كلما ازداد المشهد السياسي تعقيداً في البحرين أو في غيرها من الدول العربية، احتجنا لصوت العقلاء، لأن إخماد الفتنة ووأدها لا يكون إلا عبر إسكات كل أصوات الفوضى والتحريض على الكراهية.
كل ما ترسمه ملامح المرحلة من عنف، ما هو إلا نتاج التحريض على الكراهية وعلى العمل السياسي العنيف، فالناس في ظل غياب العقل، عادة ما تستخدم غرائزها للبقاء، والدفاع عن معتقداتها ولو بشكل أهوج، مما يعني أنها تخسر في كل خطوة غرائزية، مجموعة من المكتسبات الوطنية والأرواح البشرية.
خطباء منابر ومغردين وبعض من الكتَّاب، وربما وعَّاظ مساجد وأشباه مثقفين، يسهمون اليوم مساهمة كبيرة وواضحة في تسخين نفوس العامة من أبناء المجتمع، وإقناعهم أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمات السياسية وباختصار ضار، هو اللجوء إلى وسائل العنف، واستخدام سياسة كسر العظام ولي الأذرع، وبالعربي المفيد (خلنا نتغدى فيهم قبل لا يتعشون فينا)، من دون النظر إلى النتائج وإفرازات الأسلوب العنيف الساذج على واقع المجتمع، وعلى آفاق ومستقبل الأوطان.
إن تسخين مشاعر الناس عبر الكلمات والخطب الرنانة، ومن خلال الدعوات التويترية السريعة، وعبر تنميق وتجميل المفردات والمعاني، لن توصلنا لغاية، بل من المحتَّم أنها ستوصلنا إلى مزيد من الفوضى وتدمير النسيج المجتمعي، وخلق تفسخات أخلاقية لم يعهدها هذا الشعب الكبير.
كلما زاد صوت الجنون، احتجنا في المقابل إلى المزيد من صوت العقل، وكلما دعت جهات سياسية ودينية لرسم ملامح العنف، احتجنا في المقابل إلى تكريس مفهوم السلام والمحبة والتعايش والأخوة، فالنار لا يُطْفِئ أُوارها سوى الماء، فإن كان غيرنا من المعتوهين يوقد فتنة للحرب، فإن من واجبنا أن نسكب الماء فوق النار، أما الزيت فإنه سيشعلها أكثر فأكثر.
نحن نوجه نداءنا المسؤول والمتواضع لكل الفرقاء، أن ابتعدوا عن العنف، وادعوا إلى كافة أشكال التقارب، عليكم أن تشحنوا النفوس بالمحبة لا أن تحرضوا غرائزها عبر الدعوات التحريضية على الكراهية، كما يجب على خطباء المنابر الدينية أن يوضِّحوا للعوام، أن العقيدة مكفولة والمذاهب مصانة في وجدان الناس قبل قوانين الأنظمة، لا أن يشحنوهم ضد المُخْتَلِف، حتى لا يحسب بعض السذج من الرعاع، أن الدين العزيز، ما هو إلا دكان من دكاكين العرب والمسلمين، يجب أن ينافس الخصم في سوق كله من البكم العمي الذين لا يعقلون ولا يفقهون ولا يبصرون.
جربتم كل وسائل العنف والتحريض على الكراهية، فلم تنجحوا، واليوم عليكم أن تجربوا ولو لمرة واحدة أن تستخدموا أدوات العقل والضمير الإنساني الراقي، في توجيه أبناء هذا الوطن نحو التلاقي والحوار والتفاهم والتعايش والأخوة.
يجب علينا اليوم، أن نرفض العنف بكل أشكاله وأنواعه ودرجاته، سواء كان عنفاً جسدياً أو رمزياً أو عقائدياً أو أي عنف آخر، كما علينا التصدي لكل من يحاول أن يحرض على العنف والكراهية، وأن نعلن رفضنا الصريح لكل من يستخدم المنابر الدينية في هذا الاتجاه المميت، وأن نقول لبعض الخطباء، اتقوا الله في هذا الوطن، ونقول في المقابل لكل مغرد طائفي نشط، قل خير أو اصمت.
