ضمن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح ويصادف 27 مارس المقبل، يشارك المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت بتقديم عرض لمسرحية «سمك عسير الهضم» للكاتب الغواتيمالي مانويل غاليتش، ضمن احتفالاته بإصدار سلسلة المسرح العالمي.
وكان المجلس بدأ بإصدار العدد الأول من السلسلة أكتوبر 1963 بمسرحية «سمك عسير الهضم»، وصدر منها حتى عام 1998 قبل إعلان توقفها ما يقارب 3113 مسرحية عالمية.
مدير النشر والتوزيع في المجلس منصور العنزي قال إنه في إطار تطوير بعض مطبوعات المجلس فإن الأمانة العامة قررت إصدار سلسلة جديدة تحمل اسم «إبداعات عالمية» من ضمنها أعمال مسرحية عالمية إضافة إلى أدب الرحلات والرواية، على أن يستفيد منها طلبة المسرح والمهتمون بالحصول عليها بأسعار رمزية تعميماً للفائدة.
علاقتي بالسلسلة بدأت مع الإصدار التاسع بمسرحية «استعدوا لركوب الطائرة» للكاتب جون مورتيمر، بعدها أدمنت شراء المجموعة وكنت أنتظرها بداية كل شهر عند باب المكتبة، هذه العلاقة مع المجموعة من الكتابات العالمية لعمالقة كتاب المسرح كانت بالنسبة لنا في تلك الفترة ثروة نتسابق في الحصول عليها وحفظها، كانت تقع ضمن ثقافة القراءة والعلاقة الحميمة مع المكتبات التي أعلنت «الطلاق بالثلاث» مع أبناء الجيل الحالي وبكل أسف.
السلسلة لم تكن للقراءة فقط إنما الكثير من الزملاء كانوا يعدون منها مسرحيات نشارك في تقديمها بالمسرح والنادي، وكان آخر عمل شاركت في بطولته مع الفنانة سلوى بخيت وحسن الواوي وسالم سلطان وحمزة محمد ومجموعة كبيرة من الزملاء بالمسرح، مسرحية للكاتب توفيق الحكيم أعدها الصديق خليل يوسف بعنوان «أريد أن أقتل».
تتحدث المسرحية عن رجل يعاني من مرض «الشيزوفرانيا» ومصاب بانفصام في الشخصية، لكن للأسف لم يتم عرضها لأن وزارة الإعلام كانت قررت إغلاق مسرح الجفير في قرار مفاجئ وكان يومها طارق المؤيد وزيراً للإعلام.
وفي الحديث عن سلسلة المسرحيات العالمية والتي مازلت أحتفظ بأعدادها أمر عليها أحياناً وأتصفحها كمن يتصفح رسائل من حبيبته التي شغلت القلب لسنوات، ومازالت لم تبرح مكانها كما غنت السيدة فيروز «واهديتني وردة خبيتا في كتابي» لذلك تجدني أفتح الكتاب.. أشتم رائحة الوردة بعد كل هذه السنوات.. وماتزال تحتفظ برائحتها الزكية وماضيها الجميل، ورغم التقدم بالعمر هي ماتزال الصبية الجميلة المحتفظة بجمالها الطريف في هذه السلسلة من المسرح العالمي.
كان العدد يباع بمبلغ رمزي يستطيع الجميع الحصول عليه «مائة فلس كويتي» ما يعادل 200 فلس بحريني، ولكن المزعج أني حاولت أن أكتشف سعرها في معارض الكتاب والمكتبات عندنا، ووجدت أنها كما السلع التموينية في السوق زاد سعرها وأصبح دينارين.
هكذا إذاً الحال بالنسبة للثقافة وكأنها علبة حليب أو كارتون دجاج أو «شدة» بيض، وقد تكون أيضاً واحدة من أسباب عزوف الكثير من الشباب وامتناعهم عن القراءة، بعد أن كانت تباع بأسعار زهيدة لا تجدها سوى في سوق «الحراج».
الرشفة الأخيرة
في السابع والعشرين من مارس المقبل لدى أهل المسرح الكثير من الأعمال والورش المسرحية والكثير من الدول العربية اختارت عمل «سمك عسير الهضم» لتقديمه وتسأل عن الفنانين البحرينيين تجدهم توزعوا بين الدوحة والكويت والإمارات للمشاركة في الأعمال كممثلين أو محكمين ولكن ماذا عن البحرين؟ ونحن من افتتحنا مؤخراً صرحاً يعد الثالث على مستوى العالم العربي ولكن مع وقف التنفيذ فإن لم يشارك بهذه الاحتفالية بعمل محلي فمتى يا ترى «تبقى عذاري عندها الإجابة؟!».