من أقصى الأرض إلى أدناها، الأمريكان والبريطانيون والآسيويون والأوربيون والعرب وقريباً حتى إيران و-سأذكركم- نصحوا الوفاق أن تحل مشكلاتها محلياً وأن تجلس مع شركائها في الوطن وتصل إلى توافق معهم على طبيعة المرحلة القادمة.
فالمجتمع الدولي «اكتشف» أن البحرين بها آخرون، بها شعب مختلف مع الوفاق، المجتمع الدولي اكتشف أن الوفاق غطت وعتمت وضللت بشأن عنفها، وأن هناك ضحايا لها، لذلك المجتمع الدولي اليوم لا يمكنه أن يقفز على مكونات الشعب البحريني المختلفة مع الوفاق.
محلياً قلنا منذ اليوم الأول لا يمكنكم تجاهل الشعب البحريني والاعتقاد بأنكم تمثلون الشعب وحدكم هذه كذبة انكشفت للعالم أجمع، وبدون الاتفاق مع باقي المكونات لن تتمكنوا من تحقيق شيء، والآن سمعتم هذا الكلام من كل القيادات بدءاً من جلالة الملك إلى رئيس الوزراء إلى ولي العهد.
باختصار الوفاق تخشى الجلوس مع الشعب البحريني فهذا هو مربط الفرس الذي تخشى الوفاق الوصول له، لذلك هي تلف وتدور وإن لبت حضور أي اجتماع فهي تلبية مجبرة صاغرة تجبرها عليه حليفتها، لذلك هي ترى في هذه الاجتماعات مضيعة للوقت، ولحضور أي اجتماع يضم مكونات المجتمع البحريني تقلل من مستوى التمثيل!! يا عيني!! فهي تترك «الكبير» للجلوس مع من يكون على مستواه، فعلي سلمان محفوظ بالقفص الزجاجي بانتظار الجلوس مع الملك أو مع ولي العهد فقط، أما الشعب البحريني فليرسل لهم الصف الثاني!!
لم تخشَ الوفاق اللقاء مع الناس مع مكونات الشعب البحريني؟ لم تلف وتدور في الخطاب وتكتفي بأحبتي ووردتي!!
لأنها تعرف بأن مجرد جلوسها مع آخرين فهو إقرار للمجتمع الدولي بأنها لا تمثل شعب البحرين، وذلك ما لا تريد الاعتراف به، ذلك دحض وتكذيب لواقع عملت لسنوات طويلة على ترويجه لدى المجتمع الدولي رسمياً وأهلياً والشعب البحريني والدولة غافلة نائمة في العسل.
في الإعلام في المنظمات في السفارات كلهم يظنون ويبنون سياستهم على أساس أن البحرين دولة ذات «أغلبية شيعية تحكمها أقلية سنية» ولم يفكر أحد في تصحيح أو حتى البحث في هذه الحقيقة كنا نراها غير ذات أهمية رغم عدم وجود دليل واحد عليها، اليوم جاء وقت الاستحقاق لهذه المعادلة، لذلك الوفاق تخشى أن يراها العالم تجلس مع آخرين أنكرت لهم وجودهم.
لذلك هي تتصرف سياسياً مع هذه «الأقلية» بما يناسب حجمها الذي روجت له، والذي لا يستحق أكثر من وردة يتسلون بها أو مصطلح أحبتي يخدرهم به، أما حين الحديث عن مصير الدولة، فأحبتي تنحوا جانباً ذلك شأن الأغلبية الشيعية، ومن يمثلها؟ تمثلها الوفاق.
الجلوس مع الشعب البحريني وجهاً لوجه يكشف هذه الأكذوبة للعالم الخارجي، بل يكشفها ويعريها أمام هذه «الحشود الإيمانية» والتي تتبع وصدقت وآمنت بالولي الفقيه وبحكمته وبقيادته، والذي قال لهم بأنهم هم شعب البحرين ولا يوجد خارج أسوار الدراز إلا بضعة من مرتزقة هم فلول بني أمية ومعسكر يزيدي!!
أي اجتماع وجلوس وجهاً لوجه مع الشعب البحريني سيقود إلى المواجهة مع ما تود الوفاق القفز عليه وإنكاره، هي تريد أن تقفز على حقيقة وجود شعب بحريني لا يراها ممثلة له، شعب من سنة ومن شيعة ومن طوائف أخرى، هي تريد أن نقفز على ضحايا هذا الشعب الذين سقطوا بعنفهم فلا نذكرهم أمامها، هي تريد القفز على وجود واقع مغاير ومخالف لها ولا يتفق مع أطروحاتها، فإن هي أجبرت على الجلوس مع الشعب البحريني سينكشف كل ذلك وسيتعرى.
آخر لقاء لأحد أعضاء الوفاق قال لقناة العالم، إن الوفاق ليست لديها مشكلة مع الشعب، ليست هناك مشكلة بين الشعب والشعب، المشكلة بين الشعب والنظام، هنا مربط الفرس، هنا الخشية من مواجهة الشعب.
النظام والوفاق تمت مواجهتهم بعضهم ببعض من خلال لجنة بسيوني وتم تقريع النظام على أخطائه ووضع توصيات العالم كله يتابع تنفيذها، وقرار تنفيذها من عدمه له قواعد ومعايير لا تأخذ بها الوفاق، إنما الخلاصة بأن مشكلتها مع النظام لها مساراتها المحلية والدولية، ما لم تواجهه الوفاق وتتهرب من استحقاقه هي مشكلتها مع الشعب الذي لا تعترف بوجوده ولا تريد أن تلبي استحقاقات الشراكة فذلك ينسف ادعاءاتها بأنها تمثل الشعب البحريني من أساسها، ذلك يفضح كذبتها الكبرى.
لابد أن تجلس الوفاق وتستمع وأمام العالم كله إلى أسر وذوي ضحاياها من قتلى ومن مصابين بعاهات ومن مرضى نفسيين ومن جرحى ومن آلام الناس ومعاناتهم منها، أتكذب على الناس أم على نفسها حين تدعي ألا مشكلة لها مع الناس؟!! إن كانت هناك جلسة أخرى فليشاهدها العالم وليسمع العالم ما فعلته الوفاق في البحرين، خاصة أن هناك اهتماماً دولياً بهذه الحوارات، فهذه فرصة ليسمعوا عن المشكلة الموجودة بين الوفاق والشعب البحريني ليرى العالم إلى أي مدى تمثل الوفاق الشعب البحريني؟!!
إن كان هناك حوار.. لابد أن يمر عبر هذه المحطة أولاً.. فهنا مربط الفرس وغداً نكمل.