نتفق مع ما يمضي لقوله كثير من المخلصين بأن حماس أهل الفاتح وحراك جمعية تجمع الوحدة الوطنية -المفترض أن تمثلهم- قد خبا وقل عما كان عليه حينما استنهض أهل البحرين «المخلصون» أنفسهم وتجمعوا في حشود بآلاف مؤلفة لإسماع صوتهم وتوجيه رسالة صريحة لمن أراد اختطاف أصواتهم بـ»أنهم هنا»، وأنهم لن يسمحوا لأحد بالقفز على رؤوسهم والحديث باسمهم خاصة ممن انقلب على البلد وخانه.
استقرار أوضاع البلد وتعرية الكاذبين، ومحاسبة الانقلابيين، كلها أمور تفرض بالضرورة العودة للهدوء، وهي حالة طبيعية بالنسبة لمكونات عديدة تمثل الغالبية في هذا الوطن حينما أحست بأن مصيرها وكيانها مهدد وأن هناك مجموعات لها أجنداتها السيئة تحاول القفز على رؤوسها واستغلال هدوئها.
بيد أن الملاحظ اليوم هو تركيز الانقلابيين وأدواتهم الإعلامية -المعبرة بوضوح عما يعتمل بداخلها- على أهل الفاتح وتجمع الوحدة وإقامة حفلات «الزار» الإعلامية بشأن كل صغيرة أو كبيرة معنية بهم، وبيان أنهم جماعات «موالاة» وأنهم «ممثلون» لـ»مسرحية» يحركها النظام، في توصيفات اعتاد الناس سماعها من أطراف هي التي تنزعج حينما تخاطب بمثل التوصيفات، وهي التي تحاول مداراة لهفتها وولائها للخارج بالتحديد لإيران ومرجعيتها السياسية الدينية، وهي التي تحاول مداراة كرهها للبحرين ونظامها عبر لبس رداء المعارضة الرشيدة، بيد أنه لباس ممزق أصلاً يكشف الحقيقة بكل وضوح. فئات تقول ألا أحد فوق النقد وتتطاول على رموز البلد، بينما هي عاجزة عن انتقاد أفعال وأقوال شخص بشري تنصبه مرجعاً لها في مصاف الأنبياء وفي «موالاتها» و»تبعيتها» و»عبوديتها» له ستصل يوماً -إن لم تكن وصلت أصلاً- لمرحلة تقديسه والسجود له.
اليوم يسعون بكل الطرق والوسائل لزعزعة ثقة أهل الفاتح بأنفسهم، لدق إسفين شقاق وفرقة بين جموعهم، مثلما فعلوا بين أبناء الوطن، لأن وحدة أهل الفاتح تضر مخططاتهم وأهدافهم والتي حتى لو وضعت على وضعية «الهولد» اليوم، فإنها موجودة ولن تتغير، بالتالي السعي لتفكيك ما بقي من روابط وأواصر بين فئات الشعب المخلصة حتى تعود الساحة لتخلو من اللاعبين الرئيسيين المؤثرين الذين بإمكانهم الوقوف أمام أي محاولة اختطاف جديدة، أو التصدي لأي مساعٍ لعقد صفقات انفرادية هنا وهناك.
نعم، أهل الفاتح نشبت بينهم خلافات، وجدت بينهم مساجلات وتباينات، مثلما وجدت -ومازالت- مطاحنات وحروب ضروس وتحركات تسقيطية بين جماعات التأزيم والانقلابيين أنفسهم، مثلما توجد مساعي تسقيط بين «الوفاق» و»الوفاء» و»حق» و»أمل»، بين مرجعية قاسم والمقداد، بين جمهورية مشيمع ودولة علي سلمان، بين جمهور الوفاق وجمهور سعيد الشهابي الذي لم يترك شتيمة ولا سبة ولا تسقيطاً لم يوجهه عبر مواقعه الإلكترونية لتقلبات علي سلمان والوفاق وأذيالها.
