من يتابع فضائية «العالم» الإيرانية منذ أن اشتعلت الساحة في الأنبار بالعراق، يتمكن بسهولة من القول إن إيران ترى أن ما يحدث هناك، وبدأ ينتقل بسرعة إلى مدن عراقية أخرى «ليس ثورة وليس انتفاضة» وإنما هو «فوضى» يقودها أفراد «ممولون من الخارج» يهدفون إلى «زرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي الواحد» ويريدون الإساءة إلى العراق، ورئيس وزرائه، وحكومته و... أن «من حق الحكومة» أن تتعامل مع المحتجين بكل ما لديها من وسائل «وبقوة وحزم»، وأن «تمنع» أي تجمعات وتفضها بقوة، وترمي من تشاء في السجون، ومن حقها أيضاً ألا تستجيب لمطالب المتظاهرين، وألا تطلق سراح أي امرأة سجينة لدى النظام، وأنها مع نوري المالكي في كل خطوة يتخذها ضد مواطنيه، وخصوصاً أولئك الذين رفعوا شعارات ولافتات وصوراً ممنوعة في عرف الحكومة ويعتبرها المالكي مسيئة.
والرأي نفسه تراه إيران في سوريا، والتي زادت عليه أن كل الذين قتلوا برصاص نظام بشار الأسد «يستحقون القتل»، وأنهم «مخربون»، و»ممولون من الخارج»، وأنهم «شبيحة وبلطجية»، لا يعرفون الله ويهدفون إلى خدمة إسرائيل، عبر دول خليجية تمولهم وتدعمهم بالسلاح، وبالمواقف السياسية. وبالتأكيد فإن إيران تحلل لنفسها ما حللته للمالكي وللأسد، فمن يتجرأ ويقول شيئاً عن أي قرار تتخذه القيادة الإيرانية وحكومتها فليس له إلا بئس المصير، أما من يتجرأ ويفعل فهذا يعني أن «أمه داعية عليه» وأنه صار من الحق العام ألا يرى النور بعد ذلك.
كل هذا يسهل على المتابع لما تبثه هذه «السوسة»، وغيرها من الفضائيات المحسوبة على إيران والمدعومة منها أن يتبينه، فكل ما يحدث من تجاوزات من قبل نجاد والمالكي والأسد «حلال بلال» وهو نصرة للدين وللإنسانية وللمواطنين في تلك الدول، وكل من «يتجرأ» على تلك الأنظمة بالعمل أو حتى بمجرد القول فهو آثم يستحق العقاب في الدنيا قبل الآخرة.
مقابل كل هذا ترى إيران عبر ما تبثه فضائياتها أن ما يجري في البحرين «ثورة» وأنه «حق» للشعب وأنه «لا يجوز» لحكومة البحرين أن تتعامل معه إلا بالحسنى بل إن «تسلم لهم وتعطيهم ما يريدون.. بما في ذلك الحكم» وأنه غير مقبول أبداً «ما تدعيه الحكومة» من أن من يقومون بتلك «الثورة» مخربون وأنهم يريدون بث الفوضى أو القول إنهم ممولون من الخارج، كما إن استخدام أولئك للمولوتوف القاتل وأي وسيلة «سحق» أخرى يدخل في باب «السلمية» وأنه ليس من ذلك أي ضرر.
للأسف فإن هذه هي بالضبط مواقف إيران مما يجري في البحرين وسوريا والعراق بشكل خاص، وهذه مواقفها مما يجري في العالم أجمع، فاستخدام المولوتوف القاتل وسحق رجال الأمن في البحرين حلال وكذلك إحداث الفوضى وتعطيل الحياة بالخروج في مظاهرات يومية، بينما الخروج في مظاهرة في الأنبار للمطالبة بإطلاق سراح الآلاف من «الحرائر» العراقيات السجينات حرام، وكذلك القول إن ما يجري هناك ثورة. ولجوء بشار الأسد إلى قتل المئات من شعبه يومياً عبر قصفهم بالطائرات الحربية حلال، وكذلك تهجيرهم وكل ما يقوم به من إعدامات في الشوارع، بينما توقيف متظاهر خالف القانون في البحرين حرام، وتستحق عليه الحكومة في البحرين الشنق، لأنها «تجاوزت القانون».
