بمجرد أن ذكر سمو ولي العهد كلمة «حوار» في كلمته أمام منتدى المنامة، في سياق توصيفه لعملية الوصول لأية حلول في مجتمع يتعامل بـ«حضارية» باعتبار أن الحوار باستخدامه كأداة هو حل لجميع المعضلات، سارعت الوفاق لإعلان موقفها من كلمة «حوار» وأنها موافقة على الدخول فيه.
الكلمة بحد ذاتها «حوار»، باتت بالنسبة للوفاق «طوق نجاة» من الوضع الذي تمر فيه، كلمة تجعلها «تهلوس» وتركض يمنة ويسرة لا تعرف ماذا تفعل! يكفي أن يخرج مسؤول رسمي ليقول «حوار» حتى تترك الوفاق كل حديث تتحدث به وتسارع للقول بما معناه أنها «مع الحوار».
وصل مستوى التوسل لأجل بدء حوار جديد لدرجة قيام الوفاق بتزوير الواقع مثلما قال أحد عناصرها في النصف الأول من هذا العام بأن هناك «فئات» غير الوفاق هي من تحاول تعطيل الحوار!
هنا نضحك «مجبرين» فرئيس لجنة تقصي الحقائق البروفيسور بسيوني وثق في تقريره تعمد الوفاق نفسها تعطيل الحوار الأول الذي دعا له سمو ولي العهد وأنها أضاعت على نفسها فرصة تاريخية كانت ستتحصل من ورائها على المكاسب وستكفي البحرين شر التأزيم والفوضى، لكنها وضعت الشروط تلو الشروط.
كم مرة منذ انسحاب الوفاق من حوار التوافق الوطني الذي دعا له جلالة الملك نسمعها تلحن من أجل الحوار؟! كم مرة تقول بأنها تريد الدخول فيه؟! لكن المهم أن نسأل هنا، كم مرة عادت لتمارس نفس عادتها السيئة بوضع الشروط المسبقة، وتحاول فرضها فرضاً؟!
الوفاق هي التي أضاعت على نفسها فرصاً عديدة للحوار حينما كشفت في كل مرة عن وجه قبيح في التعامل مع مفهوم «الحوار». خلال الأزمة طالبت بأن يكون الحوار بينها وبين الدولة فقط ولغت جميع الأطراف الأخرى، وفي الحوار الوطني انسحبت لأنها لم تستحمل وجود مكونات المجتمع الأخرى التي خالفتها الرأي، واليوم تقول إنها موافقة على الحوار لكن سرعان ما ستقرن موافقتها –التي لم يطلبها أحد أصلاً- بشروط وطلبات وكأن الدولة هي الراكضة وراء الوفاق حتى «تتكرم» وتدخل الحوار!
الوفاق عزلت نفسها بنفسها، واستوعبت أن الشعب البحريني سيمضي للعيش بشكل عادي جداً بدونها، بل مكونات الشعب التي تضررت من الوفاق على قناعة بأن الحياة بدون الوفاق أفضل وأحلى وأكثر إنتاجية.
سمو ولي العهد طالب من يمتلك نية صادقة للعمل من أجل بلده بأن يدين العنف، وهذه الجزئية –التي يحاولون القفز عليها وتجاهلها- وحدها تحرج الوفاق لأنها لم تخرج يوماً لإدانة العنف والإرهاب الممارس ممن يتواجدون في تجمعاتها ويستمعون لخطاباتها وخطب مرجعياتها بنفس قوة خطابها الموجه للدولة. الوفاق لا تقدر أن تثبت للعالم بأنها طرف «نزيه» في التعامل مع الدولة ومع بقية المكونات.
اتركوا الوفاق تصدر البيانات اليوم وتقول «موافقة» على الحوار، أو أنها «ستشارك» فيه، لأننا جميعنا نعرف تماماً بأنها ستلحق ذلك بشروطها حسب مقياسها الضيق، وحتى لو عقد الحوار وتم فإن النتيجة محسومة سلفاً بانسحاب الوفاق لأنها لا تتحمل كلام الآخرين وانتقادهم لها، بينما تطالب الجميع بأن يتحمل كلامها وشتائمها وتوصيفاتها الطائفية التقسيمية وإلا فإنهم مأجورون وبلطجية نظام وغيرها من التعابير التي لا تجدها إلا في قاموس الوفاق وأتباعها.
