تعد مؤسسة «هريتيج» الشهيرة بالتعاون مع صحيفة «وال استريت جورنال» الأمريكية تقريراً سنوياً عن الوضع الاقتصادي في العالم، هذه المؤسسة لها 10 ميزات لتصنيف الدول على أساس درجة الحرية الاقتصادية ومنها؛ حرية العمل، حقوق التملك، درجة الفساد و..، إيران تحت حكم الملالي حصلت على رتبة 168 من حيث الحرية الاقتصادية، بينما عوائد إيران النفطية، وفق ما يقول جميع الخبراء خلال السنوات الأخيرة، كانت أكثر من كل العوائد النفطية منذ البداية.
تحولت الأجهزة القمعية للنظام بما فيها حرس الثورة ووزارة المخابرات إلى «مافيا» اقتصادية تضع يدها على الأصعدة الاقتصادية والإنتاجية برمتها، ووصل الأمر إلى حد أن أحمدي نجاد، في صراع العقارب بين العصابات المتسلطة، يطعن حرس الثورة بتهريب البضائع وفرض سيطرة شاملة على الموانئ ويسميهم «الإخوة المهربون».
يمتد نطاق هذا النهب الاقتصادي إلى صادرات شتى المحاصيل والمواد الزراعية وحصر استيراد السلع من الدول الأخرى، وما يحصل منه سوى أن يتدفق إلى الحسابات الشخصية لرؤوس النظام له مجالان أساسيان آخران للاستعمال، فالأول يُصرف للتقدم والتطور في مشروع النظام النووي لأجل الحصول على القنبلة النووية، والآخر لتصدير الإرهاب والتطرف إلى البلدان الأخرى، كما يحدث في البحرين واليمن والكويت ولبنان وسوريا، حيث يستثمر النظام الزمر المتطرفة ويعينها نقداً بمبالغ طائلة من خلال حرس الثورة، وفي سوريا يدعم الأسد كي يحول دون سقوطه، وفي داخل البلد يبسط الأجهزة القمعية.
لكن كيف ينعكس هذا النهب والاستثمارات الإرهابية والتبذير على الشعب الإيراني؟
أبعاد الكارثة على المجتمع الإيراني عميقة ومثيرة للخوف، فالغلاء يفوق التصور، وقد أصبح كابوس الأسر الإيرانية توفير مستلزمات الحياة الأساسية، وبلغت نسبة التضخم الاقتصادي %110، وتفوقت مقاسات العلاج على معاناة الداء، لأن الإيرانيين لا يستطيعون تحمل كلفة المداواة وهم عاطلون عن العمل أو يتلقون رواتب لا تذكر، وللأسف؛ فقد أصبح الموت التدريجي مشهداً ثابتاً أمام المستشفيات في إيران، ووفقاً لتقرير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المعارضة الرئيسة للنظام ويقع مقره في باريس وله مصادر موثوقة قوية في إيران، خلال الشهر الماضي أصيب 330 شخصاً في مدينة «اراك» بالسرطان لأن محطة الكهرباء في هذه المدينة لم تكن بالمواصفات الدولية المعروفة، وفيما يستشري مرض السرطان فإن غالبية الشعب ليسوا قادرين على تحمل كلفات العلاج الهائلة بسبب البطالة وضآلة الرواتب، فعلى سبيل المثال؛ الحقنة الرئيسة لهذا المرض والتي يجب حقنها 9 مرات على الأقل تكلف 5 ملايين تومان، وهو مبلغ يجاوز متوسط راتب العامل طوال السنة.
ووفقاً لما جاء في تقرير صحيفة «لوس آنجلس تايمز» الأمريكية «تعتقد الدول الغربية بأن الاقتصاد الإيراني سيتلاشى من الداخل في المستقبل القريب، بحيث قد يشل بشكل كامل في الربيع القادم».
وقال البروفسور استيو هانك، الخبير الاقتصادي في جامعة جون هابكينز الأمريكية، بعد أن أعلن المصرف المركزي الإيراني نسبة التضخم، قال لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: «يعتاد المصرف المركزي الإيراني أن يتنصل من الإحصاء الحقيقي والنافع، لذلك ما تم إعلانه من قبل هذا المصرف أصفه أنا من حيث الخبرة بما يعادل قصة أليس في أرض العجائب».
وقالت قناة «إن بي سي» الأمريكية في تقرير لها عن طهران والظروف الاقتصادية المتدهورة: «يرى المراقبون أن ما يهدد النظام الإيراني ليست الغارات الجوية، بل تهديده الرئيس هو هبوط اقتصاده وتزايد نسبة البطالة بين الشباب الإيرانيين».
ومع كل ذلك ما يُتوقع لنظام متأزم ومحاط بعاصفة ثورات في بلدان الجوار وكما يتنبأ الخبراء تلاشي اقتصاده حتى الربيع الآتي؟
من جانبها، أشارت السيدة رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية في مؤتمر تم عقده في قاعة «كوبلر» للمجلس الوطني الفرنسي إلى النقمة الشعبية وجهوزية الشارع الإيراني لتغيير النظام والأزمات المستعصية المحيطة بالنظام، وأكدت «لم يبق أمام الملالي خيار إذا تراجعوا عن البرنامج النووي أو عن دعمهم للنظام السوري، فإنهم قد رضخوا لانهيار نظامهم، وإذا ما واصلوا السياسة الراهنة فينتهي ذلك إلى الحرب وسقوط نظامهم».
