في إحدى طائرات شركة طيران الخليج البحرينية التي أقلعت الجمعة الماضي من القاهرة إلى البحرين وكنت على متنها، لفتت انتباهي إحدى الزميلات إلى التنوع البحريني الذي يستريح على المقاعد العشرين في مقصورة درجة رجال الأعمال، حيث وفرت الصدفة «ممثلين» عن مختلف أطياف المجتمع البحريني الذي يعيش في الواقع صراعات قد تؤدي في خاتمة الأمر إلى أن «يخربوها ويقعدوا على تلتها».
تواجد في تلك المقصورة نواب وصحافيون وإداريون وسياسيون ينتمون إلى عدد من الجمعيات السياسية، وبلغة أخرى توفر معارضون وموالون أو سلطويون ومحايدون، وبلغة ثالثة توفر شيعة وليبراليون وشيوعيون وسلفيون وإخوان مسلمون وذوو توجهات أخرى. بين ذلك الجمع من يقطّع كل أسبوعين سجادة صلاة من كثرة الركوع والسجود عليها، وبينه من لا يلتزم بالصلاة أو لا يعرفها. بين أولئك اختلافات كثيرة في المذاهب وفي الأفكار والرؤى والمواقف السياسية، ولو فتح المجال أمامهم في تلك الساعة لمناقشة ما يحدث في البحرين منذ نحو عامين لقام كل واحد مدافعاً عما يؤمن به وما يراه صحيحاً ولربما ضجت المقصورة بالفوضى.
لكن أموراً أكثر كانت تجمع بين أولئك «المحتلون» لتلك المقاعد، أولها أنهم جميعهم بحرينيون ينتمون إلى وطن واحد، وأنهم عندما كانوا في القاهرة كانوا يعبرون عن الإنسان البحريني، ويقارنون كل ما يرون في مصر بما هو في البحرين، فيفخرون بتميزهم في أمور، ويتمنون أن يتوفر لهم بعض ما يرون. أيضاً تجمع بينهم الألفة والمحبة التي رغم كل ما حدث ظلت دون تغيير وإن تأثرت بعض الشيء، وأراهن على أنه لو أن واحداً من ذلك الجمع تعرض لأي موقف يسيء إليه أو يعرضه للخطر أو يسيء إلى البحرين لهبّ الجميع لنصرته والدفاع عنه والوقوف في وجه الآخر. وبالتأكيد لن أتعرض إلى مسألة الأخلاق والذرابة التي هي صفة كل المتواجدين في المقصورة، فالبحريني في واقع الأمر ما هو إلا صورة أخرى للأخلاق واسم آخر لها.
لا أدري إن كان المتواجدون في تلك الرحلة «ومثل تنوعهم بالتأكيد كان متوافراً في الدرجة السياحية» منتبهين إلى مسألة أنهم جميعهم في طائرة واحدة، وأنهم جميعهم سيلاقون المصير ذاته، لو حدث لا سمح الله أي مكروه للطائرة، لكني أتمنى أن يعيش أهل البحرين جميعهم هذا الإحساس، ويفكروا في مثل هذا الأمر، وهم على الأرض، فما ستؤول إليه الأمور في البحرين نتيجة بعض الأعمال الصبيانية كالتي يقوم بعض الشباب بها ويؤذون مستخدمي الشوارع، ونتيجة لمبالغة بعض السياسيين وإصرارهم على تنفيذ رؤاهم وأفكارهم، ما ستؤول إليه الأمور لن يقتصر ضررها على بعض دون آخر، ولا على طرف دون آخر، فالوبال سيحل على الجميع، دون استثناء .
ما ينبغي أن ندركه ونؤكد عليه هو أننا أهل البحرين أسرة واحدة، قدرنا أن نعيش معاً، ولا يمكننا إلا أن نحب بعضنا البعض، وبالتالي علينا أن نفعل كل الممكن والمستحيل كي ننقذ هذه البلاد الطيبة من الغرق والدمار.
إن ما يمارسه بعض السياسيين في الساحة البحرينية خطير، ونتيجته يتضرر منها الجميع، وما يفكر فيه البعض ويحلم به خطير وهو أمر غير قابل للتحقق، حتى إن تغيرت الظروف الإقليمية لسبب أو لآخر، والاستمرار في العناد والإصرار على المواقف سواء من السلطة أو الأطراف الأخرى لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة وتعقيدها، والوصول إلى النقطة حيث يصعب الإفلات من الواقع المرير، فيذرونا كما المعلقة.