سمو ولي العهد ذكر الحوار وتحركت الوفاق بسرعة جنونية لالتقاط «طوق النجاة» هذا، لكنها كالعادة ستغرق نفسها حينما ستطالعنا بشروط وإملاءات على الدولة حتى يعقد الحوار.
فقط امنحوها الوقت لتراجع الولي الفقيه والذي بدوره سيراجع مرجعياته في الشمال ليضعوا قائمة جديدة بالشروط المسبقة.
اتجاه معاكس:
هناك دعوات بدأت تصدر ممن يتفقون مع مساعي الوفاق الانقلابية لكن يختلفون معها في أسلوبها ويعرفون تماماً بأنها –أي الوفاق- لا يهمها شعب ولا ناس بقدر ما تهمها أجندتها ومصلحتها فقط، وأنها بمجرد حصولها على فرصة لاستعادة مكاسبها ستعود للعمل مع النظام وستنسى الناس الذين هيجتهم وشحنتهم.
هناك دعوات بدأت تصدر من قبل هؤلاء لنشر الأسلحة داخل البحرين، دعوات صريحة لتطوير العمليات الإرهابية بتمويلها وتسليح العناصر الضالعة فيها.
بل هناك دعوات اليوم تصدر من شخصيات كان سعيها «القفز» على أكتاف الناس –مثلما فعلت الوفاق القافزة للدوار- حتى يكون هناك حراك انقلابي لكنه يشمل الدولة والوفاق معاً!
طبعاً هوس «التقليد» مربوط بهؤلاء، وذلك بابتكار ما يسمى «ثورة على الثورة» كما هو واقع الحال في مصر، والفكرة بأن يكون هناك حراك انقلابي فوق حراك الوفاق نفسها.
بقدر ما كشفت الأزمة عن الوجوه الحقيقية، بقدر ما كشفت عن رغبات لدى أشخاص باتجاه حصد الشهرة والهتافات، سواء كان على حساب وطن، أو حتى على حساب الانقلابيين أنفسهم.
{{ article.visit_count }}
الكلمة بحد ذاتها «حوار»، باتت بالنسبة للوفاق «طوق نجاة» من الوضع الذي تمر فيه، كلمة تجعلها «تهلوس» وتركض يمنة ويسرة لا تعرف ماذا تفعل! يكفي أن يخرج مسؤول رسمي ليقول «حوار» حتى تترك الوفاق كل حديث تتحدث به وتسارع للقول بما معناه أنها «مع الحوار».
وصل مستوى التوسل لأجل بدء حوار جديد لدرجة قيام الوفاق بتزوير الواقع مثلما قال أحد عناصرها في النصف الأول من هذا العام بأن هناك «فئات» غير الوفاق هي من تحاول تعطيل الحوار!
هنا نضحك «مجبرين» فرئيس لجنة تقصي الحقائق البروفيسور بسيوني وثق في تقريره تعمد الوفاق نفسها تعطيل الحوار الأول الذي دعا له سمو ولي العهد وأنها أضاعت على نفسها فرصة تاريخية كانت ستتحصل من ورائها على المكاسب وستكفي البحرين شر التأزيم والفوضى، لكنها وضعت الشروط تلو الشروط.
كم مرة منذ انسحاب الوفاق من حوار التوافق الوطني الذي دعا له جلالة الملك نسمعها تلحن من أجل الحوار؟! كم مرة تقول بأنها تريد الدخول فيه؟! لكن المهم أن نسأل هنا، كم مرة عادت لتمارس نفس عادتها السيئة بوضع الشروط المسبقة، وتحاول فرضها فرضاً؟!
