يمثل منتدى الفكر العربي علامة بارزة في الاهتمام بالقضايا العربية، ليس فقط في الإطار النظري والفلسفي، إنما في الإطار العملي والحياتي الذي يهم الجماهير. والفضل في ذلك للفكر الثاقب والنظرة الاستشرافية للأمير الأردني الحسن بن طلال، فهو منذ أواخر القرن العشرين تطلع للمستقبل وأنشأ منتدى الفكر العربي الذي بدأ بمجموعة فكرية متنوعة من عدة دول عربية وانطلق عبر السنين إلى أن أصبح إطاراً فكرياً يجمع ذوي الاتجاهات الفكرية العربية المتعددة، ويقدم رؤى متنوعة لو استمع إليها قادة الدول العربية لأمكن تجنب كثير من المآسي والكوارث والآلام التي أحاطت بالنظم العربية وأخذت برقاب بشعوبها.
كان يمكن للاستبداد أن يتراجع، والشعوب العربية أن تكون أكثر وعياً وإدراكاً لمصائرها، وأكثر استفادة من ثرواتها الطبيعية، ومواردها البشرية بدلاً من أن تعاني من نزيف العقول، ونزيف الأموال المهاجرة، إلى الخارج لتصبح تحت رحمة أنظمة غير متعاطفة مع العرب وقضاياهم المصيرية بل تعمل في كثير من الأحيان ضد تلك المصالح، كما في نظرية الفوضى الخلاقة ونظريات الانقلابات العسكرية التي تروج لها بعض مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، ونظرية الشرق الأوسط الكبير، والتغيير السياسي غير المتلائم مع مراحل التطور الطبيعي للدول والشعوب والثقافات. كذلك نظريات الصراع المدني والعصيان المدني وأشباهها من أدوات نشر الديمقراطية عبر مراكز الأبحاث والمؤسسات الأجنبية بدلاً من أن تنمو تلك الاتجاهات الديمقراطية نمواً طبيعياً من داخل الدول العربية ومراحل تطورها وحركة مجتمعاتها.
لقد وضع الأمير الحسن بن طلال خطوطاً استرشادية للعمل السياسي والفكري العربي عبر عقود منذ نشأة منتدى الفكر العربي، ومن يراجع مؤتمراته السنوية، يجد في المفاهيم التي خصصت لكل مؤتمر زاداً فكرياً ملهماً للشعوب والنخب السياسية الفكرية.
لقد آمن الأمير الحسن بأهمية التطور والتغيير النابع من الأوطان، كما آمن بدور الشعوب ومصلحتها في التغيير، كما آمن بأهمية الفكر وبدور النخب الفكرية. وواجه في سبيل أفكاره ضغوطاً وصعوبات نتيجة المد والجزر في السياسة العربية، وعلاقة الأنظمة العربية بعضها ببعض وعلاقتها بشعوبها ولكن لم تلن له قناة ولم يهدأ له بال، ولم يستسلم للضغوط القاسية، وهكذا يكون المقاتل في ميدان المعركة الفكرية، والداعية والمصلح خاصة عندما لا تكون له مصلحة شخصية أو أهداف ذاتية، وواصل الأمير الحسن بن طلال جهوده على الساحة الدولية عبر المنتديات، ومراكز الفكر والأبحاث الدولية، وحرص على نشر فكره عبر المحاضرات والندوات والمؤتمرات والمقالات.
لقد اعتاد الأمير الحسن على طرح الرؤى والأفكار، ومن المهم في هذا الصدد أن نشير إلى أحدث مبادرتين للمنتدى الفكر العربي الذي أسسه وتولى رعايته، الأولى معسكرات الشباب العربي الذين يمثلون نصف المجتمع والقوة الرئيسة لسكانه وهم قادة المستقبل وحماته، ولابد من التفاعل معهم وبينهم، لأنهم يواجهون تحديات التغريب، وتحديات وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وتحديات تكنولوجيا العصر، ولابد من تسليحهم بثلاث أدوات، الفكر السليم المعاصر، الإيمان بعروبتهم وأوطانهم وتراثهم وثقافتهم وحضارتهم العربية الإسلامية، والإيمان بدورهم المستقبلي في بناء أوطانهم.
