لم تقدم الوفاق (وأتباعها الصغار والمتطرفون) هدية للدولة أكبر من هدية الإرهاب والقتل وقطع الطرقات، التي جعلت العملية تنقلب على الوفاق حتى مع الحلفاء في الخارج.
بات وضع الوفاق محلياً وخارجياً في أزمة، خصوصاً بعد فشل رحلة جنيف وعودتهم بخفي حنين، لكن فيما يتعلق بوضع الوفاق المحلي؛ فقد ظهر أمام الناس (ولو أنه في الغالب لا ترى هذا التراشق بالعلن) في شبكات التواصل الاجتماعي ما يقوله أتباع الحركات المتطرفة غير المعترف بها؛ حق والوفاء وأمل وأحرار البحرين (والناس تسميهم هرار البحرين) لأعضاء الوفاق ولعلي سلمان تحديداً من كلام بذيء وشتائم، ذلك أن هذه الحركات تعتبر أن ما يحدث بالشارع هو من عملها، والوفاق كما هي عادتها منذ 14 فبراير تريد سرقة البساط من تحت غيرها حتى تظهر بالصورة، وأن ما يحدث من تحت يد جماهيرها كما تسميهم.
كانت الوفاق تظهر للجماهير أنها تستطيع أن تخرج أتباعها في مظاهرة مرخصة أو غير مرخصة، لكن حتى هذا فقدته، فلم يبق لها من خيار للظهور وركوب الموجة إلا أن تتبنى وتدعو علانية للمسيرات غير المرخصة والتي دعت لها الحركات المتطرفة.
لا أعلم هل الدولة فعلت ذلك بحنكة سياسية حين منعت المسيرات مؤقتاً لتضرب هذا بذلك، أم أن الأمر حدث صدفة، كما هي حياتنا في البحرين، ننتظر كل شيء مثل المطر المفاجئ أو نترك وضعنا للصدف والقدر.
قرار منع المسيرات ضرب هؤلاء بهؤلاء رغم ما بينهم من تحالف، لكن ما تفعله الوفاق من ركوب للموجة وتنسب كل ما يحدث من تحركات لشارعها جعل المتطرفين يقلبون الطاولة على الوفاق، فالحركة حركتهم حتى مع دعم وتشجيع الوفاق لهم مالياً ولوجستياً، إلا أنهم يؤمنون أن خروجهم الأول لم يكن وفاقياً، إلا بعد أن سبب تحرك الشارع حرجاً شديداً للوفاق حتى قدمت استقالتها من البرلمان، والجميع يتذكر المشهد.
كانت الوفاق تظهر للدولة على أنها (الحمائم)، وأن الخيار الآخر للدولة هو حركة التشدد والإرهابيين، وكانت توهم الدولة بأنه إن لم يتم إعطاؤها ما تريد فإن الخيار سيكون الشارع، بينما الإرهاب لم يتوقف يوماً في البحرين مع تباين الخط البياني له، حتى مع جلوس علي سلمان على المقاعد الوثيرة بالبرلمان، لذلك كان في كل مرة يهدد أعضاء الوفاق من فوق مقاعد البرلمان بالشارع، وفي ذلك الوقت كانت حركات التشدد تقذف الوفاق بالاتهامات بسبب فشلها في البرلمان.
بخلاف كل ما ذكر؛ فإن إحكام الدولة قبضة القانون على الجميع يجعل من يلعبون في فناء البيت يذهبون إلى زوايا الغرف البعيدة، كان ذلك لافتاً حتى عند عنتريات الخطباء المحرضين (المهسترين)، فبعد سحب الجنسيات تغير الخطاب التحريضي، وأخذ المحرض الأول يتنصل من العنف وهو من قال «اسحقوهم».
جانب كبير من حل الأزمة حتى وإن تطلب الأمر حلاً سياسياً يتوافق عليه أهل البحرين، إلا أن على الدولة أولاً أن تقطع أذرع الإرهاب التي تضغط عليها للتنازل والتراجع وترك مساحات للإرهاب ليتقدم. الملفت أنه حتى أيادي الإرهاب والفتنة والتحريض صارت تقول عن أي قرار تتخذه الدولة «انتظروا وسيتراجعون عنه»، ويُرجعون كل تراجع عن أي قرار قوي إلى حركة الإرهاب التي أجبرت الدولة على الخضوع، وهذه المسألة تتسرب أيضاً للشارع الآخر الذي يتوجس ولا يفرح كثيراً بقرارات قوية، فالأزمة جعلته يتعلم أن هناك تراجعات، والتعليل جاهز تماماً؛ ضغوط خارجية.
