على خلفية يؤثثها الفخر قلت «المبادرة الخليجية» فغدرني من كنت أتحدث إليه عن جهود مجلس التعاون كلاعب سياسي إقليمي فاعل بحد سؤال ماكر قائلاً: «أية مبادرة تقصد؛ فقد وزعتم مبادراتكم على خارطة العالم العربي، وأطراف إقليم السافانا في أفريقيا». فقلت المبادرة الخليجية في اليمن، فقال تقصد المبادرة التي لم تكونوا فيها قادرين على وصل الأسباب بالنتائج فتركتم علي عبدالله صالح يمارس ما كان يقوم به وهو في السلطة. لقد عرف ربيع اليمن في البداية بالثورة الشبابية،ثم ظهرت في كل مكان بين صخور اليمن الانتهازية كطبيعة بشرية إنسانية فأضيفت للثورة الشبابية كلمة «الشعبية» بعد انضمام القبائل والعمال والعسكر وتجار القات. وتراجع المحرك الشبابي أمام هذا التعويم التخريبي الممنهج للثورة. وطاوعتم الخصم «بالاتفاقية الخليجية المعدلة» ليصبح خصم الشعب اليمني لا الرئيس صالح فقط بل المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه والانفصاليين والحوثيين.
يفصلنا عن المبادرة الخليجية التي وقعت في الرياض 14 شهراً، و2000 شهيد و22 ألف جريح، ورغم ذلك توقفت في مرحلتها الثانية قبل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني. ودون تدخل رعاة المبادرة سيفتح ذلك التوقف ثغرات لتسلل عوامل انهيارها، والتي أهمها التدخل الخارجي نتيجية التفاعلات الاقليمية. ولا يجيد إدارة التفاعلات خير من وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي «الرجل النووي» الذي درس التفاعلات الطبيعية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT» ويقود بنجاح بعد الآخر دبلوماسية الاختراقات الإيرانية على الساحتين الإقليمية والدولية.
لقد وجد صالحي وهو في مركز القرار الإيراني أن المصالح الاستراتيجية الإيرانية يمكن تحقيقها بالنفوذ على الجوار الإقليمي بتفاعلات التسلل المرن فيما الآخرون مشغولون بصراخ طهران من ضيم «المؤامرة الدولية» بسبب ملفها النووي. فطهران ليست في وارد انتهاج أسلوب إزالة التوتر والنهوض بمستوى العلاقات الدبلوماسية مادام التسلل عبر الثغرات التي يتركها الخصم متاحاً لها. لقد كانت هناك ضرورة لإيجاد موطئ قدم لها في شبه الجزيرة العربية للضغط على الخليجيين وللتقرب من مضيق باب المندب، فدفعت الحوثيين إلى الصدام مع صالح ثم افتعال معركة الحدود السعودية، كما قامت بإرسال شحنات أسلحة إلى المتمردين أثبتها قيام السلطات اليمنية والبحرية الهندية بتوقيف المهربين وهم على اتصال بوحدة القدس الايرانية.
لقد راهنت طهران على النجاح المنقوص لمبادرة دول أغنتها صُدَف الجيولوجيا بالمال وأفقرها عبء الموقع الاستراتيجي في مجال العلاقات الدولية. فاستغلت تردي الحالة الاقتصادية بعد الثورة حين عاش المواطن اليمني لا تحت خط الفقر، بل تحت خط البشر. وبادرت بتكثيف قنوات الاتصالات السياسية مع الاحزاب اليمينة على اختلاف مشاربها لزعزعة الأوضاع ومنع نجاح عملية الانتقال السياسية عبر المبادرة. وإذا كان البعد العقائدي قد سهل التواصل مع الحوثيين؛ فإن هناك أبعاداً مصلحية ستقود للتعاون الإيراني مع أطراف أخرى. فرغم أن علي سالم البيض هو من وقع اتفاقية الوحدة مع نظيره صالح في مايو 1990، إلا أنه يسوق حالياً لإقامة علاقات مع إيران على حساب دول الخليج، حيث صرح «نحن نبني علاقاتنا مع أي طرف ليس على حساب طرف آخر، نبنيها على ما يخدم مصالح شعب الجنوب ونرحب بمن يساعد شعب الجنوب في تحرير بلده واستعادة دولته، وشعب الجنوب وفي مع الأوفياء».