{{ article.visit_count }}
كل ما ترسمه ملامح المرحلة من عنف، ما هو إلا نتاج التحريض على الكراهية وعلى العمل السياسي العنيف، فالناس في ظل غياب العقل، عادة ما تستخدم غرائزها للبقاء، والدفاع عن معتقداتها ولو بشكل أهوج، مما يعني أنها تخسر في كل خطوة غرائزية، مجموعة من المكتسبات الوطنية والأرواح البشرية.
خطباء منابر ومغردين وبعض من الكتَّاب، وربما وعَّاظ مساجد وأشباه مثقفين، يسهمون اليوم مساهمة كبيرة وواضحة في تسخين نفوس العامة من أبناء المجتمع، وإقناعهم أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمات السياسية وباختصار ضار، هو اللجوء إلى وسائل العنف، واستخدام سياسة كسر العظام ولي الأذرع، وبالعربي المفيد (خلنا نتغدى فيهم قبل لا يتعشون فينا)، من دون النظر إلى النتائج وإفرازات الأسلوب العنيف الساذج على واقع المجتمع، وعلى آفاق ومستقبل الأوطان.
إن تسخين مشاعر الناس عبر الكلمات والخطب الرنانة، ومن خلال الدعوات التويترية السريعة، وعبر تنميق وتجميل المفردات والمعاني، لن توصلنا لغاية، بل من المحتَّم أنها ستوصلنا إلى مزيد من الفوضى وتدمير النسيج المجتمعي، وخلق تفسخات أخلاقية لم يعهدها هذا الشعب الكبير.
كلما زاد صوت الجنون، احتجنا في المقابل إلى المزيد من صوت العقل، وكلما دعت جهات سياسية ودينية لرسم ملامح العنف، احتجنا في المقابل إلى تكريس مفهوم السلام والمحبة والتعايش والأخوة، فالنار لا يُطْفِئ أُوارها سوى الماء، فإن كان غيرنا من المعتوهين يوقد فتنة للحرب، فإن من واجبنا أن نسكب الماء فوق النار، أما الزيت فإنه سيشعلها أكثر فأكثر.
نحن نوجه نداءنا المسؤول والمتواضع لكل الفرقاء، أن ابتعدوا عن العنف، وادعوا إلى كافة أشكال التقارب، عليكم أن تشحنوا النفوس بالمحبة لا أن تحرضوا غرائزها عبر الدعوات التحريضية على الكراهية، كما يجب على خطباء المنابر الدينية أن يوضِّحوا للعوام، أن العقيدة مكفولة والمذاهب مصانة في وجدان الناس قبل قوانين الأنظمة، لا أن يشحنوهم ضد المُخْتَلِف، حتى لا يحسب بعض السذج من الرعاع، أن الدين العزيز، ما هو إلا دكان من دكاكين العرب والمسلمين، يجب أن ينافس الخصم في سوق كله من البكم العمي الذين لا يعقلون ولا يفقهون ولا يبصرون.
جربتم كل وسائل العنف والتحريض على الكراهية، فلم تنجحوا، واليوم عليكم أن تجربوا ولو لمرة واحدة أن تستخدموا أدوات العقل والضمير الإنساني الراقي، في توجيه أبناء هذا الوطن نحو التلاقي والحوار والتفاهم والتعايش والأخوة.
يجب علينا اليوم، أن نرفض العنف بكل أشكاله وأنواعه ودرجاته، سواء كان عنفاً جسدياً أو رمزياً أو عقائدياً أو أي عنف آخر، كما علينا التصدي لكل من يحاول أن يحرض على العنف والكراهية، وأن نعلن رفضنا الصريح لكل من يستخدم المنابر الدينية في هذا الاتجاه المميت، وأن نقول لبعض الخطباء، اتقوا الله في هذا الوطن، ونقول في المقابل لكل مغرد طائفي نشط، قل خير أو اصمت.