لو استطعنا رسم خريطة ذهنية لكلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى خلال افتتاح منتدى حوار المنامة، لبدأت الخريطة باعتراف صريح ومختصر لما تشهده منطقة الشرق الأوسط من فوضى وتحديات، ثم تحليل عميق لطريقة تعامل الغرب والشرق مع هذه الأحداث، وحيزاً كبيراً من الشكر والتقدير لأربع مجموعات له مبرراته من قائد سياسي، ثم يقدم إطاراً عاماً لإنهاء تداعيات أزمة 2011 بكل وضوح.
تقييم سمو ولي العهد لما يجري في المنطقة منذ نحو سنتين بالضبط أنه تغيير سريع خلال فترة قصيرة لم تشهده المنطقة بهذا الحجم في تاريخها، والتغيير هنا هو انقسام حاد بين الحصول على الحقوق الديمقراطية من جهة، وتهديد الحريات في الوقت نفسه من جهة أخرى.
المطالبة بالحقوق الديمقراطية عادة لا تشكل تهديداً، ولكن في مجتمعات متعطشة لمزيد من الحقوق، فإنه من الطبيعي أن تتعرض الحريات العامة لتهديد من الأفراد أنفسهم، من أمثلة ذلك مطالبة بعض القوى السياسية بتطوير صلاحيات السلطة التشريعية، وفي الوقت نفسه تلجأ إلى العنف للتعبير عن مواقفها ومطالبها، الأمر الذي يهدد حريات المواطنين في التعبير عن الرأي على الأقل، وهو مثال يعكس الحالة المتناقضة للتغيير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط.
هذه الحالة بلا شك أثّرت في السياسات الخارجية للدول، ليس دول منطقة الشرق الأوسط، وإنما حتى دول العالم التي تتفاعل مع دول المنطقة بحكم المصالح الاستراتيجية والعلاقات التاريخية. والسؤال هنا الذي أجاب عليه سمو ولي العهد يتعلق بطريقة التعامل مع التغيير الذي تشهده المنطقة؟
بالنسبة للحكومات الغربية فإنها تشهد اختلافاً في وجهات النظر في التعامل مع التغيير بالمنطقة، أما بالنسبة للحكومات الشرقية فإنها تركز على كيفية التواصل مع دول المنطقة، وخلق نماذج خاصة بها، والأهم من ذلك كيفية توظيف تأثيرها المتنامي في النظام الدولي.
فرق كبير في تعاطي الغرب والشرق مع التغيير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، فالغرب يعيش حالة من التناقضات بسبب تضارب المصالح وعدم وضوح المسارات المستقبلية. أما الشرق فإنه أكثر تفهماً إذ يحاول فهم الأوضاع القائمة، وكيفية دعم دول المنطقة.
عادة ما تكون شبكات التواصل الاجتماعي وانعكاساتها غائبة لدى المسؤولين العرب في تقييمهم وخطاباتهم العامة، خاصة خلال تقييم أحداث الربيع العربي، ولكن سمو ولي العهد أصر على الإشارة لأهمية الثورة المعلوماتية واستخدام مثل هذه الشبكات التي أنهت سيطرة الدول على الإعلام، وأفقدتها القدرة في تشكيل وتوجيه اتجاهات الرأي العام نهائياً.
الجانب الأهم في كلمة سمو ولي العهد من الناحية الداخلية تأكيده أهمية الحوار المرتبط بوقف ونبذ العنف، وهو ما تضمن دعوة صريحة لرجال الدين (آيات الله) لوقف العنف نفسه.
ردود الأفعال المحلية لدعوة سمو ولي العهد كانت واضحة وهي الترحيب بالدعوة من قبل القوى الراديكالية التي لم تثر مسألة العنف أبداً في مواقفها، وهو ما يؤكد استمرارها في نهجها السابق القائم على الترحيب الشكلي بالحوار واستخدام العنف كأداة ضغط على الدولة في الحوار. وهو أسلوب يجعل كل موقف للجماعات الراديكالية لا قيمة له ولا معنى، ويبدو أن هذه الجماعات لم تستوعب أي درس مما عانته حتى الآن.
{{ article.visit_count }}
تقييم سمو ولي العهد لما يجري في المنطقة منذ نحو سنتين بالضبط أنه تغيير سريع خلال فترة قصيرة لم تشهده المنطقة بهذا الحجم في تاريخها، والتغيير هنا هو انقسام حاد بين الحصول على الحقوق الديمقراطية من جهة، وتهديد الحريات في الوقت نفسه من جهة أخرى.
المطالبة بالحقوق الديمقراطية عادة لا تشكل تهديداً، ولكن في مجتمعات متعطشة لمزيد من الحقوق، فإنه من الطبيعي أن تتعرض الحريات العامة لتهديد من الأفراد أنفسهم، من أمثلة ذلك مطالبة بعض القوى السياسية بتطوير صلاحيات السلطة التشريعية، وفي الوقت نفسه تلجأ إلى العنف للتعبير عن مواقفها ومطالبها، الأمر الذي يهدد حريات المواطنين في التعبير عن الرأي على الأقل، وهو مثال يعكس الحالة المتناقضة للتغيير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط.
هذه الحالة بلا شك أثّرت في السياسات الخارجية للدول، ليس دول منطقة الشرق الأوسط، وإنما حتى دول العالم التي تتفاعل مع دول المنطقة بحكم المصالح الاستراتيجية والعلاقات التاريخية. والسؤال هنا الذي أجاب عليه سمو ولي العهد يتعلق بطريقة التعامل مع التغيير الذي تشهده المنطقة؟
بالنسبة للحكومات الغربية فإنها تشهد اختلافاً في وجهات النظر في التعامل مع التغيير بالمنطقة، أما بالنسبة للحكومات الشرقية فإنها تركز على كيفية التواصل مع دول المنطقة، وخلق نماذج خاصة بها، والأهم من ذلك كيفية توظيف تأثيرها المتنامي في النظام الدولي.
فرق كبير في تعاطي الغرب والشرق مع التغيير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، فالغرب يعيش حالة من التناقضات بسبب تضارب المصالح وعدم وضوح المسارات المستقبلية. أما الشرق فإنه أكثر تفهماً إذ يحاول فهم الأوضاع القائمة، وكيفية دعم دول المنطقة.
عادة ما تكون شبكات التواصل الاجتماعي وانعكاساتها غائبة لدى المسؤولين العرب في تقييمهم وخطاباتهم العامة، خاصة خلال تقييم أحداث الربيع العربي، ولكن سمو ولي العهد أصر على الإشارة لأهمية الثورة المعلوماتية واستخدام مثل هذه الشبكات التي أنهت سيطرة الدول على الإعلام، وأفقدتها القدرة في تشكيل وتوجيه اتجاهات الرأي العام نهائياً.
الجانب الأهم في كلمة سمو ولي العهد من الناحية الداخلية تأكيده أهمية الحوار المرتبط بوقف ونبذ العنف، وهو ما تضمن دعوة صريحة لرجال الدين (آيات الله) لوقف العنف نفسه.
ردود الأفعال المحلية لدعوة سمو ولي العهد كانت واضحة وهي الترحيب بالدعوة من قبل القوى الراديكالية التي لم تثر مسألة العنف أبداً في مواقفها، وهو ما يؤكد استمرارها في نهجها السابق القائم على الترحيب الشكلي بالحوار واستخدام العنف كأداة ضغط على الدولة في الحوار. وهو أسلوب يجعل كل موقف للجماعات الراديكالية لا قيمة له ولا معنى، ويبدو أن هذه الجماعات لم تستوعب أي درس مما عانته حتى الآن.