كل من يسكن هذه الأرض الطيبة يشغله سؤال حول مستقبل الوطن، هل هو فعلاً سيبقى في دائرة الإرهاب ودائرة الانقلابات إلى ما لا نهاية؟
كلما قدمت الدولة تنازلات في فترة ما إرضاءً للإرهاب، تمر بضع سنوات، وتتحرك ذات الدائرة من العنف، وتقول لا نريد البرلمان، نريد مجلس الوزراء، والدستور، ولا نريد أحداً يعين حكومة، كما قال علي سلمان، ولا أعرف ربما كان يريد حكومة يعينها عيسى قاسم.
ربما لو أنك في دولة غير البحرين وتسمع هذه المطالب لقلت لماذا لا تتحقق هذه المطالب، لكن واقع البحرين والانقلاب الأخير يقول أيضاً إنما هي هدف مرحلي لاختطاف الدولة من الداخل هذه المرة، خاصة إذا ما سلمت الدولة أجهزتها القوية إلى ما تريده أمريكا والوفاق.
حين أراد علي سلمان ليمهد لأتباعه أو أتباع الولي الفقيه طرحه عبارة نقبل بالحوار دون شروط، أورد هذه العبارة الاستباقية كتوطئة لمن يحضر خطابه، فقد قال: (أدعو إلى تفهم الحاجة إلى المناورات السياسية التي لا تتخلى عن الأهداف والمبادئ لكنها تمتلك مساحة الحركة والمبادرة السياسية للوصول إلى هذه الأهداف مع مراعاة الواقع المحيط).
فقط يحتاج المراقب لأن يحلل هذه العبارة، وهي أن ما يطرحه إنما هي مناورة، لا تتخلى عن الأهداف والمبادئ لكنها تمتلك مساحة الحركة والمبادرة للوصول إلى (الأهداف).
كان ذلك كتبرير لجمهور الوفاق، أو أنه يقول لهم ما نطرحه إنما هو مناورة لكننا سنصل إلى أهدافنا من بعد ذلك، والسؤال هنا ما هي الأهداف؟
في ذات الوقت أملى علي سلمان عدة شروط وهو يقول في ذات الحوار إنه يريد حواراً من غير شروط، ولا أعرف كيف مرت شروطه مرور الكرام، بينما البعض أعجبته كلمة من غير شروط؟
فقد قال: لا نريد أحداً يعين لنا سلطة تشريعية.. لا نريد أحداً يعين لنا حكومة.. لا نقبل بأي أحد حصل على الجنسية البحرينية.
وعدة شروط أخرى من ضمن الحوار وهي أنه يريد المنامة مستباحة بتظاهراته لتعطيل مصالح الناس وتدمير الاقتصاد، وإملاء ما يريد على الدولة والمجتمع.
حتى وإن كانت هناك إشارات من أنه لن يقبل بخطاب التسقيط، إلا أنه وهو يلقي خطابه قالوا له عبارات التسقيط، وهذا أيضاً يظهر أن الوفاق وعلي سلمان كانا راضيين عن تلك العبارات إبان الدوار المقبور وبعده.
من جملة الدجل في خطاب علي سلمان حين قال إن محلات وشركات أهل السنة لا تمس؛ فمن حرق وكالة الهونداي مؤخراً؟ ومن حرق مقاهي على شارع البديع؟ ومن حرق شركات ومؤسسات ومتاجر أهل السنة في التسعينيات؟ لماذا لم تكن أنت خصيم الفاعل كما تدعي؟.
مغازلة الشارع السني أظهرت أن خطابك الأول في الدوار لم يكن لينجح، استوعبت ذلك متأخراً، واليوم تريد أن يضع أهل السنة أياديهم في أيادي الانقلابيين من أجل تحقيق أهدافك التي تحدثت عنها، وأن ما تفعله هو مناورة سياسية للوصول إلى أهدافك.
