السادس من أكتوبر جزء لا يتجزأ من التاريخ العربي المجيد، مَلحمة عربية خاضها العرب ضد العدو الصهيوني، مَلحمة من الملاحم القومية التي أعادت الروح إلى القلب العربي المثقل بالأزمات والنكسات والتي صنعتها أنظمة الحُكم العربية، معركة رسمت خارطة جديدة للوطن العربي ونسجت علاقات جديدة مع العدو الذي احتل فلسطين وهضبة الجولان وسيناء وجزءاً من لبنان، معركة ميدانية بأسلحتها وعتادها تحولت تالياً إلى سلسلة من القرارات السياسية انتقلت بين صفحات المفاوضات واللقاءات بين الكرسي العربي والعدو الذي لم يعترف بانتصار العرب ولم يُعلن هزيمته، وعرف كيف يكتسب من هذه المعركة بعد أن جند أحداث ما بعد معركة أكتوبر لصالحه عبر العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والثقافية، بدءاً من اتفاقية كامب ديفيد (17 سبتمبر 1973)، اتفاقية وادي عربة (26 أكتوبر 1994) وصولاً إلى اتفاقية أوسلو (13 سبتمبر 1993). هذه الاتفاقيات المُعلنة منها والسرية لم تكن مجرد اتفاقيات بل هي معاهدات رسمية عربية بالاعتراف بالاحتلال الصهيوني للأراضي العربية بما فيها تجنيد كافة الإمكانيات العربية لخدمة الأمن الصهيوني وأهدافه الاستيطانية في الوطن العربي.
بين السادس من أكتوبر 1973 والسادس من أكتوبر 2012 (تسعة وثلاثون) عاماً، سنوات تطورت فيها كثير من الدول على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والديمقراطي، وخلال هذه السنوات جرت خلالهما الحكومات العربية لاهثة وراء سلام واهم وأحلام تحريرية بائدة مقابل استنفار وتجهيز مستمر من قبل العدو المحتل نحو اجتثاث بما تبقى من الحق العربي وسفك هويته، وانتكست البنادق الرسمية العربية وصوبت كافة بنادق العدو نحو الصدور العربية.
اليوم يعود السادس من أكتوبر ويستحضر معه ذلك الانتصار الذي لم يستمر، ويستحضر معه أوراقه الميدانية وصفحاته السياسية المُعلنة منها والمغيبة، معركة ضاع فيها الألق البطولي بعبث السياسيين. في السادس من أكتوبر 1973 صنع الجيش العربي السوري والمصري والعراقي والمغربي ومن ساهم من الأشقاء العرب في هذه المعركة نصراً مُبيناً، جميعهم سطروا بطولات عربية أضافت زهواً إلى تاريخ الملاحم العربية الأخرى، في هذه المعركة المجيدة أضاف الجيش العربي السوري إلى سجله الناصع مزيداً من الثبات والعنفوان والمقدرة على مواجهة العدو والتأكيد على جاهزية الجندي العربي لخوض معركة التحرير، قدرة فاقت توقعات الغربيين قبل أصحاب الحق الأصيل، ومواجهة قلبت الحسابات العسكرية، وعنفوان عربي غيَّر مِن المعادلات لصالح معطيات عربية جديدة.
أين ذلك الجيش العربي السوري اليوم بعد (39) عاماً؟ وماذا فعل بمخزونه العتادي؟ أين تلك المقدرة على مواجهة العدو؟ أين أصبح العرب من تغيير تلك المعادلات؟
اليوم الجيش العربي السوري الذي حارب بالأمس عدو الأمة العربية والشعب العربي.. اليوم هو يُقاتل شعبه ويُدمر المُدن السورية، ذلك المخزون من السلاح والعتاد الذي كان من المفترض أن يوجه إلى نحر العدو الصهيوني تم توجيهه لسفك دم الشعب السوري؛ فيسقط منه العشرات والمئات يومياً بين قتيلٍ وجريح؛ وتغيرت استراتيجية الجيش العربي السوري اليوم من قتال العدو الصهيوني إلى قتال السوريين؛ كان حافظ الأسد حاضراً في السادس من أكتوبر وقاد سورية إلى خندق “المقاومة والممانعة”، واليوم ذات النظام الأسدي يعيش في غيبوبة الاحتضار، ودخلت سياسة المقاومة والممانعة في ثلاجة الابتذال العربي.
اليوم نستعيد تاريخ ذكرى عربية مجيدة في وقتٍ اصفرت فيه أوراق الربيع العربي الذي ولد مشلولاً من الفهم السياسي والإدراك الديمقراطي، والسادس من أكتوبر ليست مجرد ذكرى عربية وجدانية، فروح أكتوبر في قلب كل عربي ونبضها يُحاكي فينا إرادة أبطالها وباقتدارهم على مواجهة العدو المتغطرس الذي لم يدرك تلك المواجهة والاقتدار فينا، هذا الاقتدار الذي كان أحد عناوين الانتصار، الاقتدار الذي ضاع منا بعد أن خلعنا زي المواجهة ولبسنا زي المساومة والمفاوضة وتظللنا بظلال الانكسار، ورسمنا لنا خارطة أخرى مليئة بالحواجز السياسية والأوهام الديمقراطية والأحلام البعيدة المنال، واستبدلناها بخارطة التحرير التي طالما تفاخرنا عربياً بها.