من جانب آخر، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عبر بيان «الواقع أنه طالما الفاشية الدينية الحاكمة في إيران قائمة على السلطة فلا يرى الشعب الإيراني الأمن والراحة والرخاء، كما لا ترى المنطقة والعالم السلام والهدوء، وأن الثروات الهائلة الإيرانية تصرف في أعمال القتل والقمع وإثارة الحروب في إيران والعالم».
* كاتب وباحث إيراني
تحولت الأجهزة القمعية للنظام بما فيها حرس الثورة ووزارة المخابرات إلى «مافيا» اقتصادية تضع يدها على الأصعدة الاقتصادية والإنتاجية برمتها، ووصل الأمر إلى حد أن أحمدي نجاد، في صراع العقارب بين العصابات المتسلطة، يطعن حرس الثورة بتهريب البضائع وفرض سيطرة شاملة على الموانئ ويسميهم «الإخوة المهربون».
يمتد نطاق هذا النهب الاقتصادي إلى صادرات شتى المحاصيل والمواد الزراعية وحصر استيراد السلع من الدول الأخرى، وما يحصل منه سوى أن يتدفق إلى الحسابات الشخصية لرؤوس النظام له مجالان أساسيان آخران للاستعمال، فالأول يُصرف للتقدم والتطور في مشروع النظام النووي لأجل الحصول على القنبلة النووية، والآخر لتصدير الإرهاب والتطرف إلى البلدان الأخرى، كما يحدث في البحرين واليمن والكويت ولبنان وسوريا، حيث يستثمر النظام الزمر المتطرفة ويعينها نقداً بمبالغ طائلة من خلال حرس الثورة، وفي سوريا يدعم الأسد كي يحول دون سقوطه، وفي داخل البلد يبسط الأجهزة القمعية.
لكن كيف ينعكس هذا النهب والاستثمارات الإرهابية والتبذير على الشعب الإيراني؟
أبعاد الكارثة على المجتمع الإيراني عميقة ومثيرة للخوف، فالغلاء يفوق التصور، وقد أصبح كابوس الأسر الإيرانية توفير مستلزمات الحياة الأساسية، وبلغت نسبة التضخم الاقتصادي %110، وتفوقت مقاسات العلاج على معاناة الداء، لأن الإيرانيين لا يستطيعون تحمل كلفة المداواة وهم عاطلون عن العمل أو يتلقون رواتب لا تذكر، وللأسف؛ فقد أصبح الموت التدريجي مشهداً ثابتاً أمام المستشفيات في إيران، ووفقاً لتقرير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المعارضة الرئيسة للنظام ويقع مقره في باريس وله مصادر موثوقة قوية في إيران، خلال الشهر الماضي أصيب 330 شخصاً في مدينة «اراك» بالسرطان لأن محطة الكهرباء في هذه المدينة لم تكن بالمواصفات الدولية المعروفة، وفيما يستشري مرض السرطان فإن غالبية الشعب ليسوا قادرين على تحمل كلفات العلاج الهائلة بسبب البطالة وضآلة الرواتب، فعلى سبيل المثال؛ الحقنة الرئيسة لهذا المرض والتي يجب حقنها 9 مرات على الأقل تكلف 5 ملايين تومان، وهو مبلغ يجاوز متوسط راتب العامل طوال السنة.
ووفقاً لما جاء في تقرير صحيفة «لوس آنجلس تايمز» الأمريكية «تعتقد الدول الغربية بأن الاقتصاد الإيراني سيتلاشى من الداخل في المستقبل القريب، بحيث قد يشل بشكل كامل في الربيع القادم».
وقال البروفسور استيو هانك، الخبير الاقتصادي في جامعة جون هابكينز الأمريكية، بعد أن أعلن المصرف المركزي الإيراني نسبة التضخم، قال لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: «يعتاد المصرف المركزي الإيراني أن يتنصل من الإحصاء الحقيقي والنافع، لذلك ما تم إعلانه من قبل هذا المصرف أصفه أنا من حيث الخبرة بما يعادل قصة أليس في أرض العجائب».
وقالت قناة «إن بي سي» الأمريكية في تقرير لها عن طهران والظروف الاقتصادية المتدهورة: «يرى المراقبون أن ما يهدد النظام الإيراني ليست الغارات الجوية، بل تهديده الرئيس هو هبوط اقتصاده وتزايد نسبة البطالة بين الشباب الإيرانيين».
ومع كل ذلك ما يُتوقع لنظام متأزم ومحاط بعاصفة ثورات في بلدان الجوار وكما يتنبأ الخبراء تلاشي اقتصاده حتى الربيع الآتي؟
من جانبها، أشارت السيدة رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية في مؤتمر تم عقده في قاعة «كوبلر» للمجلس الوطني الفرنسي إلى النقمة الشعبية وجهوزية الشارع الإيراني لتغيير النظام والأزمات المستعصية المحيطة بالنظام، وأكدت «لم يبق أمام الملالي خيار إذا تراجعوا عن البرنامج النووي أو عن دعمهم للنظام السوري، فإنهم قد رضخوا لانهيار نظامهم، وإذا ما واصلوا السياسة الراهنة فينتهي ذلك إلى الحرب وسقوط نظامهم».
من جانب آخر، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عبر بيان «الواقع أنه طالما الفاشية الدينية الحاكمة في إيران قائمة على السلطة فلا يرى الشعب الإيراني الأمن والراحة والرخاء، كما لا ترى المنطقة والعالم السلام والهدوء، وأن الثروات الهائلة الإيرانية تصرف في أعمال القتل والقمع وإثارة الحروب في إيران والعالم».
* كاتب وباحث إيراني