وكما إن مصيرنا ونحن في الطائرة - رغم اختلاف تنوعنا ورغم اختلافاتنا وخلافاتنا – واحد ، كذلك هو مصيرنا ومصير البحرين على الأرض.
تواجد في تلك المقصورة نواب وصحافيون وإداريون وسياسيون ينتمون إلى عدد من الجمعيات السياسية، وبلغة أخرى توفر معارضون وموالون أو سلطويون ومحايدون، وبلغة ثالثة توفر شيعة وليبراليون وشيوعيون وسلفيون وإخوان مسلمون وذوو توجهات أخرى. بين ذلك الجمع من يقطّع كل أسبوعين سجادة صلاة من كثرة الركوع والسجود عليها، وبينه من لا يلتزم بالصلاة أو لا يعرفها. بين أولئك اختلافات كثيرة في المذاهب وفي الأفكار والرؤى والمواقف السياسية، ولو فتح المجال أمامهم في تلك الساعة لمناقشة ما يحدث في البحرين منذ نحو عامين لقام كل واحد مدافعاً عما يؤمن به وما يراه صحيحاً ولربما ضجت المقصورة بالفوضى.
لكن أموراً أكثر كانت تجمع بين أولئك «المحتلون» لتلك المقاعد، أولها أنهم جميعهم بحرينيون ينتمون إلى وطن واحد، وأنهم عندما كانوا في القاهرة كانوا يعبرون عن الإنسان البحريني، ويقارنون كل ما يرون في مصر بما هو في البحرين، فيفخرون بتميزهم في أمور، ويتمنون أن يتوفر لهم بعض ما يرون. أيضاً تجمع بينهم الألفة والمحبة التي رغم كل ما حدث ظلت دون تغيير وإن تأثرت بعض الشيء، وأراهن على أنه لو أن واحداً من ذلك الجمع تعرض لأي موقف يسيء إليه أو يعرضه للخطر أو يسيء إلى البحرين لهبّ الجميع لنصرته والدفاع عنه والوقوف في وجه الآخر. وبالتأكيد لن أتعرض إلى مسألة الأخلاق والذرابة التي هي صفة كل المتواجدين في المقصورة، فالبحريني في واقع الأمر ما هو إلا صورة أخرى للأخلاق واسم آخر لها.
لا أدري إن كان المتواجدون في تلك الرحلة «ومثل تنوعهم بالتأكيد كان متوافراً في الدرجة السياحية» منتبهين إلى مسألة أنهم جميعهم في طائرة واحدة، وأنهم جميعهم سيلاقون المصير ذاته، لو حدث لا سمح الله أي مكروه للطائرة، لكني أتمنى أن يعيش أهل البحرين جميعهم هذا الإحساس، ويفكروا في مثل هذا الأمر، وهم على الأرض، فما ستؤول إليه الأمور في البحرين نتيجة بعض الأعمال الصبيانية كالتي يقوم بعض الشباب بها ويؤذون مستخدمي الشوارع، ونتيجة لمبالغة بعض السياسيين وإصرارهم على تنفيذ رؤاهم وأفكارهم، ما ستؤول إليه الأمور لن يقتصر ضررها على بعض دون آخر، ولا على طرف دون آخر، فالوبال سيحل على الجميع، دون استثناء .
ما ينبغي أن ندركه ونؤكد عليه هو أننا أهل البحرين أسرة واحدة، قدرنا أن نعيش معاً، ولا يمكننا إلا أن نحب بعضنا البعض، وبالتالي علينا أن نفعل كل الممكن والمستحيل كي ننقذ هذه البلاد الطيبة من الغرق والدمار.
إن ما يمارسه بعض السياسيين في الساحة البحرينية خطير، ونتيجته يتضرر منها الجميع، وما يفكر فيه البعض ويحلم به خطير وهو أمر غير قابل للتحقق، حتى إن تغيرت الظروف الإقليمية لسبب أو لآخر، والاستمرار في العناد والإصرار على المواقف سواء من السلطة أو الأطراف الأخرى لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة وتعقيدها، والوصول إلى النقطة حيث يصعب الإفلات من الواقع المرير، فيذرونا كما المعلقة.
وكما إن مصيرنا ونحن في الطائرة - رغم اختلاف تنوعنا ورغم اختلافاتنا وخلافاتنا – واحد ، كذلك هو مصيرنا ومصير البحرين على الأرض.