بعض أفلام الفيديو القصيرة التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وتبث مشاهد مما يحدث من مواجهات بين محتجين ورجال الأمن في بعض المناطق، ويتم نشرها لغرضين أساسين هما التوثيق «حيث يتم نشرها مختومة بالتواريخ والأماكن والجهات المنفذة لها» والتحريض «بهدف تشجيع الآخرين على خوض غمار تلك المواجهات وبث روح الحماس والتأكد من عدم توقف الحراك الذي يعتقدون أنه إن حصل انتهى كل شيء»، هذه الأفلام بدأت تهتم بالتركيز على أن الذين يمثلون طرف المحتجين هم «أشبال» صغار، وهم بالفعل يبدون كذلك، والواضح أنه تتراوح أعمارهم بين الحادية عشر والخامسة عشر إلى الثامنة عشرة، والقصد من ذلك واضح وهو القول إن المواجهة تتم بين قوتين غير متكافئتين، وأنه مع هذا فإن «الأشبال» أبلوا بلاء حسناً، وتمكنوا من هزيمة «المرتزقة» وأذاقوهم بأسهم.
ما تهتم به تلك الفيديوهات أيضاً هو إرفاق تلك المشاهد بأغان ثورية حماسية بعضها يركز على دعوة أولئك «الأشبال» إلى أن يذيقوا رجال الأمن «الموت الأحمر» .
لكن هذه الفيديوهات تسيء إلى أولئك «الأشبال» من دون أن ينتبه معدوها، وأولئك الذين دفعوا بهم إلى الشارع لتنفيذ تلك العمليات، فالقول إنهم أشبال وإبرازهم في المواجهات فهذا يعني أنهم رفعوا عنهم الغطاء القانوني الذي يمكن أن يحميهم بشكل أو بآخر، حيث الأشبال أو الأطفال الذين يدخلون في مواجهات يمكن أن يذيقوا فيها رجال الأمن «الموت الأحمر»، يعني أنهم إنما دخلوا تلك المواجهات بنية القتل، وبالتالي فإنه لو حدث وقتل رجل أمن – وهذا وارد بقوة بسبب استخدام المولوتوف والحجارة وأدوات أخرى - فهذا يعني أن التهمة ثابتة على أولئك «الأشبال»، الذين في الغالب لا يدركون ما يراد منهم. كما إن الدعوة إلى «إذاقتهم الموت الأحمر» يعني أن «سقوط شبل من أولئك الأشبال على أرض المعركة» يسحب من ذويه حق المطالبة بدمه، لأنه ببساطة دخل المعركة وهو في كامل قواه العقلية، ويعرف أن احتمال أن يقتل وارد تماماً، مثلما هو وارد احتمال أن يقتل رجل أمن أو يقتل شخص لا علاقة له بما يجري، والموت هنا لا يختلف عن الإصابة بجروح، كله «ضايع» بسبب الإقرار بكل هذه الأمور في فيديوهات رسمية صادرة عن الجهات الدافعة لأولئك الأشبال للدخول في تلك المواجهات رافعين راية «الموت الأحمر»، وغير آبهين بحق الطفولة.
لهذا فإن أحداً لا يعير تلك الصرخات التي تأتي مباشرة بعد حجز أحد أولئك الأشبال، والتي يركز مطلقوها على أن الحكومة تحتجز أو تعتقل «طفلاً» صغيراً، لم يتجاوز الحادية عشر أو الخامسة عشر من عمره! فكيف يمكن أن يتعاطف أحد مع هذه الصرخات، وهو يرى ما يفعله أولئك «الأشبال» في الميدان، ويرى كيف أن من ينادي باسمهم لم يفكر لحظة في أن تلك الساحات ليست للأطفال؟
أعرف أن البعض سينبري ليقول إن هؤلاء «الأشبال» ما كانوا ليدخلوا في تلك المواجهات ويصيروا مادتها لولا أنهم شعروا بما جعلهم يندفعون إلى تلك الميادين، غير آبهين بما قد يحصل لهم، وإن كان الموت، وسينبري بعض آخر ليقول إن أحداً لا يقوم بعمل غسيل مخ لهؤلاء الصغار أو ينظمهم ويدربهم ويدفعهم إلى الشارع وأن ما يجري هو ردة فعل طبيعية.
