كنت برفقة الدكتور علي سعد، وزير التربية السوري، أثناء زيارة له إلى طهران عام 2004، وبعد اجتماع الوزير بعدد من المسؤولين في مؤتمر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي (ايسيسكو)، أتيحت لي الفرصة وبصفتي مدير جدول أعمال الوزير ومترجم خاص للوفد السوري، أن أتجول في الأماكن السياحية بشمال طهران، خصوصاً في قصور العهد الملكي في إيران بمنطقة نيافران، حيث دخلنا برفقة الوزير إلى متحف خاص بأدوات الإرهاب.
عندما دخلنا المتحف كالعادة دققنا بكل ما هو موجود من أدوات صغيرة وكبيرة من السكينة والخنجر وصولاً إلى أنواع المسدسات والرشاشات والمتفجرات، لكن ما كان ملفتاً للنظر أن إدارة المتحف كانت قد غيرت الكثير، ويبدو أنها عمدت إلى إخفاء عدد آخر من أدوات الإرهاب من صنع إيراني، والتي كانت متواجدة في نفس المتحف حسب علمي، حيث سبق وزرت المتحف ذاته عدة مرات قبل هذه الزيارة. ربما حدث هذا التغيير تحسباً لتواجد أكثر من خمسين وفداً من الدول الإسلامية، حيث كانت هناك فرصة لزيارة بعض المتاحف والمكتبات والقصور الملكية وغيرها من أماكن.
لكن ورغم ما تم إخفاؤه ظلت العديد من الأدوات الأخرى من صنع إيراني متواجدة أمام أعين الزوار، حيث لفت نظر الوزير والوفد المرافق له «قلم صغير يعمل كمسدس» من صنع إيراني، ومطبوع على القلم «التاج الملكي الإيراني»، وبنفس الوقت «كذب» علينا أحد موظفي المتحف وقال إن القلم - المسدس صناعة أجنبية!
بغض النظر عما جاء في الكتب والدراسات العربية والغربية عن الإرهاب، خصوصاً الإرهاب الإسرائيلي المنظم بحق المواطن الفلسطيني ودول الجوار، عملت قوى شبه خفية في الشرق الأوسط منذ عدة قرون وحتى يومنا هذا على تطوير مفهوم الإرهاب والأدوات الإرهابية.
تاريخياً؛ كانت في شمال إيران وتحديداً في جبال مدينة قزوين في قلعة «الموت»، كتلة إرهابية بقيادة حسن الصباح التي تأسست عام 1090م. وكان حسن الصباح قد عمل على تجنيد العديد من الشباب الذين تم استغلالهم من خلال تخديرهم عبر إدمانهم، ومن ثم تلاوة «القرآن» على مسامعهم.
كان حسن الصباح، الزعيم الروحي في قلعة الموت، يشرف على تدريب الشباب على كافة المستويات، منها التدريب على القتال وأنواع الطعن وكيفية قتل من أمر هو بقتله، وكذلك تدريبهم على المستوى النفسي والعقائدي، حيث كان يتجول مع المنتمين له المخدرين بالحشيش في بساتين كبيرة تحيط بقلعة الموت، ويصف لهم تلك البساتين كجزء من الجنة الموعودة لهم والمستقبل الزاهر، مستنداً للعديد من آيات القرآن، كما يعدهم بالخلود في الجنة التي بنيت من أجل المجاهدين المقاتلين تحت لوائه!
عرفت كتلة حسن الصباح الإرهابية في العديد من الكتب العربية والغربية بفرقة «الحشاشين»، حيث عمل حسن الصباح على هذا النمط واستطاع أن يقضي على العديد ممن يختلف معهم في العقيدة والسياسة وغيرها.
يبدو أن أسلوب حسن الصباح وفرقة الحشاشين مستمراً ليومنا هذا، حيث نشاهد وبأم أعيننا ما يحدث في العالم بإدارة وإشراف من قبل ساسة إيران.
قبل فترة قصيرة أجريت مقابلة خاصة مع ضابط استخباراتي إيراني منشق، تم نشرها في المواقع التابعة للمعارضة الإيرانية وكذلك بعض المواقع الأحوازية. تحدث الضابط حميد رضا ذاكري المنحدر من أصول فارسية من مدينة نجف أباد بمقاطعة أصفهان وبصريح العبارة، حيث وصف الدولة الإيرانية بدولة الإرهاب، مستنداً بما لديه من معلومات مؤكدة عن كافة الأساليب الذي يتم استخدامها من قبل الأمن والساسة الإيرانيين للتوسع على حساب دول الجوار.
كما تحدث ذاكري عن ممارسات الدولة الفارسية بحق المواطنين ذوي الأصول غير الفارسية، وقال إن لدى الدولة الفارسية خطة كبيرة لتوسيع المنظومة الفارسية والقضاء على المحيط السني، بناء على طلب مباشر من قبل العديد من المراجع في قم.
