ربما لا تعرف أي شيء جاء بك إلى اللحظة الراهنة، الوظيفة التي تقوم بشغلها، البيت الذي تسكن فيه، الأصدقاء الذين تجلس معهم، الزوجة / الزوج الذي صار لباساً لك أو العكس، الأحلام التي تحلم والسلوك الذي تسلك والشخصية التي عليها أنت الآن.لا تعرف كل ذلك، ولا تعرف أنك مسيّر بالأفكار التي فكرت، لا تعلم أنك اليوم في هذا المكان، بين جدار الوظيفة أو جدار الشارع، لم يكن لديك طريقة لهذا الوصول غير مجموعة أفكارك الجيدة والسيئة، لهذا عليك أن تثق أن أفكارك الآن ستوصلك إلى ما ستكون عليه في الغد.في كتابه «كيف توقف القلق والأحاسيس السلبية»، قال ديل كارنيجي إن أكثر من 93% من الأحداث التي نعتقد أنها ستتسبب في الإحساسات السلبية لن تحدث أبداً، 7% أو أقل لا يمكن التحكم فيها مثل الجو أو الموت مثلاً.وربما تعرف أو لا تعرف أن كل واحد منا يتحدث مع نفسه آلاف المرات يومياً، وأغلب أحاديثنا مع الذات هي أحاديث سلبية، متكررة، بالضبط مثل الإسطوانة المشروخة.وقد أجرت إحدى الجامعات في كاليفورنيا دراسة على التحدث مع الذات عام 1993، وتوصلت إلى أن أكثر من 80% مما نقوله لأنفسنا يكون سلبياً يعمل ضد مصلحتنا، ولك أن تتخيل تأثير هذا الكم الهائل من السلبيات.إذا أردت أن تحصل على ما تريد ما عليك إلا أن تغير أفكارك، تزيح السلبي وتبقي على الإيجابي، ربما يكون الأمر صعباً في البداية، لكن مع التكرار سترى نفسك تترك الأفكار السلبية تمر دون نقاش أو تكرار، وسيبقى الإيجابي هو السائد في تفكيرك.شخصياً أعرف عشرات الأشخاص الذين يلومون الآخرين في حياتهم، ويلومون الظروف والحظ السيئ، ولا يقفون لحظة أمام أنفسهم وذواتهم، لا من أجل نقد الذات أو جلدها ولا من أجل إلقاء اللوم على غيرهم وظروفهم، إنما من أجل التعرف على طبيعة الأفكار السلبية التي تتحرك فوق أغصان الرأس.وكما قال بعض الكهنة الهنود؛ قفز القرود في هذه الشجرة المباركة التي تحمل كل أنواع فواكه الحياة.غير أفكارك يتغير كل ما حولك، انظر إلى قضية من القضايا من عدة زوايا، إذا اختلفت مع أحد في رأي أو موقف أو أيدلوجيا أو دين أو مذهب لا تتصلب في رأيك، بل حاول أن ترى الموضوع المطروح للنقاش بعين الطرق الأخرى، ثم قل وجهة نظرك أو رأيك بعد أن تزنه بميزان القلب، لا العقل، فالقلب يعرف أكثر مما يعرف عقلك.عليك أن تسأل نفسك دائماً هل ما أطرحه يتفق مع الفطرة السليمة التي أعرفها تجاه الآخر والمجتمع؟ هل يتفق مع أمن وسلامة أمثالي من البشر الذين يحيون على هذه الأرض؟ هل ما أتصوره أنه ملكي أو حريتي يتعارض أو يتضارب مع حرية الآخرين؟إن طرح مثل هذه الأسئلة هو الذي يجعل الإنسان ينظر نظرة مختلفة إلى جميع الظروف والآراء والأفكار الموجودة في كل المجتمعات.الأفكار تشبه في طبعتها قنوات التلفزيون، إن لم تعجبك أية قناة لا داعي لأن تكسر التلفزيون، غير القناة وتتغير الصورة التي تراها، غير أفكارك وسترى كل ما حولك قد تغير، اعمل على تغيير أفكارك، إن لم تجرب هذا الأمر من قبل، جربه الآن، ثق أنك لن تخسر شيئاً بقدر ما ستتعرف على سلوك جديد، سلوك قد يغير حياتك كلها.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90