف وسيتكرر الخلاف مراراً، لكن المهم هل نتعامل مع اختلافنا بحضارية وبأخلاق أم نسقط في مستنقع البذاءة كما حصل مع البعض.
لا ينقص البلد أن تطلق النفوس المختلة عقدها، ولا ينقصها تصفية حسابات، لا يحق لك أن تشتم شيعياً أو سنياً أو بوذياً، من أين أوجدت حقاً لا يقره القانون ولا الدستور؟ من أين شرعت لنفسك انتقاد الملل والطوائف؟ حتى جلالة الملك حين تحدث عن مفتعلي العنف وصفهم بالشرذمة والأقلية لأن تعميم الاتهامات خطأ، حتى الطعن في الحكومة بغير موضوعية خطأ، وحتى الموالاة العمياء والهجوم الأهوج على منتقدي سياسات الحكومة خطأ.
إن البيئة التي نتنفس هواءها هذه الأيام تشجع على نمو التطرف وعلو الأصوات الشاذة المتطرفة، ولعلكم تتفقون معي تماماً أننا -إلى حد ما- صرنا نتكلم كما يحلو لنا وننتقد كما نشاء وهو أمر لم يكن دوماً متاحاً، فضاء الإنترنت مفتوح على مصراعيه وملفات حقوق الإنسان كذلك، لم يعد من ينتقد يذهب وراء الشمس ببساطة، وفوق ذلك لدينا قيادة سياسية متفهمة حاجتنا الأساسية والطبيعية للتعبير والمشاركة في صنع القرار، انظروا حولنا ليست كل الدول -رغم الضغوط- تقبلت إعطاء الشعب أقل الصلاحيات، إذاً نحن نحمل مسؤولية أن نحافظ على الحد الذي توصلنا له من مكتسبات وأن نوجه إمكاناتنا بمسار إيجابي؛ للبناء، لتلطيف الأجواء، لتخفيف المعاناة، لتضميد جراح وطننا لا أن نزيدها تمزقاً.
إن كل المعارك قابلة للحسم إلا المعركة ضد نزعات التطرف، من يرهب الناس برأيه غداً يرهبهم بسلاحه، قد تكون مواجهة المولوتوف مهمة شاقة لكنها بلا جدوى إذا كان المجتمع سيسلم زمامه للمتطرفين وينتهي به الأمر في كل الأحوال متصارعاً مفتتاً.
بلدنا يحاول أن يتعافى من زلزال وتوابع بلا حصر، كلما قلنا هدأ الوضع عدنا لمربع العنف، كلما هربنا من العنف اصطدمنا بحال الوزارات والمجلس الذي لا يسر عدواً ولا حبيباً.
ثم تعال وعلم «اليهالو» الذين يسودون الساحة هذه الأيام أننا نحتاج لبعض الهدوء والتقاط الأنفاس، كفاكم بذاءة ونظفوا أخلاقكم وتعلموا كيف تختلفون.
الذي اتضح على أرض الواقع أن البعض لم يكونوا يهاجمون حزباً معيناً دفاعاً وحمية وغيرة على البلد، لكن الهجوم سيكون على كل من يخالفهم، هجوم يمس بل ويتطاول وينتهك كل الحرمات.
فن الاختلاف الذي كنا نريد أن يتعلمه من يحمل المولوتوف نود اليوم لو يتعلمه كل من يمسك قلماً أو يدير موقعاً إلكترونياً أو يملك حساباً في أي موقع تواصل، من الغريب حقاً كم الكراهية المنبعث من بعض الأصوات التي تتصدر المشهد مع أن الرسالة الأساسية التي حملتها لنا الأزمة -التي لازلنا عالقين في شباكها- هي ضرورة التوحد ورص القلوب قبل رص الصفوف، وهذا ليس بناءً على أن جميعنا سنتفق على طول الدرب، أكيد سنختلف وسيتكرر الخلاف مراراً، لكن المهم هل نتعامل مع اختلافنا بحضارية وبأخلاق أم نسقط في مستنقع البذاءة كما حصل مع البعض.
لا ينقص البلد أن تطلق النفوس المختلة عقدها، ولا ينقصها تصفية حسابات، لا يحق لك أن تشتم شيعياً أو سنياً أو بوذياً، من أين أوجدت حقاً لا يقره القانون ولا الدستور؟ من أين شرعت لنفسك انتقاد الملل والطوائف؟ حتى جلالة الملك حين تحدث عن مفتعلي العنف وصفهم بالشرذمة والأقلية لأن تعميم الاتهامات خطأ، حتى الطعن في الحكومة بغير موضوعية خطأ، وحتى الموالاة العمياء والهجوم الأهوج على منتقدي سياسات الحكومة خطأ.
إن البيئة التي نتنفس هواءها هذه الأيام تشجع على نمو التطرف وعلو الأصوات الشاذة المتطرفة، ولعلكم تتفقون معي تماماً أننا -إلى حد ما- صرنا نتكلم كما يحلو لنا وننتقد كما نشاء وهو أمر لم يكن دوماً متاحاً، فضاء الإنترنت مفتوح على مصراعيه وملفات حقوق الإنسان كذلك، لم يعد من ينتقد يذهب وراء الشمس ببساطة، وفوق ذلك لدينا قيادة سياسية متفهمة حاجتنا الأساسية والطبيعية للتعبير والمشاركة في صنع القرار، انظروا حولنا ليست كل الدول -رغم الضغوط- تقبلت إعطاء الشعب أقل الصلاحيات، إذاً نحن نحمل مسؤولية أن نحافظ على الحد الذي توصلنا له من مكتسبات وأن نوجه إمكاناتنا بمسار إيجابي؛ للبناء، لتلطيف الأجواء، لتخفيف المعاناة، لتضميد جراح وطننا لا أن نزيدها تمزقاً.
إن كل المعارك قابلة للحسم إلا المعركة ضد نزعات التطرف، من يرهب الناس برأيه غداً يرهبهم بسلاحه، قد تكون مواجهة المولوتوف مهمة شاقة لكنها بلا جدوى إذا كان المجتمع سيسلم زمامه للمتطرفين وينتهي به الأمر في كل الأحوال متصارعاً مفتتاً.