تتعدد آفات اللسان، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، الغيبة، والنميمة، والمراء، والجدال، وكفران النعم، والأذى، والكذب، والافتراء، وسب الصحابة، والتوجه بالدعاء لغير الله عز وجل. هذه الآفات التي ابتلي بها كثير من المسلمين، إلا من رحم ربي، كيف يعالجها الإنسان؟
إذا أردت أن أمسك لساني عن الشر، يجب أن أضع أمامي بعض النقاط الهامة وبعض المحظورات التي يجب أن يتقيها الإنسان ويضعها نصب عينيه. هذه الآفات إن لم تكن كبائر في كثير منها، فهي قريبة من الكبائر، والمواظبة عليها يصيرها كبيرة يستمرئها الإنسان ويتعود عليها. ولعلاج تلك الآفات علينا باتباع النصائح التالية:
^ تعظيم حرمات الله عز وجل: يجب أن أعرف أن تعظيم حرمات الله عز وجل هو دواء شاف لكل القلوب، فكيف أخوض في عرض الناس؟ وكيف أسب مسلماً؟ وكيف أسب الصحابة؟ وكيف أتأله على الله؟ وأقول: هذا من أهل الجنة وهذا من أهل النار؟ هذه النقطة يجب أن تكون في الحسبان، لأنها أعظّم حرمات الله عز وجل.
^ النظر إلى ما ورد في كتاب الله عز وجل من مدح الذاكرين لله والذاكرات: مثل الذي يصبح ويمسي ولسانه رطب بذكر الله، ويقرأ في كتاب الله سبحانه وتعالى ليل نهار، والذي يرضي الله عز وجل بالكلام الطيب، ويلقي السلام على المؤمنين، والذي يصلي ويستخدم لسانه في صناعة الخير. هذا كله من وسائل حفظ اللسان من هذه الآفات.
^ النظر إلى نهاية الدنيا بالنسبة للإنسان: علي أن أتذكر أنه سوف أموت في يوم ما، وسوف أدخل القبر وحيداً فريداً، يحاسبني الله على ما خضت فيه بلساني، فما الذي يجعلني أترك لساني يذكر الناس بالسوء؟ ويذكر الناس ويخوض في أعراضهم.
^ قصر الأمل: مصيبة الجميع، إلا من رحم ربي، عبارة طول الأمل، كلنا يقول: يا فلان ألا تقتنع أنك سوف تموت؟ يقول: نعم، وهل أعددت نفسك؟ يقول: إن شاء الله رب العالمين، يقول: وإذا مت الليلة؟ يقول: يا رجل، لا داعي لهذه السيرة، لا داعي لهذا الكلام، لا داعي لهذه الكلمات. قصر الأمل وتذكر الموت وسيلة ناجعة لعلاج آفات اللسان، يقول تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ). وقال ابن عمر، رضي الله عنهما: أخذ بمنكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك».
^ يضع المسلم آيات كتاب الله عز وجل نصب عينيه.
^ قيام الليل: لو واظب المسلم على قيام الليل، ويجد نفسه في لحظة السحر، ورب العباد سبحانه وتعالى يتنزل في الثلث الأخير من الليل كل ليلة، ويقول سبحانه: «من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر. هذا الوقت العظيم الذي يغتنمه المسلم للدعاء إلى الله عز وجل أن يقيه آفات اللسان وعثرات اللسان، وهذا العضو الذي إن لم يمسكه الإنسان كان كالحيوان المفترس يهجم عليه. قيام الليل والدعاء في السحر يجعل الإنسان يتوب إلى رب العباد سبحانه وتعالى، ويمسك لسانه عن الشر.
^ السكوت من ذهب: رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت عن سوء فسلم ومن صمت نجا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت». وقال صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبكي على خطيئتك».
^ مصاحبة الأخيار: على الإنسان مصاحبة أهل العلم، والتقوى، والاستقامة، والفضيلة الذين لا نسمع منهم الكلمات البذيئة، لأن هذه الكلمات البذيئة لا تسمعها إلا من إنسان غفل قلبه عن ذكر الله واتبع هواه، كما قال الله تعالى: (مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ). لكن الإنسان المؤمن المستقيم، التقي النقي، والمؤمنة التقية، لن تقول أو لن يقول إلا خيراً لأنه تعود أن الكلمات السيئة سوف تورده موارد التهلكة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا: «مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك أو أن تبتاع منه وإما أن تشم منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك أو أن تشم منه ريحاً خبيثة».
