درجة الوعي بما هو متاح ومشروع للمواطن البحريني من «أدوات للعمل السياسي» عند أكثر من 60 % من شعب البحرين، أي عند شريحة الشباب، متدنية إلى درجة مخيفة (للأمانة هذا انطباعي وليس نتيجة جاءت من دراسة أو استطلاع ميداني) فما بالك بالوعي بآلية استخدام هذه الأدوات التي يجهلها؟!!.
فإن صحت توقعاتي ولم يكن للدولة استراتيجية شاملة لرفع درجة الإدراك والوعي خلال السنوات العشر المقبلة، فإن هؤلاء غير الواعين سيكونون ناخبين ونواباً وأدوات ضغط يضعون مصير البحرين في مهب الريح.
فالصلاحيات التي يتمتع بها المواطن البحريني من خلال ما أتاحه له الدستور البحريني كصلاحية تمثيله في السلطة التشريعية وإمكانية الضغط السياسي على السلطات عبر (إعلام، وسائل تواصل، مؤسسات مدنية، جمعيات سياسية ....) صلاحيات واسعة تحتاج أن يمتلك مستخدموها إدراكاً بخطورتها وإمكانياتها، ويبدو الإدراك متندياً وبارزاً وواضحاً في كيفية ممارسة شرائح من هذا الشباب في العالم الافتراضي (فضاء الإنترنت) أو حتى حين يخرج ليمارس حق التعبير أو حق التجمع، وهذان المكانان (التويتر وما شابهه والشارع) أصبحا مع الأسف هما المكانان الوحيدان اللذان تجد الشباب مجتمعين فيهما.
الواقع الآخر المؤسف أن الكبار أفراداً ومؤسسات، فشلوا في مخاطبة هذه الشريحة فشلاً ذريعاً، فشلوا بإقناعهم بالانضمام لهم في أماكن تجمعات الكبار وغالباً ما تكون أماكن مغلقة ومحدودة المساحة، وبها من التكلف ما يحد من إغراءات الحضور، وفشلوا في النزول لهم في مواقعهم، فنادراً ما ترى شخصيات لها ثقلها تتواجد في الساحات أو في فضاء الإنترنت.
ورغم أن الدولة لم تبخل كميزانية وكهيكلية وظيفية وكمنظومة تشريعية ومؤسسية من أجل رفع المستوى الإدراكي لأفراد المجتمع، فإن الحراك التنموي السياسي مضطرب اضطراباً شديداً، وأحد أسبابه هو درجة الوعي بطبيعة واختصاصات الأدوات الخاصة بالعمل السياسي، وغياب الإرادة القيادية في التواصل مع الشباب.
فإذا كنا نتوخى من النواب ـ على سبيل المثال كأحد «الكبار» - أن يتواصلوا مع الشباب، فإن غالبيتهم لا يعرفون من هذا الفضاء الإلكتروني حتى لفظ اسمه.
وإن كنا نتوخى من أعضاء مجلس الشورى كمثال آخر أن يتنازلوا من عليائهم وينزلوا لهذا الفضاء فإننا سننتظر طويلاً.
أما إن كنا نتوخى من معهد التنمية السياسية فإنه وإن كان يملك حساباً في التويتر ومنذ أكثر من ثلاث سنوات، فإنه لم يغرد في هذا الحساب إلا 900 تغريدة طوال السنوات الثلاث الماضية، وأغلبها أخبار المعهد ولا أحد يدري عن هذا الحساب ولم يسمع به شبابنا، ولتقريب الصورة «الوفاق تغرد في بعض الأيام أكثر من 30 تغريدة في اليوم الواحد!!» بمعنى أن تغريدات معهد التنمية السياسية خلال ثلاث سنوات تعادل تغريدات شهر في إحدى الجمعيات السياسية.
أما حضور بقية الجمعيات السياسية في العالم الافتراضي حيث يجتمع الآلاف من الشباب يومياً، فلا يعادل واحداً في المائة من تغريدات الوفاق، وتسألون لم الوعي متدنٍ؟.
