بعض النواب «هداهم الله» لو «كان الود وده» لأطلق الرصاص الحي على ناخبيه باعتبارهم مصدر إزعاج وقلق وهم دائم له، وبعضهم -أي النواب- لا يخفي امتعاضه من انتقاد الناس له وملاحقتهم والحاحهم عليه بحل مشاكلهم.
بعض النواب يسألك مستغرباً من الناس «شيبوون؟!» وبعض آخر يقول «سندرونه»، وبدوري أجيبهم متسائلاً: «من صجكم، ما تعرفون شيبون؟! أشك بأنكم لا تعرفون، فشعاراتكم الانتخابية ووعودكم كلها كانت تحدد ماذا يريدون وبكل وضوح»!
بعض النواب يستشيط غضباً، ويرغي ويزبد، وكل شياطين الأرض «تناقز» في وجهه، فقط حينما يذكره الناخب بأنه وصل لكرسيه البرلماني بفضل أصوات الناس، وأنه لولا الناس لما تحصل على المزايا والعطايا وتأتى له «البرسيتج» الذي هو «مستانس عليه».
طبعاً بعضهم يرد مثل رد قارون «إنما أوتيته على علم لدي»، بمعنى أن حضرة النائب يرد على الناس بأنه «ولد نعمة» و»شايف خير» من الأساس، وبالتالي لا يقبل «منتهم» عليه، لكن المصيبة أنه ينسى بأنه هو من «راكض» وراء الناس، وطرق أبوابهم هو ومن عمل معه في حملته الانتخابية، والهدف كان «أصواتهم»، وعليه فإن الناس حينما يصلون للنائب ليطالبوه بـ «تحليل» الصوت الذي أخذه منهم، عليه أن يستمع لهم دون امتعاض أو «تحلطم».
بعض النواب يلومون الإعلام ويتهمونه بأنه من يفتح المجال للناس حتى يصبوا جام غضبهم عليهم، وهنا لا ندري ماذا يريد سعادة النواب منا؟! هل تريدون أن نغلق صفحاتنا في وجوه الناس مثلما أغلقتم مجالسكم التي كنتم تفتحونها على الدوام أيام الفترة الانتخابية؟! أم تريدون منا أن نوقف مداد الحبر عن كتابة ما يعبرون عنه من استياء تجاه أدائكم وإخلاف وعودكم، مثلما أوقف كثير منكم استخدام الخط الهاتفي الذي كان يمنحه وقت الانتخابات حتى لأطفال الدائرة واستعاض عنه برقم سري لا يمنح لأحد، لكن يمكن أن تجده لدى الوزراء ومسؤولي الدولة؟!
هناك بعض النواب يتحدث عنهم ناخبوهم بطريقة تبين حجم الاحترام والتقدير الذي يكنونه لهم، وردة الفعل هذه بسبب أن النائب لم ينقلب على ناخبيه، لم يغلق أبوابه لهم، لم يهاجمهم حينما انتقدوه، لم يسقطهم ويشوه صورتهم حينما ذكروه بوعوده لهم، ولم يناصبهم العداء حينما طالبوه بأن يكون عوناً لهم لا فرعون عليهم.
بيد أن الظاهرة المؤلمة حينما ينسى النائب أنه صنيعة الناس، بمعنى أن وجوده معني بالناس الذين يفترض به أن يكون «خادماً» لهم، نعم نكرر «خادماً لهم» عاملاً على حل مشاكلهم، وموصلاً جيداً لأصواتهم، وضعوا ألف خط أحمر هنا تحت توصيف «الموصل الجيد»، إذ هناك من النواب لا يكترث بما يريد ناخبوه قوله، ولا تهمه آراءهم، بل يضربها في الحائط أو يرميها في سلة المهملات أعزكم الله، ويتحدث بما يريد هو حتى لو كان على حساب تضرر الناس الذين عملوا لصالحه وأوصلوه للكرسي البرلماني.