المبادرة الثانية هي إطلاق الميثاق الاجتماعي العربي، ولعل دلالة إطلاق هذا الميثاق التحديات الاجتماعية التي تواجهها الشعوب العربية، حيث كثير من النظم تنسى الدور الاجتماعي والمفهوم الاجتماعي للتغيير.
إن العلاقة بين السلطة والمواطن في العالم العربي بحاجه لإطلاق عقد اجتماعي جديد يقود حركة الفكر، والتي بدورها تقود الحركة السياسية، لقد ركز كثير من السياسيين والمفكرين أكثر من اللازم على البعد السياسي، والبعد الاقتصادي في التغيير، ونسى كثير منهم أن البعد الاجتماعي والبعد الثقافي لا يقلان أهمية عن تلك الأبعاد، إن البعد الاجتماعي كما عبر عنه الميثاق الاجتماعي العربي، هو حاضن الفكر، ومركز قيم الحرية والمساواة والمشاركة والعدالة وحكم القانون. إنه يبرز أهمية مفهوم المواطنة المتكافئة. إنه يدعو لبناء الهوية الجامعة للأقطار العربية، ويركز على مفهوم السلم الاجتماعي بين مكونات المجتمع، ويهتم بدور مراكز الأبحاث والدراسات ذات الطابع الوطني، وليست تلك المراكز الأجنبية أو المرتبطة بها وبأجندتها التي لا تتلاءم مع مجتمعاتنا العربية وأولوياتنا الوطنية .
والبعد الثقافي يتداخل بقوة مع البعد الاجتماعي، فالثقافة هي جوهر الهوية وحاميها، والثقافة العربية الأصيلة هي أساس وحدة العرب وحاضنة الإسلام. فالنبي عربي والقرآن بلسان عربي مبين، هذا دون تحيز أو عنصرية، ولكنها إرادة الله جل وعلا. إن الميثاق الاجتماعي العربي يقدم رؤى واقعية نابعة من فكر عربي أصيل، ولقد كان الحسن بن طلال هو الذي طرح الفكرة منذ 3 سنوات، وكان لي شرف المشاركة في أول لقاء لطرح هذا المفهوم، والذي تطور وأصبح ميثاقاً وذلك بعدة اجتماعات ومناقشات مع المفكرين العرب من أعضاء المنتدى وغيرهم، وحرص الحسن بن طلال على إرساله للقادة والزعماء العرب، ونشره عبر الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي.
إن الميثاق الاجتماعي العربي لا يرفض التحديث، بل يدعو إليه وإلى الالتحام الفكري مع العالم عبر العولمة، التي أصبحت حقيقة قائمة في العالم تقبلها الصين وروسيا، كما يقبلها الغرب، وربما بعبارة مستعارة من أهم عالم اجتماعي عربي ورائد من رواد الفكر الاجتماعي العظام الذين نفتخر بهم، وهو عبد الرحمن بن خلدون، عندما وضع أسس علم الاجتماع الحديث بصورته الشاملة في كتابه العظيم الذي يحمل عنوان” تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر” إن هذا العنوان دليل واضح على تفاعل العرب مع غيرهم من الشعوب تاريخاً وسياسة واقتصاداً وفكراً، وهذا هو محور علم الاجتماع منذ نشأته على يد هذا العلامة العربي العبقري، وهو في نفس الوقت محور الميثاق الاجتماعي العربي الذي أطلقه منتدى الفكر العربي بدوره، ومكانة رائدة للأمير الحسن بن طلال ومعاونيه من العديد من أعضاء المنتدى من مختلف الدول العربية.