أعرف هذا ولعل بعضه صحيح، وإن لم يكن دقيقاً، ولكن كل هذا لن يغير من الأمر شيئاً ولن يجدي إن تعرض أحد أولئك الأشبال للحجز أو أصيب أو «ذاق الموت الأحمر الذي طلب منه أن يذيقه للآخرين».
ما اعتمدوه في خططهم يسيء إلى الطفولة، ويرمي بالأطفال إلى التهلكة، ويحرم ذويهم حتى من المطالبة بدمائهم.
{{ article.visit_count }}
ما تهتم به تلك الفيديوهات أيضاً هو إرفاق تلك المشاهد بأغان ثورية حماسية بعضها يركز على دعوة أولئك «الأشبال» إلى أن يذيقوا رجال الأمن «الموت الأحمر» .
لكن هذه الفيديوهات تسيء إلى أولئك «الأشبال» من دون أن ينتبه معدوها، وأولئك الذين دفعوا بهم إلى الشارع لتنفيذ تلك العمليات، فالقول إنهم أشبال وإبرازهم في المواجهات فهذا يعني أنهم رفعوا عنهم الغطاء القانوني الذي يمكن أن يحميهم بشكل أو بآخر، حيث الأشبال أو الأطفال الذين يدخلون في مواجهات يمكن أن يذيقوا فيها رجال الأمن «الموت الأحمر»، يعني أنهم إنما دخلوا تلك المواجهات بنية القتل، وبالتالي فإنه لو حدث وقتل رجل أمن – وهذا وارد بقوة بسبب استخدام المولوتوف والحجارة وأدوات أخرى - فهذا يعني أن التهمة ثابتة على أولئك «الأشبال»، الذين في الغالب لا يدركون ما يراد منهم. كما إن الدعوة إلى «إذاقتهم الموت الأحمر» يعني أن «سقوط شبل من أولئك الأشبال على أرض المعركة» يسحب من ذويه حق المطالبة بدمه، لأنه ببساطة دخل المعركة وهو في كامل قواه العقلية، ويعرف أن احتمال أن يقتل وارد تماماً، مثلما هو وارد احتمال أن يقتل رجل أمن أو يقتل شخص لا علاقة له بما يجري، والموت هنا لا يختلف عن الإصابة بجروح، كله «ضايع» بسبب الإقرار بكل هذه الأمور في فيديوهات رسمية صادرة عن الجهات الدافعة لأولئك الأشبال للدخول في تلك المواجهات رافعين راية «الموت الأحمر»، وغير آبهين بحق الطفولة.
لهذا فإن أحداً لا يعير تلك الصرخات التي تأتي مباشرة بعد حجز أحد أولئك الأشبال، والتي يركز مطلقوها على أن الحكومة تحتجز أو تعتقل «طفلاً» صغيراً، لم يتجاوز الحادية عشر أو الخامسة عشر من عمره! فكيف يمكن أن يتعاطف أحد مع هذه الصرخات، وهو يرى ما يفعله أولئك «الأشبال» في الميدان، ويرى كيف أن من ينادي باسمهم لم يفكر لحظة في أن تلك الساحات ليست للأطفال؟
أعرف أن البعض سينبري ليقول إن هؤلاء «الأشبال» ما كانوا ليدخلوا في تلك المواجهات ويصيروا مادتها لولا أنهم شعروا بما جعلهم يندفعون إلى تلك الميادين، غير آبهين بما قد يحصل لهم، وإن كان الموت، وسينبري بعض آخر ليقول إن أحداً لا يقوم بعمل غسيل مخ لهؤلاء الصغار أو ينظمهم ويدربهم ويدفعهم إلى الشارع وأن ما يجري هو ردة فعل طبيعية.
أعرف هذا ولعل بعضه صحيح، وإن لم يكن دقيقاً، ولكن كل هذا لن يغير من الأمر شيئاً ولن يجدي إن تعرض أحد أولئك الأشبال للحجز أو أصيب أو «ذاق الموت الأحمر الذي طلب منه أن يذيقه للآخرين».
ما اعتمدوه في خططهم يسيء إلى الطفولة، ويرمي بالأطفال إلى التهلكة، ويحرم ذويهم حتى من المطالبة بدمائهم.