الوفاق هي التي أضاعت على نفسها فرصاً عديدة للحوار حينما كشفت في كل مرة عن وجه قبيح في التعامل مع مفهوم «الحوار». خلال الأزمة طالبت بأن يكون الحوار بينها وبين الدولة فقط ولغت جميع الأطراف الأخرى، وفي الحوار الوطني انسحبت لأنها لم تستحمل وجود مكونات المجتمع الأخرى التي خالفتها الرأي، واليوم تقول إنها موافقة على الحوار لكن سرعان ما ستقرن موافقتها –التي لم يطلبها أحد أصلاً- بشروط وطلبات وكأن الدولة هي الراكضة وراء الوفاق حتى «تتكرم» وتدخل الحوار!
الوفاق عزلت نفسها بنفسها، واستوعبت أن الشعب البحريني سيمضي للعيش بشكل عادي جداً بدونها، بل مكونات الشعب التي تضررت من الوفاق على قناعة بأن الحياة بدون الوفاق أفضل وأحلى وأكثر إنتاجية.
سمو ولي العهد طالب من يمتلك نية صادقة للعمل من أجل بلده بأن يدين العنف، وهذه الجزئية –التي يحاولون القفز عليها وتجاهلها- وحدها تحرج الوفاق لأنها لم تخرج يوماً لإدانة العنف والإرهاب الممارس ممن يتواجدون في تجمعاتها ويستمعون لخطاباتها وخطب مرجعياتها بنفس قوة خطابها الموجه للدولة. الوفاق لا تقدر أن تثبت للعالم بأنها طرف «نزيه» في التعامل مع الدولة ومع بقية المكونات.
اتركوا الوفاق تصدر البيانات اليوم وتقول «موافقة» على الحوار، أو أنها «ستشارك» فيه، لأننا جميعنا نعرف تماماً بأنها ستلحق ذلك بشروطها حسب مقياسها الضيق، وحتى لو عقد الحوار وتم فإن النتيجة محسومة سلفاً بانسحاب الوفاق لأنها لا تتحمل كلام الآخرين وانتقادهم لها، بينما تطالب الجميع بأن يتحمل كلامها وشتائمها وتوصيفاتها الطائفية التقسيمية وإلا فإنهم مأجورون وبلطجية نظام وغيرها من التعابير التي لا تجدها إلا في قاموس الوفاق وأتباعها.
سمو ولي العهد ذكر الحوار وتحركت الوفاق بسرعة جنونية لالتقاط «طوق النجاة» هذا، لكنها كالعادة ستغرق نفسها حينما ستطالعنا بشروط وإملاءات على الدولة حتى يعقد الحوار.
فقط امنحوها الوقت لتراجع الولي الفقيه والذي بدوره سيراجع مرجعياته في الشمال ليضعوا قائمة جديدة بالشروط المسبقة.
اتجاه معاكس:
هناك دعوات بدأت تصدر ممن يتفقون مع مساعي الوفاق الانقلابية لكن يختلفون معها في أسلوبها ويعرفون تماماً بأنها –أي الوفاق- لا يهمها شعب ولا ناس بقدر ما تهمها أجندتها ومصلحتها فقط، وأنها بمجرد حصولها على فرصة لاستعادة مكاسبها ستعود للعمل مع النظام وستنسى الناس الذين هيجتهم وشحنتهم.
هناك دعوات بدأت تصدر من قبل هؤلاء لنشر الأسلحة داخل البحرين، دعوات صريحة لتطوير العمليات الإرهابية بتمويلها وتسليح العناصر الضالعة فيها.
بل هناك دعوات اليوم تصدر من شخصيات كان سعيها «القفز» على أكتاف الناس –مثلما فعلت الوفاق القافزة للدوار- حتى يكون هناك حراك انقلابي لكنه يشمل الدولة والوفاق معاً!
طبعاً هوس «التقليد» مربوط بهؤلاء، وذلك بابتكار ما يسمى «ثورة على الثورة» كما هو واقع الحال في مصر، والفكرة بأن يكون هناك حراك انقلابي فوق حراك الوفاق نفسها.
بقدر ما كشفت الأزمة عن الوجوه الحقيقية، بقدر ما كشفت عن رغبات لدى أشخاص باتجاه حصد الشهرة والهتافات، سواء كان على حساب وطن، أو حتى على حساب الانقلابيين أنفسهم.