برغم كل ما تحقق من إنجازات في مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن شعوب الخليج مازالت ترى أن ما تحقق دون طموحها، لا وقت الآن للمجاملات أو أن نقول كلاماً إنشائياً، ما يجري حولنا أكثر خطورة من أن نقول إن ما تحقق هو إنجازات كبيرة مع احترامنا لما تحقق.
لامست كلمة جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله إحساس المواطن الخليجي، فنحن نتوق ونتمنى أن تتحقق هذه الأمنيات في التكامل والاتحاد والعمل المشترك.
ليسمح لنا قادتنا الذين نحبهم ونثني على جهودهم، أن نقول إن آمال شعوب المنطقة أكبر مما تحقق في 32 عاماً.
مثل بسيط أود التطرق إليه، وهو أن هناك تصريحات خرجت تقول إن القطار الخليجي سيجهز في 2018، وأنا أسمع هذا التصريح، قلت في نفسي، بعد هذه السنوات، سيجهز القطار في 2018؟
هل هذا طموحنا؟
العثمانيون كان لديهم قطار في بداية القرن الماضي، ونحن للتو نضع حجر أساس قطار خليجي سيجهز بعد 6 سنوات من الآن؟
ما تتعرض له المنطقة من مخاطر توجب على دول الخليج أن تسرع الخطى نحو الاتحاد، ومن الأولى أن نقول رأي الشعوب في إنجازات دول المجلس، ما تحقق دون طموحنا، وما تحقق لا يشعرنا بأن هناك إدراكاً للخطر الكبير على دول المجلس.
هنا أمر شبه مغيب في موضوع الاتحاد، وهو هل هناك دول خليجية تقف ضد الاتحاد؟
هل هناك من لا يريد الاتحاد بين دول المجلس؟
تناغماً مع ذلك، ما هو الموقف الأمريكي من الاتحاد الخليجي؟
هذا ربما أكبر سؤال، فهناك من يقول إنه إذا أمريكا لا تريد أن يتم الاتحاد فلن يتم الاتحاد، وهناك من يطرح رأياً مغايراً وهو أن أمريكا تريد أن تتعامل مع كيان واحد أو ما يسمى القرار الواحد، ولا نعلم أي الرأيين صحيح.
في ذات السياق فإن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها نيابة عنه ولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز جاء فيها كلمة تقولها الشعوب، وهي أن ما تحقق دون طموح الشعوب، وهذا نقد ذاتي قوي لأداء المجلس.
نعرف مدى التنسيق الدفاعي بين دول المجلس، نعرف أن القوة الدفاعية والجوية تفوقا على أطراف أخرى بالمنطقة، فسلاح الجو الخليجي يشكل قوة ضاربة وحاسمة في أي مواجهة قد تحدث.
الناس تسأل اليوم ذات الأسئلة التي نرددها قبل 20 عاماً، أين جواز السفر الموحد، العملة الموحدة، سياسات الشراء الموحد للأدوية والغذاء والتكنولوجيا والأسلحة وكل ما يستورد من الخارج.
نقول إلى قادة دول مجلس التعاون ونوابهم إن ما تحقق ليس طموح أهل الخليج، والمسؤولية عليكم، نحتاج إلى ترجمة الخطابات الرنانة إلى واقع ملموس، نحتاج إلى قوة عمل على الأرض على أن ننجز لشعوب المنطقة لأمنها ومستقبلها، فمن لا يريد الاتحاد اليوم قد يصبح كما يقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إنما يأكل الذيب من الغنم القاصية).
حاجة الكويت وقطر مثلاً للاتحاد أكثر من البحرين والإمارات، والجميع يحتاج إلى شقيقه وإلى الآخر.
الأصوات المريضة والصفوية والتي تنطلق من القلة في البحرين والكويت الرافضة للاتحاد ما هي إلا خناجر خاصرة، لا يؤمنون ببعدهم العربي ولا الخليجي، وليس لهم انتماء لأوطانهم، هم كما العلقمي في العراق، يضعون أياديهم مع أي محتل يأتي من الخارج، إنهم خناجر خاصرة مسمومة.
الأمل بالله سبحانه أولاً، ومن ثم بأن يشعر بنا قادتنا بأن التحديات أكبر من الأمور الصغيرة التي تشغل البعض ويخاف من الاتحاد، نرجوكم يا قادتنا، اسمعوا أصوات شعوبكم التي تتوق للوحدة والتكامل، الزمن تغير، والأيام القادمة لن ترحم من لا يعمل سريعاً على إنجاز الاتحاد.
** رذاذ
ما نشاهده اليوم على شاشة تلفزيون البحرين من تغير كبير في مواكبة أعمال القمة وقبل ذلك أيامنا الوطنية يجعلنا نقول للإخوة الكرام القائمين على هذا العمل الكبير الذي لمسناه، ألف شكر لكم فقد جعلتمونا نرى الاتحاد الخليجي في عملكم وفي هذه التوليفة من المذيعين والإعلاميين والحوارات الجميلة بين دول الخليج العربي.
للأخ العزيز علي الرميحي القائم بأعمال هيئة شؤون الإعلام كل التحية على ما تحقق من تغير في فلسفة العمل لمواكبة أعمال القمة الخليجية، ونتمنى أن نرى أيضاً تميزاً في دورة كأس الخليج