بعض النواب للأسف يتعامل مع الناخبين على أساس من صوت له ومن صوت مع منافسيه، متناسياً أنه بمجرد وصوله للبرلمان كنائب عن هذه المنطقة أو تلك، فإن القسم الذي أقسمه وموقعه يجبره على تمثيل الجميع دون تفرقة أو تحزب أو اعتبارات مذهبية أو عائلية، عليه أن يوصل أصواتهم بـ«أمانة»، وهنا أقول «يا عيني على أمانة بعض النواب» في إيصال أصوات ناخبيهم، وأيضاً عليه أن يكون حراكه ومقترحاته ومشاريعه كلها مبنية من وحي تواصله مع الناس ومعرفة همومهم التي يفترض أنه يعرفها من الأساس حين وضعها كشعارات لحملته الانتخابية.
بناء على ما سبق، لا ينبغي على أي نائب أن يزعل من أي ناخب في دائرته إن قال له في وجهه يوما «أنت كذاب»! إن كان النائب بالفعل كذب في تطبيق شعاراته الانتخابية، وفشل في تنفيذ وعوده، بل وأخذ يماطل في تواصله مع الناس، وأخذ يتعامل معهم بانتقائية، أو يعاملهم وكأنهم «عمال لديه» متناسياً أنه هو من يجب أن «يخدمهم» ليلاً ونهاراً، أقلها لـ»يحلل» ما تحصل عليه من ورائهم.
ومن يقول منهم -أي النواب- في «تعال» بأنه لا يحتاج لمزايا المنصب والبرلمان، فالكلام يوجه له بالتالي: «شلي مقعدك للحين»؟! إذ بناء على كلامه هو لا يحتاج لمزايا المجلس وكرسيه، بالتالي الناس أيضاً لا تحتاج لنائب لا يستحق أن ينوبهم في مجلس الشعب، لا يستحق أن يكون أميناً على أصواتهم.
تريدون أن تعرفوا من هم النواب الذي يقدرهم الناس ويحترمونهم ومازالوا يعملون وفق الوعود التي قدموها للناس والشعارات الانتخابية التي رفعوها، ومن في المقابل «غدر» بالناس وباعهم «وهما» و»تسلق» على أكتافهم و»تنكر لهم» بل و»أساء لهم»، بالتالي لا يمتلك الناس ذرة احترام لهم؟! تريدون أن تعرفوهم؟! بسيطة، اسألوا الناس ودعوهم يقيمون نوابهم، دعوهم يتحدثون «بحرية» عن أساليب المعاملة، وطرق التواصل، وهل تغيرت النفوس، وهل بدل الأذن السامعة يعانون اليوم من الآذان الصماء؟!
على المواطن أن يعرف حقوقه وواجباته، وبشأن الحراك النيابي المبني على وجود مجلس تشريعي هدفه مشاركة الناس للدولة في صناعة القرار، وهدفه فرض الرقابة الشعبية على أداء الدولة، وهدفه أيضاً تحقيق تطلعات الناس وإيصال أصواتهم من خلال ممثلين عنهم، فإن الناس لها كل الحق أن تنتقد نائبها إن أخفق في توصيل أصواتهم، لها الحق أن «تنتف ريشه» إن تنكر لهم، لها الحق أن «تتمنن» عليه في كل دقيقة وكل ساعة إن تحول في تعامله معهم إلى «فرعون» بعدما كان «يتوسل» أصواتهم.
هذه «المنة» حق من حقوق المواطن على النائب الذي يمثله، «منة» مكفولة دستورياً، حتى وإن لم تضمن كتابياً.
وجد البرلمان لينتخب الناس ممثلين عنهم «يخدمونهم» في قضاياهم ويحلون همومهم، ولم يوجد ليزيد الناس همهم هماً يإيجاد «استغلاليين» و»متغطرسين» يتنكرون للناس ويخلفون وعودهم بمجرد وصولهم للكراسي.
