في عملية استغفال وخلط خبيثة تقوم صحيفة الوسط بنشر تصريح لسيناتور هو من صقور الجمهوريين ومعارض للإدارة الأمريكية ومرشح سابق ومنافس لأوباما ومناكف للإدارة الحالية، وتبرز تصريحه للقارئ البسيط لإيهامه بأن الإدارة الأمريكية تهدد الشعب البحريني وتهدد النظام البحريني، والقارئ البسيط يرى كل إنسان أمريكي هو ممثل للولايات المتحدة الأمريكية! «ذكروني بنكتة العربي الذي تعجب حين زار أمريكا أنه حتى الزبال يتكلم أمريكي»!!
ولو بحثت الولايات المتحدة الأمريكية عن أسباب لغضب البحرينيين من السياسية الأمريكية لكانت صحيفة الوسط أحد تلك الأسباب، فهي تلون وتخلط وتضلل القارئ البسيط لتلقي للوفاق حبل النجاة الأمريكي كلما شعرت بأن الوفاق على وشك الغرق!! فيشعر شعب البحرين بالقلق ويتساءل أيهما نصدق، بالأمس صرح بوسنر تصريحاً إيجابياً واليوم أمريكي يصرح تصريحاً مناقضاً!!
الولايات المتحدة الأمريكية ليست كتلة صماء في كل ما يتعلق بإدارة شؤونها الخارجية، وفي ما يتعلق بالبحرين هناك تباين كبير في المواقف حتى داخل الإدارة الأمريكية الحالية بين وزارة الدفاع ووزارة الخارجية على سبيل المثال، فما بالك بين الجمهوريين والديمقراطيين الحزبين المتنافسين، فلا نعول كثيراً على تصريح «جون ماكين» ولا تهزنا تلك التصريحات، فنجاح البحرين في تخطي أزمتها أغاظ الكثيرين!!
صحيح أننا بحاجة لاستمرار العمل مع كل المواقع الأمريكية المضادة والحليفة في ذات الوقت والتصدي لعدد من اللوبيات ومنها ما يتزعمه ماكين الذي يحبذ استخدام القوة وهيمنة الأمريكان على العالم، إنما ذلك الجهد يجب ألا يحجبنا ويمنعنا عن الاحتفاء بالعديد من إنجازاتنا في الآونة الأخيرة التي ساهمت في تبدل المواقف الدولية كثيراً.
وحقيقة إن الفعاليات التي أقيمت في البحرين مؤخراً خير دليل والتمثيل العالي للحضور الكبير فيها كان مؤشراً على ذلك التحول.
«حوار المنامة» أبرز بشكل لا يدع مجالاً للشك التحول الكبير الذي جرى على المواقف الدولية تجاه البحرين فشتان بين الموقف البريطاني والموقف الأمريكي الرسمي العام الماضي والآن، وما تصريح وزير الخارجية البريطانية إلا خير مثال على ذلك، وحتى وسائل الإعلام البريطانية ومنها الـ»بي بي سي» كان في صالح البحرين حتى من كبير مراسليها الذي عانت البحرين من موقفه العام الماضي ألا وهو غارنر، الذي كتب على حسابه في الـ»تويتر» عن الوضع الآمن في البحرين الآن... سبحان مغير الأحوال.
هذا النجاح البحريني يغيض .. يرفع الضغط.. يثير الحفيظة.. لذلك فرسالتي للوسط ارحموا شيعة البحرين من هذا التضليل، كفاكم بيعاً للأوهام.. بل ارحموا شيعة المنطقة وارأفوا بحالهم، غداً سيعود ماكين لبيته وسيحتسي خمره ويحتفل بأعياد الميلاد، ومن سيبقى هنا في البحرين؟ طائفتان تعايشتا لقرون في أمن وسلام فتأتي أنت لتعد مجموعة منهم بالمن والسلوى وتحرضهم على شركائهم في الوطن.
نقول للذي يضلل البسطاء ويخلط لهم الأوراق ويمد لهم الحبل الأمريكي، إلى أين تريد الوصول؟ حتى لو ساعدكم الأمريكان لحين من الوقت، فلن يبقوا معكم طويلاً، سرعان ما سيغادرون كما حدث في العراق، وسيخرجون وهم يتفاوضون على تأمين ظهورهم، حينها أين تقترح أن تقيم لكم أمريكا المنطقة الخضراء لتعيش أنت فيها و»الوفاق» النسخة العراقية من حكومة المالكي؟
وهل ستترك بقية الشيعة لهم الله، يظلون يدفعون ثمن طمع وجشع قياداتهم التي ضللتهم وباعتهم بالرخيص.
البحرين موقفها الدولي قوي وقائم على المصداقية وجبل لا يهزه الريح، فارفع رأسك أخي البحريني شيعياً كنت أم سنياً فهذا وطن يحتضن الجميع وسائر في طريق الحق ولن تعوقه كل الأحبال الواهية التي تلقى في طريقه أمريكية كانت أم غيرها!!