بعد نحو عامين من رفع شعارات «التسقيط والتمويت»، قال أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان في كلمة ألقاها في الاجتماع الجماهيري في المقشع يوم السابع من ديسمبر الجاري «إن شعارات التسقيط والموت لآل خليفة غير مرحّب بها في تجمعات الجمعيات السياسية.. دون أن نفرض هذا على التجمعات الأخرى». لم يقل إن تلك الشعارات مرفوضة من قبل الجمعيات السياسية وإنه ستتم محاسبة من يرفعها، واكتفى بالقول إنه «غير مرحب بها هنا»، أي أنه بالإمكان لمن «له خاطر» أن يرفع تلك الشعارات في التجمعات الأخرى التي لا تنظم تحت لافتة الجمعيات السياسية وإن باركتها.. وإن شاركت فيها!
سياسياً يفهم من الدعوة أو التنبيه أن رفع شعارات التسقيط والتمويت ورقة تعتقد «المعارضة» أنها نافعة بالنسبة إليها ويمكن أن تساوم بها، بمعنى أنه سيتم الإيعاز للمتظاهرين بالتوقف عن السب في حالة أن الحكومة تنازلت عن شيء ما. دينياً وأخلاقياً هي دعوة طيبة ولكنها متأخرة، فالسب ليس من الدين الذي أساسه الأخلاق وليس من شيم أهل البحرين. عملياً تم الرد على هذه الدعوة وصاحبها أو أصحابها عبر التغريدات التي دعت إلى الخروج في مسيرات عنوانها تلك الشعارات وانتقدت قائلها واعتبرت ما قاله «تطاولاً» على حقوق الناس! من ذلك على سبيل المثال لا الحصر تغريدات سعيد الشهابي التي كاد يدعو من خلالها إلى تسقيط وتمويت صاحب الدعوة!
دعوة الشيخ علي سلمان طيبة لكنها متأخرة بل متأخرة كثيراً وناقصة، فمن يدعو إلى عدم رفع هذه الشعارات ينبغي أن يدعو إلى التوقف عنها نهائياً وفي كل الفعاليات، وليس في بعضها فقط لأنه من المعروف أن الفعاليات الأخرى التي لا تقام تحت بيرق الجمعيات السياسية تشارك فيها الجمعيات السياسية بل تدعو إلى المشاركة فيها بكثافة.
شعارات التسقيط والتمويت ليست من ديننا الإسلامي الحنيف وليست من أخلاقنا وهي شعارات خاطئة وآثمة ما كان ينبغي أن يسمح برفعها من الأساس، وكان المفروض أن تمنع الجمعيات السياسية ذلك وتحاسب من يخالفها أو على الأقل تتخذ منه موقفاً، لكن هذا للأسف لم يحدث أبداً، ولعل الجميع يتذكر كيف كان قادة الوفاق بشكل خاص يسكتون عن الجمهور الذي يردد تلك الشعارات أثناء إلقائهم الخطابات الرنانة، ولعل الجميع يتذكر كيف كان الشيخ علي سلمان في بعض تلك التجمعات يكتفي بالقول (لا أحبتي.. لا أحبتي) عندما يرفع الجمهور في تلك التجمعات شعارات التسقيط ثم يواصل خطابه بعدما يشبعون من ترديدها.
ليست أمراً سيئاً دعوة سلمان إلى التوقف عن ترديد تلك الشعارات الدونية، ولكنها متأخرة جداً وغير قابلة للتنفيذ حتى في التجمعات التي تقيمها الجمعيات السياسيــــة التي أعلن سلمـان أنها «لا ترحـــب بهذه الشعارات». ترى كيف سيتصرف مطلق هــــــــــذه الدعوة لو أن جمهوره فاجأه بترديـــــــد تلك الشعارات أثناء إلقائه خطابه؟ هل سينهي التجمع أم سيصمت أم سيكتفي بالقول «لا أحبتي»؟
دعوة الشيخ علي سلمان طيبة ولكنها تحتاج إلى تنفيذ والتزام وموقف صارم من الجمعيات السياسية إن أرادت أن تستفيد منها. فمن شأن هذه الدعوة لو استجيب لها أن تسهم في التهدئة وتعتبرها الحكومة «عربوناً»، وتعبيراً عن حسن النية، حيث التوقف عن ترديد تلك الشعارات وغيرها والتوقف عن السب والشتم أساس مهم يمكن أن يقود نحو الباب المفضي إلى مصالحة وطنية يتفرغ بعدها الجميع للمساهمة في بناء هذا الوطن الجميل.
