لنتحدث بصراحة هنا؛ إذ بات ملاحظاً للجميع أنه كلما ترددت كلمة «حوار» تقابلها ردات فعل «مستاءة» من قبل الفئات «المخلصة» لهذا الوطن؛ ولهذا «الاستياء» أسباب عديدة تعرفها الدولة جيداً، لا تتعلق برفض الحوار كمبدأ، أو اعتباره وسيلة حضارية للتوصل إلى حلول (حضارية تعني بين أطراف حضاريين في المقام الأول)، بل تتعلق بعدم تحويل الحوار إلى أشبه ما يكون بـ»صك الغفران» الموجه لفئات حاولت الانقلاب على الدولة وما زالت.
نكرر بأعلى صوتنا ونذكر؛ فئات حاولت الانقلاب على الدولة ومازالت. فئات نصبت لقادة البلاد المشانق، وهتفت بالتسقيط ومارست الإرهاب، وكرست الطائفية منهجاً والعنصرية أسلوباً. يا جماعة نسيتوا وإلا مُسحت الفيديوهات والصور التي تبين كيف كانت البحرين مهددة بالاختطاف؟!
بيد أن المؤسف، أن من يروجون للحوار -هكذا دون أن تسبقه إجراءات يفرضها المنطق والقانون- وكأنهم ينكرون على الناس المخلصة تعبيرهم عن آرائهم خصوصاً إن كانوا رافضين أن تتخذ خطوة تكون على حسابهم وتنسف وقفتهم الوطنية مع بلدهم، وكأنهم يستغربون من الناس حينما يعبرون عن رفضهم وعدم ارتياحهم، وكأنهم يقولون بشأن الناس ونكاد نسمعها ضمنياً «شفيهم ذلين، شيبون بالضبط؟!».
تذكرون الضجة التي أثارتها تغريدة أحد المسؤولين حينما كتب «يا بحرينيون حالتكم حالة»؟! رغم أنه بررها من منطلق حسن نية، وهنا لا نزايد على هذا المسؤول الرجل الخلوق الكريم في وطنيته وإخلاصه وحبه للبحرين واجتهاده من أجلها، لكن الجملة بحد ذاتها استثارت المخلصين ودفعتهم بالضرورة إلى الرد بجمل قوية تذكر الجميع بوقفة أهل البحرين المخلصين، وكيف أنهم تحولوا لدروع حامية للبلد حينما كانت «حالتها حالة».
اليوم مع تكرار دعوة الحوار وتهليل الوفاق له تستثار المكونات المخلصة في رد فعل طبيعي، ومن حقها أن تستاء إن أحست بأن هذا الحوار سيستغل من قبل المؤزمين وقادة الانقلاب على أنه «طوق نجاة» لهم، وأنه بمجرد أن يشاركوا فيه سـ «تُجب» الأعمال التي قاموا بها وستسقط عنهم «أوزار» ممارسة الإرهاب وتسقيط الدولة وتشويه صورتها.
«شفيهم ذلين -أي الناس- ولماذا لا يعجبهم أي شيء»؟! قد يكون بعضٌ قد قالها، ونجيب بأن ما «في» الناس أنهم يريدون أولاً وقبل كل شيء العدالة ومحاسبة من أخطأ بحق هذا الوطن وعاث فيه الفساد. الوفاق وأذيالها يجب أن تُحاسب على ما ارتكبته بحق البحرين وشعبها بكل أطيافه ومكوناته، عليها أن تواجه صنيعة ما عملت، لا أن تكافأ بأن تمنح فرصة جديدة بعد فرص عديدة أضاعتها، وبعد فرصة ذهبية منذ البداية الأولى لمحاولة الانقلاب بأن تجنب البلد الويلات والتداعيات التي تعيشها اليوم.
نحس أن بعض المسؤولين يقرأون المشهد بترفع شديد، ونحس أنهم يطالعون الناس باستعلاء للأسف، نحس أن بعضهم يرى بأن ما حصل في البحرين يمكن أن يمسح في غمضة عين، وأنه ما المانع من عودة الأمور إلى مجاريها و»التغاضي» عما فعلته الوفاق. أقول إننا «نحس» بأن هذه باتت نظرة التعاطي مع الناس حينما لا يوافقون «فوراً» على رأي أو مقترح يطرح من جهة تمثل الجانب الرسمي.