البعض يقول عدم اتخاذ قرارات قوية أفضل من اتخاذها والتراجع عنها، كون هذا يزعزع ثقة الناس في هيبة الدولة وقراراتها.
من المنتظر أن تضغط أطراف خارجية على قرارات البحرين، وهنا أيضاً يضع أهل البحرين أياديهم على قلوبهم خوفاً من أن يحدث كما حدث سابقاً.
بإمكان الدولة أن تتخذ كثيراً من القرارات بحنكة سياسية كبيرة تجعل هذا يضرب ذاك داخل التيار الواحد، كما إن على الدولة أن تكون صاحبة المبادرة في أن تجعل قوى الإرهاب تدور حول نفسها بإشغالها بضربات يومية بدلاً من الانتظار لتلقي الضربات.
^ رذاذ
نشر قوات الحرس الوطني أمر جيد لحماية المنشآت بعد ما بدأت تقوم به أيادي الإرهاب من (سياسة التسعينيات) وهي حرق شركات ومصانع أهل السنة والجماعة، بل إن البعض قال إن حرق وكالة الهونداي كان انتقاماً من عائلة بأكملها.
لا أعرف إن كانت قوات الحرس تمتلك التحذير أو التدرج في استخدام القوة، فالبعض يريد أن يسقط قتلى لاستثارة النفوس، ولا يجب أن تنجر الدولة لذلك، لذا أعتقد أنه يجب أن يمتلك الحرس الوطني عدة خيارات قبل استخدام القوة الشديدة، مجرد رأي لا غير.
^ ^ لا ينفع أن تعالج ما يظهر من إفرازات للجرح، ينبغي أن يعالج الجرح في العمق، وأن يتم القضاء على الجراثيم والبكتيريا داخل الجرح.
هذا بالتحديد ما يتطلبه مكافحة الإرهاب في البحرين، تأمين الطرقات العامة مهم، لكن الأهم أن تقضي على مصانع الإرهاب ومعامل الإرهاب في الداخل.
^ ^ البعض يقول إن قوات حفظ الأمن بالكويت لديها تقنيات حديثة لمواجهة التجمهر غير القانوني دون أن تحدث إصابات، فهل نمتلك كما يمتلك الإخوة في الكويت من أدوات ناجعة تفض المسيرات ولا توقع إصابات؟، أم أننا نستخدم ذات التقنية التي لديهم.. لا أعلم..!!
بات وضع الوفاق محلياً وخارجياً في أزمة، خصوصاً بعد فشل رحلة جنيف وعودتهم بخفي حنين، لكن فيما يتعلق بوضع الوفاق المحلي؛ فقد ظهر أمام الناس (ولو أنه في الغالب لا ترى هذا التراشق بالعلن) في شبكات التواصل الاجتماعي ما يقوله أتباع الحركات المتطرفة غير المعترف بها؛ حق والوفاء وأمل وأحرار البحرين (والناس تسميهم هرار البحرين) لأعضاء الوفاق ولعلي سلمان تحديداً من كلام بذيء وشتائم، ذلك أن هذه الحركات تعتبر أن ما يحدث بالشارع هو من عملها، والوفاق كما هي عادتها منذ 14 فبراير تريد سرقة البساط من تحت غيرها حتى تظهر بالصورة، وأن ما يحدث من تحت يد جماهيرها كما تسميهم.
كانت الوفاق تظهر للجماهير أنها تستطيع أن تخرج أتباعها في مظاهرة مرخصة أو غير مرخصة، لكن حتى هذا فقدته، فلم يبق لها من خيار للظهور وركوب الموجة إلا أن تتبنى وتدعو علانية للمسيرات غير المرخصة والتي دعت لها الحركات المتطرفة.
لا أعلم هل الدولة فعلت ذلك بحنكة سياسية حين منعت المسيرات مؤقتاً لتضرب هذا بذلك، أم أن الأمر حدث صدفة، كما هي حياتنا في البحرين، ننتظر كل شيء مثل المطر المفاجئ أو نترك وضعنا للصدف والقدر.
قرار منع المسيرات ضرب هؤلاء بهؤلاء رغم ما بينهم من تحالف، لكن ما تفعله الوفاق من ركوب للموجة وتنسب كل ما يحدث من تحركات لشارعها جعل المتطرفين يقلبون الطاولة على الوفاق، فالحركة حركتهم حتى مع دعم وتشجيع الوفاق لهم مالياً ولوجستياً، إلا أنهم يؤمنون أن خروجهم الأول لم يكن وفاقياً، إلا بعد أن سبب تحرك الشارع حرجاً شديداً للوفاق حتى قدمت استقالتها من البرلمان، والجميع يتذكر المشهد.
