كلما تأخر إقراركم بواقع الحال كلما تأخر الحل.
اليوم ليس علي سلمان فقط محبوساً في قفصه الزجاجي اليوم قيادات الوفاق و توابعها و ذيولها معزولة في قفص كبير، لقد انعزلتم عن المجتمع البحريني كله.
لا يتواجد في مكان عام فرد من أفراد مجموعتكم أو من ذيولكم إلا و ترى العزلة والابتعاد و النظرات الغاضبة تتبع تحركه.
شعب البحرين شعب مسالم و الحمدلله، ولا يعرف الخصومة السافرة وإلا رأيتم و سمعتم أضعاف أضعاف ما تقرؤونه في وسائل التواصل الاجتماعي.
تتمتع قيادات الوفاق بقدرة عجيبة على تضييع الفرص و جلب الخسارة على أتياعها المرة تلو المرة.
حين اتجهت قيادة الوفاق في الأيام الأولى للدوار خرج لكم مئة ألف بحريني لهم مطالب كانت قواسم مشتركة بينهم، من كان له مطلب معيشي، ومن كان له مطلب حقوقي، ومن كان له مطلب سياسي، نجحتم في التحشيد ووظفتم أجواء ما سمي بالربيع العربي توظيفاً جيداً واستغليتم أخطاء المعالجة الأمنية الحكومية، ثم خلال أيام معدودة خسرتم الآلاف، و لم يمض شهر إلا وتناقص العدد وابتعد عنكم الناس، وأضعتم الفرصة تلو الأخرى، وبغبائكم انفض الشعب البحريني عنكم حين عرف حقيقة شعاركم، حينها اختفت القواسم المشتركة معكم.
ثم ارتكبتم أكبر حماقاتكم حين لجأتم للعنف و الإرهاب فلم يبق لكم صديق حتى داخل بيوتكم الذاتية تم إقصاء الأصوات المختلفة وإبعادها وتهميشها، أما غلطتكم الكبيرة فكانت استعداء الناس البسطاء وخلطكم بينهم و بين النظام، وعدم واقعيتكم، و تصديقكم لوهم الغالبية حتى جاء اليوم الذي سألتم أهل الفاتح، من أنتم؟!!
اليوم هم ذات الخمسة آلاف الذين يلبون نداءكم كل مرة في المقشع هذا ما تبقى من زخمكم يزيدون أو ينقصون عن ذلك بقليل، حتى اضطرتكم الظروف لاستغلال الجنازات و المناسبات الدينية والفزعة لكبيركم لتوهموا أنفسكم بأنكم تمثلون الغالبية، وأن لكم شعبية.
حتى اضطررتم للاستعانة بالصور القديمة أو بالتلاعب في زوايا التصوير أو باستخدام عبارة (جانب من الحضور) للتغطية على انحسار الزخم.
أصبحتم الآن خصماً للشعب البحريني، أصبحتم خصوماً للشيعة مثلما أنتم أصبحتم خصوماً للسنة، أصبحتم خصوماً للتجار، أصبحتم خصوماً للقطاع الطبي والعمالي و المهني و الإعلامي، أصبحتم فئة منبوذة، وأنا أتكلم عن قيادات الوفاق لا الشيعة، أنتم لستم خصماً للحكم الآن، أنتم خصم لشعب البحرين .. تلك حقيقة لابد من قراءتها جيداً.
واقعكم و رقمكم السياسي الصرف بلا غطاء ديني هو ذات الواقع الذي لمستموه في الانتخابات، والذي كدتم أن تخسروا مقاعدكم لولا أن اختبأ واحدكم تلو الآخر خلف عباءة كبيركم الدينية، هذا هو حجمكم الطبيعي.
اليوم عاد هذا الحجم ليبرز بقوة نتيجة غباء تلك القيادة المستفحل، حتى خسرتم الشريحة تلو الأخرى، فاليوم حربكم و معركتم هي مع الغالبية العظمى من شعب البحرين في المؤسسات في المناطق السكنية في المؤسسات المدنية كل من ترونهم لا يوافقونكم هم الآن شعب البحرين بفطرته بسجيته بحبه و إخلاصه لوطنه، مغالبتكم لهذا الواقع تؤخر الحل، تؤخر عودتكم لحضن وطنكم.