الوفاق كموقف سياسي أصلاً هو انجرار للشارع والمراهقون هم من يحكم ويقود للعكس، لذلك فإن من دأب على استخدام حسابهم يزيد الضلال ضلالاً.
فيما يتعلق بالتوعية بطبيعة الأدوات السياسية المشروعة المتاحة للمواطن البحريني، فإن أعضاء الوفاق يتخلون عن وقارهم ويركبون الموجة غير عابئين بضحاياهم، غير عابئين بمصداقية أو بوقار السن أو بحرام أو حلال، هم يوظفون الحضور في هذا العالم الافتراضي كورقة تستغل للشحن تماماً كما تشحن بطارية الهواتف.
هكذا إذاً تستغل هذه الوسائل، ففي الوقت الذي يغيب فيه التعقل والاعتدال في الطرح، وفي الوقت الذي تغيب فيه المعلومة الصحيحة، تنفرد بهم قوى الظلام، من متشددين ومن إرهابيين ومن مضطربين نفسياً ومن جهل وتخلف ومن جميع المذاهب والملل، فلا تدري من وراء الحسابات المستعارة التي أصبحت «قيادات» سياسية، ولا تدري هل بعض القيادات المعروفة بثقلها مصابة بانفصام في الشخصية حين تعبر عن آرائها السياسية على التويتر بشكل لا يتناسب مع شخصيتها العلنية أثناء اللقاءات الإعلامية، أو حين تنشر الأخبار المغلوطة في هذا الفضاء بخفة غير عابئة بنتائج تضليلها، أو حين تبدل وتغير المصطلحات بآلية متعمدة فيها مجاراة الجهل والتضليل.
اثنتا عشرة سنة من عمر المشروع الإصلاحي لم يدرك كبارنا (مؤسسات وأفراداً) أن توعية هذا الجيل الجديد هو استثمار في الاستقرار واستثمار في التنمية، عبر بناء تراكمي مبكر من الوعي والإدراك السليم.
اثنتا عشرة سنة ترفع كبارنا عن التواصل مع صغارنا حتى أفاق الكبار يوماً وإذا بالصغار هم من استولوا على الأدوات السياسية، وهم من يحددون المصير والكبار ذيول لهم!.
فإن صحت توقعاتي ولم يكن للدولة استراتيجية شاملة لرفع درجة الإدراك والوعي خلال السنوات العشر المقبلة، فإن هؤلاء غير الواعين سيكونون ناخبين ونواباً وأدوات ضغط يضعون مصير البحرين في مهب الريح.
فالصلاحيات التي يتمتع بها المواطن البحريني من خلال ما أتاحه له الدستور البحريني كصلاحية تمثيله في السلطة التشريعية وإمكانية الضغط السياسي على السلطات عبر (إعلام، وسائل تواصل، مؤسسات مدنية، جمعيات سياسية ....) صلاحيات واسعة تحتاج أن يمتلك مستخدموها إدراكاً بخطورتها وإمكانياتها، ويبدو الإدراك متندياً وبارزاً وواضحاً في كيفية ممارسة شرائح من هذا الشباب في العالم الافتراضي (فضاء الإنترنت) أو حتى حين يخرج ليمارس حق التعبير أو حق التجمع، وهذان المكانان (التويتر وما شابهه والشارع) أصبحا مع الأسف هما المكانان الوحيدان اللذان تجد الشباب مجتمعين فيهما.
الواقع الآخر المؤسف أن الكبار أفراداً ومؤسسات، فشلوا في مخاطبة هذه الشريحة فشلاً ذريعاً، فشلوا بإقناعهم بالانضمام لهم في أماكن تجمعات الكبار وغالباً ما تكون أماكن مغلقة ومحدودة المساحة، وبها من التكلف ما يحد من إغراءات الحضور، وفشلوا في النزول لهم في مواقعهم، فنادراً ما ترى شخصيات لها ثقلها تتواجد في الساحات أو في فضاء الإنترنت.