لا يضع أهل السنة أياديهم في أيادي الغدر والخيانة، لن يحدث، حتى وإن طبخت صفقة بين الوفاق والدولة في الخفاء، أنتم تنتقمون من أهل السنة مع كل خلاف مع الدولة، تحرقون محلاتهم، تقذفون المولوتوفات على أهل البديع، تحرقون مؤسسات أهل السنة والتي يعمل بها موظفون شيعة، وهذه قمة الطائفية التي أنتم بها وتوارونها ساعة ما تريدون أن يكونوا أهل السنة معكم.
العناوين التي تطلق ليدير الشعب أموره براقة، لكنا والله كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه للخوارج حين قالوا كلمتهم التي تستعطف الناس، قالوا (لا حكم إلا لله) فقال أمير المؤمين: (كلمة حق أيريد بها باطل) وباطلكم هو اختطاف البلد واستباحته، والله لو تمكنتم قيد أنملة في 2011 من الانقلاب لفعلتم ما فُعل بأهل السنة في العراق، وما يفعل بشار سفاك الدماء في أهل السنة هناك؛ هذه هي حقيقتكم.
بعيداً عن ترهات علي سلمان؛ أقول إن من أوصلنا إلى هذه المرحلة هي الدولة، لن نعاتب أحداً، أنتم أوصلتم أنفسكم وأوصلتم أهل البحرين إلى هذه المرحلة، ومع عميق الأسف لم يقرأ المشهد البحريني منذ الثمانينيات وحتى اليوم قراءة صحيحة، ولم تكن هناك استراتيجيات مستقبلية، مع انتهاء كل أزمة تظنون أن الأمور انتهت، وهذا وهم يشبه وهم من يظن أن مطالب علي سلمان هي آخر المطالب، من يسقط خليفة بن سلمان اليوم سيسقط غيره غداً، هذه هي الحقيقة. من يتوهم أن أي حل سيصدر عن الحوار سيكون حلاً نهائياً للإرهاب هو واهم، والله سيعودون بعده بعامين أو أكثر، إنما هم ينتظرون الضوء الأخضر من أمريكا وإيران اللتين تقطعان كعكة المنطقة.
البحرين بسوء التخطيط وبعدم وضع استراتيجيات طويلة وقصيرة المدى في مواجهة خطف البحرين ستضيع، وسنصبح يوماً كما يهدد حسن نصر اللات أهل لبنان؛ مسيحيهم ومسلميهم ودروزهم، فقد خرج سلاح حزب اللات الحقيقي حين احتل بيروت، ومن أجل هذا وجد حزب اللات، وهذا أيضاً هدف حزب اللات البحرين.
من يظن أن أي حل للأزمة سيجعل البحرين تنتهي من الإرهاب هو لا يقرأ التاريخ، ولا يعرف حقيقة من يرهبون ويقطعون الطرقات كل يوم.
أنتم لم تتمكنوا من الانقلاب، وقطعتم ألسنة المؤذنين، وقتلتم سواق الأجرة، وتعرضتم للفتيات في الشوارع، فكيف إذا نجحتم، مسرحية علي سلمان تنطلي على السذج فقط، أما من يعرف حقيقة الإرهاب في البحرين يدرك أن هؤلاء ليس لهم من هدف سوى اختطاف البحرين وأن يحكمها الولي الفقيه.
أبسط أمر يا علي سلمان أقوله لك؛ إن أخواننا من الشيعة يعيشون بأمان في أي منطقة سنية ولم يعتدِ عليهم أحد، بل لا يشعرون بالأمن والأمان في مكان آخر أكثر من مكانهم. فهل يستطيع سني أن يسكن سترة أو السنابس أو أي قرية من قرى شارع البديع، والله يستباح دمه في ليلته كما فعلتم بـ (زهرة التي قتلت بسيخ في رأسها)..!
ما أكذبكم، تنطقون بالكذب، اذهب يا علي سلمان إلى بيوت أهل السنة في مقابة أو سار أو أي قرية؛ انظر ماذا فعل بها أصحابك.
إن كان من سؤال هنا يطرح؛ فما هو ثمن الحوار القادم الذي وضع شروطه علي سلمان ثم قال من غير شروط؟
لتعلم الدولة أن من تظن أنهم صامتون حباً للوطن وللقيادة، فإن أي أمر يكون على حسابهم فإنه لعب بالنار، وتضحية بالغة الثمن بمستقبل البحرين، ولا أريد أن أفصل.