الوهم و الفقاعة التي تعيشونها أنكم تمثلون الغالبية، وأن من يخالفكم مرتزق أصله غير بحريني، وأن الغالبية تقف معكم، وأن الآلاف الذين ابتعدوا عنكم في المؤسسات المدنية طبالون موالون سذج أغبياء، وأنكم وحدكم الأذكياء والديمقراطيون والمسالمون، وأن من يختلف معكم مدفوع الثمن ووووو.
هذه الفقاعة هي قفصكم الزجاجي الذي وضعتم أنفسكم فيه و خاطبتم البحرينيين من خلف، اليوم حليفكم الوحيد أجنبي فمن المرتزق الآن؟
حتى حديثنا لكم عن نصائحكم والتفكير لكم بمخرج يقابل بغضب شديد من البسطاء من رجل الشارع من فقراء من نساء ربات بيوت يرفضون عودتكم أو الحديث معكم أو منحكم فرصة جديدة، و يغضبون منا إن قمنا بذلك.
أتعتقدون أن خطابنا يقود للكراهية؟ صدقوني أنه تشخيص لواقع الكراهية المفعمة لدى البسطاء لكم. بل هو خطاب يحاول أن ينقذ ما تبقى لكم من مكانة إن بقيت... هو كلام الصدق الذي يوجع.
حولتم حياة الناس إلى جحيم يومي من يذهب لعمله يدعو عليكم لتعطيله، من يخرج في الليل يدعو عليكم لترويعه، من خسر تجارته من خسر وظيفته من تعطلت مصالحه، كل هؤلاء ناس عاديون خسرتموهم حولتموهم لأعداء لكم، عن أي دستور وأي حوار وأي حكومة منتخبة، كل هذه الأمور تصبح هباء منثوراً أمام هذا الشرخ هذا الانقسام. و بدلاً من بذل أي جهد لإعادة المياه إلى مجاريها، خرج الخادم ليخطب خطاب السوء و يزيد الأمور تعقيداً حين يردد فيه (خسئتم) و (خسئتم)، أهذا مستوى قيادي؟ ليقطع حبل الود بينه و بين شعب البحرين من جذوره .. ألا ما أصعب موقفكم و أشد غباءكم!.
المشكلة أنه بالنسبة للإنسان البسيط العادي أصبح الشيعة كلهم الوفاق، و هذا غير صحيح، و حين يصر خطاب المختلفين معكم على فصلكم عن الشيعة يعود خطابكم ليجمع الشيعة معكم لقد جنيتم على طائفتكم، انظروا لواقعهم، لمعاناتهم الآن من الناس العاديين لا من المسؤولين ولا من الحكم ولا من (مرتزقة النظام) كما تسمونهم.


اليوم الإنسان الشيعي البسيط يعاني، يعاني في إجراء المعاملات، يعاني في التوظيف، يعاني في التجارة، يعاني في دول الخليج العربية، يعاني في الدول العربية، و معاناته لا من وزارة الداخلية ولا بأوامر من الحكم، بل بردة فعل طبيعية وتلقائية يتصرف الناس تجاهكم و تجاه أفعالكم التي تعترض حياتهم يومياً في طريقهم للعمل وفي طريقهم لقضاء مصالحهم وقرب بيتهم و أحياناً داخل بيوتهم.
ردة فعله لا يميز فيها بين من هو وفاقي و من هو غير وفاقي، حتى من هو غير الوفاق يعتبرونه معكم إنما يداري موقفه (تقية)، هذه معاناة حقيقية لأبناء طائفتكم تتجاهلونها، وحين تتناول صحيفتكم الصفراء ردة الفعل عند الناس البسطاء تتحدث عن «استحواذ» وعن «غنائم حرب» وهو تشخيص مريض و تحليلات ما أنزل الله بها من سلطان.
اخرجوا من صناديقكم الزجاجية، ما أسهل رمي الثقل على أية شماعة خارجية، و لكن هل تملكون شجاعة مواجهة الذات و تقييم أنفسكم؟ -الخطاب موجه لقيادة الوفاق لا للشيعة- أشك في ذلك فأنتم أجبن من هذه المواقف التي تحتاج لرجال سياسة و رجال دولة.
كيف ستصلحون هذا الوضع؟ كيف ستعيدون بناء الثقة والعلاقة التي ما شابها شائب لقرون؟
مبروك عليكم الإدارة الأمريكية .. هارد لكم .. خسرتم شعب البحرين.