لقد كشف لنا مقال «حاصد الجوائز» الأسباب التي تقف خلف الأعمال الإرهابية التي ذهب ضحيتها أجانب، بين مقتول ومصاب، وذلك حين نتفحص العبارات التي سيقت في هذا المقال ومنها هذا النص «اقتصادنا يعتمد اعتماداً كبيراً على العمالة الوافدة الرخيصة في أنشطة اقتصادية كثيرة»، أي أن الاعتداء على الأجانب كان خطة من ضمن الخطط لضرب اقتصاد البحرين الذي يعتمد على العمالة الآسيوية، وأن الاعتداء المتكرر على جنسيات بعينها، إنما يقصد من وراء ذلك منع هذه الدول مواطنيها من السفر للعمل في البحرين، وذلك حين تصبح مصدر خطر يهدد حياتهم، وهذه الدول بالطبع تعطي المجتمع الدولي اهتماماً كبيراً، وتراعي سمعتها في مجال حقوق الإنسان، وإن لم يتم المنع فستقوم هذه الدول بفرض شروط على صاحب العمل لتحقيقها، وذلك للركود الاقتصادي الذي تسببت به «الوفاق» عندما كانت في المجلس، وموافقتها على ضريبة الـ 10 دينار على كل عامل، مما كان له دور كبير في تحويل المشاريع الاستثمارية الأجنبية، إلى دول خليجية أخرى، استفادت من مشروع الضريبة، وقد ساهم ذلك في ضرب الاقتصاد البحريني، ثم أكملت «الوفاق» تنفيذ خطتها في القضاء على ما تبقى من اقتصاد من خلال استهداف «ميليشيات» للشوارع الحيوية والعاصمة وتصعيد الإرهاب فيها.
والقضية لن تتوقف عند أصحاب المؤامرة الانقلابية عند هذا الحد، وذلك حين نقرأ نصاً آخر من المقال «في يوم مَّا ستحدث ثورة لهؤلاء. فلقد رأينا كيف نفذ العمال الآسيويون سلسلة إضرابات ومظاهرات في فبراير 2008، وتمكنوا حينها من فرض الكثير من شروطهم»، أي أن هناك مخططاً آخر قد يتم فيه تجنيد بعض العمال بتحشيدهم خاصة العمالة الآسيوية وتحريضها للقيام بثورة عمالية، التي سيكون تأثيرها أكبر من تأثير العصيان المدني على الاقتصاد، حيث إن العصيان قد قامت جماهير الفاتح بسده، ولكن في حالة العمالة الأجنبية خاصة الآسيوية فلن تكون هناك صعوبة، بل العملية المستحيلة هي أن يسد مكانهم، ولذلك نشاهد الخطة الوفاقية قسمت إلى عدة خطوات في فترات زمنية مختلفة وممهدة، حيث إن شل الدولة بضرب اقتصادها هو أول البنود الرئيسة في الخطة الخمينية الأمريكية الاستعمارية.
ونأتي للنص الخطير الذي يكشف الخطة التي تستخدمها «الوفاق»، حيث يقول «فهم يأتون من مناطق ضربها الفقر الشديد في بلدان مثل بنغلاديش وباكستان والهند، وهذه المناطق ستبقى فقيرة لفترات طويلة جداً، ونحن نتحدث عن مئات الملايين ممن يمكن اجتذابهم، أو حتى الضحك عليهم للقدوم إلى البحرين»، أي أن حاصد الجوائز يتمنى اليوم الذي يتوقف فيه استقدام هذه العمالة من هذه الدول، وحيث إنه من المستحيل لأنهم مئات الملايين ومن دول ستظل فقيرة لفترات طويلة جداً، فيرى أنها عملية غش وضحك، وراء قدوم هؤلاء العمال إلى البحرين، وأن على هذه الدول أن تمنع مواطنيها من القدوم لأن البحرين دولة لا تحمي حقوق الوافدين، بالإضافة إلى استهدافهم من قبل الميليشيات مما يقنع مواطني الدول هذه أيضاً بعدم القدوم إلى البحرين، أو عدم عودتهم إليها ثانية، كما سيكون لهم تأثير على مواطنيهم في اختيار دول أكثر أمناً.
إن تباكي «حاصد الجوائز» ليس كمداً وحزناً على العمال الأجانب الذين قضوا في الحريق، وإنما هو تباكي ورجاء بأن تكمل عملية ضرب الاقتصاد وقطع عروقه، فلو كان تباكيه صادقاً، لبكى أو تباكى على رياض شيخ الذي حرقته ميليشيات الإرهاب، أو المؤذن البنغالي الذي قطع لسانه، أو لنتذكر صورة العمال الأجانب الذين قام أطباء السلمانية بجرهم وتركهم ينزفون، أو للتباكي على عمال مطعم سترة الذين أغلقت عليهم الميلشيات الإرهابية باب المطعم وأحرقتهم أحياء، ولكن تباكيه اليوم مفهوم ومعروف، فهي خطة محكمة بدايتها جاءت من فرض الضريبة والآن بالحريق الذي قد يكون من ضمن الخطة!!