أُسدل الستار على خليجي 21 لكرة القدم الذي أقيم على أرض مملكة البحرين، شعوب عديدة توافدت على البحرين من لاعبين وإعلاميين ومهتمين في الشأن الرياضي من الدول العربية وجمهور غفير من السعودية والإمارات والكويت وقطر وعمان واليمن والعراق. هذه الأرض الصغيرة فتحت قلبها للجميع لتسع كل أولئك الذين قدموا من أجل رياضة كرة القدم أو أتوا لشؤون أخرى.
حلم الشعب البحريني في خليجي 21 كان الكأس؛ لكن لم تشأ الأقدار أن نلامس حلم الكأس، فقد لعب المنتخب البحريني باحترافية عالية واستمتع وانبهر الجميع بروح الفريق الواحد، لم يقدم لنا المنتخب الكأس لكن قدم لنا لعباً جميلاً ونظيفاً ومحترفاً.
البحرين وعلى مدار شهر أو أكثر كانت تحت المجهر؛ إعلاميون أتوا من كل مكان ومهتمون بالرياضة أو غير مهتمين بها، كانوا يجوبون أرض البحرين شمالاً وجنوباً، ليلاً ونهاراً، فماذا حمل كل أولئك الذين دخلوا البحرين وخرجوا منها من انطباع وحقائق عن البحرين بعد المؤامرة الكبرى على البحرين؟ الإعلام المُستأجر شوه سمعة البحرين كثيراً في الخارج، وكان أحد الأسباب في تدني السياحة في البحرين.. الإعلام المستأجر صوّر حياة البحريني وكأنه يعيش على هاوية الهلاك من الظلم الواقع عليه والتعذيب والقتل والاستبداد من قبل الحكومة، وبوجود الإعلام العربي والأجنبي على أرض البحرين تعرت أُكذوبة الإعلام المستأجر؛ فلم ينفك الإرهابيون من ترهيب الناس والوفود من حرق للإطارات في بعض المناطق وتخريب المدارس في أماكن أخرى، لكن ذلك الترهيب والتخريب عكس للوفود حقيقة أفعالهم وحقدهم على البحرين. لقد تيقنت الوفود العربية والأجنبية أن للبحرين أبواباً مشروعة بوجود السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية يجب أن تتطرق لحل وتسوية الأمور العالقة بدلاً من الترهيب ولوي الذراع. الوفود التمست حب الشعب والتفافه حول قيادته، فرغم تدني الحياة المعيشية عند بعض المواطنين إلا أن ولاءهم كان واضحاً وقاطعاً.. كان ولاؤهم خالصاً للوطن وللملك.
العرس الخليجي أنعش اقتصاد البحرين، وهذا يجعلنا متفائلين أن البحرين ستسترد مكانتها السياحية من جديد، وذلك بفضل الشعب البحريني المضياف، الشعب الطيب، ورغم مرارته لعدم فوزه بكأس خليجي 21 إلا أنه احترم وقّدر جميع الوفود وأحسن معاملتهم وضيافتهم التي تعكس بالتأكيد ثقافة البحريني في كرمه ومروءته.
بعد خليجي 21 نتطلع من الحكومة أن تصنع سياسة واستراتيجية تعتني بالشباب أكثر، وتوجه طاقاتهم وتفكيرهم وجهدهم لما فيه خيرهم وخير البلاد وتطورها وتنميتها ، وبناء عليها تنشأ مدينة رياضية حقيقية تستوعب مدرجاتها أعداد المشجعين، نتطلع من الحكومة أن تبني مدينة رياضية متكاملة بعيداً عن الأماكن السكنية وأن تشمل ملاعب عدة لكرة القدم وكرة السلة وحمامات سباحة وغيرها من الاحتياجات الرياضية. نتطلع من الحكومة أن تتبنى المحترفين الرياضيين وأن تقدم لهم الدعم المعنوي والمادي وتذلل لهم كل الصعاب، فمتى ما استقر اللاعب نفسياً ومادياً استطاع أن يركّز في دوره الرياضي.
نتطلع من الاتحاد الرياضي أن يشرك جميع المؤسسات الخاصة والعامة لإنجاح خليجي آخر ليس فقط كروياً بل اقتصادياً وسياحياً وأن تُنظم دورات في كيفية استغلال فرص التجمعات العالمية على أرض البحرين. نتطلع من الحكومة الكثير ونتطلع من المنتخب البحريني أن يحقق لنا حلم الكأس.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}