كانت الوفاق تظهر للدولة على أنها (الحمائم)، وأن الخيار الآخر للدولة هو حركة التشدد والإرهابيين، وكانت توهم الدولة بأنه إن لم يتم إعطاؤها ما تريد فإن الخيار سيكون الشارع، بينما الإرهاب لم يتوقف يوماً في البحرين مع تباين الخط البياني له، حتى مع جلوس علي سلمان على المقاعد الوثيرة بالبرلمان، لذلك كان في كل مرة يهدد أعضاء الوفاق من فوق مقاعد البرلمان بالشارع، وفي ذلك الوقت كانت حركات التشدد تقذف الوفاق بالاتهامات بسبب فشلها في البرلمان.
بخلاف كل ما ذكر؛ فإن إحكام الدولة قبضة القانون على الجميع يجعل من يلعبون في فناء البيت يذهبون إلى زوايا الغرف البعيدة، كان ذلك لافتاً حتى عند عنتريات الخطباء المحرضين (المهسترين)، فبعد سحب الجنسيات تغير الخطاب التحريضي، وأخذ المحرض الأول يتنصل من العنف وهو من قال «اسحقوهم».
جانب كبير من حل الأزمة حتى وإن تطلب الأمر حلاً سياسياً يتوافق عليه أهل البحرين، إلا أن على الدولة أولاً أن تقطع أذرع الإرهاب التي تضغط عليها للتنازل والتراجع وترك مساحات للإرهاب ليتقدم. الملفت أنه حتى أيادي الإرهاب والفتنة والتحريض صارت تقول عن أي قرار تتخذه الدولة «انتظروا وسيتراجعون عنه»، ويُرجعون كل تراجع عن أي قرار قوي إلى حركة الإرهاب التي أجبرت الدولة على الخضوع، وهذه المسألة تتسرب أيضاً للشارع الآخر الذي يتوجس ولا يفرح كثيراً بقرارات قوية، فالأزمة جعلته يتعلم أن هناك تراجعات، والتعليل جاهز تماماً؛ ضغوط خارجية.
البعض يقول عدم اتخاذ قرارات قوية أفضل من اتخاذها والتراجع عنها، كون هذا يزعزع ثقة الناس في هيبة الدولة وقراراتها.
من المنتظر أن تضغط أطراف خارجية على قرارات البحرين، وهنا أيضاً يضع أهل البحرين أياديهم على قلوبهم خوفاً من أن يحدث كما حدث سابقاً.
بإمكان الدولة أن تتخذ كثيراً من القرارات بحنكة سياسية كبيرة تجعل هذا يضرب ذاك داخل التيار الواحد، كما إن على الدولة أن تكون صاحبة المبادرة في أن تجعل قوى الإرهاب تدور حول نفسها بإشغالها بضربات يومية بدلاً من الانتظار لتلقي الضربات.
^ رذاذ
نشر قوات الحرس الوطني أمر جيد لحماية المنشآت بعد ما بدأت تقوم به أيادي الإرهاب من (سياسة التسعينيات) وهي حرق شركات ومصانع أهل السنة والجماعة، بل إن البعض قال إن حرق وكالة الهونداي كان انتقاماً من عائلة بأكملها.
لا أعرف إن كانت قوات الحرس تمتلك التحذير أو التدرج في استخدام القوة، فالبعض يريد أن يسقط قتلى لاستثارة النفوس، ولا يجب أن تنجر الدولة لذلك، لذا أعتقد أنه يجب أن يمتلك الحرس الوطني عدة خيارات قبل استخدام القوة الشديدة، مجرد رأي لا غير.
^ ^ لا ينفع أن تعالج ما يظهر من إفرازات للجرح، ينبغي أن يعالج الجرح في العمق، وأن يتم القضاء على الجراثيم والبكتيريا داخل الجرح.
هذا بالتحديد ما يتطلبه مكافحة الإرهاب في البحرين، تأمين الطرقات العامة مهم، لكن الأهم أن تقضي على مصانع الإرهاب ومعامل الإرهاب في الداخل.
^ ^ البعض يقول إن قوات حفظ الأمن بالكويت لديها تقنيات حديثة لمواجهة التجمهر غير القانوني دون أن تحدث إصابات، فهل نمتلك كما يمتلك الإخوة في الكويت من أدوات ناجعة تفض المسيرات ولا توقع إصابات؟، أم أننا نستخدم ذات التقنية التي لديهم.. لا أعلم..!!