كما كشف هذا الضابط المنشق، والمقيم حالياً في الولايات المتحدة، عن خطط استخباراتية إيرانية تنوي تصدير كافة أزمات الدولة إلى المحيط العربي، عبر أدوات عدة، منها الإرهاب والمخدرات وزرع الفتن وخطط أخرى، مما نستنتج منه أن للإرهاب الإيراني تاريخ طويل وغاية معينة، وجب علينا أخذ الحذر منه.
{{ article.visit_count }}
عندما دخلنا المتحف كالعادة دققنا بكل ما هو موجود من أدوات صغيرة وكبيرة من السكينة والخنجر وصولاً إلى أنواع المسدسات والرشاشات والمتفجرات، لكن ما كان ملفتاً للنظر أن إدارة المتحف كانت قد غيرت الكثير، ويبدو أنها عمدت إلى إخفاء عدد آخر من أدوات الإرهاب من صنع إيراني، والتي كانت متواجدة في نفس المتحف حسب علمي، حيث سبق وزرت المتحف ذاته عدة مرات قبل هذه الزيارة. ربما حدث هذا التغيير تحسباً لتواجد أكثر من خمسين وفداً من الدول الإسلامية، حيث كانت هناك فرصة لزيارة بعض المتاحف والمكتبات والقصور الملكية وغيرها من أماكن.
لكن ورغم ما تم إخفاؤه ظلت العديد من الأدوات الأخرى من صنع إيراني متواجدة أمام أعين الزوار، حيث لفت نظر الوزير والوفد المرافق له «قلم صغير يعمل كمسدس» من صنع إيراني، ومطبوع على القلم «التاج الملكي الإيراني»، وبنفس الوقت «كذب» علينا أحد موظفي المتحف وقال إن القلم - المسدس صناعة أجنبية!
بغض النظر عما جاء في الكتب والدراسات العربية والغربية عن الإرهاب، خصوصاً الإرهاب الإسرائيلي المنظم بحق المواطن الفلسطيني ودول الجوار، عملت قوى شبه خفية في الشرق الأوسط منذ عدة قرون وحتى يومنا هذا على تطوير مفهوم الإرهاب والأدوات الإرهابية.
تاريخياً؛ كانت في شمال إيران وتحديداً في جبال مدينة قزوين في قلعة «الموت»، كتلة إرهابية بقيادة حسن الصباح التي تأسست عام 1090م. وكان حسن الصباح قد عمل على تجنيد العديد من الشباب الذين تم استغلالهم من خلال تخديرهم عبر إدمانهم، ومن ثم تلاوة «القرآن» على مسامعهم.
كان حسن الصباح، الزعيم الروحي في قلعة الموت، يشرف على تدريب الشباب على كافة المستويات، منها التدريب على القتال وأنواع الطعن وكيفية قتل من أمر هو بقتله، وكذلك تدريبهم على المستوى النفسي والعقائدي، حيث كان يتجول مع المنتمين له المخدرين بالحشيش في بساتين كبيرة تحيط بقلعة الموت، ويصف لهم تلك البساتين كجزء من الجنة الموعودة لهم والمستقبل الزاهر، مستنداً للعديد من آيات القرآن، كما يعدهم بالخلود في الجنة التي بنيت من أجل المجاهدين المقاتلين تحت لوائه!
عرفت كتلة حسن الصباح الإرهابية في العديد من الكتب العربية والغربية بفرقة «الحشاشين»، حيث عمل حسن الصباح على هذا النمط واستطاع أن يقضي على العديد ممن يختلف معهم في العقيدة والسياسة وغيرها.
يبدو أن أسلوب حسن الصباح وفرقة الحشاشين مستمراً ليومنا هذا، حيث نشاهد وبأم أعيننا ما يحدث في العالم بإدارة وإشراف من قبل ساسة إيران.
قبل فترة قصيرة أجريت مقابلة خاصة مع ضابط استخباراتي إيراني منشق، تم نشرها في المواقع التابعة للمعارضة الإيرانية وكذلك بعض المواقع الأحوازية. تحدث الضابط حميد رضا ذاكري المنحدر من أصول فارسية من مدينة نجف أباد بمقاطعة أصفهان وبصريح العبارة، حيث وصف الدولة الإيرانية بدولة الإرهاب، مستنداً بما لديه من معلومات مؤكدة عن كافة الأساليب الذي يتم استخدامها من قبل الأمن والساسة الإيرانيين للتوسع على حساب دول الجوار.
كما تحدث ذاكري عن ممارسات الدولة الفارسية بحق المواطنين ذوي الأصول غير الفارسية، وقال إن لدى الدولة الفارسية خطة كبيرة لتوسيع المنظومة الفارسية والقضاء على المحيط السني، بناء على طلب مباشر من قبل العديد من المراجع في قم.
كما كشف هذا الضابط المنشق، والمقيم حالياً في الولايات المتحدة، عن خطط استخباراتية إيرانية تنوي تصدير كافة أزمات الدولة إلى المحيط العربي، عبر أدوات عدة، منها الإرهاب والمخدرات وزرع الفتن وخطط أخرى، مما نستنتج منه أن للإرهاب الإيراني تاريخ طويل وغاية معينة، وجب علينا أخذ الحذر منه.