ملاحظة: كلامنا هذا لا نعني به أحداً بعينه، لكن هناك بالتأكيد من سيتحسس «البطحة» التي على رأسه. وما أكثرهم أصحاب «البطحات»، واسألوا الناس!
{{ article.visit_count }}
بعض النواب يسألك مستغرباً من الناس «شيبوون؟!» وبعض آخر يقول «سندرونه»، وبدوري أجيبهم متسائلاً: «من صجكم، ما تعرفون شيبون؟! أشك بأنكم لا تعرفون، فشعاراتكم الانتخابية ووعودكم كلها كانت تحدد ماذا يريدون وبكل وضوح»!
بعض النواب يستشيط غضباً، ويرغي ويزبد، وكل شياطين الأرض «تناقز» في وجهه، فقط حينما يذكره الناخب بأنه وصل لكرسيه البرلماني بفضل أصوات الناس، وأنه لولا الناس لما تحصل على المزايا والعطايا وتأتى له «البرسيتج» الذي هو «مستانس عليه».
طبعاً بعضهم يرد مثل رد قارون «إنما أوتيته على علم لدي»، بمعنى أن حضرة النائب يرد على الناس بأنه «ولد نعمة» و»شايف خير» من الأساس، وبالتالي لا يقبل «منتهم» عليه، لكن المصيبة أنه ينسى بأنه هو من «راكض» وراء الناس، وطرق أبوابهم هو ومن عمل معه في حملته الانتخابية، والهدف كان «أصواتهم»، وعليه فإن الناس حينما يصلون للنائب ليطالبوه بـ «تحليل» الصوت الذي أخذه منهم، عليه أن يستمع لهم دون امتعاض أو «تحلطم».
بعض النواب يلومون الإعلام ويتهمونه بأنه من يفتح المجال للناس حتى يصبوا جام غضبهم عليهم، وهنا لا ندري ماذا يريد سعادة النواب منا؟! هل تريدون أن نغلق صفحاتنا في وجوه الناس مثلما أغلقتم مجالسكم التي كنتم تفتحونها على الدوام أيام الفترة الانتخابية؟! أم تريدون منا أن نوقف مداد الحبر عن كتابة ما يعبرون عنه من استياء تجاه أدائكم وإخلاف وعودكم، مثلما أوقف كثير منكم استخدام الخط الهاتفي الذي كان يمنحه وقت الانتخابات حتى لأطفال الدائرة واستعاض عنه برقم سري لا يمنح لأحد، لكن يمكن أن تجده لدى الوزراء ومسؤولي الدولة؟!
هناك بعض النواب يتحدث عنهم ناخبوهم بطريقة تبين حجم الاحترام والتقدير الذي يكنونه لهم، وردة الفعل هذه بسبب أن النائب لم ينقلب على ناخبيه، لم يغلق أبوابه لهم، لم يهاجمهم حينما انتقدوه، لم يسقطهم ويشوه صورتهم حينما ذكروه بوعوده لهم، ولم يناصبهم العداء حينما طالبوه بأن يكون عوناً لهم لا فرعون عليهم.
بيد أن الظاهرة المؤلمة حينما ينسى النائب أنه صنيعة الناس، بمعنى أن وجوده معني بالناس الذين يفترض به أن يكون «خادماً» لهم، نعم نكرر «خادماً لهم» عاملاً على حل مشاكلهم، وموصلاً جيداً لأصواتهم، وضعوا ألف خط أحمر هنا تحت توصيف «الموصل الجيد»، إذ هناك من النواب لا يكترث بما يريد ناخبوه قوله، ولا تهمه آراءهم، بل يضربها في الحائط أو يرميها في سلة المهملات أعزكم الله، ويتحدث بما يريد هو حتى لو كان على حساب تضرر الناس الذين عملوا لصالحه وأوصلوه للكرسي البرلماني.
