أكثر ما يثير هاجس الريبة وعدم الاطمئنان لدى جماهير الفاتح أن تصدق الدولة بأن هذا الرجل سيقف عند حده إذا ما سلم وزارة أو وزارتين أو حتى 10 وزارات، فهذا الرجل هو ممثل إيران، وباعتراف قائد فيلق القدس الإيراني «قاسم سليماني»، حيث صرح في ندوة تحت عنوان «الشباب والوعي الإسلامي» في يناير 2012 «أن إيران حاضرة في لبنان والعراق، وأنهما يخضعان لإرادة طهران وأفكارها، وأن بإمكان إيران تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية في هذين البلدين، فضلاً عن أنها قادرة على تحريك الوضع في الأردن، وأن الثورات العربية تأخذ طابعاً إسلامياً رويداً رويداً وتتبلور مع مرور الزمن على شاكلة الثورة الإسلامية الإيرانية».
فإذا كانت إيران تعترف بأنها تستطيع تحريك الوضع في الأردن، فالبحرين هي أقرب من الأردن لديها، وذلك لأن قادة المؤامرة الانقلابية هم بحرينيون إيرانيون، ويسعون إلى تشكيل حكومة إسلامية، عندما نرى إصرار علي سلمان على حكومة انتقالية، وأن تشكل المعارضة نصف الوزراء، وهكذا رويداً رويداً، كما قال قاسم سليماني حتى يتم تشكيل حكومة إسلامية على شاكلة الثورة الإسلامية الإيرانية.
وطبعاً هذا الأمر مستحيل في البحرين في ظل ثبات الدولة وإصرارها على الحفاظ على هيبتها.
إن محاولة نصب علي سلمان للفخ وتزيينه محاصصة ستكون عاقبته هو مناقشة الوثيقة الإيرانية التي صاغها قاسم سليماني، وهو الطعم الذي دأب على تزيينه ليكون بطاقة مرور للدولة، والذي من خلالهما سيخرج منهما بطريقة يؤدي إلى تحقيق حلم قاسم سليماني بحكومة إيرانية في البحرين عويداً ثم رويداً ثم خميناً، إن هذا الفخ هو فخ إيراني تضمن كل صفات الخداع والنفاق السياسي الذي ترسم في وجهه وخصاله وثبت عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان»، وليس هناك خيانة أكبر من خيانة الوطن، ومن خان وطنه دخل في صف المنافقين الذين أذن الله في جهادهم.
إن المحاصصة هاجس يحاصر نفوس شرفاء الفاتح الذين وقفوا سداً منيعاً في وجه التمدد الصفوي الذي يقوده سليماني الذي ذبح أهل السنة في العراق ولبنان ويذبحهم في سوريا، ويذبحهم في البحرين، وإن كان الذبح في البحرين بدأ برجال الأمن، لكنه حال ما يتحقق للوفاق وسليماني مرادهما سيبدأ الذبح في سنة البحرين، فعملية الاغتيالات هي خطة ستنفذ عويداً ثم رويداً، فالمسألة ليست صعبة بالنسبة لهم بعدما أفتى المرجع الإيراني «اسحقوهم».