^ الشيطان العدو الوحيد: نعرف أن الشيطان هو الذي يشجع على القول البذيء، والشيطان لنا عدو، وهو العدو الوحيد الذي يجب أن نتخذه عدواً هكذا أمرنا الله عز وجل: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6).
^ الانشغال بعيوب النفس: لو اشتغل الإنسان بعيوب نفسه لشغلته عن عيوب الناس. يجب أن أعرف عيوب نفسي من أمور، أن أعرض نفسي على رجل مربي، عالم بالكتاب والسنة، عالم بكيفية تهذيب القلوب وتربيتها، ثم أعرض نفسي على كتاب الله عز وجل، فما وجدت ما حث الله عليه أصنعه، وما وجدت ما نهى رب العباد سبحانه وتعالى أن أنتهي عنه، ثم يكون لي أخ صالح، فالمؤمن مرآة أخيه، عندما يراني على منكر سوف يقوّمني. كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم». ولابد أن يعرف الإنسان عيوبه من ألسنة أعدائه، فأعداؤك قد يقولون فيك صفات كثيرة أنت إن راجعت نفسك فربما تجدهم صادقين فيها.
^ الإكثار من الطاعات: الإنسان لكي ينتهي عن آفات اللسان لابد من الإكثار من الطاعات مثل الإكثار من يومي صيام الإثنين والخميس، وصيام يوم أو يوم، وصلاة ركعتين في جوف الليل، وكثرة قراءة القرآن، وتنقية القلب، وأن تحسن إلى من أساء إليك، وأن تحذر اللسان كل يوم، وتقول: يا لساني، اتق الله فيّ. فالإنسان عندما يصلي يجب أن يقف ليصلي صلاة مودع فيتوب إلى الله عز وجل وينهي لسانه عن الشر، وإذا غضبت فما عليك قبل أن يفلت لسانك بكلمات سيئة، إلا أن تدخل تغير وضعك الأول فإن كنت جالساً فقف، وإن كنت واقفاً أجلس، وإن كنت نائماً أقعد ثم توضأ فإن الغضب من الشيطان والشيطان من النار ولا تطفئ النار إلا بالماء.
والله لو أمسك كلُُ منا لسانه لصلحت مجتمعاتنا وصفت نفوسنا. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ألسنتنا لهاجة بذكره ذاكرةً له سبحانه وتعالى آناء الليل وأطراف النهار.
{{ article.visit_count }}
إذا أردت أن أمسك لساني عن الشر، يجب أن أضع أمامي بعض النقاط الهامة وبعض المحظورات التي يجب أن يتقيها الإنسان ويضعها نصب عينيه. هذه الآفات إن لم تكن كبائر في كثير منها، فهي قريبة من الكبائر، والمواظبة عليها يصيرها كبيرة يستمرئها الإنسان ويتعود عليها. ولعلاج تلك الآفات علينا باتباع النصائح التالية:
^ تعظيم حرمات الله عز وجل: يجب أن أعرف أن تعظيم حرمات الله عز وجل هو دواء شاف لكل القلوب، فكيف أخوض في عرض الناس؟ وكيف أسب مسلماً؟ وكيف أسب الصحابة؟ وكيف أتأله على الله؟ وأقول: هذا من أهل الجنة وهذا من أهل النار؟ هذه النقطة يجب أن تكون في الحسبان، لأنها أعظّم حرمات الله عز وجل.
^ النظر إلى ما ورد في كتاب الله عز وجل من مدح الذاكرين لله والذاكرات: مثل الذي يصبح ويمسي ولسانه رطب بذكر الله، ويقرأ في كتاب الله سبحانه وتعالى ليل نهار، والذي يرضي الله عز وجل بالكلام الطيب، ويلقي السلام على المؤمنين، والذي يصلي ويستخدم لسانه في صناعة الخير. هذا كله من وسائل حفظ اللسان من هذه الآفات.
^ النظر إلى نهاية الدنيا بالنسبة للإنسان: علي أن أتذكر أنه سوف أموت في يوم ما، وسوف أدخل القبر وحيداً فريداً، يحاسبني الله على ما خضت فيه بلساني، فما الذي يجعلني أترك لساني يذكر الناس بالسوء؟ ويذكر الناس ويخوض في أعراضهم.