لا يا جماعة، ما هكذا تورد الإبل، وليست السياسة الناجحة عبر «تصفير العداد» ونسيان ما حصل، هذا ضعف وهوان لا تفسير آخر له. واسمحوا لنا هنا وللمخلصين بأن يعبروا عن آرائهم التي لن تتجاوز أدب الحديث بخلاف من يُسمح لهم بالتطاول الشتم ومحاربة البلد وقادته حينما يكونون بمعزل عن الإجراء القانوني.
نقول: لا يمكن أن يتم فرض النسيان على مكونات واسعة من هذا الشعب عانت ومازالت من الإرهاب وغياب الأمن في بلادها. لا يمكن مساواة معاناة هؤلاء الناس الذين يسيرون في الشوارع بلا حراسة أو حماية ويسكنون مناطق تستهدف بالتخريب والإرهاب مع أناس لا يعايشون واقع التهديد والقلق على الأرض يومياً ويرون في المقابل أنه من السهولة تطبيق السيناريوهات -التي ترسم في اجتماعات سرية أو لقاءات ودية هنا أو هناك- على الأرض دون الوقوف أقلها على رأي الناس.
العاقل مع أي حوار يبنى على أسس العدالة أولاً، لا يمكن أن نساوي الضحية بالمجرم على طاولة حوار واحدة، لا يمكن أن يتم النظر اليوم للمخلصين على أنهم يقفون حجر عثرة في طريق إعادة الهدوء للبلد حينما يعبرون عن استيائهم من خطوات تأتي لتصب في خانة من يفترض أن يطبق عليه القانون منذ البداية باعتبار أن كل أفعاله وتصرفاته وأقواله تخالف قوانين البلاد، وهو في الحقيقة من يرفض عودة الهدوء للبلد لأن وضعها فوق صفيح ساخن يعجبه ويخدمه.
حاسبوهم أولاً، ضعوا النقاط على الحروف، أقيموا ميزان العدالة، خذوا حقوق الناس وضحايا الإرهاب، والأهم الأهم الأهم «طبقوا القانون» على كل من تجاوزه، بعدها سيكون الحق مع أي شخص أو مسؤول للوم الناس بشأن رفضه لحوار أو صيغة تفاهم أو أي شيء آخر.
هذه هي مشكلة الشعب المخلص مع حوار في أي مكان وأي زمان إن تم دون أن تسبقه إجراءات تصحح الوضع المعوج بشأن المحاسبة وتطبيق القانون.
نكرر بأعلى صوتنا ونذكر؛ فئات حاولت الانقلاب على الدولة ومازالت. فئات نصبت لقادة البلاد المشانق، وهتفت بالتسقيط ومارست الإرهاب، وكرست الطائفية منهجاً والعنصرية أسلوباً. يا جماعة نسيتوا وإلا مُسحت الفيديوهات والصور التي تبين كيف كانت البحرين مهددة بالاختطاف؟!
بيد أن المؤسف، أن من يروجون للحوار -هكذا دون أن تسبقه إجراءات يفرضها المنطق والقانون- وكأنهم ينكرون على الناس المخلصة تعبيرهم عن آرائهم خصوصاً إن كانوا رافضين أن تتخذ خطوة تكون على حسابهم وتنسف وقفتهم الوطنية مع بلدهم، وكأنهم يستغربون من الناس حينما يعبرون عن رفضهم وعدم ارتياحهم، وكأنهم يقولون بشأن الناس ونكاد نسمعها ضمنياً «شفيهم ذلين، شيبون بالضبط؟!».
تذكرون الضجة التي أثارتها تغريدة أحد المسؤولين حينما كتب «يا بحرينيون حالتكم حالة»؟! رغم أنه بررها من منطلق حسن نية، وهنا لا نزايد على هذا المسؤول الرجل الخلوق الكريم في وطنيته وإخلاصه وحبه للبحرين واجتهاده من أجلها، لكن الجملة بحد ذاتها استثارت المخلصين ودفعتهم بالضرورة إلى الرد بجمل قوية تذكر الجميع بوقفة أهل البحرين المخلصين، وكيف أنهم تحولوا لدروع حامية للبلد حينما كانت «حالتها حالة».