بعض النواب للأسف يتعامل مع الناخبين على أساس من صوت له ومن صوت مع منافسيه، متناسياً أنه بمجرد وصوله للبرلمان كنائب عن هذه المنطقة أو تلك، فإن القسم الذي أقسمه وموقعه يجبره على تمثيل الجميع دون تفرقة أو تحزب أو اعتبارات مذهبية أو عائلية، عليه أن يوصل أصواتهم بـ«أمانة»، وهنا أقول «يا عيني على أمانة بعض النواب» في إيصال أصوات ناخبيهم، وأيضاً عليه أن يكون حراكه ومقترحاته ومشاريعه كلها مبنية من وحي تواصله مع الناس ومعرفة همومهم التي يفترض أنه يعرفها من الأساس حين وضعها كشعارات لحملته الانتخابية.
بناء على ما سبق، لا ينبغي على أي نائب أن يزعل من أي ناخب في دائرته إن قال له في وجهه يوما «أنت كذاب»! إن كان النائب بالفعل كذب في تطبيق شعاراته الانتخابية، وفشل في تنفيذ وعوده، بل وأخذ يماطل في تواصله مع الناس، وأخذ يتعامل معهم بانتقائية، أو يعاملهم وكأنهم «عمال لديه» متناسياً أنه هو من يجب أن «يخدمهم» ليلاً ونهاراً، أقلها لـ»يحلل» ما تحصل عليه من ورائهم.
ومن يقول منهم -أي النواب- في «تعال» بأنه لا يحتاج لمزايا المنصب والبرلمان، فالكلام يوجه له بالتالي: «شلي مقعدك للحين»؟! إذ بناء على كلامه هو لا يحتاج لمزايا المجلس وكرسيه، بالتالي الناس أيضاً لا تحتاج لنائب لا يستحق أن ينوبهم في مجلس الشعب، لا يستحق أن يكون أميناً على أصواتهم.
تريدون أن تعرفوا من هم النواب الذي يقدرهم الناس ويحترمونهم ومازالوا يعملون وفق الوعود التي قدموها للناس والشعارات الانتخابية التي رفعوها، ومن في المقابل «غدر» بالناس وباعهم «وهما» و»تسلق» على أكتافهم و»تنكر لهم» بل و»أساء لهم»، بالتالي لا يمتلك الناس ذرة احترام لهم؟! تريدون أن تعرفوهم؟! بسيطة، اسألوا الناس ودعوهم يقيمون نوابهم، دعوهم يتحدثون «بحرية» عن أساليب المعاملة، وطرق التواصل، وهل تغيرت النفوس، وهل بدل الأذن السامعة يعانون اليوم من الآذان الصماء؟!
على المواطن أن يعرف حقوقه وواجباته، وبشأن الحراك النيابي المبني على وجود مجلس تشريعي هدفه مشاركة الناس للدولة في صناعة القرار، وهدفه فرض الرقابة الشعبية على أداء الدولة، وهدفه أيضاً تحقيق تطلعات الناس وإيصال أصواتهم من خلال ممثلين عنهم، فإن الناس لها كل الحق أن تنتقد نائبها إن أخفق في توصيل أصواتهم، لها الحق أن «تنتف ريشه» إن تنكر لهم، لها الحق أن «تتمنن» عليه في كل دقيقة وكل ساعة إن تحول في تعامله معهم إلى «فرعون» بعدما كان «يتوسل» أصواتهم.
هذه «المنة» حق من حقوق المواطن على النائب الذي يمثله، «منة» مكفولة دستورياً، حتى وإن لم تضمن كتابياً.
وجد البرلمان لينتخب الناس ممثلين عنهم «يخدمونهم» في قضاياهم ويحلون همومهم، ولم يوجد ليزيد الناس همهم هماً يإيجاد «استغلاليين» و»متغطرسين» يتنكرون للناس ويخلفون وعودهم بمجرد وصولهم للكراسي.
ملاحظة: كلامنا هذا لا نعني به أحداً بعينه، لكن هناك بالتأكيد من سيتحسس «البطحة» التي على رأسه. وما أكثرهم أصحاب «البطحات»، واسألوا الناس!