نتمنى أن يقول الجميع للشيخ علي سلمان (شكراً) وألا يقولوا له (هارد لك)!
{{ article.visit_count }}
سياسياً يفهم من الدعوة أو التنبيه أن رفع شعارات التسقيط والتمويت ورقة تعتقد «المعارضة» أنها نافعة بالنسبة إليها ويمكن أن تساوم بها، بمعنى أنه سيتم الإيعاز للمتظاهرين بالتوقف عن السب في حالة أن الحكومة تنازلت عن شيء ما. دينياً وأخلاقياً هي دعوة طيبة ولكنها متأخرة، فالسب ليس من الدين الذي أساسه الأخلاق وليس من شيم أهل البحرين. عملياً تم الرد على هذه الدعوة وصاحبها أو أصحابها عبر التغريدات التي دعت إلى الخروج في مسيرات عنوانها تلك الشعارات وانتقدت قائلها واعتبرت ما قاله «تطاولاً» على حقوق الناس! من ذلك على سبيل المثال لا الحصر تغريدات سعيد الشهابي التي كاد يدعو من خلالها إلى تسقيط وتمويت صاحب الدعوة!
دعوة الشيخ علي سلمان طيبة لكنها متأخرة بل متأخرة كثيراً وناقصة، فمن يدعو إلى عدم رفع هذه الشعارات ينبغي أن يدعو إلى التوقف عنها نهائياً وفي كل الفعاليات، وليس في بعضها فقط لأنه من المعروف أن الفعاليات الأخرى التي لا تقام تحت بيرق الجمعيات السياسية تشارك فيها الجمعيات السياسية بل تدعو إلى المشاركة فيها بكثافة.
شعارات التسقيط والتمويت ليست من ديننا الإسلامي الحنيف وليست من أخلاقنا وهي شعارات خاطئة وآثمة ما كان ينبغي أن يسمح برفعها من الأساس، وكان المفروض أن تمنع الجمعيات السياسية ذلك وتحاسب من يخالفها أو على الأقل تتخذ منه موقفاً، لكن هذا للأسف لم يحدث أبداً، ولعل الجميع يتذكر كيف كان قادة الوفاق بشكل خاص يسكتون عن الجمهور الذي يردد تلك الشعارات أثناء إلقائهم الخطابات الرنانة، ولعل الجميع يتذكر كيف كان الشيخ علي سلمان في بعض تلك التجمعات يكتفي بالقول (لا أحبتي.. لا أحبتي) عندما يرفع الجمهور في تلك التجمعات شعارات التسقيط ثم يواصل خطابه بعدما يشبعون من ترديدها.
ليست أمراً سيئاً دعوة سلمان إلى التوقف عن ترديد تلك الشعارات الدونية، ولكنها متأخرة جداً وغير قابلة للتنفيذ حتى في التجمعات التي تقيمها الجمعيات السياسيــــة التي أعلن سلمـان أنها «لا ترحـــب بهذه الشعارات». ترى كيف سيتصرف مطلق هــــــــــذه الدعوة لو أن جمهوره فاجأه بترديـــــــد تلك الشعارات أثناء إلقائه خطابه؟ هل سينهي التجمع أم سيصمت أم سيكتفي بالقول «لا أحبتي»؟
دعوة الشيخ علي سلمان طيبة ولكنها تحتاج إلى تنفيذ والتزام وموقف صارم من الجمعيات السياسية إن أرادت أن تستفيد منها. فمن شأن هذه الدعوة لو استجيب لها أن تسهم في التهدئة وتعتبرها الحكومة «عربوناً»، وتعبيراً عن حسن النية، حيث التوقف عن ترديد تلك الشعارات وغيرها والتوقف عن السب والشتم أساس مهم يمكن أن يقود نحو الباب المفضي إلى مصالحة وطنية يتفرغ بعدها الجميع للمساهمة في بناء هذا الوطن الجميل.
نتمنى أن يقول الجميع للشيخ علي سلمان (شكراً) وألا يقولوا له (هارد لك)!