فتحية لهذا الأمير المفكر المبدع، وتحية للشعوب العربية الولادة لقيادات مبدعة في مختلف المجالات، ودعوة للحكام العرب للاستفادة من هذا الفكر بدلاً من الاعتماد فقط على المفكرين والباحثين الأجانب الذين لبعضهم أجندتهم الخاصة التي قد تتعارض مع أولوياتنا العربية ومصالحنا الوطنية.
كان يمكن للاستبداد أن يتراجع، والشعوب العربية أن تكون أكثر وعياً وإدراكاً لمصائرها، وأكثر استفادة من ثرواتها الطبيعية، ومواردها البشرية بدلاً من أن تعاني من نزيف العقول، ونزيف الأموال المهاجرة، إلى الخارج لتصبح تحت رحمة أنظمة غير متعاطفة مع العرب وقضاياهم المصيرية بل تعمل في كثير من الأحيان ضد تلك المصالح، كما في نظرية الفوضى الخلاقة ونظريات الانقلابات العسكرية التي تروج لها بعض مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، ونظرية الشرق الأوسط الكبير، والتغيير السياسي غير المتلائم مع مراحل التطور الطبيعي للدول والشعوب والثقافات. كذلك نظريات الصراع المدني والعصيان المدني وأشباهها من أدوات نشر الديمقراطية عبر مراكز الأبحاث والمؤسسات الأجنبية بدلاً من أن تنمو تلك الاتجاهات الديمقراطية نمواً طبيعياً من داخل الدول العربية ومراحل تطورها وحركة مجتمعاتها.
لقد وضع الأمير الحسن بن طلال خطوطاً استرشادية للعمل السياسي والفكري العربي عبر عقود منذ نشأة منتدى الفكر العربي، ومن يراجع مؤتمراته السنوية، يجد في المفاهيم التي خصصت لكل مؤتمر زاداً فكرياً ملهماً للشعوب والنخب السياسية الفكرية.
لقد آمن الأمير الحسن بأهمية التطور والتغيير النابع من الأوطان، كما آمن بدور الشعوب ومصلحتها في التغيير، كما آمن بأهمية الفكر وبدور النخب الفكرية. وواجه في سبيل أفكاره ضغوطاً وصعوبات نتيجة المد والجزر في السياسة العربية، وعلاقة الأنظمة العربية بعضها ببعض وعلاقتها بشعوبها ولكن لم تلن له قناة ولم يهدأ له بال، ولم يستسلم للضغوط القاسية، وهكذا يكون المقاتل في ميدان المعركة الفكرية، والداعية والمصلح خاصة عندما لا تكون له مصلحة شخصية أو أهداف ذاتية، وواصل الأمير الحسن بن طلال جهوده على الساحة الدولية عبر المنتديات، ومراكز الفكر والأبحاث الدولية، وحرص على نشر فكره عبر المحاضرات والندوات والمؤتمرات والمقالات.
لقد اعتاد الأمير الحسن على طرح الرؤى والأفكار، ومن المهم في هذا الصدد أن نشير إلى أحدث مبادرتين للمنتدى الفكر العربي الذي أسسه وتولى رعايته، الأولى معسكرات الشباب العربي الذين يمثلون نصف المجتمع والقوة الرئيسة لسكانه وهم قادة المستقبل وحماته، ولابد من التفاعل معهم وبينهم، لأنهم يواجهون تحديات التغريب، وتحديات وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وتحديات تكنولوجيا العصر، ولابد من تسليحهم بثلاث أدوات، الفكر السليم المعاصر، الإيمان بعروبتهم وأوطانهم وتراثهم وثقافتهم وحضارتهم العربية الإسلامية، والإيمان بدورهم المستقبلي في بناء أوطانهم.