ورغم أن الدولة لم تبخل كميزانية وكهيكلية وظيفية وكمنظومة تشريعية ومؤسسية من أجل رفع المستوى الإدراكي لأفراد المجتمع، فإن الحراك التنموي السياسي مضطرب اضطراباً شديداً، وأحد أسبابه هو درجة الوعي بطبيعة واختصاصات الأدوات الخاصة بالعمل السياسي، وغياب الإرادة القيادية في التواصل مع الشباب.
فإذا كنا نتوخى من النواب ـ على سبيل المثال كأحد «الكبار» - أن يتواصلوا مع الشباب، فإن غالبيتهم لا يعرفون من هذا الفضاء الإلكتروني حتى لفظ اسمه.
وإن كنا نتوخى من أعضاء مجلس الشورى كمثال آخر أن يتنازلوا من عليائهم وينزلوا لهذا الفضاء فإننا سننتظر طويلاً.
أما إن كنا نتوخى من معهد التنمية السياسية فإنه وإن كان يملك حساباً في التويتر ومنذ أكثر من ثلاث سنوات، فإنه لم يغرد في هذا الحساب إلا 900 تغريدة طوال السنوات الثلاث الماضية، وأغلبها أخبار المعهد ولا أحد يدري عن هذا الحساب ولم يسمع به شبابنا، ولتقريب الصورة «الوفاق تغرد في بعض الأيام أكثر من 30 تغريدة في اليوم الواحد!!» بمعنى أن تغريدات معهد التنمية السياسية خلال ثلاث سنوات تعادل تغريدات شهر في إحدى الجمعيات السياسية.
أما حضور بقية الجمعيات السياسية في العالم الافتراضي حيث يجتمع الآلاف من الشباب يومياً، فلا يعادل واحداً في المائة من تغريدات الوفاق، وتسألون لم الوعي متدنٍ؟.
الوفاق كموقف سياسي أصلاً هو انجرار للشارع والمراهقون هم من يحكم ويقود للعكس، لذلك فإن من دأب على استخدام حسابهم يزيد الضلال ضلالاً.
فيما يتعلق بالتوعية بطبيعة الأدوات السياسية المشروعة المتاحة للمواطن البحريني، فإن أعضاء الوفاق يتخلون عن وقارهم ويركبون الموجة غير عابئين بضحاياهم، غير عابئين بمصداقية أو بوقار السن أو بحرام أو حلال، هم يوظفون الحضور في هذا العالم الافتراضي كورقة تستغل للشحن تماماً كما تشحن بطارية الهواتف.
هكذا إذاً تستغل هذه الوسائل، ففي الوقت الذي يغيب فيه التعقل والاعتدال في الطرح، وفي الوقت الذي تغيب فيه المعلومة الصحيحة، تنفرد بهم قوى الظلام، من متشددين ومن إرهابيين ومن مضطربين نفسياً ومن جهل وتخلف ومن جميع المذاهب والملل، فلا تدري من وراء الحسابات المستعارة التي أصبحت «قيادات» سياسية، ولا تدري هل بعض القيادات المعروفة بثقلها مصابة بانفصام في الشخصية حين تعبر عن آرائها السياسية على التويتر بشكل لا يتناسب مع شخصيتها العلنية أثناء اللقاءات الإعلامية، أو حين تنشر الأخبار المغلوطة في هذا الفضاء بخفة غير عابئة بنتائج تضليلها، أو حين تبدل وتغير المصطلحات بآلية متعمدة فيها مجاراة الجهل والتضليل.
اثنتا عشرة سنة من عمر المشروع الإصلاحي لم يدرك كبارنا (مؤسسات وأفراداً) أن توعية هذا الجيل الجديد هو استثمار في الاستقرار واستثمار في التنمية، عبر بناء تراكمي مبكر من الوعي والإدراك السليم.
اثنتا عشرة سنة ترفع كبارنا عن التواصل مع صغارنا حتى أفاق الكبار يوماً وإذا بالصغار هم من استولوا على الأدوات السياسية، وهم من يحددون المصير والكبار ذيول لهم!.