إن كانت حفلات «الزار» يراد إقامتها لأهل الفاتح، وهي تقام أصلاً يومياً ممن أحلامهم «قبر» صوت المخلصين لهذا البلد، فإن حفلات «الزار» لا تتطلب إقامتها للطرف الآخر الذي يطالع البحرين يومياً بطمع، الذي تحركه الأجندات الخارجية، المكون من خدم يعترفون بمخدوميتهم الواضحة لإيران، أو عبيد البشر المؤلهين لهم، هؤلاء يبيعون جماهيرهم شعارات، ويصورون أنفسهم متوحدين ومتضامنين تحت شعار واحد معني بالحرية والديمقراطية، بينما هم مختلفون تماماً في شأن تقسيم الكعكة ومن سيمسك زمام الأمور ويتحكم فيها لو تحقق حلمهم الأثير بـ»إسقاط النظام». والله لو خطفوا البحرين لاقتتلوا فيما بينهم على المغانم.
من يقيمون «حفلات الزار» بشأن مساجلات أهل الفاتح، يفعلون ذلك بدافع القلق، نعم القلق من أن تكون هذه المساجلات سحابة صيف ستمر، وبعدها سيعود تلاحم هؤلاء المخلصين، سيعود صوتهم للتوحد من جديد في وجه كل طامع، بأنهم هنا، وأنهم الغالبية، وأنهم من يرفضون بيع وطنهم في سوق النخاسة.
ليختلف أهل الفاتح، هذه ليست بمشكلة، إذ ما ينساه مقيمو حفلات الزار، بأن أي تهديد لكيان البحرين، وأي زعزعة لاستقرارها، وأي محاولة لاستنساخ انقلاب الدوار المستغل لهموم الناس بالباطل، كلها ستعود بأهل الفاتح لتجميع أي شتات، كلها ستجعلهم يلقون جانباً أي اختلافات، سيعودون ليكونوا «شوكة» سامة في «بلعوم» من يريد اختطاف البلد على حين غرة من أبنائها المخلصين.
يفرحون لاختلاف المخلصين ويحاولون إذكاء نارها، وإهالة مزيد من الحطب فيها، كل ذلك خوفاً من المشهد الذي مازال يقض مضاجعهم، والذي أعاد الأمور لنصابها، وعرف من أراد اختطاف البلد وسرقة صوت أهلها بـ»حجمه».
قضية أهل الفاتح أكبر من مكاسب شخصية وأهداف مريضة وتبعية للخارج والأجنبي، قضيتهم قضية وطن، إن كانوا «موالاة» فـ»موالاتهم» للبحرين ولا شيء آخر، موالاة تفوق في وطنيتها وإخلاصها من موالاته لولي فقيه أو مرشد إيراني.
أقيموا حفلات «الزار» لأنكم أهل التخصص فيها.
{{ article.visit_count }}
استقرار أوضاع البلد وتعرية الكاذبين، ومحاسبة الانقلابيين، كلها أمور تفرض بالضرورة العودة للهدوء، وهي حالة طبيعية بالنسبة لمكونات عديدة تمثل الغالبية في هذا الوطن حينما أحست بأن مصيرها وكيانها مهدد وأن هناك مجموعات لها أجنداتها السيئة تحاول القفز على رؤوسها واستغلال هدوئها.
بيد أن الملاحظ اليوم هو تركيز الانقلابيين وأدواتهم الإعلامية -المعبرة بوضوح عما يعتمل بداخلها- على أهل الفاتح وتجمع الوحدة وإقامة حفلات «الزار» الإعلامية بشأن كل صغيرة أو كبيرة معنية بهم، وبيان أنهم جماعات «موالاة» وأنهم «ممثلون» لـ»مسرحية» يحركها النظام، في توصيفات اعتاد الناس سماعها من أطراف هي التي تنزعج حينما تخاطب بمثل التوصيفات، وهي التي تحاول مداراة لهفتها وولائها للخارج بالتحديد لإيران ومرجعيتها السياسية الدينية، وهي التي تحاول مداراة كرهها للبحرين ونظامها عبر لبس رداء المعارضة الرشيدة، بيد أنه لباس ممزق أصلاً يكشف الحقيقة بكل وضوح. فئات تقول ألا أحد فوق النقد وتتطاول على رموز البلد، بينما هي عاجزة عن انتقاد أفعال وأقوال شخص بشري تنصبه مرجعاً لها في مصاف الأنبياء وفي «موالاتها» و»تبعيتها» و»عبوديتها» له ستصل يوماً -إن لم تكن وصلت أصلاً- لمرحلة تقديسه والسجود له.