المبادرة الثانية هي إطلاق الميثاق الاجتماعي العربي، ولعل دلالة إطلاق هذا الميثاق التحديات الاجتماعية التي تواجهها الشعوب العربية، حيث كثير من النظم تنسى الدور الاجتماعي والمفهوم الاجتماعي للتغيير.
إن العلاقة بين السلطة والمواطن في العالم العربي بحاجه لإطلاق عقد اجتماعي جديد يقود حركة الفكر، والتي بدورها تقود الحركة السياسية، لقد ركز كثير من السياسيين والمفكرين أكثر من اللازم على البعد السياسي، والبعد الاقتصادي في التغيير، ونسى كثير منهم أن البعد الاجتماعي والبعد الثقافي لا يقلان أهمية عن تلك الأبعاد، إن البعد الاجتماعي كما عبر عنه الميثاق الاجتماعي العربي، هو حاضن الفكر، ومركز قيم الحرية والمساواة والمشاركة والعدالة وحكم القانون. إنه يبرز أهمية مفهوم المواطنة المتكافئة. إنه يدعو لبناء الهوية الجامعة للأقطار العربية، ويركز على مفهوم السلم الاجتماعي بين مكونات المجتمع، ويهتم بدور مراكز الأبحاث والدراسات ذات الطابع الوطني، وليست تلك المراكز الأجنبية أو المرتبطة بها وبأجندتها التي لا تتلاءم مع مجتمعاتنا العربية وأولوياتنا الوطنية .
والبعد الثقافي يتداخل بقوة مع البعد الاجتماعي، فالثقافة هي جوهر الهوية وحاميها، والثقافة العربية الأصيلة هي أساس وحدة العرب وحاضنة الإسلام. فالنبي عربي والقرآن بلسان عربي مبين، هذا دون تحيز أو عنصرية، ولكنها إرادة الله جل وعلا. إن الميثاق الاجتماعي العربي يقدم رؤى واقعية نابعة من فكر عربي أصيل، ولقد كان الحسن بن طلال هو الذي طرح الفكرة منذ 3 سنوات، وكان لي شرف المشاركة في أول لقاء لطرح هذا المفهوم، والذي تطور وأصبح ميثاقاً وذلك بعدة اجتماعات ومناقشات مع المفكرين العرب من أعضاء المنتدى وغيرهم، وحرص الحسن بن طلال على إرساله للقادة والزعماء العرب، ونشره عبر الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي.
إن الميثاق الاجتماعي العربي لا يرفض التحديث، بل يدعو إليه وإلى الالتحام الفكري مع العالم عبر العولمة، التي أصبحت حقيقة قائمة في العالم تقبلها الصين وروسيا، كما يقبلها الغرب، وربما بعبارة مستعارة من أهم عالم اجتماعي عربي ورائد من رواد الفكر الاجتماعي العظام الذين نفتخر بهم، وهو عبد الرحمن بن خلدون، عندما وضع أسس علم الاجتماع الحديث بصورته الشاملة في كتابه العظيم الذي يحمل عنوان” تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر” إن هذا العنوان دليل واضح على تفاعل العرب مع غيرهم من الشعوب تاريخاً وسياسة واقتصاداً وفكراً، وهذا هو محور علم الاجتماع منذ نشأته على يد هذا العلامة العربي العبقري، وهو في نفس الوقت محور الميثاق الاجتماعي العربي الذي أطلقه منتدى الفكر العربي بدوره، ومكانة رائدة للأمير الحسن بن طلال ومعاونيه من العديد من أعضاء المنتدى من مختلف الدول العربية.
فتحية لهذا الأمير المفكر المبدع، وتحية للشعوب العربية الولادة لقيادات مبدعة في مختلف المجالات، ودعوة للحكام العرب للاستفادة من هذا الفكر بدلاً من الاعتماد فقط على المفكرين والباحثين الأجانب الذين لبعضهم أجندتهم الخاصة التي قد تتعارض مع أولوياتنا العربية ومصالحنا الوطنية.