يقول علي سالم البيض ذلك لأنه كان ومازال امتداداً للفكر المخالف لفكر أهل الجزيرة العربية كلها، فقد سبق أن أدخل وزملاؤه الماركسية في جيوبنا والآن يدخلون النفوذ الإيراني في ثيابنا. ولا مانع لديه من إدخال الشيطان نفسه لتحقيق هدم الوحدة اليمنية، وخير دليل على ذلك ما تبثه قناته التلفزيونية الانفصالية من بيروت؛ وما كشفه سفير الولايات المتحدة في اليمن جيرالد فايرستاين عن تورط البيض مع طهران وتسلمه دعماً مالياً منها، فهو مسؤول بالدرجة الأولى عن جهود لإفشال المبادرة الخليجية عبر دعم الاحتجاجات الانفصالية.
كقاعدة عامة تقف دول الخليج ضد أية محاولة انفصالية في جسم الأمة العربية لكون ذلك مخالفاً لشعارات وحدتها. كما إن من مبادئ المبادرة الخليجية باليمن بند صريح يقول «أن يؤدي الحل الذي سيفضي عن هذا الاتفاق إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره»، وعليه فإن أية تردد في دعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للمضي قدما لتحقيق كافة بنود المبادرة سيفتح ثغرات لا قبل لنا بإغلاقها باعتبار أن كل جهد انفصالي سيؤدي لعدم الاستقرار وبمثابة جهد لإفشال المبادرة الخليجية التي تتطلب انجاز الفترة الثانية من المرحلة الانتقالية المحددة بعامين مضى نصفها حتى الآن دون حسم، كما إن على الأمانة العامة لمجلس التعاون الترحيب بالمبادرة التي طرحها مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع له في صنعاء بمشاركة كافة الأطراف، ففيها دعم سياسي للرئيس منصور وللمبادرة الخليجية.
أما البديل عن ذلك فهو توقع زيادة عدد الثغرات في سد مأرب؛ فإذا كانت طهران قد استطاعت تمرير جسمها كله عبر ثغرة الحوثيين وأدخلت رأسها في ثغرة الانفصاليين فنحن نراهن أنها حالياً تقوم بدس أنفها بحثاً عن ثغرة عبر جماعات صالح نفسه، وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي بقيادة قاسم سلام ، وحزب الجبهة الوطنية، والاتحاد الديمقراطي للقوى الشعبية، والحزب الناصري الديمقراطي وحزب جبهة التحرير، وحزب الشعب الديمقراطي وحزب الوحدة الشعبية والحزب القومي الاجتماعي، وحزب البعث الاشتراكي بقيادة الكبسي. وحزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية وحزب الرابطة اليمنية ومعهم حزب الخضر اليمني، لماذا؟ لأن هؤلاء هم المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، تلك جماعات التي تريد إفشال المبادرة الخليجية ببلاهة تاريخيّة حتى لو انهار سد مأرب بأظافر إيرانية.
يفصلنا عن المبادرة الخليجية التي وقعت في الرياض 14 شهراً، و2000 شهيد و22 ألف جريح، ورغم ذلك توقفت في مرحلتها الثانية قبل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني. ودون تدخل رعاة المبادرة سيفتح ذلك التوقف ثغرات لتسلل عوامل انهيارها، والتي أهمها التدخل الخارجي نتيجية التفاعلات الاقليمية. ولا يجيد إدارة التفاعلات خير من وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي «الرجل النووي» الذي درس التفاعلات الطبيعية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT» ويقود بنجاح بعد الآخر دبلوماسية الاختراقات الإيرانية على الساحتين الإقليمية والدولية.
لقد وجد صالحي وهو في مركز القرار الإيراني أن المصالح الاستراتيجية الإيرانية يمكن تحقيقها بالنفوذ على الجوار الإقليمي بتفاعلات التسلل المرن فيما الآخرون مشغولون بصراخ طهران من ضيم «المؤامرة الدولية» بسبب ملفها النووي. فطهران ليست في وارد انتهاج أسلوب إزالة التوتر والنهوض بمستوى العلاقات الدبلوماسية مادام التسلل عبر الثغرات التي يتركها الخصم متاحاً لها. لقد كانت هناك ضرورة لإيجاد موطئ قدم لها في شبه الجزيرة العربية للضغط على الخليجيين وللتقرب من مضيق باب المندب، فدفعت الحوثيين إلى الصدام مع صالح ثم افتعال معركة الحدود السعودية، كما قامت بإرسال شحنات أسلحة إلى المتمردين أثبتها قيام السلطات اليمنية والبحرية الهندية بتوقيف المهربين وهم على اتصال بوحدة القدس الايرانية.
