في كل بطولة تنظمها مملكة البحرين تثبت للجميع داخلياً وخارجياً بأنها تمتلك القدرة على إنجاح أي بطولة من الناحية التنظيمية فمنذ شهر سبتمبر من العام الماضي والبطولات تنهال على المملكة وتخرج بكل نجاح فاستضافة البطولة الآسيوية الخامسة لكرة اليد للناشئين في سبتمبر الماضي ومن بعدها بطولة مجلس التعاون لكرة السلة وتلتها البطولة العربية الثامنة عشرة للكرة الطائرة للرجال وأخيراً وليس آخراً بطولة كأس الخليج الحادية والعشرون التي أقيمت مطلع الشهر الجاري التي نجحت بكل المقاييس ومن كل الجوانب حتى الجانب الجماهيري حيث كانت البطولة قد شهدت كثافة جماهيرية منقطعة النظير ليس في لقاءات منتخبنا الوطني فقط بل لكل المنتخبات المشاركة حيث لم تجد بعض الجماهير موطأ قدم للدخول لمدرجات الملعب فأصبحت الأعداد المتواجدة خارج الملعب تصل لنفس العدد داخله إن لم تزيد عليه وقد حصلت هذه الجماهير على كل التسهيلات لمشاهدة مباريات فرقهم وخصوصاً اللقاء الختامي الذي جمع منتخبي الإمارات الشقيق والعراق فقد كانت أعداد الجماهير مهولة في ذلك اليوم لدرجة أن اللجنة المنظمة قد اضطرت لفتح صالات الاتحادات المجاورة.
نجاح البطولة نجاح يحسب للجميع وأكبر من ساهم في نجاحه هو وسائل الإعلام فالإعلام هو العنصر الأساسي في نجاح أي بطولة وأي فعالية تقام في أي دولة ورغم كل المصاعب والعقبات التي واجهها رجال الصحافة والإعلام خصوصاً الصحافة البحرينية إلا أن الهدف الأوحد كان اسم البحرين وسمعتها وإنجاح أي بطولة تستضيفها البحرين.
انتهت البطولة وأثبتت البحرين نجاحها بكل المقاييس وهي خطوة كبيرة لاستضافة بطولات أكبر لكن الخطوات الأكبر التي تنتظر البحرين والتي تعتبر أكبر تحدي لها من بعد نجاح التنظيم هي كيف نحافظ على مكتسبات هذه البطولة من ملاعب تم تجهيزها للبطولة فليس من المعقول أن نجهز ملاعبنا بميزانيات طائلة لاستخدام لا يتجاوز الأسبوعين فقط!!!
حيث إن ماشاهدناه بعد استئناف دوري فيفا لكرة القدم من أرضية تختلف كلياً عما شاهدناه في بطولة كأس الخليج يجعلنا نشدد على هذه النقطة خصوصاً من بعد التحركات التي أعادت الحياة لبنيتنا التحتية من جديد حتى لا نترك الفرصة لأحد أن يغتالها.
وصيانة وبقاء المنشآت والبنية التحتية ليست مسؤولية إدارة المنشآت الرياضية بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة فقط بل هي مسؤولية الجميع حتى الجماهير لها دور في الحفاظ عليها فهم المستفيد الأكبر منها في نهاية المطاف وحفاظهم على هذه المكتسبات ليس سوى واجب وطني.