هناك فرقٌ كبير بين الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر عام 1973 حينها انطلقت الطائرات الحربية السورية لتدك مواقع العدو الصهيوني المُحصنة في سيناء والجولان من أجل استعادة الحق العربي المغتصب، وبين السادس من أكتوبر 2012 حيث تتوجه هذه الطائرات العسكرية والمدرعات والدبابات السورية اليوم لتدك المُدن السورية.. فأي حق تريد استعادته هذه الطائرات والآليات العسكرية السورية اليوم؟
بين السادس من أكتوبر 1973 والسادس من أكتوبر 2012 (تسعة وثلاثون) عاماً، سنوات تطورت فيها كثير من الدول على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والديمقراطي، وخلال هذه السنوات جرت خلالهما الحكومات العربية لاهثة وراء سلام واهم وأحلام تحريرية بائدة مقابل استنفار وتجهيز مستمر من قبل العدو المحتل نحو اجتثاث بما تبقى من الحق العربي وسفك هويته، وانتكست البنادق الرسمية العربية وصوبت كافة بنادق العدو نحو الصدور العربية.
اليوم يعود السادس من أكتوبر ويستحضر معه ذلك الانتصار الذي لم يستمر، ويستحضر معه أوراقه الميدانية وصفحاته السياسية المُعلنة منها والمغيبة، معركة ضاع فيها الألق البطولي بعبث السياسيين. في السادس من أكتوبر 1973 صنع الجيش العربي السوري والمصري والعراقي والمغربي ومن ساهم من الأشقاء العرب في هذه المعركة نصراً مُبيناً، جميعهم سطروا بطولات عربية أضافت زهواً إلى تاريخ الملاحم العربية الأخرى، في هذه المعركة المجيدة أضاف الجيش العربي السوري إلى سجله الناصع مزيداً من الثبات والعنفوان والمقدرة على مواجهة العدو والتأكيد على جاهزية الجندي العربي لخوض معركة التحرير، قدرة فاقت توقعات الغربيين قبل أصحاب الحق الأصيل، ومواجهة قلبت الحسابات العسكرية، وعنفوان عربي غيَّر مِن المعادلات لصالح معطيات عربية جديدة.
أين ذلك الجيش العربي السوري اليوم بعد (39) عاماً؟ وماذا فعل بمخزونه العتادي؟ أين تلك المقدرة على مواجهة العدو؟ أين أصبح العرب من تغيير تلك المعادلات؟
اليوم الجيش العربي السوري الذي حارب بالأمس عدو الأمة العربية والشعب العربي.. اليوم هو يُقاتل شعبه ويُدمر المُدن السورية، ذلك المخزون من السلاح والعتاد الذي كان من المفترض أن يوجه إلى نحر العدو الصهيوني تم توجيهه لسفك دم الشعب السوري؛ فيسقط منه العشرات والمئات يومياً بين قتيلٍ وجريح؛ وتغيرت استراتيجية الجيش العربي السوري اليوم من قتال العدو الصهيوني إلى قتال السوريين؛ كان حافظ الأسد حاضراً في السادس من أكتوبر وقاد سورية إلى خندق “المقاومة والممانعة”، واليوم ذات النظام الأسدي يعيش في غيبوبة الاحتضار، ودخلت سياسة المقاومة والممانعة في ثلاجة الابتذال العربي.
اليوم نستعيد تاريخ ذكرى عربية مجيدة في وقتٍ اصفرت فيه أوراق الربيع العربي الذي ولد مشلولاً من الفهم السياسي والإدراك الديمقراطي، والسادس من أكتوبر ليست مجرد ذكرى عربية وجدانية، فروح أكتوبر في قلب كل عربي ونبضها يُحاكي فينا إرادة أبطالها وباقتدارهم على مواجهة العدو المتغطرس الذي لم يدرك تلك المواجهة والاقتدار فينا، هذا الاقتدار الذي كان أحد عناوين الانتصار، الاقتدار الذي ضاع منا بعد أن خلعنا زي المواجهة ولبسنا زي المساومة والمفاوضة وتظللنا بظلال الانكسار، ورسمنا لنا خارطة أخرى مليئة بالحواجز السياسية والأوهام الديمقراطية والأحلام البعيدة المنال، واستبدلناها بخارطة التحرير التي طالما تفاخرنا عربياً بها.
هناك فرقٌ كبير بين الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر عام 1973 حينها انطلقت الطائرات الحربية السورية لتدك مواقع العدو الصهيوني المُحصنة في سيناء والجولان من أجل استعادة الحق العربي المغتصب، وبين السادس من أكتوبر 2012 حيث تتوجه هذه الطائرات العسكرية والمدرعات والدبابات السورية اليوم لتدك المُدن السورية.. فأي حق تريد استعادته هذه الطائرات والآليات العسكرية السورية اليوم؟