بعد كل هذه المواقف المتناقضة تأتي إيران لتقول إن أمريكا تكيل بمكيالين، وتقول «مرك مرك أمريكا» أي الموت لأمريكا! وبالقياس نفسه تقول «الموت للبحرين والموت لدول التعاون» والموت لكل من هو «ليس معنا» لأنه «ضدنا»! وتقول إن ما تراه هي فقط صحيح، ويوصل إلى جنة المتقين، وما تراه خطأ فإنه لابد وأن يكون خطأ وإن شهد العالم كله أنه صواب.
والرأي نفسه تراه إيران في سوريا، والتي زادت عليه أن كل الذين قتلوا برصاص نظام بشار الأسد «يستحقون القتل»، وأنهم «مخربون»، و»ممولون من الخارج»، وأنهم «شبيحة وبلطجية»، لا يعرفون الله ويهدفون إلى خدمة إسرائيل، عبر دول خليجية تمولهم وتدعمهم بالسلاح، وبالمواقف السياسية. وبالتأكيد فإن إيران تحلل لنفسها ما حللته للمالكي وللأسد، فمن يتجرأ ويقول شيئاً عن أي قرار تتخذه القيادة الإيرانية وحكومتها فليس له إلا بئس المصير، أما من يتجرأ ويفعل فهذا يعني أن «أمه داعية عليه» وأنه صار من الحق العام ألا يرى النور بعد ذلك.
كل هذا يسهل على المتابع لما تبثه هذه «السوسة»، وغيرها من الفضائيات المحسوبة على إيران والمدعومة منها أن يتبينه، فكل ما يحدث من تجاوزات من قبل نجاد والمالكي والأسد «حلال بلال» وهو نصرة للدين وللإنسانية وللمواطنين في تلك الدول، وكل من «يتجرأ» على تلك الأنظمة بالعمل أو حتى بمجرد القول فهو آثم يستحق العقاب في الدنيا قبل الآخرة.
مقابل كل هذا ترى إيران عبر ما تبثه فضائياتها أن ما يجري في البحرين «ثورة» وأنه «حق» للشعب وأنه «لا يجوز» لحكومة البحرين أن تتعامل معه إلا بالحسنى بل إن «تسلم لهم وتعطيهم ما يريدون.. بما في ذلك الحكم» وأنه غير مقبول أبداً «ما تدعيه الحكومة» من أن من يقومون بتلك «الثورة» مخربون وأنهم يريدون بث الفوضى أو القول إنهم ممولون من الخارج، كما إن استخدام أولئك للمولوتوف القاتل وأي وسيلة «سحق» أخرى يدخل في باب «السلمية» وأنه ليس من ذلك أي ضرر.
للأسف فإن هذه هي بالضبط مواقف إيران مما يجري في البحرين وسوريا والعراق بشكل خاص، وهذه مواقفها مما يجري في العالم أجمع، فاستخدام المولوتوف القاتل وسحق رجال الأمن في البحرين حلال وكذلك إحداث الفوضى وتعطيل الحياة بالخروج في مظاهرات يومية، بينما الخروج في مظاهرة في الأنبار للمطالبة بإطلاق سراح الآلاف من «الحرائر» العراقيات السجينات حرام، وكذلك القول إن ما يجري هناك ثورة. ولجوء بشار الأسد إلى قتل المئات من شعبه يومياً عبر قصفهم بالطائرات الحربية حلال، وكذلك تهجيرهم وكل ما يقوم به من إعدامات في الشوارع، بينما توقيف متظاهر خالف القانون في البحرين حرام، وتستحق عليه الحكومة في البحرين الشنق، لأنها «تجاوزت القانون».
بعد كل هذه المواقف المتناقضة تأتي إيران لتقول إن أمريكا تكيل بمكيالين، وتقول «مرك مرك أمريكا» أي الموت لأمريكا! وبالقياس نفسه تقول «الموت للبحرين والموت لدول التعاون» والموت لكل من هو «ليس معنا» لأنه «ضدنا»! وتقول إن ما تراه هي فقط صحيح، ويوصل إلى جنة المتقين، وما تراه خطأ فإنه لابد وأن يكون خطأ وإن شهد العالم كله أنه صواب.