^ قصر الأمل: مصيبة الجميع، إلا من رحم ربي، عبارة طول الأمل، كلنا يقول: يا فلان ألا تقتنع أنك سوف تموت؟ يقول: نعم، وهل أعددت نفسك؟ يقول: إن شاء الله رب العالمين، يقول: وإذا مت الليلة؟ يقول: يا رجل، لا داعي لهذه السيرة، لا داعي لهذا الكلام، لا داعي لهذه الكلمات. قصر الأمل وتذكر الموت وسيلة ناجعة لعلاج آفات اللسان، يقول تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ). وقال ابن عمر، رضي الله عنهما: أخذ بمنكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك».
^ يضع المسلم آيات كتاب الله عز وجل نصب عينيه.
^ قيام الليل: لو واظب المسلم على قيام الليل، ويجد نفسه في لحظة السحر، ورب العباد سبحانه وتعالى يتنزل في الثلث الأخير من الليل كل ليلة، ويقول سبحانه: «من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر. هذا الوقت العظيم الذي يغتنمه المسلم للدعاء إلى الله عز وجل أن يقيه آفات اللسان وعثرات اللسان، وهذا العضو الذي إن لم يمسكه الإنسان كان كالحيوان المفترس يهجم عليه. قيام الليل والدعاء في السحر يجعل الإنسان يتوب إلى رب العباد سبحانه وتعالى، ويمسك لسانه عن الشر.
^ السكوت من ذهب: رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت عن سوء فسلم ومن صمت نجا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت». وقال صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبكي على خطيئتك».
^ مصاحبة الأخيار: على الإنسان مصاحبة أهل العلم، والتقوى، والاستقامة، والفضيلة الذين لا نسمع منهم الكلمات البذيئة، لأن هذه الكلمات البذيئة لا تسمعها إلا من إنسان غفل قلبه عن ذكر الله واتبع هواه، كما قال الله تعالى: (مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ). لكن الإنسان المؤمن المستقيم، التقي النقي، والمؤمنة التقية، لن تقول أو لن يقول إلا خيراً لأنه تعود أن الكلمات السيئة سوف تورده موارد التهلكة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا: «مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك أو أن تبتاع منه وإما أن تشم منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك أو أن تشم منه ريحاً خبيثة».
^ الشيطان العدو الوحيد: نعرف أن الشيطان هو الذي يشجع على القول البذيء، والشيطان لنا عدو، وهو العدو الوحيد الذي يجب أن نتخذه عدواً هكذا أمرنا الله عز وجل: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6).
^ الانشغال بعيوب النفس: لو اشتغل الإنسان بعيوب نفسه لشغلته عن عيوب الناس. يجب أن أعرف عيوب نفسي من أمور، أن أعرض نفسي على رجل مربي، عالم بالكتاب والسنة، عالم بكيفية تهذيب القلوب وتربيتها، ثم أعرض نفسي على كتاب الله عز وجل، فما وجدت ما حث الله عليه أصنعه، وما وجدت ما نهى رب العباد سبحانه وتعالى أن أنتهي عنه، ثم يكون لي أخ صالح، فالمؤمن مرآة أخيه، عندما يراني على منكر سوف يقوّمني. كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم». ولابد أن يعرف الإنسان عيوبه من ألسنة أعدائه، فأعداؤك قد يقولون فيك صفات كثيرة أنت إن راجعت نفسك فربما تجدهم صادقين فيها.
^ الإكثار من الطاعات: الإنسان لكي ينتهي عن آفات اللسان لابد من الإكثار من الطاعات مثل الإكثار من يومي صيام الإثنين والخميس، وصيام يوم أو يوم، وصلاة ركعتين في جوف الليل، وكثرة قراءة القرآن، وتنقية القلب، وأن تحسن إلى من أساء إليك، وأن تحذر اللسان كل يوم، وتقول: يا لساني، اتق الله فيّ. فالإنسان عندما يصلي يجب أن يقف ليصلي صلاة مودع فيتوب إلى الله عز وجل وينهي لسانه عن الشر، وإذا غضبت فما عليك قبل أن يفلت لسانك بكلمات سيئة، إلا أن تدخل تغير وضعك الأول فإن كنت جالساً فقف، وإن كنت واقفاً أجلس، وإن كنت نائماً أقعد ثم توضأ فإن الغضب من الشيطان والشيطان من النار ولا تطفئ النار إلا بالماء.
والله لو أمسك كلُُ منا لسانه لصلحت مجتمعاتنا وصفت نفوسنا. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ألسنتنا لهاجة بذكره ذاكرةً له سبحانه وتعالى آناء الليل وأطراف النهار.