كلما قدمت الدولة تنازلات في فترة ما إرضاءً للإرهاب، تمر بضع سنوات، وتتحرك ذات الدائرة من العنف، وتقول لا نريد البرلمان، نريد مجلس الوزراء، والدستور، ولا نريد أحداً يعين حكومة، كما قال علي سلمان، ولا أعرف ربما كان يريد حكومة يعينها عيسى قاسم.
ربما لو أنك في دولة غير البحرين وتسمع هذه المطالب لقلت لماذا لا تتحقق هذه المطالب، لكن واقع البحرين والانقلاب الأخير يقول أيضاً إنما هي هدف مرحلي لاختطاف الدولة من الداخل هذه المرة، خاصة إذا ما سلمت الدولة أجهزتها القوية إلى ما تريده أمريكا والوفاق.
حين أراد علي سلمان ليمهد لأتباعه أو أتباع الولي الفقيه طرحه عبارة نقبل بالحوار دون شروط، أورد هذه العبارة الاستباقية كتوطئة لمن يحضر خطابه، فقد قال: (أدعو إلى تفهم الحاجة إلى المناورات السياسية التي لا تتخلى عن الأهداف والمبادئ لكنها تمتلك مساحة الحركة والمبادرة السياسية للوصول إلى هذه الأهداف مع مراعاة الواقع المحيط).
فقط يحتاج المراقب لأن يحلل هذه العبارة، وهي أن ما يطرحه إنما هي مناورة، لا تتخلى عن الأهداف والمبادئ لكنها تمتلك مساحة الحركة والمبادرة للوصول إلى (الأهداف).
كان ذلك كتبرير لجمهور الوفاق، أو أنه يقول لهم ما نطرحه إنما هو مناورة لكننا سنصل إلى أهدافنا من بعد ذلك، والسؤال هنا ما هي الأهداف؟
في ذات الوقت أملى علي سلمان عدة شروط وهو يقول في ذات الحوار إنه يريد حواراً من غير شروط، ولا أعرف كيف مرت شروطه مرور الكرام، بينما البعض أعجبته كلمة من غير شروط؟
فقد قال: لا نريد أحداً يعين لنا سلطة تشريعية.. لا نريد أحداً يعين لنا حكومة.. لا نقبل بأي أحد حصل على الجنسية البحرينية.
وعدة شروط أخرى من ضمن الحوار وهي أنه يريد المنامة مستباحة بتظاهراته لتعطيل مصالح الناس وتدمير الاقتصاد، وإملاء ما يريد على الدولة والمجتمع.
حتى وإن كانت هناك إشارات من أنه لن يقبل بخطاب التسقيط، إلا أنه وهو يلقي خطابه قالوا له عبارات التسقيط، وهذا أيضاً يظهر أن الوفاق وعلي سلمان كانا راضيين عن تلك العبارات إبان الدوار المقبور وبعده.
من جملة الدجل في خطاب علي سلمان حين قال إن محلات وشركات أهل السنة لا تمس؛ فمن حرق وكالة الهونداي مؤخراً؟ ومن حرق مقاهي على شارع البديع؟ ومن حرق شركات ومؤسسات ومتاجر أهل السنة في التسعينيات؟ لماذا لم تكن أنت خصيم الفاعل كما تدعي؟.
مغازلة الشارع السني أظهرت أن خطابك الأول في الدوار لم يكن لينجح، استوعبت ذلك متأخراً، واليوم تريد أن يضع أهل السنة أياديهم في أيادي الانقلابيين من أجل تحقيق أهدافك التي تحدثت عنها، وأن ما تفعله هو مناورة سياسية للوصول إلى أهدافك.
لا يضع أهل السنة أياديهم في أيادي الغدر والخيانة، لن يحدث، حتى وإن طبخت صفقة بين الوفاق والدولة في الخفاء، أنتم تنتقمون من أهل السنة مع كل خلاف مع الدولة، تحرقون محلاتهم، تقذفون المولوتوفات على أهل البديع، تحرقون مؤسسات أهل السنة والتي يعمل بها موظفون شيعة، وهذه قمة الطائفية التي أنتم بها وتوارونها ساعة ما تريدون أن يكونوا أهل السنة معكم.