لقد راهنت طهران على النجاح المنقوص لمبادرة دول أغنتها صُدَف الجيولوجيا بالمال وأفقرها عبء الموقع الاستراتيجي في مجال العلاقات الدولية. فاستغلت تردي الحالة الاقتصادية بعد الثورة حين عاش المواطن اليمني لا تحت خط الفقر، بل تحت خط البشر. وبادرت بتكثيف قنوات الاتصالات السياسية مع الاحزاب اليمينة على اختلاف مشاربها لزعزعة الأوضاع ومنع نجاح عملية الانتقال السياسية عبر المبادرة. وإذا كان البعد العقائدي قد سهل التواصل مع الحوثيين؛ فإن هناك أبعاداً مصلحية ستقود للتعاون الإيراني مع أطراف أخرى. فرغم أن علي سالم البيض هو من وقع اتفاقية الوحدة مع نظيره صالح في مايو 1990، إلا أنه يسوق حالياً لإقامة علاقات مع إيران على حساب دول الخليج، حيث صرح «نحن نبني علاقاتنا مع أي طرف ليس على حساب طرف آخر، نبنيها على ما يخدم مصالح شعب الجنوب ونرحب بمن يساعد شعب الجنوب في تحرير بلده واستعادة دولته، وشعب الجنوب وفي مع الأوفياء».
يقول علي سالم البيض ذلك لأنه كان ومازال امتداداً للفكر المخالف لفكر أهل الجزيرة العربية كلها، فقد سبق أن أدخل وزملاؤه الماركسية في جيوبنا والآن يدخلون النفوذ الإيراني في ثيابنا. ولا مانع لديه من إدخال الشيطان نفسه لتحقيق هدم الوحدة اليمنية، وخير دليل على ذلك ما تبثه قناته التلفزيونية الانفصالية من بيروت؛ وما كشفه سفير الولايات المتحدة في اليمن جيرالد فايرستاين عن تورط البيض مع طهران وتسلمه دعماً مالياً منها، فهو مسؤول بالدرجة الأولى عن جهود لإفشال المبادرة الخليجية عبر دعم الاحتجاجات الانفصالية.
كقاعدة عامة تقف دول الخليج ضد أية محاولة انفصالية في جسم الأمة العربية لكون ذلك مخالفاً لشعارات وحدتها. كما إن من مبادئ المبادرة الخليجية باليمن بند صريح يقول «أن يؤدي الحل الذي سيفضي عن هذا الاتفاق إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره»، وعليه فإن أية تردد في دعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للمضي قدما لتحقيق كافة بنود المبادرة سيفتح ثغرات لا قبل لنا بإغلاقها باعتبار أن كل جهد انفصالي سيؤدي لعدم الاستقرار وبمثابة جهد لإفشال المبادرة الخليجية التي تتطلب انجاز الفترة الثانية من المرحلة الانتقالية المحددة بعامين مضى نصفها حتى الآن دون حسم، كما إن على الأمانة العامة لمجلس التعاون الترحيب بالمبادرة التي طرحها مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع له في صنعاء بمشاركة كافة الأطراف، ففيها دعم سياسي للرئيس منصور وللمبادرة الخليجية.
أما البديل عن ذلك فهو توقع زيادة عدد الثغرات في سد مأرب؛ فإذا كانت طهران قد استطاعت تمرير جسمها كله عبر ثغرة الحوثيين وأدخلت رأسها في ثغرة الانفصاليين فنحن نراهن أنها حالياً تقوم بدس أنفها بحثاً عن ثغرة عبر جماعات صالح نفسه، وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي بقيادة قاسم سلام ، وحزب الجبهة الوطنية، والاتحاد الديمقراطي للقوى الشعبية، والحزب الناصري الديمقراطي وحزب جبهة التحرير، وحزب الشعب الديمقراطي وحزب الوحدة الشعبية والحزب القومي الاجتماعي، وحزب البعث الاشتراكي بقيادة الكبسي. وحزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية وحزب الرابطة اليمنية ومعهم حزب الخضر اليمني، لماذا؟ لأن هؤلاء هم المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، تلك جماعات التي تريد إفشال المبادرة الخليجية ببلاهة تاريخيّة حتى لو انهار سد مأرب بأظافر إيرانية.