لا يعنيني كيف حصل هؤلاء الذين أسقطت عنهم الجنسية جنسيتهم؛ بالولادة أم بالتجنيس أم بالتوارث أو بأي مصدر كان، إلا أن ما فعلوه بالبحرين، بأهلها، بناسها، بأرضهم هو تماماً كما عبر عنه المدعو (الشايب) أنهم داسوا عليها بنعلهم.عام ونصف ونحن نراكم تدوسون الوطن وتحرقون الوطن وتكذبون كذباً جزفاً قبيحاً مقيتاً، عام ونصف ونحن نرى القيح يخرج من أفواهكم ضد أمنا، ضد أرضنا، ضد وطننا، هذا الوطن الذي تمتعتم به بكافة الامتيازات الوطنية وأعطاكم حقوقكم كاملة ولم يقف حائلاً أمام أي طموح لأي منكم، فمن حوزة علمية إلى تمثيل نيابي إلى مكاتب محاماة إلى وظائف إلى بعثات دراسية إلى كل حقوق المواطنة لكم ولم يطالبكم سوى بالولاء لهذه الأرض والعيش المشترك مع شركائكم في الوطن. فماذا حصل منكم؟ لقد طعنتموهم من الخلف وخنتم أهلكم وناسكم.ما الوطن؟ الوطن أرض قاحلة؟ الوطن عائلة حاكمة؟ الوطن وزارة داخلية؟ الوطن ناس وأرواح وحياة وتاريخ وتعايش وذكريات صبا وجيرة، الوطن حياة كاملة يتقاسمها البشر، الوطن روح داخل الجسد تتقاسمها مع غيرك من المواطنين، هي واحدة لا تنقسم، فأنكرتم كل هذا وأدرتم ظهروكم لشركائكم.جوازي وعلمي ليسوا أوراقاً حمراء، جوازي وعلمي هما روحي التي أرفرف بها احتفاءً حين أحقق إنجازاً وانكسها حزناً على مصاب يصيب شركائي في هذا الوطن.فماذا فعلتم به؟ وطئتموه بنعلكم تماماً مثلما فعل الشايب، وقد عبر الشايب بالفعل عن صورة ستظل محفورة بالذاكرة لن ننساها لمن شاطرنا يوماً وحمل هوية “بحريني” معنا ثم داس على وطنه بنعله بعد أن أكل وشرب وشاركنا الهواء على هذه الأرض، فكان جزاء البحرين هو أن تداس بنعله!.. هكذا سنراكم وهكذا ستذكركم أجيال بحرينية جيلاً وراء جيل بذكرى الخزي والعار.عام ونصف والسماحة البحرينية تتمثل بهذا الصبر وتلك الأناة وذلك الحلم، عام ونصف والشعب البحريني يتحمل كذباً مقيتاً وافتراء ونكراناً، عام ونصف تأخذون كافة حقوقكم وتنتقلون من بلاد إلى بلاد وتعودون لبيوتكم آمنين مطمئنين، ولا تتورعون عن الادعاء والكذب وإخفاء الحقائق ونكران الوقائع.لقد شققتم البحرين نصفين، ولأول مرة في تاريخ هذا الشعب المسالم المتعايش الجميل جعلتم نصفه يقاطع نصفه، دون كلمة اعتذار واحدة عن جرائمكم التي رآها العالم أجمع وأنكرها عليكم، لكنكم كابرتم وبقيتم في غيكم تعمهون، هذا ما جناه عليكم قادتكم بعد أن نزعوا منكم الهوية الوطنية قبل أن ينزعها الوطن عنكم.اخرجوا من جحوركم وسيروا في أرض وطنكم واختلطوا بشركائكم في الوطن، واسمعوا منهم مباشرة عن رأيهم فيكم.أي دين أي مذهب أي عقيدة أي سياسة أي حقوق هذه التي تجيز ما فعلتموه بوطننا، لقد حرقتم قلوبنا يومياً على أمنا التي مزقتم ثيابها وانتهكتم عرضها وشرفها.أتعتقدون أن خبراً كسحب الجنسية عن بعضكم يفرحنا؟ لا والله إنه خبر حزين أن نرى شرف الانتماء لهذا الوطن شرف حمله من لا يستحقه بيننا، أكل وشرب معنا ثم خاننا، لقد أسقطنا عنكم هذا الشرف منذ أن سمعنا كذبكم وافترائكم علينا من اليوم الأول، فما سحب الجنسية الآن إلا تحصيل حاصل.إنما في النهاية لا يصح إلا الصحيح.. فيا وطني لا عليك.. غداً يوم أجمل غداً يوم أفضل.. وطني لا عليك لديك أبناء يعشقون ترابك ويتدثرون به وعلى أهبة الاستعداد للذود عنك بأرواحهم.. وطني إن عاقك أحد أبنائك فدونك الأرواح تفداك من بقيتهم؛ سنتهم وشيعتهم مسلمهم ومسيحهم أبيضهم وأسودهم نساؤهم ورجالهم شيبهم وشبابهم.. وطني يعشقك الآلاف قد لا يحملون هويتك الورقية لكنهم يحفون من أجل الحصول عليها عشقاً بك وهياماً بترابك، وطني يحبك الملايين ممن مروا على هذه الأرض من أيام جلجامش إلى يومنا هذا ويتمنون العيش فيك، وطني لا عليك نرفعك فوق رؤوسنا فخراً واعتزازاً.. وطني لا عليك خطاك الشر وسيحميك رب العباد.. وطني أحبك وسأبقى أحبك لآخر رمق، وستبقى عالية هامتك رغم أنف الحاقدين.