العناوين التي تطلق ليدير الشعب أموره براقة، لكنا والله كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه للخوارج حين قالوا كلمتهم التي تستعطف الناس، قالوا (لا حكم إلا لله) فقال أمير المؤمين: (كلمة حق أيريد بها باطل) وباطلكم هو اختطاف البلد واستباحته، والله لو تمكنتم قيد أنملة في 2011 من الانقلاب لفعلتم ما فُعل بأهل السنة في العراق، وما يفعل بشار سفاك الدماء في أهل السنة هناك؛ هذه هي حقيقتكم.
بعيداً عن ترهات علي سلمان؛ أقول إن من أوصلنا إلى هذه المرحلة هي الدولة، لن نعاتب أحداً، أنتم أوصلتم أنفسكم وأوصلتم أهل البحرين إلى هذه المرحلة، ومع عميق الأسف لم يقرأ المشهد البحريني منذ الثمانينيات وحتى اليوم قراءة صحيحة، ولم تكن هناك استراتيجيات مستقبلية، مع انتهاء كل أزمة تظنون أن الأمور انتهت، وهذا وهم يشبه وهم من يظن أن مطالب علي سلمان هي آخر المطالب، من يسقط خليفة بن سلمان اليوم سيسقط غيره غداً، هذه هي الحقيقة. من يتوهم أن أي حل سيصدر عن الحوار سيكون حلاً نهائياً للإرهاب هو واهم، والله سيعودون بعده بعامين أو أكثر، إنما هم ينتظرون الضوء الأخضر من أمريكا وإيران اللتين تقطعان كعكة المنطقة.
البحرين بسوء التخطيط وبعدم وضع استراتيجيات طويلة وقصيرة المدى في مواجهة خطف البحرين ستضيع، وسنصبح يوماً كما يهدد حسن نصر اللات أهل لبنان؛ مسيحيهم ومسلميهم ودروزهم، فقد خرج سلاح حزب اللات الحقيقي حين احتل بيروت، ومن أجل هذا وجد حزب اللات، وهذا أيضاً هدف حزب اللات البحرين.
من يظن أن أي حل للأزمة سيجعل البحرين تنتهي من الإرهاب هو لا يقرأ التاريخ، ولا يعرف حقيقة من يرهبون ويقطعون الطرقات كل يوم.
أنتم لم تتمكنوا من الانقلاب، وقطعتم ألسنة المؤذنين، وقتلتم سواق الأجرة، وتعرضتم للفتيات في الشوارع، فكيف إذا نجحتم، مسرحية علي سلمان تنطلي على السذج فقط، أما من يعرف حقيقة الإرهاب في البحرين يدرك أن هؤلاء ليس لهم من هدف سوى اختطاف البحرين وأن يحكمها الولي الفقيه.
أبسط أمر يا علي سلمان أقوله لك؛ إن أخواننا من الشيعة يعيشون بأمان في أي منطقة سنية ولم يعتدِ عليهم أحد، بل لا يشعرون بالأمن والأمان في مكان آخر أكثر من مكانهم. فهل يستطيع سني أن يسكن سترة أو السنابس أو أي قرية من قرى شارع البديع، والله يستباح دمه في ليلته كما فعلتم بـ (زهرة التي قتلت بسيخ في رأسها)..!
ما أكذبكم، تنطقون بالكذب، اذهب يا علي سلمان إلى بيوت أهل السنة في مقابة أو سار أو أي قرية؛ انظر ماذا فعل بها أصحابك.
إن كان من سؤال هنا يطرح؛ فما هو ثمن الحوار القادم الذي وضع شروطه علي سلمان ثم قال من غير شروط؟
لتعلم الدولة أن من تظن أنهم صامتون حباً للوطن وللقيادة، فإن أي أمر يكون على حسابهم فإنه لعب بالنار، وتضحية بالغة الثمن بمستقبل البحرين، ولا أريد أن أفصل.