اليوم مع تكرار دعوة الحوار وتهليل الوفاق له تستثار المكونات المخلصة في رد فعل طبيعي، ومن حقها أن تستاء إن أحست بأن هذا الحوار سيستغل من قبل المؤزمين وقادة الانقلاب على أنه «طوق نجاة» لهم، وأنه بمجرد أن يشاركوا فيه سـ «تُجب» الأعمال التي قاموا بها وستسقط عنهم «أوزار» ممارسة الإرهاب وتسقيط الدولة وتشويه صورتها.
«شفيهم ذلين -أي الناس- ولماذا لا يعجبهم أي شيء»؟! قد يكون بعضٌ قد قالها، ونجيب بأن ما «في» الناس أنهم يريدون أولاً وقبل كل شيء العدالة ومحاسبة من أخطأ بحق هذا الوطن وعاث فيه الفساد. الوفاق وأذيالها يجب أن تُحاسب على ما ارتكبته بحق البحرين وشعبها بكل أطيافه ومكوناته، عليها أن تواجه صنيعة ما عملت، لا أن تكافأ بأن تمنح فرصة جديدة بعد فرص عديدة أضاعتها، وبعد فرصة ذهبية منذ البداية الأولى لمحاولة الانقلاب بأن تجنب البلد الويلات والتداعيات التي تعيشها اليوم.
نحس أن بعض المسؤولين يقرأون المشهد بترفع شديد، ونحس أنهم يطالعون الناس باستعلاء للأسف، نحس أن بعضهم يرى بأن ما حصل في البحرين يمكن أن يمسح في غمضة عين، وأنه ما المانع من عودة الأمور إلى مجاريها و»التغاضي» عما فعلته الوفاق. أقول إننا «نحس» بأن هذه باتت نظرة التعاطي مع الناس حينما لا يوافقون «فوراً» على رأي أو مقترح يطرح من جهة تمثل الجانب الرسمي.
لا يا جماعة، ما هكذا تورد الإبل، وليست السياسة الناجحة عبر «تصفير العداد» ونسيان ما حصل، هذا ضعف وهوان لا تفسير آخر له. واسمحوا لنا هنا وللمخلصين بأن يعبروا عن آرائهم التي لن تتجاوز أدب الحديث بخلاف من يُسمح لهم بالتطاول الشتم ومحاربة البلد وقادته حينما يكونون بمعزل عن الإجراء القانوني.
نقول: لا يمكن أن يتم فرض النسيان على مكونات واسعة من هذا الشعب عانت ومازالت من الإرهاب وغياب الأمن في بلادها. لا يمكن مساواة معاناة هؤلاء الناس الذين يسيرون في الشوارع بلا حراسة أو حماية ويسكنون مناطق تستهدف بالتخريب والإرهاب مع أناس لا يعايشون واقع التهديد والقلق على الأرض يومياً ويرون في المقابل أنه من السهولة تطبيق السيناريوهات -التي ترسم في اجتماعات سرية أو لقاءات ودية هنا أو هناك- على الأرض دون الوقوف أقلها على رأي الناس.
العاقل مع أي حوار يبنى على أسس العدالة أولاً، لا يمكن أن نساوي الضحية بالمجرم على طاولة حوار واحدة، لا يمكن أن يتم النظر اليوم للمخلصين على أنهم يقفون حجر عثرة في طريق إعادة الهدوء للبلد حينما يعبرون عن استيائهم من خطوات تأتي لتصب في خانة من يفترض أن يطبق عليه القانون منذ البداية باعتبار أن كل أفعاله وتصرفاته وأقواله تخالف قوانين البلاد، وهو في الحقيقة من يرفض عودة الهدوء للبلد لأن وضعها فوق صفيح ساخن يعجبه ويخدمه.
حاسبوهم أولاً، ضعوا النقاط على الحروف، أقيموا ميزان العدالة، خذوا حقوق الناس وضحايا الإرهاب، والأهم الأهم الأهم «طبقوا القانون» على كل من تجاوزه، بعدها سيكون الحق مع أي شخص أو مسؤول للوم الناس بشأن رفضه لحوار أو صيغة تفاهم أو أي شيء آخر.
هذه هي مشكلة الشعب المخلص مع حوار في أي مكان وأي زمان إن تم دون أن تسبقه إجراءات تصحح الوضع المعوج بشأن المحاسبة وتطبيق القانون.