اليوم يسعون بكل الطرق والوسائل لزعزعة ثقة أهل الفاتح بأنفسهم، لدق إسفين شقاق وفرقة بين جموعهم، مثلما فعلوا بين أبناء الوطن، لأن وحدة أهل الفاتح تضر مخططاتهم وأهدافهم والتي حتى لو وضعت على وضعية «الهولد» اليوم، فإنها موجودة ولن تتغير، بالتالي السعي لتفكيك ما بقي من روابط وأواصر بين فئات الشعب المخلصة حتى تعود الساحة لتخلو من اللاعبين الرئيسيين المؤثرين الذين بإمكانهم الوقوف أمام أي محاولة اختطاف جديدة، أو التصدي لأي مساعٍ لعقد صفقات انفرادية هنا وهناك.
نعم، أهل الفاتح نشبت بينهم خلافات، وجدت بينهم مساجلات وتباينات، مثلما وجدت -ومازالت- مطاحنات وحروب ضروس وتحركات تسقيطية بين جماعات التأزيم والانقلابيين أنفسهم، مثلما توجد مساعي تسقيط بين «الوفاق» و»الوفاء» و»حق» و»أمل»، بين مرجعية قاسم والمقداد، بين جمهورية مشيمع ودولة علي سلمان، بين جمهور الوفاق وجمهور سعيد الشهابي الذي لم يترك شتيمة ولا سبة ولا تسقيطاً لم يوجهه عبر مواقعه الإلكترونية لتقلبات علي سلمان والوفاق وأذيالها.
إن كانت حفلات «الزار» يراد إقامتها لأهل الفاتح، وهي تقام أصلاً يومياً ممن أحلامهم «قبر» صوت المخلصين لهذا البلد، فإن حفلات «الزار» لا تتطلب إقامتها للطرف الآخر الذي يطالع البحرين يومياً بطمع، الذي تحركه الأجندات الخارجية، المكون من خدم يعترفون بمخدوميتهم الواضحة لإيران، أو عبيد البشر المؤلهين لهم، هؤلاء يبيعون جماهيرهم شعارات، ويصورون أنفسهم متوحدين ومتضامنين تحت شعار واحد معني بالحرية والديمقراطية، بينما هم مختلفون تماماً في شأن تقسيم الكعكة ومن سيمسك زمام الأمور ويتحكم فيها لو تحقق حلمهم الأثير بـ»إسقاط النظام». والله لو خطفوا البحرين لاقتتلوا فيما بينهم على المغانم.
من يقيمون «حفلات الزار» بشأن مساجلات أهل الفاتح، يفعلون ذلك بدافع القلق، نعم القلق من أن تكون هذه المساجلات سحابة صيف ستمر، وبعدها سيعود تلاحم هؤلاء المخلصين، سيعود صوتهم للتوحد من جديد في وجه كل طامع، بأنهم هنا، وأنهم الغالبية، وأنهم من يرفضون بيع وطنهم في سوق النخاسة.
ليختلف أهل الفاتح، هذه ليست بمشكلة، إذ ما ينساه مقيمو حفلات الزار، بأن أي تهديد لكيان البحرين، وأي زعزعة لاستقرارها، وأي محاولة لاستنساخ انقلاب الدوار المستغل لهموم الناس بالباطل، كلها ستعود بأهل الفاتح لتجميع أي شتات، كلها ستجعلهم يلقون جانباً أي اختلافات، سيعودون ليكونوا «شوكة» سامة في «بلعوم» من يريد اختطاف البلد على حين غرة من أبنائها المخلصين.
يفرحون لاختلاف المخلصين ويحاولون إذكاء نارها، وإهالة مزيد من الحطب فيها، كل ذلك خوفاً من المشهد الذي مازال يقض مضاجعهم، والذي أعاد الأمور لنصابها، وعرف من أراد اختطاف البلد وسرقة صوت أهلها بـ»حجمه».
قضية أهل الفاتح أكبر من مكاسب شخصية وأهداف مريضة وتبعية للخارج والأجنبي، قضيتهم قضية وطن، إن كانوا «موالاة» فـ»موالاتهم» للبحرين ولا شيء آخر، موالاة تفوق في وطنيتها وإخلاصها من موالاته لولي فقيه أو مرشد إيراني.
أقيموا حفلات «الزار» لأنكم أهل التخصص فيها.